هناك إهتمام شعبي عميق بالموالد الدينية القديمة و بنظريتها المعاصرة هذا الإهتمام يوثق روابط بين عناصر الثقافة الشعبية. و هذا المزج بين التدين العميق و المرح البرئ يرسي بقوة مبدأ التدين في الحياة اليومية.
يتناول الكتاب الموالد الإسلامية و المسيحية كما يتناول مولدًا يهوديًا واحدًا في مصر, و يسعى إلى الغوص في خبايا التصوف الوثيق الصلة بالموالد الإسلامية. يقول المؤلف:" إن على مصر أن تفخر بحيازتها لمثل هذا التنوع الفريد لهذه الظاهرة العبقرية".
برغم الحجم الضخم لصفحات الكتاب :)، إلا أنني أعتبر أن هذا الكتاب يعد مرجعاً هاماً للموالد الإسلامية والمسيحية بمصر خلال فترة منتصف القرن ال20. أعجبتني روح الكاتب الطيبة المتسامحة وأعجبتني روح البسطاء الطيبة المتسامحة. يذكر لنا الكتاب نقاط التشابه بين بعض العادات التي تقام في الموالد المصرية ونظيرتها في الحضارة الفرعونية القديمة، تفاجأت بتشابه الموالد المسيحية بأغلبية طقوس الموالد المصرية، أعجبني إصرار المصريين علي تنفيذ ما يحبوه. برغم معارضتي لبعض طقوس الموالد إلا انها تظل سمة مميزة لمصر.
اول مرة اقرا كتاب مصور , الكاتب كان بيصور معظم الحاجات اللي بيتكلم فيها و بيوضحها بشرح تفصيلي .. نيكولاس فضل سنة و نص بيلف مصر كلها علشان يكتب الكتاب ده , المجهود اللي فيه يحترم الصراحة و كل المعلومات اللي في الكتاب بتحصل فعلا و لكنها ابعد ما يكون عن الفكرة الاساسية و جوهر التصوف .. الكاتب كان بيحضر معظم الموالد الاسلامية و المسيحية و المولد اليهودي الوحيد في مصر و يسأل الناس عن الموالد ديه و يقابل المريدين و متبعين نهج الاولياء و من ينسبون اليهم الكرامات , طبعا الكلام ده كله غلط و مفيش حاجة اسمها كرامات للاولياء .. العيب ان الكاتب ما تعبش نفسه و جرب يقرا كتب للتصوف -بدايته و اسبابه و طريقته و تطوره لحد الشكل اللي اتكتب فيه الكتاب , هو استسهل و ذكر كلام الاشخاص المعاصرين فقط و اللي معظمه غلط .. الكتاب ينفع للنقد و توضيح الاخطاء المتبعة الان لكن ما ينفعش لحد بيتعرف علي التصوف من الكتاب ده ..
ان التلاحم بين العناصر الدينية وغيرها في الشرق الأوسط، يظهر بشكل واضح في العديد من الممارسات الصوفية، تلك المشاعر المختلطة بين الخشوع والرجاء، والرغبة والرهبة، تذهل كل من يعاينها ويختلط بأصحابها، شهد الدكتور الهولندي نيكولاس تلك الموالد، ووثق حوادثها بمشاعر الرحالة، واختلط بالمشايخ والمريدين لينقل لنا صورة معاصرة لتلك المذاهب، وهي بالتالي مختلفة بالكامل عن الصورة الأكاديمية والنماذج الذهنية المُعدة لها، لا يختص الكتاب بالخلافات المذهبية بين الصوفية وغيرهم بشكل مباشر، انها عين أوروبي يوثق الأفكار التي لم يراها خارج الكتب من قبل.
كتاب ممتاز من ناحية التوثيق للموالد والحضرات والطرق الصوفية اسلامية ومسيحية في مصر الامر يقتصر على التوثيق والمعرفة فقط وليس البحث في صحة تلك الامور الكاتب بذل مجهود ضخم في جمع معلوماته واغلبها صحيح لأني من من منطقة شعبية وانتميت فترة طويلة لطريقة صوفية - كتاب رائع لمن يريد معرفة طبائع المصريين الممتدة من عهد الفراعنة وحتى الان وانهم أثرروا في المسيحية والاسلام باعتقادات مصرية قديمة