يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل في مقدمته لهذا الكتاب الهام لأستاذ الصحافة محمد التابعي: لعل صفحات هذا الكتاب صور من أحوال التوهج الاجتماعي للأستاذ التابعي، وفى نفس الوقت شهادة على التكاليف الباهظة لذلك التوهج، ومع أن موضوع هذا الكتاب ملامح من القصة الحقيقية للملك فاروق، ومأساته التي جعلت منه كما قلت وكررت دائما من ضحايا التاريخ، قبل أن يكون من مذنبيه فإن نفس الصفحات تظهر لمحات من حياة محمد التابعي، وكذلك أيضا مأساته، وهى تكشف دون قصد عقدة معروفة ومرصودة في قصة صعود الصحافة إلى استحقاق الإمارة، وما هو أكثر بأوصاف مثل صاحبة الجلالة! لكن المشكلة في الصحافة العربية أن الأستاذ «محمد التابعي» كان ظاهرة مستجدة على العلاقة بين الصحفي والأمير ولذلك كان احتمال الخلط واردا. فقد كتب التابعي عن الملك فاروق، وعن الملكة نازلي، وعن أحمد حسنين، وعن غيرهم من موقع المعايشة، وفى بعض المشاهد فإنه هو نفسه كان جزءًا من الصورة. وكان المأزق في تجربة التابعي أنه وهو يعايش الأمراء، تصور أن يجارى الأمراء بظن أنه ليس أقل منهم، ولم يكن بالفعل أقل منهم، بل لعله كان أفضل فهو أمير بالقيمة، والآخرون ـ ودون تعميم ـ أمراء بالألقاب، لكن التعامل مع هذا الوضع يقتضى حدودا واضحة، وانضباطا لا تساهل فيه، ومراعاة للحدود بين المظهر والجوهر. وأخيرا فلعل حياة التابعي نفسها قصة تستحق أن تُروى بالتفاصيل في كتاب أو كُتب. وهى قصة أخاذة مشوقة في فصولها ووقائعها ومشاهدها. إضافة إلى ذلك فلعلها قصة مليئة بالدروس المهنية والتاريخية والإنسانية قبل الاثنين.
ولد محمد التابعي محمد وهبة في بورسعيد في خليج الجميل في (18 مايو 1896 - 24 ديسمبر 1976)، صحفي مصري، أسس مجلة آخر ساعة ولقب بأمير الصحافة. وقد تزوج من زوزو حمدي الحكيم بدأ محمد التابعى عام 1924 بكتابة مقالات فنية في جريدة الأهرام تحت توقيع حندس. كان التابعي في البداية يكتب في روزاليوسف بدون توقيع، فقد كان يعمل موظفا في البرلمان المصري. وكادت مقالاته السياسية تحدث أزمة سياسية بين الدستوريين والسعديين. استقال التابعي من وظيفته الحكومية وتفرغ للكتابة في روزاليوسف وكان ثمنها في ذلك الوقت خمسة مليمات مصرية، وتسببت مقالات التابعي السياسية القوية في زيادة توزيعها حتى أصبح ثمنها قرش صاغ. أسس التابعي مجلة أخر ساعة الشهيرة عام 1934 وشارك في تأسيس جريدة المصري مع محمود أبو الفتح وكريم ثابت كما كان محمد التابعى هو الصحفى المصري الوحيد الذى رافق العائلة الملكية في رحلتها الطويلة لأوروبا عام 1937 وكان شاهدا ومشاركا للعديد من الأحداث التاريخية آنذاك. اشتهر التابعي بأنه صحفي يتحقق من معلوماته قبل نشرهاوكان يحصل علي الأخبار من مصادرها مهما كانت. وكان أسلوبه ساخرا عندما يهاجم. لكنه كان رشيقا مهذبا وأصبح مدرسة خاصة في الكتابة الصحفية. من ضمن أسلوب التابعى الساخر أن أطلق أسماء هزلية على بعض الشخصيات السياسية المعروفة، وكان يكفى أن يشير التابعى في مقال إلى الاسم الهزلى ليتعرف القراء على الشخصية المقصودة.
