محاولة للتقرب من عالم صعاليك المحروسة و دراويشها الليليين ... لفهم حالة اللامنطق فى تقبل البعض للقمع و الإستبداد .. لعلاقة متشابكة بين مسلمي و مسيحيي هذا الوطن .... عن هذا التناقض المريع الذى نعانيه و سندفع ثمنه قريباً جداً ! ... فى ستة قصص مختلفة و هى ( الصعاليك ؛ توجس و انعكاس ؛ الزنزانة ؛ ذاكرة على حافة النسيان ؛ مدينة السجائر ؛ جرجس ) يحاول أن يلمس بعضاً من حالات إنسانية تعيش حولنا و لا نشعر بها .. أشخاص قد تراهم بجانبك فى مطعم شعبى يتابعون بشغف العجينة الخضراء و هى تلقى فى إناء الزيت توطئة لتحويلها إلى فلافل , أو ربما تجدهم خلفك ينتظرون مصيرهم فى أحد طوابير الخبز التى تتلوى إلى مالانهاية .. بل من الممكن أن تقابل أحدهم عند ذات البائع لشراء بعض من لفائف التبغ . و فى " حواديت أطول مما تظن " و كمحاولة لإبراز فن القصة القصيرة جداً يرصد فى كلمات قليلة شذرات من حالة الإزدواجية التى تعانيها المحروسة ... و منها " دائماً ما كان يرفع لافتة ( مسلم و مسيحى ايد واحدة) فى التظاهرات التى أعقبت الثورة .. و حينما سألوه : هل تقبل برئيس جمهورية مسيحى .. تردد كثيراً قبل أن يرد " . جرجس و حواديت أخرى ... توليفة من شخصيات تقطن ذات الكوكب ؛ إنهم بالتأكيد حولنا و قد نكون نحن جزء منهم أو يكونوا هم جزء منا .
مصطفى جمال هاشم .. سيناريست و روائي مصري ؛ صدرت له عام 2013 مجموعة قصصية بعنوان ( جرجس وحواديت أخرى ) عن دار كيان للنشر .. كما قام بتأليف و اخراج عدد من الافلام القصيرة المستقلة .. و قد شارك عام 2014 في تأليف مسلسل ( كلام على ورق ) و الذي تم عرضه خلال شهر رمضان 2014 .. أما في عام 2015 فقد صدرت له رواية ( الموت على طريقة تارانتينو ) مع دار الرواق للنشر و التوزيع .
جذبنى فى البداية العنوان الغريب . دعك من توقعى بان الحديث سيكون عن الوحدة الوطنية و عن كيفية ان يحب كل منا الاخر و بلا بلا بلا . الى اخر الكلاشيهات المعروفة ... لكننى وجدت بالداخل العكس تماما . حواديت انسانية جدا مع لمسة تشعر معها ان الكاتب رغم ثقافته الواسعة هنا مجرد ابن بلد هرسته المحروسة و هرس هو حواريها و شوارعها و تفاصيل تجاعيد ناسها . فى قصة صعاليك و هى رواية طويلة يأخذنا الكاتب فى لمحة تأريخية لشارع كلوت بك و من خلال اللمحة التاريخية يعود بالزمن من جديد الى الان بحدوتة خفيفة الظل انسانية شيقة و تصلح لان تكون بورتريها لشخصيات ستكتشف انك قابلت من يشبههم فعلا . حتى الالفاظ الخارجة الموجودة بها جاءت متماشيه جدا مع الجو العام و مع واقعية محببه لم تأتى معها الالفاظ بنتيجة عكسيه مثلما يفعل احمد مراد و علاء الاسوانى . اعجبتنى كذلك ( حواديت أطول مما تظن ) و ارى انها لونا ادبى غير موجود لدينا و نفتقده بشدة . فى المجمل الكتاب رائع و انصح باقتناءه . الكاتب يمتلك لغة رشيقة قوية و قدرة على السرد الغير ملل .
