Jump to ratings and reviews
Rate this book

تاريخ الفكر الفلسفي الغربي قراءة نقدية #02

الفلسفة اليونانية ما قبل السقراطية: الفلسفة الملطية أو لحظة التأسيس

Rate this book

575 pages, Paperback

First published January 1, 2013

12 people are currently reading
449 people want to read

About the author

الطيب بوعزة

22 books400 followers
باحث وكاتب مغربي حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، من كلية الآداب، جامعة محمد الخامس بالرباط. ويعمل حاليا أستاذا للتعليم العالي في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ طنجة، له مجموعة كثيرة من المقالات والدراسات منشورة في مجلات وصحف محلية ودولية. صدر له مجموعة من الكتب من بينها: كتاب "مشكلة الثقافة". كتاب "قضايا في الفكر الإسلامي المعاصر". كتاب "مقاربات ورؤى في الفن" كتاب "نقد الفكر الفلسفي من جزأين. يشرف الطيب بوعزة على التحكيم العلمي لبحوث قسم الدراسات الفلسفية والعلوم الاجتماعية بمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
28 (48%)
4 stars
16 (27%)
3 stars
11 (18%)
2 stars
2 (3%)
1 star
1 (1%)
Displaying 1 - 12 of 12 reviews
Profile Image for  عبـد الرَّحْمَٰن   فَتْحــي.
189 reviews823 followers
December 15, 2020
الحمد لله.
لم تكن هذه قراءة وإنما معركة حامية الوطيس والله؛ لندخل في الموضوع مباشرةً قبل أن يخونني قلمي:

➖ الطيّب لا يقرأ تاريخ الفكر؛ الطيّب يشرّح التاريخ بالمشرط ويسلط عليه منظار الجراحين الدقيق!

سأقتصر في هذه الكلمة اليسيرة على الحديث عن المنحى المنهجي للطيب والذي أفادني أكثر من الفائدة المعلوماتية أصلا؛ فالرجل لديه ترسانة قرائية مهيبة وأدوات "إجرائية" ومفاتيح محورية تجعله يعيد نحت الجسم الفلسفي من البداية. (مثل مفهوم الرؤية إلى العالم) .

فمثلا عند الحديث عن الفلسفة ما قبل سقراط فهو لا يسير كما سار من سبقوه بقراءة هذه الفترة بما تلاها ولكنه يقرأها بما قبلها؛ يقرأها في السياق الدلالي لهذه الفترة واتصالها بالمخيال الجمعي لأهل هذه الفترة.

بمعني أنه يصنع فهم الإحالة للمتن الطاليسي لا على المتن الأرسطي والأفلاطوني ولا الدوكسغرافي(إحالة فهم دلالة المتن أعني)؛ وإنما على المتن الميثولوجي.
وفي ذهنية الطيب السيّالة تلك نظرية تقول أن الفكر الفلسفي الغربي لم ينفصل في أي لحظة تاريخية عن الفكر الديني أصلا، ولعل هذا محور الكتاب؛ صناعة حالة وصل بين الفكر الإغريقي في مهده الأول والفكر الثيولوجي؛ لأنه كما يقول: لا يمكن إسقاط أفكارنا الحادثة التي تبلورت في زمننا وتصوراتنا عن الفيلسوف وعن انفصال العقل والدين تمامًا على من لم يكن يعي أنه فيلسوف أصلا ولا علم له بهذا الصراع المتوهَم؛ بل ذهب إلى أبعد من هذا؛ الحركة الفلسفية الإغريقية لم تكن لتأخذ أدنى دفعة إلى الأمام بدون المتن الميثولوجي!

ولذا ستجد من الطيب احتراس عند قبول الأقوال والآراء وردها، احتراس "تشريحي" بكل معنى الكلمة.