الكتاب الحالي يمثل شهادة حية للتاريخ حول واحد من أهم الشخصيات الجدلية ذات الثقل في الحياة السياسية المصرية قبل الثورة و هو أحمد حسنين باشا، كما يتناول أسرار عن علاقة القصر بالأنجليز وحزب الوفد ويستعرض سريعاً لمحات عن دور بعض الزعماء مثل مصطفى النحاس رغم ثراء الكتاب و ما يقدمه من أسرار خاصة لكني شعرت أحياناً بتحيز الكاتب و بخاصة لأحمد حسنين باشا، وهو خطأ يقع فيه دوماً كاتبي السير الذاتية العربية، كما ان العنوان لا يعبر كثيراً عن محتوى الكتاب، وهو ما انتبهت إليه دار الشروق عندما غيرت العنوان إلى "من أسرار الساسة والسياسة: أحمد حسنين باشا، حياته الخاصة و العامة" في طبعتها الجديدة
أولى قراءاتي للأستاذ التابعي وكان من نجوم المجتمع في مصر لفترة طويلة جدا عندما كان للصحافة ورجالها صولات وجولات
الشخصية المحورية في الكتاب هي أحمد محمد حسنين باشا فعرفنا به وبإنجازاته الشخصية ولاسيما الجغرافية ( فهو من إكتشف واحة الكفرة ) وكرمته الجميعة الجغرافية الملكية مرتين فيبدأ الكتاب عام 1937 بعد وفاة الملك فؤاد وبداية جولة أوروبية للملك فاروق - للإطلاع على الثقافت الأوروبية - وحاشيته أثناء انتظاره لبلوغ السن القانوني لإعتلاء العرش ففي أول 170 صفحة تقريبا كان الحديث عن حياته الخاصة ومغامرات الملكة نازلي معه ومطاردات فاروق لهما حتى انتهى أمرهما بالزواج
ثم يبدأ الحديث عن تأثير أحمد حسنين باشا في الحياة العامة ذاكرا تفاصيل حادث 4 فبراير 1942 ومحاصرة الإنجليز بالدبابات لقصر عابدين وكانت لطمة سياسية لأحمد حسنين فقرر فيما بعد الإنتقام من النحاس والسفير البريطاني مايلز لامبسون و قد "حرق دمي" هذا الفصل فالمفترض حينها أننا كنا دولة ذات سيادة :/ فأتى الإنجليز بالنحاس باشا رغم أنف الملك ثم الخلافات العنيفة و أحداث الوقيعة بين مصطفى النحاس (كلب الإنجليز) ومكرم عبيد وهو أكثر الفصول مللا فقد أعاد سرد الأحداث بأكثر من رواية لأكثر من راوي وأثبت أن لا أحد من الزعماء يهمه مصلحة الوطن بقدر ما يهتمون هم بمصالحهم الشخصية
أما أعظم فصول الكتاب فهو " الماريشال روميل على أبواب مصر " فقد صور بأسلوبه الصحفي المميز حال الناس وقتها (صيف 1942 ) ووصف طبقات المجتمع من أعلاها إلى أدناها واستعدادها لاستقبال المارشال وفرار اليهود وبيعهم لبضائعهم المكدسة في المخازن برخص التراب للفرار إلى جنوب أفريقيا واستغلال الشوام لهذا الوضع وتكوينهم لثروة ووصف استعدادات الإنجليز للدفاع بدءاً من إغراق مديرية البحيرة وتدمير القناطر الخيرية لإغراق الدلتا بالمياة والطين حتى يصل لركب الألمان وآخر فصل عن حرب الدعاية" المتبادلة بين الإنجليز والألمان وكيف عرف بمصادره الخاصة أن أول قرار كان الإنجليز سيتخذونه عند دخول الألمان هو خطف "أم كلثوم وعبد الوهاب" حتى لا يستغلهم الألمان في حرب الدعاية !!
