مواليد القاهرة، خريجة كلية الاعلام - الجامعة الامريكية في القاهرة، مذيعة بالبرامج الانجليزية الموجهة/الاذاعة المصرية، تعمل في ترجمة وتمصير الاعمال الدرامية التلفزيونية
هذا الكتاب الصغير جدا قادر على أنك يضحك، يفرحك،يحزنك ويجعلك تتأمل. حصلت الكاتبة الجميلة مي خالد على دعوة للإقامة في صربيا لمدة أسبوع، في بيت أحد الأدباء الراحلين تحديدًا في مدينة ترشيش والتي تبعد عن العاصمة ساعتين بالسيارة، بهدف أن تكتب عن البلد وانطباعتها عنها. من الرائع أن تري صربيا بعيون مي، وتأملاتها الملهمة، اعتمدت الكاتبة على الأسلوب العفوي والتلقائية في وصف انطباعتها عن الأماكن، الناس، الأحداث. هذه أول مرة أقرأ عمل يحكي عن صربيا وهو مايعطي هذا الكتاب نوع من التفرد والتميز، قرأنا كثيرًا من أدب الرحلات عن فرنسا، انجلترا، أمريكا وغيرها، وهذه فرصة جميلة للتعرف عن بعض ملامح هذا الشعب وطرق معيشته.
من ألطف كتب أدب الرحلات التي قرأتها، ضحكت كثيرًا أثناء القراءة.
كان يمكن للكاتبة بعد أن قررت نشر مدونات الفيسبوك في صورة كتاب أن تبذل جهدا في تهذيب الكلام و القيام ببعض البحث التاريخي و إضافة بعض العمق للكتاب. أحسست أن الكاتبة وقعت فريسة سهلة لحملة علاقات عامة لدولة مجرمة مازالت تمارس إجرامها على شعوب المنطقة كما استفزني نعتها قتلى الصرب في حروب البلقان و خاصة كوسوفو و البوسنة بالشهداء و نعت الوجود الإسلامي بالاحتلال التركي!!
بدلا من حشر أي صلة بين صربيا و مصر، كان يمكن للكاتبة أن تذهب إلى البوسنة المجاورة حتى ترى القواسم المشتركة الأكبر بكثير حتى يعطيك البائع تخفيضا خاصة و يخبرك أنك "استفتاح" و أنك أول زبون اليوم و تمشي فترى السيدة العجوز بحجابها البوسني تدعو الله و تدعو لك تشبه جدتك بالفعل و تذهب للبقال فيسألك هل تريد "كيس" و تذهب للمسجد فيسألك الناس هل أنت عربي و يصافحونك و يحدثك بالعربية من يستطيع منهم و تجد اللافتات باللغة العربية في كل مكان و الناس تحييك بالسلام عليكم. كل هذه قواسم مشتركة حقيقية و طلقائية و ليست مصطنعة
كما أنها اللغة البوسنية و ليست الصربية عزيزتي الكاتبة!
"امرأة مأزومة وكاتبة مغامرة وطفلة متمردة" هكذا تصف مي خالد نفسها ..
أول خاطر طرأ على بالي حينما قرأت العنوان: " إيه اللي ودا القلعة عند البحر" ثم قلت: مما سبق وقرأته لمي "تعملها"..
غلاف يجمع ما بين أشياء كثيرة طابع بريد أجنبي وفوقه كلمات: حدوتة سفر، ثم حائط مبنى قديم يحتاج إلى إعادة طلاء وعليه لافتة شارع باللغة الأجنبية بأسفلها علامة حمراء بداخلها كلب وهي على ما أظن تشير إلى منع الكلاب من الوقوف إلى جانب المبنى .. به شباك أخضر تطل من خلفه شتلات زهور .. أسفل المبنى سيارة حمراء اللون قديمة الطراز ..
بعد مقدمة خفيفة من الناشر شريف بكر، والتي شكرت الله أنها لم تحرق لي أحداث الرواية بل شوقتني للقراءة.
