هذا الكتاب هو شهادة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ,آخر وزير خارجية في حكم مبارك قبل الثورة ...وفيه يتحدث عن صناعة القرار المصري و يرد علي الاتهامات الموجهة لسياسية الخارجية و تردي دورها في نهاية عصر مبارك ...هذا الكتاب هو مذكرات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
بدأت قراءتي لهذا الكتاب بعد انتهائي من الجزء الأول من مذكرات الجنزوري. وإن كانت مذكرات الجنزوري تعرض في معظمها صورة عن أداء الحكومة ونظام مبارك منذ بدايته وحتى نهاية التسعينيات من منظور أحد الوزراء الذي تولى في نهاية مسيرته رئاسة الوزارة، فإن مذكرات أحمد أبو الغيط تساهم في رسم صورة للنظام في العقد الأول من الألفية، وحتى سقوط مبارك في فبراير 2011. بدأت قراءة هذه المذكرات محملاً بانطباعاتي السابقة عن أحمد أبو الغيط، وأعتقد أن انطباعات كل من عايش هذه المرحلة هي انطباعات سلبية. عرض أبو الغيط حياته العملية منذ بدايته في وزارة الخارجية، والمواقع المختلفة التي عمل بها في مسيرة العمل الدبلوماسي، والتي كان واضحاً أنه كان يسعى للعمل في أماكن متميزة تعين في الوصول لأقصى طموحاته، وهو منصب الوزير، والذي يؤول عادةً لمندوب مصر في الأمم المتحدة. ربما كان من سوء حظ أبو الغيط، وسلفه أحمد ماهر السيد، أن كليهما أتى بعد 10 سنوات أمضاها عمرو موسى وزيراً للخارجية، بأداءٍ وروح أكسبته شعبية في مصر والعالم العربي، محملاً بكاريزما افتقدها من جاء بعده، فجاء أداء كلا منهما باهتاً، في مرحلة تغير فيها شكل العالم، وشهدت المنطقة ومصر تحديات كبيرة في عالم ما بعد 11 سبتمبر، وما أصاب العالم الاسلامي من نكبات، سواء باحتلال أفغانستان، والعراق، وانتفاضة الأقصى، وحروب غزة ولبنان، ومخططات الشرق الأوسط الكبير، وتقسيم السودان. أسهب أبو الغيط في كتابه الذي يزيد عن 500 صفحة في عرض دوره ونشاطه في جميع هذه الملفات، ومع كل ملف يبعث رسالة فحواها بأن جهوداً كثيرة كان يبذلها، ولكنها كانت تُجهض بسبب حذر الرئيس، أو بسبب تقدمه في السن...والسبب الأخير يتكرر كثيراً منذ بداية توليه المنصب في 2004، ولحين نهاية حكم مبارك بالطبع كثيراً ما كان يشير إلى أنه بتقدم مبارك بالسن، بدأ يفقد اهتمامه بمتابعة تفاصيل السياسة الخارجية، وكثيراً ما كان يبدو عليه الملل والسأم، وبدأ يتجنب السفر قدر الامكان وبخاصةً لمسافات طويلة. وكان لهذا تأثير سلبي على علاقات مصر الخارجية في العديد من الملفات على حد قول أبو الغيط، والذي كان يحاول تعويضه بنفسه، أو عن طريق معاونة رئيس الوزراء وعمر سليمان مدير المخابرات العامة، والذي كانت تجمعه به علاقة عمل متميزة. رغم السرد المفصل لجهود وتحركات أبو الغيط في كل ملف بما يوضح حجم الجهد المبذول، إلا أنه في النهاية لم يقنعني برغم كل محاولات التجميل، وضحكت حينما رد على تعليق أحدهم عن تراجع دور مصر، فكان رده هو أن مصر لم تتراجع، لكن الآخرين تقدموا :)))))) لا أعتقد أن أحداً سينسى وقوفه بجوار تسيبي ليفني وهي تهدد وتتوعد قبل ضرب غزة في 2008، أو وهو يسندها عندما تعثرت، أو وهو يقول إن من سيعبر الحدود من غزة ستُكسر رجله. ومع أنه وضع مبررات لكل موقف من هذه المواقف في مذكراته، فإن لكل قاريء الحق في ضوء كل ما قرأه من تفاصيل، وما عايشه من واقع، أن يقبلها، أو يرفضها. من الملفات المحزنة جداً التي عرضها ملف تقسيم السودان، وملف المفاوضات مع دول حوض النيل، وخصوصاً ونحن نعيش في حقبة بعد أن أصبح سد النهضة أمراً واقعاً..وكذلك ملف العلاقات المصرية الأفريقية ككل. ستظل قراءة هذه المذكرات ومذكرات السياسيين بشكل عام مهمة لمعرفة ما يدور وراء الكواليس، وكيف تُرسم السياسات، والأهم من ذلك، خلفيات ونفسيات القائمين على رسم هذه السياسات وتنفيذها، والتي بدورها تُشكل رغماً عنا حاضرنا، ومستقبلنا!