ملحوظة نسختى طبعة دار الهلال و صدرت في فبراير 1970 ولم يقرأها أحد قبلي فقد كانت هناك العديد من الصفخات الملتصقة وقمت بفكها ♥ ♥
أحسنتْ الطبعة الجديدة من دار الشروق في تسمية هذا الكتاب باسمه الجدير به، وهو « من أسرار الساسة والسياسة: أحمد حسنين باشا، حياته الخاصة والعامة» ، فالكتاب يتحدث عن دائرة واسعة من الأحداث مركزها جميعًا هو أحمد محمد حسنين باشا، رائد الملك فاروق ورئيس الديوان الملكي والمحرّك الأساسي لسياسة القصر حتى وفاته، بينما اختار له مؤلفه محمد التابعي اسم «من أسرار الساسة والسياسة: مصر ما قبل الثورة»، اللهم إلا لو كان يقصد تأليف سلسلة كتب عن أهم الشخصيات المؤثرة التي اتصل بها، إلا أن يد الموت كانت السابقة
ولا أدري لماذا كنت قبل قراءة هذا الكتاب لا أحب التابعي!، رغم إنني لم أقرأ له من قبل وإن كنت قرأت عنه كثيرًا، فهذا أول كتاب لي معه، وأحببته!، رغم أسلوبه الصحافي الطاغي، ولِمَ لا!، فهو كان يسمي بفتى الصحافة المدلل، أو شيء من هذا القبيل، وقرأت قصة من قبل تدل على تعاليه قليلا، ولكن لا بأس، وفي الحقيقة استمر شعور عدم الميل للتابعي خلال فصول الكتاب الأولى، فجاءت المقدمة وكانت في إثنى عشرة صفحة، جاءت كلها فيما أستطيع بأمانة تامة أن ألخصه في سطرين لا غير، دون أن أترك معنى قاله، وهما:
إنني محمد التابعي عرفت الكثير جدا من الناس وأخبروني بما لا يعرفه الكثيرون حتى الآن، ولكن بما إنني في الأساس صحافي أعرف الكثير جدًا من الأسرار، ولكني على الجانب الآخر "إنسان أيضًا"، فماذا أروي وماذا أدع!
وينهي هذه المقدمة بقوله: وهل استطيع أن أروي كل ما أعرف وكل ما سمعته من صديق راحل هو أحمد محمد حسنين، وللصداقة حقوق، وعليها واجبات وهل مما يستقيم مع حقوق الصديق ولا يتنافى مع واجبات الصداقة أن أروى وأذكر كل ما عرفت وكل ما سمعت؟ هذه هي الصعوبة، بل هذا هو الصراع بين الصحفي والأمانة الصحفية، وبينه وبين سرية المهنة، ثم الصراع بين الصحفي والإنسان
تمت !
صراحة، بعد هذه المقدمة، وقبل قراءة أولى صفحات الكتاب، كان عدم الميل إلى هذا الكاتب قد بلغ أقصاه!، يكفي حتى أنه خلال هذه المقدمة قال نصًا:
كتبت عن فاروق بعد خلعه وطرده، كتبت ولم أرحمه، وأسهبت في سرد قصص مخازيه وفضائحه، ومع ذلك فإنني لم أنس في كل ما كتبت إنني إنسان (!)، فلم أذكر مثلا لماذا بكى ذات يوم في دار صغيرة ي حي جناكليس برمل الإسكندرية في صيف 1937، وكان فاروق يومئذٍ لا يزال الملك المأمول، لم تفسده الدنيا، ولم ينس ربه ودينه (!!)، بكى كالطفل الصغير حتى بلل الدمع خديه ..
