مجموعة مقالات تتفاوت جودتها ما بين المتوسط والمذهل، أحياناً أحتاج إلى قراءة المقالة أكثر من مرة لأفهم ما يريد قوله ولا أفلح فأستسلم أخيراً وأنا أقرّ أن المعنى في بطن الشاعر. ومقالات أخرى جديرة ببروزتها وتعليقها على الحائط، أفكارها جريئة وصائبة، والأهم أننا لا نجرؤ على البوح بها حتى لأنفسنا. المقالة الخامسة (متجر الوجوه) يجب أن تُعلق على أستار الكعبة -شأن مقالات عدة أخرى- ليراها كل شاب وفتاة في بدايات طريقهم قرأوا بضعة كتب وظنوا أنهم قد بلغوا بها أعلى مراتب الحكمة. فبدأوا يشتمون المجتمع بطبقاته وتصنيفاته غير عالمين أنهم أسوأ ما خلّف المجتمع، شابٌ متخاذل يمارس انتقاد الآخرين ليُبرئ نفسه من ذات التهم التي اختلقها. ألاحظ استخدام الكاتب في مقالة (نصيبنا من الأشياء) لكلمة "دينايل" بما معنى تنكّر، ويدهشني أن أرى أديباً بوزن جميل الرويلي يُورد لفظة أعجمية دون ضرورة، كأن هذا المعنى غريبٌ على معجمنا العربي!
أخيراً، هذا الكلام لا يمر وحسب، بل هو مما يعلق في الذاكرة ويعيد تشكيل رؤيتنا على نحو آخر. الحياة ما زالت جميلة جداً رغم التعاسة التي تغلفها، يدعوك الكاتب لتفتش عن روعتها داخلك. سأعود كثيراً لقراءة فلسفة الكتاب الجديرة بالاهتمام.
تعرفت على الكاتب صدفةً من خلال مقاطعه الصوتيه على قناته"بالتيلقرام" ، لذلك أصريت أن أقراء له شيئاً وكان كتابه"هكذا قد مر الكلام" أول تجربه لي معه ، ولم تكن مقالاته لتمر بعقلي ومشاعري هكذا كما يدعي هو ، لأنه كاتب متميز في إنتقاء مواضيعه الفكريه والإجتماعيه ليلوج بي تبوهات الفكر الظلامي بأسلوبه المرن من دون لا أشقى معه .
الكاتب الذي لن يزور لك حقيقة الحياة بل سيشتمها معك لامثاليات لاتنظير لاخيالات غير قابلة للتحقيق أو التطبيق.. جميل الرويلي حين تكون السخرية جميلة والحزن جميل وكل المفارقات البسيطة مثيرة للتأمل اعجبتني جدا القصص التي في الكتاب وإن كان كل مافيه مثير للاعجاب
سيأتيك المجتمع بوجهه البليد لينشر لكِ بين يديك كتابه المقدس من الأعراف والقوانين والخطط المعلبة للفتاة الجيدة، فقومي بتعريته وصلبه فإن لم يكن مقنعاً كما يجب فاصنعي محرقتك المقدسة الخاصة وارميه عارياً في جوفها فإنه لم يكن إلا لِصاً يلبس مسوح "مبادئ الخلاص".