أثناء قراءة تلك النوعية من الكتب في أي مكان في العالم، ربما يكون من الطبيعي مصمصمة الشفاه على حال الزمان وصيرورته التطورية للأفضل، وحمدًا لله على الزمن الذي نحيا فيه بعد سنوات من النضال والثورات والحركات، ولكن في مصر الوضع مختلف كالعادة، نمصمص الشفاه شجنًا وتحسرًا على وضع كان أقل وطأة من حيث القهر وتأليه الحاكم، على الأقل كان قانون العيب في الذات الملكية في مطلع القرن العشرين وحتى حركة يوليو محل نقاش وتأويلات وذو عقوبة محددة ربما لا تتجاوز ال ٦ أشهر بلا تدوير ولا غيره، هذا لو كان المتهم قد أدين اصلًا، يبدو أننا لن نقرأ في التاريخ أبدًا ما يجعلنا نحمد الله. كتاب ممتع ومتعوب فيه وصادر تقريبًا في أواخر التسعينات عن سلسلة تاريخ المصريين وقت أن كانت تحت إشراف المؤرخ عبد العظيم رمضان.
دراسة جادة عن موضوع قديم جديد، يتجدد الحديث عن العيب بتجدد مخايل الاستبداد، وصنوف القهر، والظن الخاطئ عن تسامي الذات الحاكمة فوق النقد والنقض.. يعيب الدراسة تشعب الحديث عن القوانين وحالات العيب وغموضها أحيانًا خاصة في الباب الثاني، كذلك الحاجة المُلحة في الباب الثالث للعناوين الفرعية لضبط شعاب البحث.. ما أحري أن ينهض أحد باحثينا باستكمال البحث متناولًا الفترة بعد 1952 حتى يومنا هذا، ماذا سيكشف خاصةً إن تحلّي الباحث بالشجاعة العلمية الأدبية.. ليت ولعل وربما..