لم أكتب ولن أذكر التفاصيل، لأن فاروق بكى ساعتئذٍ كإنسان، لا كملك، ولأنني لا أستطيع أن أنسى دائمًا إنني إنسان
وعلامات التعجب من عندي، لأنني تذكرت حال قرائتي لهذه المقدمة المدبجة الموشاة بهذه المعاني الإنسانية النبيلة، البيت المنسوب لجميل بن معمر القائل:
لا لن أبوح بحبِّ بُثنةَ، إنها أخذتْ عليَّ مواثقًا وعهودا
فباح من حيث أراد الكتمان !
ثم إنني من خلال الكتاب أستطيع أن أقول آمنًا مطمئنًا للمؤلف، بإنه لا حرج عليك من نقل كافة أحاديث أحمد حسنين باشا التي أسرّها إليك، فهو - وهو السياسي الأريب - يدرك أنك صحافيّ حتى النخاع، ولذلك لم افاجئ عندما نقلت قوله في ثنايا الكتاب، عندما أنهى حديثه إليك عن الحالة الراهنة في البلاد وما يفكر فيه، فقال متنهدًا: إذا قدر لك أن تكتب يومًا عن هذه الأيام فاكتب وقل .. إلخ
فهو كان يدري، ثم إن جميع ما قاله كان شرح لسياسته، وإن كان المؤلف قال إنه لم ينخدع به، فلم يجعل من أحمد حسنين باشا بطلا قوميًا كان كان يحكي عن نفسه، ولم يجعله كذلك كما قال عنه أعدائه من أنه كان عميلا بريطانيا، وخائنا لوطنه، وواهن العزم و"خرنجًا"، وهذه الصفة الأخيرة قالها عنه أحمد ماهر
بينما كان أحمد حسنين في نظر المؤلف لا هذا ولا ذاك، وإنما كان رجلا جنى عليه طموحه، فهدم بيده نفسه وبيته وعرّض سمعته للأخطار الفادحة، كل ذلك في سبيل التقدّم في تحقيق طموحاته السياسية في الحكم، فهو رجل ميكافيللي من الطراز الأول، ثم أن المؤلف يعتقد بإيمان أن أحمد حسنين باشا هو ثالث أعظم سياسي تنجبه مصر، بعد عبد الخالق ثروت، وإسماعيل صدقي
يكفي إن المؤلف قال أن النقطة الفاصلة بين الملك فاروق "المحبوب" من الشعب، وبين الملك فاروق "الطاغية"، كان هو حادث مقتل رئيس ديوانه أحمد حسنين باشا، عام 1946 في حادث سيارة، فعند وفاته هاجرت الملكة نازلي إلى أوروبا ثم إلى أمريكا "وكان من أمرها ما كان!"، وابتدأ عندها التحول في سلوك الملك فاروق، فالمؤلف يقول - وهو مقرّب من القصر الملكي ومن رجال السياسة - أن الملك فاروق لم يعرف طريق القمار والملاهي الليلية إلا بعد وفاة رائده ومربيه ورئيس ديوانه أحمد حسنين باشا
فإنه أنهى هذا الكتاب الشائق بقوله: وإن هي إلا أسابيع معدودة حتى غادرت «نازلي» مصر إلى أوربا للعلاج والراحة كما زعمت، ولكنها غادرت مصر وفي نيتها ألا تعود، وكان منها ما يذكره القراء، وكان كذلك ما كان من فاروق، وكيف استهتر إلى أبعد حدود الاستهتار وطغى وبغى، ثم كانت الثورة التي طوحت به وحطمت عرشه، ولعله تذكر يومئذ وهو يوقع وثيقة تنازله عن العرش قولَ أمه: "بكرة تشوف راح يجري لك إيه بعد موت حسنين"!
.
.