قرأت الكتاب في البداية أعجبت بالسرد بالتفصيل في غالبية اركان الكتاب لكن في النهاية توقفت وتعجبت . بالرغم من السرد المفصل لكل قضية في جوانب الكتاب تظل المعلومات القليلة التى ذكرتها عن فترة ال 18 يوم الاخيره في حكم مبارك اتوقف امامها باستغراب أما هذا تأكيد بعدم توافر المعلومات لديكم عن الواقع وهو ما يفسر ندرة ما ذكرت عن الموقف وهذا يعني كارثه او أن هناك ما يمنع من ذكرها في الوقت الحالي وهو ما سيؤكده التاريخ .
ما خلصت منه من الكتاب أن مصر ارادت سياسة الهدنه مع الجميع لتبني نفسها فانبطحت أمام الجميع لسنوات ولم تبني الكثير .
وما خلصت منه أيضا ان السياسة الخارجيه لمصر توقفت تماما منذ 2004 ولا اعنى بذلك شخص وزير الخارجيه ولكن اتحدث عن مصر بالكامل ... ان دورها الاقليمي توقف بالكامل منذ 2004 ونتج عن ذلك بالتأكيد ولادة اطراف اخرى تتولى الامور بدلا منا كان نهايتها أنهم جاءوا الى مصر وأخذوها .
وفي الوقت الذي كان يتابع وزير الخارجيه ذلك كان يتحرج أن يتحدث مع رئيسة ..!! .. لا اعلم اى حرج هذا سيغفره لك التاريخ عما وصل به الحال بمصر ,,, ربما الجنود الغارقه بالطراد الالماني الذين قد ذكرتهم يموتون غرقا وهم يحملون العلم الالماني لو كنت قرأت رسالتهم بشكل صحيح لكنت صارحت القيادة السياسية حتى وان تسبب في قتلك لا الجلوس سنوات لتشهد الانبطاح .
مازلت أقتنع بما ذكره دانتي اليجيري في الكوميديا الالهيه بأن رجال الحكم لهم مكان مخصص في الجحيم وحدهم .. فعندما يستلزم الامر أن تقول شيئا ولا تقوله تضيع الاوطان ...
كنت مكتئبا قبل قرءاة الكتاب وزاد اكتئابي بعده اضعاف .
