إذا كان الفكر الفلسفي قد نحا منذ أكثر من قرن إلى التنقيب والتفكيك، فما ذلك إلا نتيجة الإنهيار وعلامة الخراب. إنه دليل على أن طريقتنا في التفكير ليست صحيحة، وأن نظرتنا إلى الأشياء خادعة، وأن المعايير التي نميّز بها بين المعقول والغير معقول، أو بين الخير والشر، أو بين المشروع والغير مشروع، أو بين السَّويّ والشاذ.... هي معايير غير مطابقة، وإذن مزيفة. والتفكيك الذي يُمارَس اليوم إنما هو قراءة جديدة للأشياء، نحاول عبرها، إدراك الواقع بكل عناصره ومقاوماته، وفهم الظاهرة بكل جوانبها وأبعادها، واكتناه الكائن بكل أنماطه وتجلياتهك وذلك طمعاً بعقل أكثر إنفتاحاً، وبفكر أشدّ إصابة، وبرؤية أكثر رحابّة، وبمعنى أكثر إتّساعاً، وبهوية أقل بساطة وتطابقاً، وإذن أكثر تركيباً واختلافاً، أي وحدة أقل نفياً وتهميشاً وانشطاراً، وإذن أكثر تعدداً وتنوعاً وتكاملاً.
كاتب ومفكر علماني لبناني, له العديد من المؤلفات منها كتاب نقد النص و هكذا أقرأ: ما بعد التفكيك ويعرف عنه أسلوبه الكتابي الرشيق وحلاوة العبارة. كما أنه شديد التأثر بجاك دريدا وخاصة في مذهبة في التفكيك.
وهو يقف موقفاً معادياً من المنطق الصوري القائم على الكليات العقلية التي يعتبرها علي حرب موجودات في الخارج وليست أدوات وآليات فكرية مجردة للنظر والفكر. فهو يتبع منهج كانط في نقد العقل وآلياته وبنيته الفكرية.
"ونحن لاندرك هويتنا إلا بالوجه الذي قد نستعيره لها. ولا نتحدث عن أنفسنا إلا كنايةً، ولا نلتصق بأجسادنا إلا بواسطة الرمز.إننا كائنات مجازية. المجاز هو الفاصل بيننا وبين أنفسنا وهو الفسحة التي تتقوّم بها كينونتنا." علي حرب
عن إشكالية المعنى والإنسية في مخاض اللغة. هي مجموعة مقالات نقدية في مشاغل الإنسان وذاكرته السحيقة المشحونة بالمكبوت والباطني. علي حرب محرضاً على الشغب الفكري.
:هذا الكتاب يأتي على شكل مقالات و يتكون من ثلاثة ابواب
مناهضة الإنسان: و فيه تدور الكلمات حول نقد الإنسان و محاولة وصف أفعاله, ينتقد علي حرب في المقالات الصفات الغريزية مثل العنف و التملك و الإستعلاء, المقال الأخير فيه كان جميلا بعنوان الذاكرة المثخنة
إعادة نظر: هذا الباب هو الأفضل بالنسبة لي, أتت المقالات بالعلاقات بين الأشياء مثل العلم و الأسطورة, السياسة و الثقافة, العلماني و اللاهوتي, الفلسفة و الدين, المادة و الفكر..يطرح علي حرب هنا تساؤلات مبدئية
تفكيك: في الباب الثالث حاول علي حرب ان يتفلسف فوقع في اللامعنى فعلا كما يصف هو الألفاظ و معانيها, هذا اقل باب استفدت منه و استمتعت به
الكتاب يأخذ منحى تفكيكي في اغلب المقالات و لكنه لا يتقيد بها تماما
يطرح الكاتب في نواحي عدة اعجابه بالتصوف من حيث الفكرة و علاقة الاتحاد و الحلول و الذوبان بتقدم الإنسان!؟
هذي أول قراءة لعلي حرب و سأقرأ له بالتأكيد, لكن بكل الأحوال هذا الشخص لا يمكن ان يسمى فيلسوفا فهو مفكر و لا يرتقي الى مرحلة الفيلسوف بنظري
ملاحظة على دار النشر..الاخطاء الإملائية الموجودة داخل الكتاب فظيعة و كثيرة جدا
قرأت عددًا من الكتب للمفكر علي حرب، لكن يمكن القول بأن هذا هو الأكثر إمتاعًا بينهم جميعًا. يكتب هنا علي حرب ناقدًا للإنسان المعاصر، في محاولة لاستشفاف المشاكل الملازمة له.
ملخص: " إن تاريخ البشر لا يقدّم إلا لعباً و لهواً و استراتيجيات قاتلة. فأين المعنى في ذلك كله سوى أن المعنى يتأسس على اللامعنى، سوى أن المعنى هو تأول اللامعنى؟ "
هذا ثاني كتاب أقرؤه لعلي حرب بعد "نقد المثقف"، و أرى أن الأول كان أعمق تحليلاً، لعل ذلك لكونه يتناول موضوعاً واحداً بالتفصيل عكس "لعبة المعنى" الذي لفتني فيه وجود مسلمات لا يتطرق الكاتب لتفسيرها أو تعيين أسباب اعتقاده بها على أقل تقدير، الكتاب لا يخلو من التنظير الفارغ و مع ذلك هنالك ما يضيفه لأي قارئ مثل تحليله المقارن بين مفاهيم الأنا و الهو و الأنا الأعلى في التحليل النفسي و في تراث التصوف، بالإضافة لتحليله لآلية الإدراك و الفهم من منظور فلسفي.
الكاتب يقدم نظرة مُختلفة لتاريخ الإنسان وصراعاته، بالرغم من تطور وتقدم الإنسان المزعوم بالأجهزة الحديثة.. إلا اننا في أزمة أخلاقية. الكتاب جاوب على اسئلة متعددة لي وايضاً طرح تساؤلات جديدة، أنصح بهِ بشدّة.
كتاب عميق بمستوى فلسفي و ثقافي متطور يخاطب فيه النخب برايي و ليس القارئ العادي. لغته واسعة و بليغة احيانا و متفلسفة احبانا اكثر. كنت اتمنى منه ان يسمي الاشياء باسماءها بدلا من التلميح مثلا عندما نقد من نقد الفلسفة وهو يستعمل ادواتها ويقصد اتصور الغزالي لم يشر اليه بصورة مباشرة وانما ذكر كلمة تهافت إشارة الى كتابه تهافت الفلاسفة كنت اتمنى منه ايضا ان يكثر من الامثلة التوضيحية حتى يتسنى لقارئ بسيط مثلي فهم الأفكار والاستفادة منها بشكل افضل و تقصر وقت القراءة و واستيعاب و تذكر المعنى سأقرأ له المزيد المزيغ وانصح به
قاعدة اقرأ فيه سنة ما أصدق! ممل و طويل و معقد و مصطلحاته جاعصة على أفكار بسيطة ماتستاهل، فيه صفحتين فيها كلام جديد و تسلسل منطقي في السرد و الحديث و الباقي لغط، والترويج لفكرة إنه الصوفية أحسن مذهب و الباقي كخة غبية، طفشت من كتب المسلمين خلاص