➖تنزع الأطروحة كذلك إلى تخليص الفلاسفة ما قبل سقراط من قبضة أرسطو السردية المهيمنة تاريخيا التي أسمتهم "الفلاسفة الماديين/ الطبيعيين" والتي اختصرت محصولهم في رؤية مادية بسيطة للوجود قصرته على علة واحدة؛ وقد كانت البشرية بانتظار أرسطو فيما بعد ليعيد النظر في باقي العلل التي لم ينتبه لها هؤلاء البدائيون!.
طبعا هذا يتطلب شجاعة كبيرة وتضافر مجهودات بحثية عميقة لإعادة تصور التاريخ على الضد من الرؤية المهيمنة لفيلسوف له وزنه؛ لذا لن تجد في الأطروحة الطيب أعزل أو يخوض المحيط بعوّامة؛ وإنما ستجده متسلح بالأطروحات التي سبقته في بعض الأفكار وستراه يفرق بين أولية المصادر وثانويتها وستراه مستنطقًا للشذرات الفلسفية بصورة دقيقة مبهرة.

➖الفائدة المنهجية الأخرى التي أشير إليها هو أنه لا يختزل أطروحة الفيلسوف في عبارة واحدة مثلا قالها؛ وإنما يوسع البحث ليشمل آراءه الكوسمولوجية وكذا ما تبقى من سيرته فيما ييسر فهم أفكاره.

فمثلا عندما نقول أن طاليس قال أن الماء أصل الوجود؛ هذه لا نفصلها عن باقي الأطروحة التي تقول أن العالم مملوء بالآلهة وتقول أن النفس قوة محركة؛ أي أنه لم يقف عند علة مادية (الماء) بل ذهب إلى علة فاعلة (النفس قوة محركة). فإذن ينبغي استجماع الصورة دون نفي مقولة دون أخرى. وبالمثل لا يفصل دلالة أنكسمندر عن "الأبيرون" عن أفكاره عن الكون.

➖فائدة منهجية أخرى:
نراه مثلا عندما يتناول سيرة فيلسوف وأفكاره لا يتجاهل النصوص التي تضفي صبغة أسطورية خيالية على شخصية الفيلسوف بل "يخلّص الصورة الواقعية من فعل المخيال دون أن تفقد الصورة جسمها الواقعي" –وقد قيل قديمًا أن وراء كل خرافة حقيقة ومخرّف– ويعلل هذا قائلًا:

«أن المخيال لا يشتغل في الغالب إلا على معطيات وأدوات، تسمح له بإضفاء تلك المسحة العجائبية على الشخصية الفلسفية
ومثال ذلك:
أننا سنشك في الرواية القائلة بتحويل طاليس لنهر هاديس لكننا سنتخذ من ذات الرواية إثباتًا للقدرة الهندسية لهذا الفيلسوف.
وسنشكك في رواية طاليس بكسوف الشمس، لكننا سنتخذ من تلك الرواية التي نراها كاذبة إثباتًا صادقًا للقدرة المعرفية الفلكية التي كان يتمتع بها.»


➖ثم في النهاية أشير إلى منهجية النظر ككل وهي تأسيس فهم قادر على لحظ البعد الروحي في نظرتها للطبيعة والوجود ولن يتم ذلك دون مقاربته بعلاقته بالخلفية الدينية لأنها ما يؤسس "الحقل الدلالي" و"نظام المعنى" و"السقف المعرفي"
أي أنه نهج يقارب دلالة الفكرة بمنظور تداولي لا دلالي،
فلا يفصل ماء طاليس عن أوقيانوس الميثولوجيا.

أما عن نقد الرؤية الأرسطية فهذا فعله من داخل متن أرسطو نفسه، وأوضح إنه كان إفقار متعمد للرؤية ما قبل السقراطية تجلى في اختزال أطاريحها في مجرد محصول فيزيائي اقتصر على بلوغ العلة المادية للوجود، وقد انصرف مؤرخي الفكر من بعده إلى نفس مسلكه "الفصلي" لا "التداولي".