لم اكن اعترف بالكتاب الاول لاى كاتب .. دائما اعطيه الفرصة لكتابه الثانى حتى اكون عنه فكرتى الخاصة ؛ لكن مصطفى جمال هنا اجبرنى على ان اغير نظرتى قليلا . قصص غريبة .. حقيقية جدا. لا اعرف كيف يمكن للقاريء ان يشم رائحة الدخان خارجه من بين السطور . الكاتب استطاع ان يفعل . لقد شربت الشاى مع ابطال ( صعاليك ) و دخت الحشيش مع جرجس و صديقه قبل ان يقتتلا . كنت انا من يساوم صديقه على السيجارة الاخيرة فى ( مدينة السجائر ) و انا من نسى ملامح وجهه فى ( توجس و انعكاس ) .. ستتحرك فى ميدان رمسيس و ترى ( سوكة ) الشخصية التى استحوذت على تفكيرى رغم كونها شخصية ( شلحلجية ) كما يقول اولاد البلد ... كل شيء . اللغة و الوصف و الاسلوب . هذا كتاب ينبيء عن كاتب جدير بالمتابعة .. فقط اتمنى له حظا موفقا لان النجاح الان لم يعد يقاس بالمجهود فقط . بل بالحظ و العلاقات كذلك .
كنت اعتقد اننى بقراءاتى لنجيب محفوظ اننى لن استسيغ مطلقا القراءة عن صعاليك مصر و حياة صعاليك مصر سوى منه ؛ لكن الكاتب هنا اثبت لى العكس تماما ؛ البراعة فى توصيف المشاهد خصوصا مشاهد المقهى و صحبة الليل و تأريخ المكان و وصفه العبقرى جعلانى ادعو كل من اعرف لقراءة هذه القصص او الحواديت كما قرر الكاتب ان يصف هذا الحكايات فى لفته ذكية افلتت الكاتب من قيود التصنيف المسبق و ما تستتبعه من قواعد . الغريب كذلك ان هذا هو الكتاب الوحيد للكاتب ؛ ظننت من لغته انه محترف كتابة منذ فترة و اننى فقط لم انتبه لاسمه من قبل ؛ انصح الجميع بقراءتها ؛ الحواديت ممتعة جدا و اللغة قوية تحوى فلسفة احييى الكاتب عليها ..
من افضل ما قرأت حتى الان .... الكاتب لديه موهبة نقلك من مكانك الى حيث تسير الاحداث ... الوصف ممتع جدا و اللغة قوية سلسة ... كذلك هناك فرق بين كاتب تشعر و انت تقرأ له انه يملك المزيد و بين اخر اخرج آخر ما عنده ... الكاتب هنا تشعر بامتلاكه المزيد و المزيد ... لديه رؤية و تجربة ... هناك فقط هناك بعض الالفاظ التى رغم توظيفها الجيد لكنها اثارت حفيظتى ...
تجربة فريدة من نوعها تجدها بين دفتى الكتاب ... اعجبنى وصف الكاتب للقصص بانها ( حواديت ) لانك ستجد بالداخل القصة القصيرة و البورترية الادبى و الرواية القصيرة ... لغة بسيطة محببة و كانك تشاهد فيلم سينمائى .. و فلسفة راقية تحدها الواقعية الساحرة كما تحب ان ترى
+الزنزانة: -------- "انا اكتشفت اننا شبه بعض اوي يا حسن.. انا رضيت اكون ظالم و اقتل جوايا الانسان، وانت رضيت تبقي مظلوم و تقتل جواك الانسان..، لا انا فكرت احرر نفسي من جبروتي ولا انت فكرت تحرر نفسك من ضعفك." - برة الخدمة يعني اية يا باشا؟، اما قبضت عليا ليه يا باشا و ليه عملت فيا كل ده لما انت مش ظابط؟ - مش عارف يا حسن..
+حواديت اطول مما تظن --------------------- - انا اسف حضرتك تعرفي واحد اسمة محمد عبد الكريم؟ - لا في الحقيقة. - عنك مانع تتعرفي عليه؟ تسمرت لحظة و قد فاجئها الامر برمته.. قليلا ثم ابتسمت، وتعارفا بعد ذلك.