تضع لنا الكاتبة في البداية صورة لبيت في صربيا بالطبع له حديقة غناء وتكتب فوقها اسم العمل و: يوميات مراسلة من صربيا ثم تضعنا الكاتبة أمام متاهة المرأة والكاتبة وتقول ساخرة من نفسها: ❞ الطريف انه حين يرن جرس الباب وتلاقي «الأولى» الوجوه المألوفة بابتسامة عريضة، تكون في ذات الوقت تصافحهم بالجناح الأيمن ل "التي تكتب"!!! ❝ ولكنها سرعان ما تستدرك قائلة: "❞ الكاتبة التي بداخلي تتمسك دائما بأطواق النجاة التي تبقيها على قيد الكتابة، دون التفكير في طبيعة الطوق أو شكله. ❝ ثم لا تلبث الكاتبة أن تضيف لها انثى مستنسخة ثالثة : ❞ احتدم الصراع صباح اليوم بين ثلاثتنا: أنا وأنا وأنا؛ الكاتبة المغامرة، والمرأة المأزومة، والطفلة المتمردة. ❝
وها هي الأديبة في رحلة إلى صربيا إلى منزل أثري في قرية "ترشيش" التي عاش فيها أبو الفلكلور الصربي الأديب وعالم اللغويات فوك كارديتش، ❞ اكتب وأنت تسمع، واقرأ كما هو مكتوب»… تلك هي النظرية التي وضعها «فوك» لتطوير اللغة ولتبسيط القراءة❝
تذهب الكاتبة بصحبة "ليوبكا" للتعرف على البلد ولتكتب عنها ما تشاء كأديبة مصرية.. وفي الطريق تطلب من ليوبكا لمحة عن بلادها كي تعي كل أمورهم..يبدأ الحديث عن السياسة ثم ينتقل كما تقول الكاتبة إلى: ❞ سننحي السياسة بعدها جانبا لأبدأ بعدها في تسجيل لحظات لا تتضمنها كتب التاريخ، التي يكتبها الملوك والساسة بدماء شعوبهم لتخليد مجدهم الشخصي. ❝
بخفة دمها المعهودة تحدثنا مي على الفيس بوك من المطار قائلة: ❞ عندنا ف صربيا: أول حاجة تشوفها وأنت قاعد تنتظر شنطتك ف المطار … كلمات عن أديبهم الفائز بجائزة نوبل ايفو اندريتش!!! نفسي حد يشوف اسمي انشالله وهو واقف مستني دوره ف طابور العيش !!! ❝ فتكتب : "حاولت ليوبكا أن تضع هذه التعليقات على جوجل للترجمة فظهر لها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وأظنهم يعيدون النظر في أمري الآن"!
وإذ تذكرني مي بايفو اندريتش فهي تعيدني إلى رائعته جسر على نهر درينا ..