وبالختام نضع الفوائد المنهجية التي يمكن استخلاصها من متون هؤلاء الفلاسفة الثلاثة في فهم تشكل الفكر الفلسفي ومراحله وربما أثره على ما بعده (أرسطو نفسه استخدم أفكارهم دون إحالة).

➖نقول: إن كان طاليس قال بالماء كأصل للوجود فالقيمة المعرفية لهذه الفكرة ليست في صواب الفكرة من خطأها وإنما بالنظر من زاوية أوسع نجد: أن طاليس رد الوجود بتنوعه وكثرته إلى أصل واحد؛ أي أن قيمة أطروحته في "النظرة الكلية" أو "النزوع الكلي التوحيدي" . أي أن السؤال الذي وجه الفكر هنا أهم بشكل ما من الإجابة.

وإذا أتينا إلى رد أنكسيمندر الوجود إلى "الأبيرون" الكائن الأزلي اللا نهائي الذي منه تصدر العوالم ثم تفنى وإليه تعود في يوم الحساب؛ فعظمة أنكسيمندر تمثلت - لا في الفكرة التي سبقت عصرها- وإنما في ابتداعه للمفهوم نفسه وتجريديته وإلباسه صفات رآها "ضرورية"؛ دون توسل شيء آخر متعين مشاهَد كطاليس.

وإذا أتينا في النهاية لأنكسيمنس ورد الوجود إلى "الهواء" بآلية "التكاثف والتخلخل" فإن الامتياز هُنا هو قدرته على تفسير أشياء الوجود بآلية تكوين قادرة على ضبط الصيرورة ولحظات الانتقال "المرحلية" ضبطا تفصيليًا يفسر كيفية التركيب من الواحد الذي اقترحه. أي أنه ابتدع للمدرسة المالطية لحاظًا منهجيًا جديدًا.

وهذه الآلية -لعلّها- الإرهاص الحقيقي بلحظة التفكير العلمي في الطبيعة.

وهكذا نجد في أجوبة "خاطئة" إضافات نوعيّة قيّمة يُمكن التأسيس عليها.

"وبهذا نقرأ في هؤلاء الثلاثة المؤسسين للتفلسف المالطي ثلاثة ملامح على مستوى المنهج هي:
(التركيب) مع طاليس الذي تبدى في قوله بأصل واحد لكل الأشياء.
(التجريد) مع أنكسيمندر الذي تبدى في مقولة الأبيرون.
(التحليل) مع أنكسيمنس الذي تمظهر بوضوح في آلية التكوين الأنطولوجي (التكاثف والتخلخل)

وتغاير هؤلاء الثلاثة المؤسسين للمدرسة المالطية توكيد على أن الزمن الثقافي الإغريقي شهد في لحظة ميلاد التفلسف لحظة ميلاد الفردية بمدلولها الدال على وعي الفرد باستقلال ذاته.



--
كان هذا مرور سريع جدا على الخلاصة الفكرية من الكتاب؛لا تفوتوا أبدًا هذه الجلسة الممتعة ولا تفوتوا دخول رحاب الطيّب بو عزة. ♡