لازالت لم انتهي من الكتاب بعد ، إلا انه ممتع و مشوق و يعكس مقدار ثقافة و إخلاص مؤلف الكتاب و اعتزازه بالانتماء لمدرسة البراجماتية و النفعية في رسم سياسة مصر الخارجية ، هذا الكتاب جعلني اقدر بعض المواقف التي كنت انتقدها للمؤلف في وقت توليه منصب وزير الخارجية و لكن السؤال هو إلى متى تظل تفسيرات المواقف و الأحداث تؤخذ من المذكرات بعد أن يغادر المسؤولين مناصبهم ؟؟
الميزة في الكتاب انه بيتيح لنا التعرف على اسلوب العمل في الخارجية، اسلوب مكنتش عارف عنه حاجة، كمان واضح تماما ان ابوالغيط بيحب عمر سليمان جدا، وواضح جدا ان عمر سليمان كان داهية احنا مكناش عارفين عنه حاجة، وواضح تماما مدى ضعف وسطحية وهوائية مبارك في اخر سنوات حكمه، وواضح كمان غرور ابوالغيط الحاد، واعترف بنفسه بارتباك اخطاء عملها وكتبها وهو مش حاسس تقريبا ! عامة انا مستمتع بالكتاب الى الان، ولي تقييم تاني بعد الانتهاء من القراءة
انتهيت من قراءة كتاب السيد أحمد أبو الغيط "شهادتي" الكتاب قراءته بهدف التعرف علي أفكار رجل وصل لمنصب وزير الخارجية المصري في عهد مبارك..... كتب من هذه النوع قليلة و اري أننا ينبغى أن نسعى لنعرف بعمق اكبر ماذا حدث و لو من باب العبرة
أولا. ... الكتاب مكتوب بحرفية عالية، كتاب ضخم و موضوعه صعب و لكنه جذاب و هو ما يعد نجاحاً للمحرر و الناشر العامل مع المؤلف
ثانيا بلا شك عندي فالكاتب يحاول أن يتخذ موقفاً دفاعيا عن فترة ولايته... و هو موقف إنساني مفهوم و أن كان غير مدعوم بأدلة كافية من وجهة نظري
ثالثاً أنا لا أخذ ما يرد من آراء علي انها حقائق أو أكاذيب ... فلا منطق في تصديق الكل و لا تكذيب الكل. و لكنني اميل لتصديق بعض ما جاء به المؤلف و بالطبع هذا رأي شخصي
رابعا..... جريمة مياه النيل جريمة مستمرة-بالمعني القانوني- منذ عقد كامل على أقل تقدير و لا حول و لا قوة الا بالله
خامسا..... المشكلة لم تكن أبدا في مبارك. .... أعلم هذا من مدة ..... المشكلة مشتركة بين نظام أفسد المصريين حتي استطعموا الفساد و صار جزءا من روتين غالبيتهم و بين هؤلاء المصريون أنفسهم الذين اضحوا ضحايا و جنود لفساد و قلة كفاءة و تشجيع للأدنى علي الأفضل خوفا من تغيير يذهب بما اعتادوه من رق و يأتي بما لم يعتادوه
هذا الكتاب من أفضل المذكرات السياسية ، فقد أدرج الأستاذ أبو الغيط صورة حياته في المجال الدبلوماسى بشفافية وحيدة جديرين بالثناء . وقد عرض طموحاته الى الترقى ودخول الحياة السياسية بصراحة تامة . وقد أورد أيضا الجهود التى قام بها عند توليه وزارة الخارجية ، وخاصة العمل على توثيق العلاقات مع الدول الإفريقية . ووصف أبو الغيط الأيام الأخيرة له في الوزارة ، منذ ثورة 25 يناير 2011 واستمراره في العمل في وزارة أحمد شفيق . وقد عاصرتُ فترة الأستاذ أبو الغيط كمندوب مصر في الأمم المتحدة ، وشاهدته في بعض الخطابات وكان دائما على مستوى المنصب .