قالت ليوبكا لمي في الطريق إلى ترشيش: ❞ قالت أشياء مشوقة عن بلدها لن تجدها في جووجل أو أي موقع آخر، مثل مسألة «ماحدش فاهم حاجة» التي نتشابه بها وكانت فاتحة لاعترافات إنسانية كثيرة تخص شعبها الصربي الذي يكون شديد اللطف شديد الكرم مع أي أجنبي كمحاولة لطمس الصورة الذهنية التي ألصقها الغرب به. الصربي يفهم اللغة الإنجليزية جيدا لكنه يخجل أن يتحدث بها ❝
تحدثنا الأديبة عن أشياء مشتركة كثيرة بيننا وبين الصرب لتوضح لنا سبب تسميتها لاسم الكتاب وتقول: ❞ هل تكفي هذه الأشياء لنقول «مصر التي في صربيا؟؟” ❝ ❞ تذكرني حالة الاعتذار الدائمة هنا بنا كمصريين، حين يضع بعضنا كلمة «لا مؤاخذة» بلا داع في كل جملة. يبدو أن ثقافة الاعتذار صفة مشتركة بين الشعوب التي رضخت طويلا للاحتلال، أو لحكم الطغاة. ❝
وعن المكان الذي ستعيش فيه قالت: ❞ للمكان رائحة الشقق في الإسكندرية حين كانت تمتزج رائحة الرطوبة التي تتخزن في الجدران، بعبق خشب الأثاث الداكن القديم. تلك هي تماما العطانة المحببة. ❝ وفي المطعم تقارن نفسها بأهل تلك المدن الريفية قائلة: "❞ لطالما قرأت كتابات عن الريف تمجد رائحة الأم والبلدة التي تمتزج برائحة الخبز، لكنني ابنة المدينة الخالصة، فلم أتخيل كم المشاعر التي يدخلها هذا الأمر إلى نفسك: أن يكون للبشر رائحة الخبز ! ❝
لمي طريقة جميلة في الحكي عن الأماكن مما يجعلنا نراها بأعينها ونكتفي حقًا وكأننا كنا رفاق رحلتها وبعد وصفها الشيق تسأل قارئها: ❞ ألا تستشعر هواء ستينيا في تلك الكتابة أيها القارئ؟ وإن كنت من جيلي ألا تذكرك هذه الحالات بالمغامرين الخمسة وكوخهم الخاص في فيلا المعادي، وأكواب الليمون المثلجة التي كانت تخفف عنهم حرارة الجو لتصفو أذهانهم لحل اللغز؟ ❝ ❞ في كل بلد أرحل إليه أترك قطعة من ذاتي، فأتوق إلى العودة لكي أستردها، وأترك قطعة أخرى! ❝ ❞ أما التلال والهضاب فمن صنع الخالق وتتدرج بين الأخضر والرمادي. لو كنت مصممة أزياء لجعلت هذين اللونين معا موضة الشتاء القادم. ❝ ❞ من الظلم أن تسمي الشوارع هنا باسم «شارع كذا». فلابد أن يتضمن كل شارع اسم السماء التي تظلله أيضا ❝ ❞ اللطيف هو أنني رأيت مشهدا من التاريخ المصري قرأنا عنه في الكتب فقط، ألا وهو مرور نهر النيل من عند مجرى العيون، فقلعة بلجراد تطل على نهر سافا، ❝
ما بال الأوطان تعشق ذبح الأشجار؟! تقول مي: ❞ يرتفع أزيز رهيب وألتفت لأشهد للمرة الأولى في حياتي شجرة تذبح. نفس القشعريرة التي تنتابني حين أشاهد المجازر البشرية على التلفاز، إلا انني أقرر ألا أفسد لحظات التجلى التي سبقتها وغادرت مرة أخرى إلي البيت ❝
كما أنها تصف الشخصيات وتستطيع ان تحكم عليها بصورة جيدة كوصفها للشيخوخة النفسية أو وصفها لشخصيات العمل بصورة تقربك منها للغاية: ❞ صورة «ميروسلاف» وهو يشرح لي تاريخ الحروب، ما كانت لتُظهر صوته وهو يخفضه، وكأنه يعتذر عن ويلات لم يرتكبها. وصورته وهو يغادر الكنائس ويرشم الصليب في خشوع، لن تدل أبدا عن أنه هو الشخص نفسه الذي يقرأ القرآن الكريم بشغف. ❝
وبعد عشرة فصول ننتقل إلى الفصل الحادي عشر بعنوان صربيا التي في مصر عند عودتها إلى مصر ولكنها تستكمل معنا أيامها السبعة في صربيا وتعود العناوين لسابق عهدها: مصر التي في صربيا..
تختتم الأديبة عملها ب : ❞ بعض التعليقات من الاصدقاء علي ما كتب❝ عززت الأديبة كتابها بالصور للأماكن والشخصيات. واقتطفت لنا" من كل فيلم أغنية" عن صربيا فخرج لنا عمل شيق لا يظهر كإعلان للدعاية والسياحة بل كيوميات أدب رحلات..