بغض النظر عن هذا ففي هذا الكتاب به فصل رائع للغاية، أفتتنت به كثيرًا جدًا جدًا، وفيه يحكي التابعي بأسلوب يحبس الأنفاس كيف كانت مصر في صيف 1942، مع انتشار أخبار وإشاعات تقدم روميل في الصحراء الغربية وسقوط مرسى مطروح ودخوله بقواته للإسكندرية، وكيف أن شعب مصر كان يتهيأ لتوديع الاحتلال البريطاني واستقبال الاحتلال النازي الجديد! وكيف أن انجلترا كانت ستهدم القناطر وتغرق الدلتا من أجل تعويق الجيش الألماني وقوات المحور، وكيف كانت سفارة إنجلترا وأمريكا تصفّي أعمالها وتحرق الأوراق الهامة قبل الرحيل إذا تأزمت الأمور، ونجح التابعي حقًا في نقل حالة الهلع والجزع التي سيطرت على مصر في هذه الأثناء حتى وقوع أحداث موقعة العلمين!، وقال في ختام هذا الفصل الذهبي:
وبعد .. هذه هي الأيام الخطيرة المليئة بالأحداث والاحتمالات التي مرّت بمصر في صيف 1942، وأحسب إنني وفيتها حقها من الوصف، وأعطيت صورة صادقة لحالة الفوضى والذعر التي تخبطت فيها الوزارة القائمة بالحكم يومئذٍ
نعم! نعم! أشهد أنك قد فعلت، وقد أحسنت، وهل أفتح معك صفحة جديدة؟
الصحفي الشهير محمد التابعي كان قريبا بحكم وظيفته من دوائر السياسة العليا في مصر، وكان صديقا شخصيا لأحمد محمد حسنين الذي كان له شأن كبير في السياسة المصرية في الثلاثينات والأربع��نات بحكم صلته الوثيقة بالملك فاروق ووالدته الملكة نازلي. في القسم الأول من الكتاب الكثير من الحكايات والأسرار عن الحياة الخاصة لأحمد محمد حسنين وطبيعة علاقته بالملكة نازلي. في هذا القسم يغلب على السرد النبرة الفضائحية والميل للقصص المثيرة، ويمكن أن نجد هنا الأصل الذي تأثر به مصطفى أمين وعلي أمين في أسلوبهم الصحفي بعد ذلك في جريدة الأخبار وأخبار اليوم.
وفي القسم الثاني الكثير من الحكايات عن أحمد محمد حسنين في الحياة العامة بصفته رئيس الديوان الملكي، وعن علي ماهر واعتداءاته على الدستور والصراع بينه وبين مصطفى النحاس، والصراعات بين الوفد وأحزاب الأقلية، والصراعات داخل الوفد والتي نتج عنها عدة انشقاقات، وبالتالي الكثير من الأسرار من كواليس السياسة المصرية وكيف كانت تدار مصر ومن كان صاحب القرار السياسي. نجد هنا الكثير من "العك" والدسائس، وتصرفات الملك فاروق ضد الدستور وإقالته لوزارات الوفد رغم أنه حزب الأغلبية، والتدخلات الفجة للسفارة البريطانية في السياسة المصرية والتي بدأت حتى من قبل حادث 4 فبراير 1942 عندما أحاطت الدبابات الانجليزية بقصر عابدين وهددت بعزل الملك ما لم يأتي بحكومة وفدية. أيضا الكثير عن الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على مصر، ووصول الألمان إلى مشارف الإسكندرية وخطة الانجليز لإغراق الدلتا في حالة انتصار الجيش الألماني عليهم في هذا الجزء الثاني يمكن أن نجد الأسلوب الصحفي الذي تأثر به محمد حسنين هيكل: المزج بين سرد الأحداث بطريقة موضوعية مع نبرة شخصية من حين لآخر ناتجة عن مقابلاته وعلاقاته الشخصية مع أبطال الأحداث.