كتاب حلو للقراء وبيوضح امور كتير ولكن لي تعليقات كتيرررر علي مواضيع الكتاب ومن اهمها ان مصر بتنهار خارجياً ودولياً وسيادة السفير مش قادر يعترف بهذا وبيحمل هذا الي التدهور الاقتصادي - والتدهور الصحي للرئيس المخلوع - وفساد المجموعة التي حول الرئيس ولكن بطريقة غير مباشرة
بعد قراءت الكتاب عرفت اد ايه احنا كنا في مصيبة سوداء وربنا ريحنا منها
ومن الحاجات الغريبة ان سيادة الوزير بيقول عن اتاتورك من العبقري العظام وانه مثل يحتذي به ولا حول ولا قوة الا بالله
أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الذي قال أثناء حصار دولة الإحتلال لقطاع غزة وإغلاق معبر رفح: سنكسر قدم كل فلسطيني تحاول العبور إلى مصر الكاتب في المجمل يحاول أن يبرر تراجع دور مصر إقليمياً في الفترة الكئيبة أثناء توليه للخارجية المصرية 2004-2011 كان صريحاً بما يكفي لترى كيف كان نظام مبارك وأنظمة دول الاعتدال أو الواقعيون العرب يديرون سياستهم الخارجية وكيف طبيعة تعاملهم مع أمريكا لتنتهي إلى إعطائهم العلامة الكاملة في الذل والعبودية
كتاب ثري في أوله محبط في منتصفه وأخره يتحدث الوزير الأسبق كيف تم ترشيحه في منصبه بأنه ذكر لرئيس الوزراء أن الرئيس يؤمر ولا يطلب قبولي المنصب ثم في معظم تفاصيل الكتاب يشتكي من جمود الرئيس وزهده في المنصب وثقل حركته السياسية وتأثير ابنه واستقباله للسفراء دون أي حركة من الوزير بل استمراره في خدمة بلده كما يرى وابراز ضعف الرئيس فروسية في غير محلها وذكر ايضاً الصعوبات الافريقية التي كانت مقدمه عليها مصر وسوء علاقة ادارة بوش مع مبارك .. ولم يفد كثيراً بتفاصيل الأيام الأخيرة لحكم مبارك.
لما الواحد بيقرأ كتب من النوعية دي بيستوعب "عبط" الناس بتاعة الكلام الرنان اي عاوزين مصر تعمل حاجات بدون إي ادراك لابعاد الحاجة دي والتداعيات الي ممكن تحصل بسببها وأصلا إذا مصر عندها المقدرة لإنجاح الطلب دا. كنت اتمنى في عدة مواقف ان تصرف أبوالغيط يكون مختلف، لكن بعد القراءة مبقتش متأكدة إذا كان دا هينفع اصلا او لأ. في الكتاب دا بتشوف معارك كتير خاضتها مصر- ممثلة في وزارة الخارجية - وكسبتها لكن للأسف مكنش فيه تسليط إعلامي عليها ومعارك أخرى لم نوفق فيها لأسباب مثل ضغف التأثير، القدرة الاقتصادية ، او بسبب الرئيس نفسه في الفترة دي. ورغم اني كنت متوقعة الكتاب يكون ميان بتفاصيل اكتر من كدا، لكن اعتقد ابو الغيط فضل الاستمرار كدبلوماسي - لحد ما - في كتابه لكنه اعتمد على أسلوب اللبيب بالإشارة يفهم، منها ان هو شخصيا كان شايف ان في حاجات في صورة مصر الخارجية تضررت بسبب الرئيس، وتحديدا تقدمه في السن بشكل كان بيخليه مش قادر بشكل سليم يقوم بمهامه، كمان تأثير بعض الجهات عليه لدرجة انهم مكنوش في بعض الأحيان بيعلموه بأحداث معينة - حاجة كدا زي طباخ الرئيس. لما وصلت للفصل الخاص بالثورة حسيت بانقباض شديد وكأني عشت الأيام الصعبة دي تاني لكن برضة كنت اتمنى لو اتكلم عن تفاصيل اكتر، خصوصا عن ملابسات مقتل عمر سليمان الي اكتشف من الكتاب انه كان مقرب له جدا واعتقد انه فجع بفقدانه كصديق ورفيق عمل، والي الكتاب بيبين انه بحكم عمله كرئيس للمخابرات فكان عنده علم تقريبا بكل الملفات وكان له وزن في الخارج كبير.
كتاب لطيف ومفيد.. حتى وإن لم يكن القاريء مهتم بحياة الوزير وسيرته الذاتية فالكتاب كاشف للعديد من الأحداث التاريخية والسياسية خارجياً وداخلياً. في رأيي الكتاب محايد لا توجد به مجاملات وهو ما يجعل قراءته ممتعة . قد يكون هناك بعض التفاصيل الفنية الدقيقة التى لا يرحب القاريء من خارج مجال السياسة الخارجية والعمل الحكومي بالإنغماس فيها ولكنها تضفي الكثير من الفهم والمعلومات العامة للمهتمين بالمجال وهواة المعرفة بشكل عام والراغبين في العمل في مجال الدبلوماسية لذا أنصح كل من هو مهتم بهذا المجال أو يسعى للإلتحاق بالسلك الدبلوماسي بقراءة الكتاب. لغة الكتاب سهلة وبسيطة وأحداثه متسارعة .. يلقي الضوء على كيفية صناعة القرار في السياسة الخارجية وتقسيم الكتاب بالموضوعات يجعل من السهل الرجوع اليه في حالة البحث عن أحد الموضوعات المذكورة في الكتاب.
