Jump to ratings and reviews
Rate this book

أعطها اسما

Rate this book
مجموعةٌ تمضي فيها الشاعرةُ، عبر قصائدها القصيرة والمكثَّفة، في رحلةٍ داخلية، تستدعي علاقةً حميمة مع قلبها المليءِ بمشاعر حبٍّ وتذمُّر تضعُها في مواجهةٍ قاسية مع العالم بظلالهِ القاتِمة، وحروبه المُريعة، وسوءِ فهمهِ المقصود للإنسان وتوقهِ الأبدي للتعرُّف على ذاتهِ في مرايا متكسِّرة. هنا مكاشفةٌ لا تخلو من عتاب، حبٌّ يُحتضر، وولادةٌ متجدِّدة، تتخذُ فيها الروح شكل "حمامةٍ بيضاء"، بينما يصلحُ "القلب" العاشقُ لأن يكونَ صورة تتقِّد بالحياة. هكذا وعبر "غيمة"، تكتبُ سمر الشيخ "أريدُ التحرُّرَ كدَمعة/ انفجرت في القلب"، معتبرةً قصائدها "في سبيل المحبَّة"، "فراشةَ حزنٍ خفيف"، بينما حياتها "بحيرة صغيرة/ تكادُ تجفّ".تتعدَّدُ الانفجاراتُ في شكلِ صورٍ شعرية، ومعها تتعدَّدُ رغباتُ التحرُّرِ من فيزياء الجسد، لأنَّ "الجسدَ هو كلُّ ما تعرفُه/ وما تجهلُه". كأنَّ سمر الشيخ بكلماتها في الحبِّ والتذمُّر تواجهُ عالماً آيلاً للخراب، تبحثُ له في ذاكرتها عن أسباب البقاء، تلقِّحُ بخيالها نهاياته غير السعيدة، وتتخذُ لأجله قلبَها رفيقَ حياة، ذلك الذي يحمِلُها في حقيبةٍ ويمضي بها من دون سؤال، قبل أن يعودَ إليها "طفلاً متعباً وحزيناً" وقد أنهكته دروبُ الألم الشاقة.

Unknown Binding

First published January 1, 2022

4 people want to read

About the author

سمر الشيخ

3 books4 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
1 (25%)
4 stars
3 (75%)
3 stars
0 (0%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for حاتم الشهري.
Author 11 books135 followers
June 5, 2023
حينما يولد شاعر في بلادي، تكثر النخيل، وتهيجن الإبل، وتكثر الواحات في البراري..

ديوان الشاعرة السعودية سمر الشيخ (أعطها اسما) من منشورات المتوسط هو كنز من كنوز رحلتي لمعرض أبو ظبي للكتاب 2023م.

أحب معارض الكتب لأنها توصلني بكتب لا أستطيع الحصول عليها سوى في المعارض.

كنت أتجول داخل جناح منشورات المتوسط وطلبت من صاحبها صديقي الأستاذ/ خالد الناصري أن يزودني فقط بكتب الشعر، فأنا ظمآن إلى الشعر الزلال..

أشار خالد بأصبعه إلى الأعمال الشعرية لأنسي الحاج وقال تعرفه؟ قلت: صاحب (لن) قال: نعم، قلت ومن لا يعرفه، قال هذه الأعمال الشعرية الكاملة له، ثم أعطاني الأعمال الكاملة لرياض الصالح الحسين، ثم بدأ يعطني دواوين شعرية منفردة حتى وصل إلى ديوان (أعطها اسما) وقال هذا ديوان لشاعرة سعودية، التقطته مباشرة لأني أريد أن أعرف كل الشعراء في بلدي.

فتحت الصفحة الأولى وإذا شاعرتنا تخرج رأسها من المقبرة:

من المقبرة أخرج رأسي
أحك صوتي بالحناجر
قِشرة خشنة
تخدش الصمت

إنها ميتة تخرج رأسها من مقبرة الحياة، يا للشاعرات اللاواتي يوهمننا بأنهنّ على قيد الحياة..

تزعم أن فمها مكمم:

كمّمتم فمي
مثل وليمة، قدّمتني الحياة
لدود متطفل..

لا أصدق أن هناك شاعرة مكممة فاها..
الشاعر قصائده لسانه..

إنها مسرفة ليس بالمال ولا بالمشاعر؛ بل بالوقت:

أسرفت وقتا سخيا أدل الفرح على بابي!

إنه دلّالة الأفراح على بابها، تخيّل أنك تبحث في الطرقات لتدل الفرح على بابك؛ إنها حياة مأساوية!!