الكتاب قادر بجدارة على تصوير المشاعر المتضاربة من خوف وقلق واطمئنان أحيانا التى عصفت بالساسة المصريين وحبس انفاس الانجليز اثناء الحرب العالمية الثانية ورصد تفوق دول المحور قبل معركة العلمين الفاصلة كل تلك الصور تناسب فى هدوء عبر قلم الصحفى الكبير محمد التابعى خلال رصده سيرة رئيس الديوان الملكى فى عهد الملك فاروق أحمد حسنين باشا والتى كانت حياته ممتلئة بالاحداث والمغامرات والشد والجذب بين رئيس الديوان والملكة الام نازلى وقصه الحب والزواج بينهما من ناحية وبين السياسين المصريين وقتها وعلى رأسهم النحاس وكبار رموز الوفد والمنشقين عنه من ناحية أخرى تألق التابعى فى كل تفصيلة داخل الكتاب باسلوب حكى مميز يعتمد فى اغلب الروايات على المعايشة الذاتية للحدث نتيجة علاقاته المتشعبة بالقصر والوفد فى زمن كانت الصحافة ملئ السمع والبصر وكان التابعى أحد أهم نجومها
رائع!!!! ليس لما يذكره من أحداث تاريخية فارقة شكلت حاضر مصر ومستقبلها ولا لسرد العديد من الوقائع التي كان المؤلف شاهداً عليها بنفسه وليس لرؤية الكاتب الثاقبة للأحداث والشخصيات وتحليله من وجهة نظر سياسية واجتماعية وإنسانية في المقام الأول لما يرويه وليس لتعففه الواضح وأخلاق النبلاء التي تتجلى بوضوح فيما يذكره صراحة وفيما يلمح له وفيما يصر على إبقاءه تحت طي الكتمان لأن الهدف قطعا ليس الفضائح رغم كثرتها في العصر الذي يتحدث عنه ... الكتاب رائع فعلا لأسلوب محمد التابعي وتمكنه من اللغة والسرد وتتابع الأحداث والحفاظ على عنصر التشويق وعدم الإسفاف أبدا أو استخدام كليشيهات صحفية سخيفة أو محاولته للضرب تحت الحزام كما يفعل الكثيرون لكنه فعلا كاتب تمكن من ناصية اللغة وأسلوبه سهل ممتنع وروايته جميلة ... كتاب رائع
مين أنا عشان أقيم كتابة من كتابات أستاذ الأساتذة محمد التابعي؟ اكتفيت بالجزء الأول من الكتاب اللي بيتكلم فيه عن العلاقة الشخصية بين رئيس الديوان الملكي أحمد باشا حسنين والملكة نازلي، وعن طبيعة الحياة السياسية في مصر وقتها والصراع القائم حينذاك بين القصر وحكومة الوفد والإنجليز، وسأعود لأكمل الجزء الثاني من الكتاب في وقتٍ لاحق.
لاشك ان الصحفي محمد التابعي هو من اعلام الصحافة المصرية وصاحب مدرسة صحفية تخرج منها نجوم الصحافة في مصر بالإضافة الى انه كان نجم من نجوم المجتمع في مصر يوم كان للصحافة صولات وجولات . يتحدث التابعي في هذا الكتاب عن شخصية احمد حسنين باشا وهو من الشخصيات المثيرة للجدل في مصر ابان الحجم الملكي فهو عشيق وزوج الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد وام الملك فاروق واحد الشخصيات التي ساهمت فى اهتزاز عرش الملك فاروق. الشخصية المحورية للكتاب خريج جامعة أكسفورد والده من علماء الازهر وجده من كبار تجار مصر زوجته الأولى وام ابناءه هي ابنة الاميرة شويكار التي كانت الزوجة الأولى للملك فؤاد هذا بالإضافة الى انه طيار ورياضي شهير وواحد من اشهر الرحالة العرب يقال انه من اكتشف بعض الواحات في الصحراء الغربية مما جعل الجمعية الجغرافية الملكية في بريطانيا تكرمه مرتين هذا بالإضافة الى تكليفه من قبل الملك فؤاد بمرافقة ابنه الأمير فاروق الى بريطانيا عندما ارسله للدراسة هناك كمسئول عن تعليمه . اما كاتب هذه السيرة الصحفي محمد التابعي بحكم قربه