أسلوب مقالي للغاية وحديث في العموميات لا يغني ولا يسمن من جوع ... اللهم الا بعض الوقائع ... خداع رهيب في محاولة تقديم الكتاب ان جزء كبير منه حول ثورة 25 يناير واجواء وزارة الخارجية ساعتها لكن الحقيقي ان الجزء ده لا يتجاوز خمسة عشر صفحة من اكتر من أربعمائة صفحة ... واقعة محاولة اغتيال عمر سليمان تم اختصارها في تلات سطور دون توضيح لتفاصيل المحاولة من علي لسان عمر سليمان زي ما ابو الغيط قال انه حكاله. الكتاب محاولة للرد علي كل الهجوم علي وزارة الخارجية خلال اخر عشر سنين من تهميش دور مصر الدولي و تهميش افريقيا وتجاهلها اللي حمل مبارك جزء منه نتيجة محاولة اغتياله وامنه وتقدم سنه الا انه حمل الدبلوماسيين المصريين جزء من التهميش نتيجة عدم رغبتهم وغضبهم وعزوفهم عن البعثات في افريقيا ... وده انا شايف انه خطأ منه طبعا ازاي هو كوزير يقول كده اصلا
كتاب فى منتهى الأهمية من خلال الايضاحات والاراء والانطباعات الخاصة بوزير الخارجية الاخير لمبارك عن أداء الرئيس نفسه بعد مرور ما يقرب من ٢٥ عام فى الحكم وأسلوب تعامل الرئيس مع أغلب القضايا المساهمة بشكل رئيسى فى سقوط حكمه وأسلوب تعامله مع قضايا أخرى لم تساهم فى السقوط ولكنها ما زالت تمثل مسارات ملغومة تتحرك مصر من خلالها وبينها وبلسان رجل دولة مصرى تقليدى غير محسوب على أيا من التيارات الشاذة المتطرفة فى أحكامها والموجودة بالواقع المصرى بدرجة ما شهادة حق يستحق عليها أحمد ابو الغيط كل الاحترام الواجب لأمثاله
مذكرات باردة تعكس الانحدار الذي اصاب السياسة الخارجية المصرية في اخر 10 سنوات قبل الثورة
الوزير ابوالغيط كان صورة مثالية للموظف الحكومي البيروقراطي . رجل لاتاثير ولا كاريزما .. هو اقرب الى سفير بروتوكولي منه الى وزير خارجية فعال وهذا تجده في ثنايا مذكراته ولهذا تم اختيار ابو الغيط ليكون في منصب وزير الخارجية شكليا .. اما فعليا فالذي يسير الامور الخارجية هو عمر سليمان .. وابو الغيط هو مرافق له فقط
حتى اسلوب المذكرات بارد .. وكانه تقرير روتيني صادر من مكتب حكومي الى مكتب آخر فقط
لم أتوقع الكثير لكنني فعلا استمتعت به، كتاب غني يغطي مصائب ومراحل وصراعات متعددة في مصر ويوضح كيف تعمل الخارجية المصرية ومن يؤثر في صنع قرارتها لكن المؤلف استرسل كثيرا في الحديث عن بيانات صحفية ربما لأنه تعود على البيانات والأحاديث الصحفية
أكثر ما يجذبك فى هذا الكتاب هو معرفة كيف تدار الأمور بوزارة الخارجية وكيف تتشابك العلاقات بين الدول وتتضارب المصالح حتى مع الأشقاء والأصدقاء والحلفاء فالمصلحة هى الفيصل لكن تلعب العلاقات الشخصية دوراً مؤثراً بجانب أن العامل الإقتصادى يعد هو الأكثر تأثيراً فمن لايملك قوت يومه لا يملك قراره! لهذا التقدم الإقتصادى هو السبيل نحو مجتمع أفضل و أكثر تماسكا داخليا وأكثر تأثيرا خارجيا.
