قراءة المشاعر و الأفكار و إدارتها و كيفية التعامل معها.. أمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض.. أمر على درجة عالية من الأهمية.. هو سبب أساسي لتحقيق السعادة و التوازن و الاستقرار و التعايش مع الآخر.. يتجنب البعض القراءة في مثل هذه المواضيع لاعتقادهم بأن مضمونها معقد أو صعب التحقيق لكن الدكتور بسطها بشكل سلس مفهوم.. و قابل للتحقيق
لم يأتِ العيتي في كتابِه هذا بشئٍ جديدٍ وبالأدق بكثير جديد فالكتابُ ليس إلا تكرارا لما سبقَه، وهو حاولَ أن يأتِ بتأصيلِ شئٍ من مفاهيمِ الذكاءِ العاطفي ويربطُه بالنصوصِ الشرعيةِ وحتى معَ هذا فلم يوفقْ كثيرًا، مع كل هذا فهو يصلحُ مدخلًا للقراءةِ حولَ الذكاءِ العاطفي
لقد تناولت كتاب "ما فوق الذكاء العاطفي حلاوة الإيمان" وتفاجأت بعد أن خرجت لقراءته أن هناك خطأ مطبعيا، فالغلاف ليس له علاقة بمحتوى الكتاب، فما وجدت نفسي بصحبته هو كتاب "الذكاء العاطفي في الأسرة" قررت قراءته -ربما كسلا مني وربما لأنني أستمتع بالمفاجآت!
الكتاب خفيف جدا، وهو جيد للمقبلين على الزواج، بل هو ممتاز إذا قمت بتوسيع قراءاتك في المجال ولم تكتف به، هناك الكثير من اللطائف فيه والمعلومات الخفيفة من أهمها معنى اللطافة في العلاقات، كما أنه صحح من فهمي لمسألة ما يوصف بين العامة أنها "مزاجية" على أنها في الحقيقة دورة عاطفية أو تقلب عاطفي لابد منه!، سوف أذيل هذه المراجعة ببعض الاقتباس بعد عرض محتويات الكتاب -أو بالأحرى الكتيب-
يقع الكتاب في تسع فصول، ويبدأ القسم الأول (الذكاء العاطفي بين الزوجين) من اختيار شريك الحياة في محاولة للإجابة على سؤال "هل اختار شريك حياتي المناسب بالقلب أم بالعقل؟" ثم يتطرق المؤلف إلى بعض النظريات الخاطئة التي قد تتسبب في انهيار العلاقات الزوجية، ثم التمييز بين محبة الطرف الآخر كشخص وكره أحد سلوكياته وأفعاله، تبعه ما يميز كلا من المرأة والرجل مع التأكيد على انسانيتهما المشتركة، والأهم من ذلك كله أن المؤلف تحدث عن الطلاق وكيف يمكن أن يكون طلاقا ناجحا إذا ما تطلب الأمر -بالطبع هي ليست دعوة للطلاق ولكنه يناقش فيها كيف أن الفكرة الشائعة بوجوب الإلتزام برباط الزواج "لأجل الأولاد" فكرة قد تضر بالأبناء أكثر من أن تنفعهم.
يتبع ذلك القسم الثاني (الذكاء العاطفي مع الأطفال) ولقد وفق المؤلف في الحديث حول تنمية دماغ الطفل بالحب، وفهم حواس الطفل المفضلة لإدراك ما حوله، وكيفية جعلهم يحبون الآخرين، وختم كل ذلك بالإشارة إلى سن المراهقة.
لدي ملاحظتين، كل الفصول تؤكد على حقيقة واحدة، أن يعرف الزوجين حقائق علمية عن تواصلهم فيما بينهم ومع أبنائهم وكيف لهذا أن يؤثر في تكوين علاقة أسرية ناجحة. أما الملاحظة الثانية فهي في العنوان، لأنه أعطاني انطباعا بشمولية المحتوى إلا أنه لم يتطرق للذكاء العاطفي بين الأبناء والأخوة واكتفى بإعادة تسمية قسمي الكتاب، ربما كان من الأفضل أن يعنونه بالذكاء العاطفي للمقبلين على الزواج.
وعلى ذكر الإقبال على الزواج، هناك كتاب قرأته منذ مدة وسأضيفه قريبا في جودريدز "دليل السعادة الجنسية" للدكتور عزي شهدي ، أعتبره من أهم المراجع في الموضوع.
*****************
والآن إلى بعض الاقتباسات من الكتاب:
ص ٢٢: "إن هناك كثيرا من الفوارق التي تعود إلى أسباب وراثية ونفسية وتربوية تجعل الناس مختلفين، وعندما يدرك الزوجان هذه الفوارق سينظران إلى الإختلاف بينهما على أنه أمر طبيعي وليس خللا يجب إصلاحه، وسيجعلان منه مصدرا لإغناء شخصية كل واحد منهما بدل أن يكون مصدرا للصراع بينهما. "
ص ٢٢: "عندما نبحث عن شريك لحياتنا فإننا نبحث عن شخص يغني تجربتنا في الحياة ويرينا الأمور من زاوية تختلف عن الزاوية التي نرى الأمور منها"
ص ٢٧: "عندما نلوم الآخرين ونتجاهل مسؤوليتنا عن المشكلة تصبح فرصتنا في المساهمة في حل هذه المشكلة مساوية للصفر"
ص٣٩-٤٠: "إن التواصل الحقيقي والمبدع يحدث بين الناس حينما يتم على المستوى الإنساني العميق، أي حينما يتواصل الإنسان الموجود في داخل كل واحد منا مع الإنسان الموحود داخل الآخرين، عندها سنشعر بما يشعر به الآخرون، وسنحب لهم ما نحبه لأنفسنا كما يقول الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-"
ص ٥٨: "يجب أن تدرك كل أم أن الأوقات التي يقضيها رضيعها بين ذراعيها وهي تناجيه وتداعبه وتشعره بالأمن والراحة هي الأوقات التي ينمو فيها دماغه وتتطور حواسه وإمكانياته."
ص ٧٤: "عندما يصطدم الطفل في مجتمعنا بالكرسي ويبكي نقوم بترضيته بضرب ذلك الكرسي، وكأنه هو الذي صدمه!! إن هذا التصرف اللامنطقي يعبر عن إحدى المشاكل الثقافية التي نعاني منها، وهي مشكلة عدم تحمل المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخر حتى لو كان الآخر كرسيا جامدا لا يتحرك."
الكتاب جميل جدا وانصح الجميع بقراءته يفيد على الصعيد الشخصي وبعلاقتنا مع عامة الناس والمقربين وكيف نواجه الحياة بحكمة وانضباط اكثر وكيف الانسان يكون ناجح وينجز اكثر في حياته العلمية والعملية
لغته سهله جدا والافكار متسلسلة 👌استفدت منه كثيرا صراحة بالخصوص ان كانت فكرتي عن الذكاء العاطفي منحصره على علاقتنا مع من نحب او مشاعر محدده فقط ولكن تبين ان المعنى أعم وأعمق من هذا بكثير
كتاب مفيد جدا لكل شخص يهمه تحسين علاقته مع الشريك ولكل من تواجهه مشاكل بينه وبين الشريك ويعتقد بان علاقته على المحك انصح بقرائتك لهذا الكتاب فهو يناقش امور تحدث مع اغلبيتنا بطريقه سلسه وممتعه ويتناول قسم لكيفية فهم طفلك والتعامل معه