والحمد لله رب العالمين.
Profile Image for Mohammed Hichem.
241 reviews116 followers
August 16, 2023
ثاني قراءة لكتب الدكتور الطيب بوعزة الذي هو بالمناسبة أستاذي في أكاديمية نماء ( مادة الفلسفة و تاريخها ) .. أنصح به بعد كتاب في دلالة الفلسفة و سؤال النشأة ( الكتاب الأوّل في سلسلة تاريخ الفكر الفلسفي الغربي قراءة نقدية ) .. الكاتب قدّم قراءة نقدية تحليلية للفلسفة اليونانية من خلال هذه الإصدارات و السلسلة لحد الآن مستمرة ( أصدر 8 كتب ) آخرها السفسطائي سقراط و صغاره
558 reviews20 followers
March 20, 2015
مجهود كبير مبذول في هذا الكتاب يستحق التقدير والاحترام فضلاً عن الإعجاب!
Profile Image for Alkhansaa Alhakeem.
66 reviews14 followers
March 8, 2014
أنهيته قبل الاختبارات الحمدلله. كان يجب عليّ قراءة الجزء الأول لكنني لم أكن أعلم بوجوده:/. الكتاب مفيد يجعلك تغوص في أعماقه لكنه معقّد بالنسبة للمبتدئين ،، في هذا الكتاب قفزتُ و تجاوزت صفحات كثيرة. لكنه ممتع بحق و مُفصّل تفصيلًا منظمًا .
Profile Image for أحمد.
29 reviews5 followers
September 22, 2014
الكتاب رائع جدا حيث أنه حقق جزءا كبيرا من الهدف الذي أصبو إليه ولا زلت وهو الإجابة على السؤال الذي يشكل علي دائما وأجد صعوبة في الإجابة عليه وهو:
ما هي الفلسفة ؟
والإجابة التي امتلكتها بعد إتمامي لهذا الكتاب أتت من خلال معرفة كيف بدأ نمط التفكير الفلسفي عند اليونانيين ، حيث أفاض الكتاب بهذا من خلال دراسة منهجية صارمة تعرفت من خلالها على مفاهيم عديدة إضافة إلى الهدف الأساسي كالمنهج والأداة الإجرائية وطريقة صناعة المفهوم وتوظيفه.
هذه الصناعة المتقنة من خلال أدواتها أعملها الكاتب في موضوعه فخرجت منها كقارئ بالمنهج والنتيجة.
وبوصفي أخطو خطوتي الأولى في هذا الموضوع وهو الفلسفة مع أني سبق وأن حاولت الإطلاع عليه ولكن عسر علي لأني لم أفهم ماهيته إلا من خلال هذا الكتاب ، كما أنه يلفت النظر ويأخذ باللب صرامة المؤلف ودقة ضبطه وفهمه وإيراده للبراهين على ما يطرح ، بحيث أنه يطرح الحجة أو الرأي ويشرحه بكل تفاصيله ثم يبدأ بإيراد البراهين على خطئه ، وإذا بدأت بالتفكير من خلال النص بمخرج آخر للرأي سده في الصفحة الأخرى ، حتى تصل إلى القول في بعض الأحيان أنه لا رأي صواب في هذا القول ! ولكنه يخرجك من هذا بإيراده لرأيه بعد نقد الآراء الأخرى.
هذه الطريقة تجعلك تحاول التفكير بنفس طريقته وتزيد من صرامتك في ضبط الرأي وبيان براهينه واكتشاف نقاط ضعفه.
Profile Image for أحمد حلمي.
489 reviews118 followers
March 19, 2018
هذا هو الجزء الثاني من مشروع تاريخ الفكر الغربي رؤية نقدية،يتحدث فيه المؤلف عن موضوع الفلسفة اليونانية ما قبل السقراطية حيث لحظة التأسيس بقراءة تحليلة  للفلسفة الملطية  حيث طاليس وصورته والمبدأ الأول للفل��فة وماهيته_أصل الوجود الماء_وكذلك أنكسيمندر والمغايرة للفيلسوف الاول بقوله ان أصل الوجود الأبيرون"اللامنتاهي"ثم الحديث عن أنكسيمنس والمغايرة التامة لمعلمه والفليسوف الاول وان الهواء أصل الوجود لندرك  أن المعني الحقيقي للتتلمذ الفلسفي هو المغايرة لا الإتباع.

