يتحدث كتاب البنى الحكائية في أدب الأطفال العربي الحديث للكاتب موفق مقدادي عن مسيرة أدب الأطفال العربي عبر استعراض عدد كبير من كتابات الأعلام العرب في أدب الاطفال سواء المبدعون او الباحثون , وبدأ الكتاب الذي يتكون من ستة فصول بالحديث عن انطلاقة أدب الأطفال و من ثم شرع الكاتب بصورة مميزة بتفكيك أدب الأطفال , وذلك بالتحدث عن جمالية اللغة والأداء الملائم للأطفال حسب الشريحة العمرية , ومن ثم شرح الفروقات الكبيرة بين أنواع رواية الأدب , والفرق بين العرض والسرد والوصف في أدب الكبار وأدب الصغار و من ثم صنف صيغ الحكايات وتنوعاتها وصولاً إلى محاججة واسعة حول أهمية الكتب والقراءة للأطفال و كيف يساهم هذا الأدب في بناء شخصية الطفل وتقوم طريقة تعامله مع الحياة , الكتاب مميز جداً وبصراحة خرجت منه بالكثير من الافكار المميزة والتي لا تتوقف فحسب على الأطفال بل على الجميع و خاصة الفكرة التي قال فيها (تساعد الحكاية والمطالعة على تقوية الملاحظة لدى الطفل وكذلك اثراء لغته , بل على التغلب على سطحية و ضحالة تفكيره وخبراته ) فهذه فكرة عامة لا يجب أن تحدد بالأطفال فحسب . كما أنه وصف موقع الزمن والمكان في الأدب و كان وصف مميز جداً فالمكان بحسب قوله أكثر التصاقاً بحياة الانسان من الزمان , وختاماً حاجج الكاتب موفق مقدادي حول أهمية القصص الشعبية والتراث الشعبي العربي وأهميته للطفل و لماذا يجب أن يكون جزء من قراءته و خاصة القصص المستقاة من ألف ليلة وليلة و كليلة ودمنة وكانت محاججة مقنعة . بصورة عامة الكتاب رائع جداً و تقيمي له 5/5 وأنصح بقراءته .
أحب أدب الطفل لكني لأول مرة أقرأ عنه، ولفت انتباهي لمساهمات الأساتذة الكبار نجيب الكيلاني وسليمان العيسى في مكتبة الطفل العربي وغيرهم كثير، كما أعطاني بعض الاشارات لتقييم أدب الطفل