رغم أن معظم القضايا تم تناولها بعدم تعمق نظراً لإمكانية التأثيراً سلبا عليها إلا أن ما ذكر أيضا يوحى برسائل بين السطور سواء للداخل أو الخارج.
من الأشياء التى أكدها لى هذا الكتاب أن *التعامل مع قادة كثير من الدول يشبه تعامل الأطفال فعندما تحضر لطفل هدية عليك ألا تنسى الآخر كى لا يغضب! * وجود المعلومة مع غياب السرعة فى اتخاذ القرار يؤدى إلى خسائر * مصلحة الدولة دائما يجب أن تكون نصب من يعمل بها بعيداً عن أى حسابات وعلاقات مع رؤساء الدول الأخرى * المياه ليست مشكلة دول حوض النيل إنما بحثهم عن الإهتمام ورغبتهم فى النمو وسط تغافل مصرى بقصد أو بدون قصد عن لعب دور حيوى بإقامة مشاريع مشتركة مع هذه الدول وأرى أن تضخيم عجز الموارد المالية للدولة ما هو إلا سبب نتخفى خلفه فلو أن هناك إرادة سياسية من رأس الدولة لقام رجال الأوهام الأعمال سابقا بلعب دور حيوى فى هذه المشاريع ! * غياب الشفافية من الحكومة مع الشعب وعدم وجود رؤية واضحة للتعليم فى مصر تهدف لإخراج أجيال أكثر وعيا وقدرة على استشراف المستقبل وتجهيل معرفتهم بأدوار الجهات الحكومية وكيف تدار الأمور من الداخل يؤدى فى نهاية المطاف إلى وصول من ليس لديهم خلفية وإلمام بقضايا الوطن إلى مناصب رفيعة فيقع الوطن فريسة التجربة أو مراكز القوى !
قبل أن أختم بعد تلك القراءة إزداد فضولى لمعرفة كيف تدار الأمور فى باقى مؤسسات الدولة وأتمنى أن يقوم الوزارء السابقين بالإقدام بعمل مماثل لما قام به أحمد ابو الغيط
سأختم هذه التقييم بما أيقظته الصفحات الأولى من هذا الكتاب من تساؤلات وملاحظات :
أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر الأسبق بعد الثانوية العامة دخل كلية علوم عين شمس على غير رغبته حيث كان يرغب فى الدخول إحدى الكليات العسكرية لكن والده رفض ذلك مع أنه كان ضابطا جويا وبعد شهور وخلافات ووساطات قبل والده إلتحاقه بكلية الفنية العسكرية فى أول دفعاتها ولكنه التحق متأخراً عن دفعته 4 شهور مما جعله يرسب بعدها إلتحق بكلية التجارة جامعة القاهرة ثم التحق بالسلك الدبلوماسى عن طريق التقدم لإمتحانات وزارة الخارجية.
هذه معلومة لم أكن أعلمها لكنها أحيت بداخلى تساؤل قديم جديد بصفتى خريج كلية التجارة أو كما تسمى كلية الشعب عن كيف ولماذا تم التقليل من قدر كليات التجارة والحقوق والآداب لصالح كليات أخرى تم تصنيفها كليات قمة مع أنها كليات نظرية أيضا يمكن أن تكون أقساما وليست كليات مستقلة كالإعلام والآلسن وإقتصاد وعلوم سياسية؟! وقبل ذلك من هو مطلق لقب كليات القمة؟! وماهى أسس تصنيف القمة؟! هل هو المجموع؟! أم هو دورها فى المجتمع؟! وما هو الهدف من هذا التصنيف؟! فى رأيى الشخصى هو المجموع الناتج من القدرة على الحفظ فى المشوار الدراسى لأن المجتمع لا يستطيع أن يستغنى عن دور أصغر فرد أوأقل وظيفة شأننا!! أما الهدف فهو زرع الفرقة والإحباط!