بطرح متميز وبرؤية نقدية متقنة وبأسلوب متناسق وقراءة فى المتون الأصلية للفلسفة يسطر الدكتور/ الطيب بو عزة، هذا الجزء الماتع عن الفلسفة الملطية او لحظة التأسيس.
الكتاب يستحق القراءة على فترات وليس جملة واحدة،بل يستحق المناقشة والطرح؛فكتابة البحث مبنية على رؤية نقدية موصولة بالمصادر الأصيلة للفلسفة،مبيناً العلاقة بيت التفلسف والنسق الديني الثقافي،ومحللاً لأشكال ترابطهما وجدلهما.
ينبغي علي قارئ تاريخ الفكر أن يعي طبيعة ومحدودية كل الخيارات المنهجية التي تختار للأجرأة والتطبيق،مهما كانت تعددية زوايا نظرها.
Profile Image for Yasser Ghabbour.
25 reviews33 followers
February 14, 2014
بتشغيل آلية النقد أو "السباحة ضد التيّار السائد فى الفكر الفلسفى الغربى" التى اشتغل بها الدكتور الطيب بوعزة, يمكننا بسهولة نقد "النقد" المطروح فى هذا الكتاب, برغم أنّ هذا النقد المحتمل لن يؤدّى بالضرورة إلى الاتفاق مع الأطروحات المنقودة من قِبل المؤلف, فى كل الأحوال هو مشروع متميّز وجب الإشادة به!
Profile Image for نُورهَا نْ.
19 reviews4 followers
April 20, 2023
في الفصل الأول لهذا الكتاب يؤسس الكاتب لمفهوم "الرؤية إلى العالم" الذي سيستخدمه لتحليل وقراءة الفلسفة ما قبل السقراطية.

حيث سيبين فيه الحاجة لاستخدام مفهوم الرؤية للعالم كأداة إجرائية تستطيع أن تنفذ بنا إلى فهم أعمق لمركبات المجتمع البشري وتفاعلاته، إذ يضع الفكر كأحد المحددات التي تنظم المادة وتشكلها، على عكس التفسير الماركسي الذي يضع المادة وتراتبيتها شرطاً ناظماً للفكر، حيث تكون هذه الأداة المنهجية قادرة على سبر معنىً كلي سائد لمجتمع ما وتحليل علاقاته الاجتماعية والبينية والثقافية وفقاً له، والتي ستكشف عن تجاذب التأثر والتأثير بين المادة والفكر، مع وضع الفكر كأولوية في صياغة مجتمع ما، لأن المادة لا تبقى خامة في البناء الاجتماعي بل تخضع لصياغة فكرية. مع الأخذ بالاحتراس أن هذه الأداة لا تطبق كأدة حتمية شارطة على المجتمع والذوق بل شرطاً يؤثر في التفكير، ويجب الانتباه إلى أن الكائن البشري يمتاز بخاصيتين عن غيره من الحيوانات وهما الوعي والحرية، أي أن هذه الرؤية قابلة للتغير والصيرورة، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أنها ليست جزءاً دلالياً من جملة رموز ثقافية، بل معنىً كلي ينظم المجتمع والوعي، مما يجعلها متجذرة في كينونة الإنسان وبالتالي فإن أي تغيير جذري عليها سيأخذ أمداً طويلاً، بل إنها أبطأ مكون ثقافي قابل لصيرورة التغيير والتحول.