صراحة أحمد الله أنني لم أتابع هذه اليوميات على الفيس بوك فهي في كتاب أحلى وهي في كتاب أعمق.. شكرًا مي على هذه الوجبة القيمة وفي الغد أذهب إلى رواية عنبر ..
كتاب خفيف...من ذلك النوع الذي يُقرأ في جلسة واحدة.... بما أنني ��نحاز دائما و أبدا لأدب الرحلات ...لن أستطيع أن أكتفي بنجمة واحدة...سأعطي الثانية لمجرد كونة من ذلك النوع... كنت سأعطي نجمة واحدة لأني لم أجد ادبا في ذلك الكتاب...هناك فرق كبير بين الأدب و مجرد سرد اليومي��ت....بين كاتبا حقيقيا ومن قرر أن يكون كاتبا...
الكتابة ليست قرار بأن أكتب فقط...ليست وصف لتجربة فقط...ليست مهنة تمتهن كالطب و الهندسة و الحياكة...الكتابة موهبة و قدرة على الصياغة و الوصف و صقل للأسلوب....
برغم ردائة ما قرأت ...غير أني لست نادما على الجنهيات العشر المدفوعة فيه...فعلى الأقل عرفت رائد اللغة الصربية... وعرفت ما فعله الأحتلال التركي بالبلاد و العباد....
إن أردت معرفة صربيا أكثر..أنصحك بويكيبيديا أكثر ما أنصحك بهذا الكتاب.....
جميل انني تعرفت على القليل من صربيا من هذا الكتاب ، ولكن لدي بعض الملاحظات عليه: - تشبيهك لمناطق و احداث في صربيا بدول عربية اخرى افقد الشرح جماله لا نستطيع تخيل المنظر بصربيا ! بسبب تداخل التشابة و المناظر! - للاسف فطريقة الكتابة غير مشوقه و لم تشدني بل بالعكس!
مما لفتني كذلك ان الكاتبة تحاول ان تذكر بشكل غير مباشر انها من أسرة غنية وان لديها طاهية او طهاه!!
بداية الغلاف جذاب جدا ... والاسم ينبأ عن المخبوء داخله .. استطيع تصنيفه في أدب الرحلات .. حصلت الكاتبة علي دعوة الي صربيا لمدة أسبوع في مكان أشبه بالقرية .. وانطلقت الكاتبة من ذلك القمقم الصغير لتصف لنا صربيا في خفة ظل وخفة حركة وخفة يد في الكتابة .. ان جاز التعبير ... كانت تعيش حياة عادية لكنها لم تكن عادية ... فقد استطاعت ان تغير وجهة نظري عن صربيا المتهمة بقتل المسلمين لترسم صورة مصرية موجودة في صربيا .. العائلة التي تعيش في بيت واحد متوارث اشبه بالريف المصري والمناطق الشعبية المصرية ... ادب جم واخلاق كريمة .. زيارة لبيت اديبهم الحائز علي نوبل .. رحلت بنا الكاتبة الي بلد لا يخطر لنا علي بال زيارته .. وهو الداعي الي الدهشة في الكتاب .. وطالما حصلنا علي الدهشة .. فقد حصلنا علي المتعة الحقيقية ... ان المعلومات عن صربيا في ويكيبديا قد تكون اكثر من الكتاب .. لكن الكتاب يقدم لنا الحياة .. لحم ودم ومشاعر وافكار ...... وفي النهاية نحن نعرف المعلومات من اجل ذلك .. اي الحياة .
فعلا اختيار موفوق لوصوفها ب "حدوتة سفر" فهى عبارة عن حواديت مجمعة لما عايشتة الكاتبة خلال تواجداها من تفاعلات على المستوى الانسانى و الثقافى و المجتمعى
قد تكون الكاتبه مغامره و لكنها ليست أديبه على الإطلاق .. إسلوبها ثقيل سخيف لا يشعرك بروح المغامرة و الإكتشاف .. ليست كدكتور ميشيل حنا مثلا في سلسلة مقالاته عن إثيوبيا