ملحوظة لا أقلل من شأن تلك الكليات لكن الواقع العملى والسوق العمل لخريجى هذه الكليات هو من يفرض على هذه الرؤية وهذا يقودنا إلى إنفصال التعليم عن سوق العمل وهو ما ينطبق على جميع الكليات والمعاهد والمدارس الفنية بلا إستثناء
ومن الملاحظات التى أحيتها تلك الصفحات أزمة جيل الثمانينات والأجيال التالية له هو غياب رؤية الهدف والمسار المطلوب للوصول لهذا الهدف أو كما أقول " هو منين بيودى فين؟!" غياب هذا المسار هو سبب تشتت الكثيرين وعدم قدرتهم على الوصول لأهدافهم فيضيعون سنوات من عمرهم فى تلمس الطرق لإستكشاف المسار الذى يصل بهم لتلك الأهداف وقد تمر السنوات دون أن يكتشفوا المسار أو يكتشفونه بعد فوات الآوان اللهم إلا إذا لعب الجنرال حظ والقدر والنصيب لعبته لتأخذ بصاحبها إلى ما كان يحلم به!
لكن هذه النقطة لا يجب أن تصيبنا بالإحباط بل يجب أن نعى أن الحياة ماهى إلا أجيال تسلم أجيال لهذا على كل جيل أن يسعى جاهدا أن يكون جسراً يصل بالأجيال التى تليه نحو ما يحلمون به وهذا يعود بنا إلى حجر الزاوية فى تقدم أى دولة ألا وهو التربيه والتعليم.
التقييم جزء منه للكتاب و جزء للكاتب - و هي سابقة بالنسبة لي- اما الكتاب نفسه فرغم الافاضة في بعض التفاصيل الدقيقة لبعض المواضيع الا انك تشعر ان ما لم يقال اكثر بمراحل مما قيل في الكتاب و هذة ليست بمشكلة الا اذا كان هذا هو حد علم السيد الوزير فساعتها تكون المصيبة أعظم. المهم ان الرجل اقتنع بعد ثورة ان مبارك لم يكن كفؤاً و هو ما اتفق معه معظم مسئولي النظام المخلوع الا ان المسؤلية الأخلاقية - وهي بدعه اخترعها "الناس المغرضين" بتوع اوروبا ، بقول تلك المسئولية الأخلاقية بتحتم و تفرض الا يتقبل اي باشمهندس منهم الوظيفة في وقتها فالشجاعه بعد انتهاء المعركة اسمها وحش اوي.... ولا ايه
الكتاب مهم جدا لمن يريد ان يعرف عن سياسة مصر الخارجية قبل واثناء احداث يناير عالج الكتاب المواضيع في كل فصل بشكل منفصل (كالعلاقات مع امريكا او إسرائيل او أفريقيا) بعض الفصول كانت ساخنة واحداثها متلاحقة والآخرين كانت بطيئة ومملة في النهاية هو كتاب هام لكن اشبه بالافلام الوثائقية ليس ممتعا مثل كتاب الاخر "شاهد علي الحرب والسلام" حيث كانت الاحداث متسلسله ومترابطه والتسلسل الزمني واضح
الافكارة مرتبة بشكل رائع وواضح ان الذي ساعد علي ذلك هو اهتمام الكاتب بالتسجيل اليومي للحداث علي مدار حياتة .. الكتاب يعطي تفصيلات مهمة عن السياسة الخارجية لمصر في الثلاثين سنة الاخيرة ويؤكد ايضا انها توقفت عن العمل في العشر سنوات الاخيرة مع توقف حسني مبارك عن العمل ايضا الكتاب يستحق القراءة المتأنية
الكتاب بطبيعة الحال بيكشف السياسات الخارجية المصرية و ان كان الكاتب حاول يجملها بقدر الامكان و لم يتناول الوضع الداخلي الا نادرا و اكتر حاجة ضحكتني ف الكتاب لما ابو الغيط قال انه كان بيتعرض لمضايقات من جهاز الشرطة ذات نفسه .. ازاي يعني -_-