- 2 -
يساءل الكاتب أداته "الرؤية إلى العالم" في إمكانيتها الإجرائية داخل السياق الفلسفي اليوناني، فالقول أن مفهوم الرؤية إلى العالم يطابق الأنساق الفلسفية التي انطلقت منها الفلسفة غير كافي لاتخاذها أداة، بل لابد من بناء مفهوم وبيان عناصره ومكوناته ليناسب السياق اليوناني وتعقيده.
فيطرح الكاتب سؤالاً ويجيب عنه:
"كيف نحول المفهوم من مدلوله النظري العام إلى مدلوله الإجرائي؟ وما هي مكوناته وكيف يمكن أن نتخذها أدوات لتحليل النسق الثقافي الإغريقي؟"
يحدد الكاتب ثلاث عناصر مدخلية كبرى وهي:
1- مفهوم الألوهية
2- مفهوم الكون (الوجود الطبيعي)
3- مفهوم الإنسان (الوجود البشري)
والذي يبتغي بهذه العناصر تحديد المعنى الكلي السائد في المجتمع الإغريقي، أي نسق المعتقدات التي تحدد للإنسان اليوناني طريقة فهمه لذاته وللعالم المحيط به.
إن ضرورة تفعيل هذا المفهوم في قراءة السياق الإغريقي يأتي من انشغاله لحظة بدء الفلسفة في هذه الاسئلة المؤسسة الكبرى، وبالتالي تكون ضرورته هنا أن يغيّر من نظرتنا التقليدية ويجعلنا نتجاوز التحليل الأرسطي للفلسفة ما قبل السقراطية التي يصفها بالفلسفة الطبيعية الفيزيائية التي تخص العناصر المادية المكونة للوجود فقط والتي فيها الكثير من الاختزال لحقيقة هذه الفلسفة وعوامل نشوئها واشتغالها، إذ يرى المؤلف أن سياق نشئة هذه الفلسفة آتٍ كجواب على الاسئلة المؤسسة الكبرى، وتحديد معنى كلي للوجود، أي ينبغي النظر لتلك الفلسفة كتأسيس استدلالي عقلي للرؤية إلى العالم، التي كانت في الميثيولوجيا الإغريقية معطاة كأداة سردية.
مما يستلزم إعادة قراءة تاريخ الفلسفة في سياق علاقتها بالدين.
ولكن يجب الانتباه هاهنا أن الباحثين يشيرون إلى خاصية اللاوعي في تحديد طبيعة وجود الرؤية للعالم عند الحامل لها، سواء كان جماعة أو فرداً، وهذا يستوجب طرح إشكال
"كيف نقرأ هذا التكرار لخصيصة اللاوعي الواصف لكيفية وجود الرؤية للعالم داخل السياق الفردي والجمعي؟ وكيف يمكن أن نقارب أفكار الفلاسفة من خلال مقولة الرؤية إلى العالم، هل نقرأ فيها ذات الخصيصة، فتكون الرؤية إلى العالم غير واعية من قبلهم؟"
يقول الكاتب أننا لا ينبغي أن ننظر للفلاسفة كخاصة خارج تأثير اللاوعي، لأننا بذلك نقوم بتجريدهم من، سياقهم الثقافي والاجتماعي، فننظر إلى نتاجهم خارج تأثير اللاوعي للرؤية إلى العالم، إذ هم أيضاً نتيجة تنشئة اجتماعية ومعرفية وبالتالي بنية الفيلسوف تكون مسلمة بطبقة من المسلمات الدفينة التي توجه نظره وتحدد ذوقه في التفكير والحكم، والذي لا يقدر على التحرر المطلق منها، بل تثوي في نظام تفكيره فيعيّ بعضها ويفكر ببعضها الآخر بشكل لاواعي.
ويقول الكاتب في النهاية:
"نرى أن المدخل المنهجي نحو تحليل الظاهرة الإنسانية، خاصة في مستواها الفلسفي، مشروط بالقدرة على لحظ المعنى الكلي السائد، وتحليل علاقته بمجمل البنية الاجتماعية والثقافية".
6 reviews
March 22, 2019
الكتاب هو الثانى فى سلسلة (تاريخ الفكر الفلسفى الغربى _قراءة نفدية ) ....الحقيقة مجهود كبير جدا وعظيم من الدكتور الطيب بوعزة ,اعتقد ان مفيش فى