هذه الشاعرة ممكن أن تكون أي شيء، كمثل تفاحة بائسة بؤس تفاحة وحيدة:

ببؤس تفاحة وحيدة
تنظر للشجر في الصفة الأخرى..

إنها ككل الإناث تطلب رجلا واحدا يكفيها؛ لكن حتما للرجال رأي آخر:

رجلٌ واحد يكفي
لتظل أنوثتي بطراوة القطن
وخصوبة الأرض..

تخيل مأساة ضياعها مثل صباح أضاع طريق السماء:

حزينةٌ مثل صباح
أضاع طريق السماء
أحلم بعشرة أصابع
تمسح جراحي
تخرج وردة حزن
تبكي في قلبي

كما قالت سابقا هي بحاجة إلى رجل واحد يملك عشرة أصابع..

تقول في بيت استفزني:
الأسرار تحتاج قلوبا كبيرة لحملها

مشكلة الشعراء أنهم يحاولون اختراع الدولاب، الأسرار تخرج من تحت الأبواب وتنسل من بين الأقفال، والسر الذي أودعناه في البئر، صار يسقي القرية كلها..لا وجود لقلب يخزن الأسرار، سواء قلب صغير أو كبير، كل القلوب تشيع الأسرار..

شخوصها في الديوان لا يولدون أبناء كما في الحياة، إنهم يولدون خناجر:

بعدما يُنجبن خناجر
يعشقن وطنا
وينساهن الطريق إليه..

قالت سابقا أنها تفاحة، والآن تريد أن تكون أشياء كثيرة: وردة/ رائحة/ شوكة/ غصن/ رحيق أي شيء المهم ألا تكون إنسانة:

يالله
ازرعني وردة
شوكة
غصنا هرب من حقل القطيع..
سئمت أن أكون إنسانا

كل الإناث يمشطن شعورهن إلا سمر تمشط ضياعها:

أمشط حسرتي وضياعي
أمتلئ بالنجوم
أحلم
أحلم
وأنفجر..

سمر ولّادة ليست بنت المستكفي لكنها ولّادة تخرج الأطفال من جسدها:

كيف التقت بي عيناك؟!
أخرجتَ أطفالا من جسدي
عزفتَ لي غناء التائهين:
(حبيبتي مثل البلاد
وحيدة
حزينة).

بعدما بحثت عن رجلٍ واحد يكفيها يبدو أنها قررت أخيرا أن تلعب نفس اللعبة التي يلعبها الرجال:

سأجد رفيقا
وأجرب مصادقة الكثير من الرجال..

إنها في نهاية الديوان تبدو مستسلمة:

من يعيرني وطنا
أطلق في شوارعه يدي
أرمي على أرضه نفسي..
أتركها أخيرا؟!

مثل فكرة حرة ثقبت رأسي
خرجت..
تستجدي الحياة..

وتقول:
حرية بإمكاني البكاء
مثل نهرٍ وحيد أغلقوا عليه الطريق
أختنق..

العجيب أن الديوان مشحون بالإيروتيكية تلميحا وتصريحا:

نتوءات على نهدي الشمال تؤلمني
يبدو أنه يشيخ أو يخونني
أو الحرب تزحف عليه..

**
حليبٌ يئن في صدري
صوت حبيبي الحنون
بلاد طفلي الذي انتظرته عمرا من الحب
لأحكي له عن وطن عاشق..

**

ما أقسى ليلا يأتي
لا أحد
ينتظر عودتك للبيت
تدير المفتاح
تلج فراغا ضيقا..

**
جسدي فنجان قهوة سوداء مرة

**

لو أنك تحب جسدي
لسمعتَ نغمه الحزين

**
رأسي متعب
مد لي صدرك
أنصت لحكايتي
ردد أغنياتي على شفتيك
دعني أتخيّل شكل العشب
ورائحة اللهب

**

أنفاسه الحارة
تمشط جلدي بقبلٍ حارقة

**
ينتفخ بطني
ينتفخ أكثر
زوجي الحنون
اقبض على يدي

**

يفتح جسده حقلا مبلّلا

**

عاشق
يخلع سترته
يزيح الغيم عن صدري

**
على صدري عصفوران
يطيران بين حدود أصابعك
ينامان على يديك

كل الماء
الغابات
أنين الريح
عسل الحياة
وحليب الأمهات
على صدري

**

من خاصرتي الشبقة
من جسدي المزاجي

**
تدخل في جسدي ليلا

هذه الشاعرة المحلقة بحرفها الآخاذ أخذتني في رحلة بديعة بين صفحات ديوانها..

ياربي: كثّر الشعراء في بلادي.
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.