من دوائر السياسة فى مصر سواء القصر الملكي أو من الأحزاب السياسية المصرية كان شاهد على الصراع بين فاروق والوفد ودور صاحب السيرة وبصفته رئيس للديوان الملكي كان المحرك الرئيسي لسياسة القصر و في تعاقب الحكومات طوال الفترة من بداية تولي فاروق العرش حتي تاريخ وفاته عام 1946 فى حادث سيارة قيل انه مدبر. مما شد انتباهي في هذا الكتاب هو الصراع على السلطة بين الأحزاب المصرية في العهد الملكي وما سرده الكاتب من انشغال زعيم اكبر حزب في مصر مع نائبه ( الصراع بين النحاس ومكرم عبيد ) عن الحرب الدائرة على مشارف العلمين ، نكتشف ان الصراعات الشخصية بين زعماء الأحزاب وكبار الساسة في ذلك الزمان لها التأثير الأكبر على قرارات كانت مصيرية على الحياة السياسة في مصر ربما عنوان الكتاب كان مضلل " من اسرار الساسة والسياسة في مصر قبل الثورة ) اذ لم يقتصر الا على سيرة احمد حسنين باشا ، الا ان كان التابعي كان ينوي تأليف سلسلة عن الساسة الذي اتصل بهم في تلك الفترة وهو كما قلنا كان نجم من نجوم المجتمع في مصر الا ان يد الموت كانت اسبق والله اعلم
محمد التابعي هو نجم الصحافة المصرية وعلم من أعلامها وأحد اكبر المدارس الصحفية فى مصر، هو استاذ اجيال بحق. في هذا الكتاب يتحدث عن احد الشخصيات المثيرة للجدل فى القصر الملكي، احمد حسنين باشا عشيق وزوج الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد وام الملك فاروق واحد الشخصيات التي ساهمت فى اهتزاز عرش الملك فاروق. بحكم قرب محمد التابعي من دوائر السياسة فى مصر سواء القصر الملكي أو من الأحزاب السياسية المصرية كان شاهد على الصراع بين فاروق والوفد ودوره على دراما اقالات الحكومات طوال الفترة من بداية تولي فاروق العرش حتي 1946 تاريخ وفاته فى حادث سيارة قيل انه مدبر. توقفت عند ما كتبه التابعي ان مصطفي النحاس باشا كان مشغولاً بالصراع مع مكرم عبيد سكرتير الوفد فى الوقت الذي كان روميل بجيوشة على مشارف العلمين! وهذه الرواية-وغيرها- تكشف عن الوجه الآخر لزعماء حزب الوفد وغيره من الأحزاب وكيف نالت الصراعات الشخصية الحيز الأكبر من تفكيرهم وقراراتهم على حساب ازمات مصيرية كانت تواجهها مصر فى حقبة الأربعينيات.
هو قصة حياة الملك فاروق مع حسنسن باشا مع الملكة نازلى و هو الكتاب الذى استعانت بة مؤلفة مسلسل فاروق تمثيل تيم حسن، كانك امام المسلسل تماما، عن محمد حسنين باشا فيستحق هذا الكتاب ان يقرا
الكتاب حلو وبيعيشك جو الحياة القديمة الحاجة اللي كانت مضايقاني شوية انه فصل حياة الشخصية عن العامة..فالاول مكنتش حابب انه يدخلني ف تفاصيل مع ناس فرعية لكن بعدين عمل صورة كاملة كدا قدامي..وحبيت الموضوع الكتاب مش بيتكلم عن ��خص واحد دا في بشر كتير هو بيحكي سنين من التلاتينات لبعد لحرب العالمية التانية يعني لحد ما مات حسنين
لا استطيع ان أثمن هذا الكتاب ومايحويه من اسرار وتفاصيل هامة حول شخصيات سياسية لها ثقلها ووزنها في تاريخ بلدنا الحبيب لقد استمتعت جدا بقراءة هذا الكتاب وباسلوب كاتبه السلس والمهذب وامانته وحياديته في سرد الاحداث
A very good book that sheds some light on the era of King Farouk. The author tried to be objective as much as possible despite (as I believe) he is a friend of Ahmed Hassanein Pacha.