المكتبة العربية دراسة بهذا التوسع والبحث عن الفلاسفة ماقبل سقراط, الاجزاء الاولى من الكتاب عن الميثولوجيا الاغريقية نظرا لان المؤلف سيغتمد قراءة الفلاسفة قراءة ماقبلية _ان جاز التعبير _ بمعنى انه لن يسلم فقط بالقراءة الارسطيىة فقط وماتبعه من جمهور الفلاسفة ,بل ستتم عملية القراءة بشكل اكثر حذرا من الفخ الارسطى مع الاخذ فى الاعتبار بواقع الميثولوجيا وتاثير حضورها القوى حتى فى لحظة البدء الفلسفى ..... يمكن تلخيص قلسقة طاليس فى قولها ان
اصل الوجود هو الماء وان العالم مملوء بالالهة والنفس قوة محركة والسؤال هنا هل لماذا يجب اعتبار طاليس اول الفلاسفة ل قوله ان اصل الوجود ماء رغم ان هذا مبدا لم يكن صائب باى حال يجيب الطيب بوعزة متفقا مع نيتشة فى اغتبار طاليس او الفلاسفة لانه اول من انشغل بالسؤال الكلى التوحيدى اول من حاول رد الكثرة الظاهرة الى مبدا واحد وهو الماء عن طريق الاستدلال العقلى ,مخالفا للتاويل الارسطى اعتبر الطيب بوعزة ان مبدا ان اصل الوجود ماء مبدا يتجاوز التفسير المادى البسيط الى تفسير اكثر شمولية واكثر دينية بالاخذ فى الاعتبار النظر الميثولوجيى للماء كما تصور هوميروس .......انكسميندر الفبلسوف الثانى يمكن اعتباره اول من ابتدع مفهوم فليسفى تجريدى وهو مفهوم (الايبرون ) او اللانهائى , وهكذا قال انكسميندر ان اصل الوجود هو الايبرون وليس الماء كما ظن طاليس , والايبرون يتجاوز كل العناصر (الماء والهواء والنار ) ويمكن اعتبار الايبرون من بعض الوجوه الها , وبهذا ايضا يتجاوز التفسير الطبييعى البيسط الارسطى القاطع مع الرؤية الدينية ,ويقال من خلال بعض القراءت ل انكسميندر انه اول من قال بالتطور قبل داروين بالاف السنوات لكن المؤلف لايتفق مع هذا التاؤيل ........الاخير انكسميناس مخالفا طاليس وانكسميندر اعتبر ان الهواء هو اصل الوجود لا الماء ولا الايبرون و بالمثل تجاوز الطيب بوعزة التاؤيل المادى البسيط ,......الشاهد ان الطيب بوعزة قرا القلاسقة اقبل السقراطية قراءة تتجاوز القراءة الارسطية المادية نحو تاؤيل اكثر اتصالا بالمعتقد الميثولوجى الاغريقى وبهذا اعتبر الطيب بوعزة ان بدء الفلسفة لم يكن بالقطيعة مع الدين
Profile Image for Farah y. Abdu-alghani.
71 reviews
November 9, 2024
‏"قد كان بين يدي أنكسمندر الجواب الفلسفي لأستاذه طاليس عن مبدأ الوجود لكنه لم يمتثل له بحس التلمذة المذهبية، بل نظر فيه بحس التلمذة الفلسفية، وبمدلولها كاستمرار للسؤال وليس كاستمرار للجواب، واستمرارية السؤال تعني استعادته للتفكير فيه من جديد"

‏-الطيب بوعزة، الفلسفة اليونانية ما قبل السقراطية، صفحة 573
Profile Image for عبدالإله العمار.
231 reviews404 followers
April 14, 2020
التهمته في يومين
وقد قرأته على سبيل الاطلاع والاستمتاع المجرد
اطلعت على شيء من تاريخ الفكر الفلسفي ومحاولات تفسير العالم من قبل الفلاسفة اليونانيين الذين سبقوا عهد سقراط ومن بعد، وقد طرح المؤلف معلومات من مصادر نفيسة، وأتبعها بآراءه المثيرة وتحليلاته المقنعة إلى حد كبير..
متحمس لبقية الأجزاء..
Profile Image for Ammar.
13 reviews4 followers
April 9, 2015
أدوات الكتاب في غاية الأهمية للباحث في الأفكار .
Displaying 1 - 12 of 12 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.