"كان يقول لي: لا تطلب من مجتمع لا يري في المرأة سوي جسدها ان يقبل بان يكون لها دورا فاعلا في المجتمع، و ان فعل تاكد انة فعل بدافع الجنس فقط.. و لا شئ غير ذلك."
"منذ سنوات وهو يتلهف سماع اخر اخبارها منذ ان انفصلا، وفي اللحظة التي جاءه فيها الخبر كان انها ماتت."
"في الوقت الذي كانت فيه العائلة تستمتع باحد ايام العيد اما التليفزيون، كانت هي تبكي في غرفتها، جسدها الذي انتهك حرمته واحدا من حيوانات الشارع و اخر من ذئاب الطريق."
نصحنى بها بعض من اصدقائى ... ترددت فى البداية لعلمى انها تحوى الفاظا صريحة و حوار جريء كما قيل لى ... و كنت اظن ان سبب اعجاب اصحابى بها ناجم عن كونها _ جريئة _ و فقط ... لكن بالداخل ستجد ما هو اكبر من ذلك . مصطفى جمال هاشم ؛ تذكروا هذا الاسم جيدا لانه سيكون واحدا من رواد الادب فى المستقبل القريب ... احببت لقطاته و تفاصيله الانسانية جدا و التى تشعرك انك هناك داخل الحدوتة ... بالسخرية من التناقضات التى نعيشها و جلسات الصحبة و المقاهى و منطقة خصبة مليئة بالحكايات كوسط البلد ... حتى الالفاظ التى كنت اخشى منها لم اشعر بوطئتها لانه موظفه بصورة جيدة جدا . انصح بقراءتها دون تردد ...
عادة ما اكتب هذه الجملة للكتب التى نقلتنى من حيثما انا اللى حيث يوجد الابطال ...
الكاتب هنا من الممكن ان تطلق عليه ( حكاء ) لا مثيل له . انه يلعب على تفصيلات انسانية و مساحات ابداعية قليلا ما تجدها فى روائى او قاص الان حتى الشخصيات هنا ستشعر انها ستخرج من بين دفتى الكتاب لتجلس معك و تشرب الشاى و تدخن الحشيش
احد اصدقائى قال لى عنها " دى حكايات حقيقية قوى " .
بعدما قرأت عرفت انه كان مقصرا قليلا فى الوصف لانه اكبر من ذلك بكثير .
لماذا جرجس ؟ لان رائحة الحواديت كانت تلفحنى اثناء قراءتى اياه . هذا كاتب يعرف جيدا ماذا يفعل . الحواديت تسير معه بسلاسة غريبة استغربتها فى كاتب شاب و فى كتابه الاول . الحواديت رغم " غلظتها " احيانا و حوارها الجريء جدا الا انك لن تمتلك امامها سوى ان تقول " برافو " هذا كاتب يمتلك المزيد . هذه المجموعة حالة خاصة جدا لكاتب موهوب فعلا اتمنى له النجاح مستقبلا . كمااتمنى ان أقرأ له رواية كبيرة لانه باسلوبه هذا فانى متأكده من قدرته على امتاعى خلالها .
مجموعه قصصيه تصلح لمن يبحث عن اسرار الحياه و مشاعرنا و افكارنا و غيرها، لن تعطيك إجابه و لكنها ستضيف الى اسئلتك و تكمئنك ام هناك غيرك من يسأل تلك الاسئله يعجبنى للغايه اى عمل يوصف افكارنا الدفينه التى لا تجرؤ على التجول على ساحة السنتنا و هذا ستجده فى ذلك العمل
المجموعة ككل لم تروق لي كثيرا لكن القصة الأولى صعالبك عجبتني فكرتهاو عجبني أسلوب الكاتب. وأعتقد أن صعالبك كان ينبغي أن تكون روايةكامله.
فكرة شرح التاريخ حول اسم شارع في وسط القاهرةوسرد قصة حول الشارع وسكانه، وجدت أنهافكره رائعة. وأعتقد أن المؤلف كان يجب ان يستثمر هذا أكثر وان يكتب رواية كامله تتبع نفس المسار.