فاجأت الثوراتُ العربيةُ المعرفةَ المعهودة، أو السائدة في مناخات عربية مارست القطيعة مع الديمقراطية، لعقود طويلة. وبفعل هذه الثورات، أصبحنا نعلم أن الممكن كان كامناً في الواقع، ولم نره. وغدونا نعلم أن مَنْ سَمّيناهم، بِحِرَفِيَّة عالية، "فاعلين" ليسوا هم من فعّلوا هذا الممكن. مَنْ فعّلوه "ناس عاديون" كانوا، في بحوثنا، كائنات هلامية، نملأ بها جداول إحصاءاتنا.
مما سُمّي مفاجأة هو تلقائية الممكن، يخرج من "مستحيلات" الخطاب؛ إنه الخطاب الذي استبطن "خروج العرب من التاريخ" واستبطن صورة العربي الذي لايثور! لم تعطّل الإمكانَ فيه سلطةُ القمع، بقدر ما عطّله عجز معرفته بالصيرورات.
وبعد، يبقى التساؤل عن علاقة معرفتنا بثورة جارية، لا نعرف خواتيمها. لا مجال لجوانب أخرى كثيرة: مثلاً، مواجهة ممكناتِ الثورة بمستحيلات التدبير والتسيير، وهذا يظهر، أوضح ما يظهر، عند ما يُطرح المطلب الاجتماعي لأنه الأكثر إفرازاً للمصالح والمتناقضات. يظهر عندما يصطدم الثوري بالشرعية التي أنتجها: هو ينتج سلطةً عليها أن تُقنع، أولاً، بأنها سلطة. عندئذ تكون العودة إلى سؤال قديم: تغيير من الداخل أم ثورة جديدة؟
عبدالإله بلقزيز باحث مغربي في الفلسفة وفي شؤون الفكر العربي والفكر السياسي. حاصل على دكتوراه الدولة في الفلسفة من جامعة محمد الخامس في الرباط، المغرب. أستاذ الفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء. هو الأمين العام لـ"المنتدى المغربي العربي"، الرباط
Abdelilah Belkeziz
Morocco Writer, Holder of the State’s Doctorate Degree in Philosophy from Mohammad V University in Rabat, Belkeziz is the Secretary General of the Moroccan Arab Forum in Rabat. He has previously worked as head of the Studies Department at the Beirut-based Arab Unity Studies Centre. Belkeziz has published hundreds of articles in Arabic newspapers such as Al-Khaleej, Al-Hayat, Al-Safeer and Al-Nahar. In addition to articles, he has published around 43 monographs.
لو كنت قارئة الكتاب قبل ٣ او ٤ سنوات راح أعطيه تقييم افضل ، لكن بعد مرور ٦ سنوات اقدر اقول عنه علاك فاضي ، لكن مايمنع ان فيه معلومات نظرية وسياسية مهمة للفهم