وممارسةً لهذا "الاجتهاد الجديد" ظهرت خلال العقود الثلاثة الأخيرة دراسات عديدة يمس بعضها قضايا تشريعية ظلت بمنأى عن "التناول النقدي الجسور"، كان أكثر العلماء والمجتهدين يتجنبون الخوض فيها، ويتحاشون الإدلاء فيها برأي مخالِف لِما عليه أكثر المفسرين والمجتهدين؛ تجنباً لسهام الاتهام بالخروجِ على "الإجماع"، ومخالفةِ ما استقر "الفقه التقليدي" على أنه "ثوابت" الشريعة الإسلامية التي لا يخالفها إلا زائغُ البصرِ أو منحرفٌ بالهوى عن جادة الصواب، متطاولٌ على ما أجمع عليه الفقهاء قديماً وحديثاً
وأذكر - الآن- ممن تعرض لمناقشة كثير من هذا القضايا - في جسارة محمودة تُحَلِّيها تقوى مشهود بها لأصحابها- العلماء الأفاضل : د. يوسف القرضاوي ود. محمد عمارة ود. محمد سليم العوا والمستشار طارق البشري ود. طه العلواني ود. عبد المجيد النجار والشيخ راشد الغنوشي .. ومِن قبلهم - على سبيل المثال- الشيخ محمد الغزالي والشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد المتعال الصعيدي والشيخ محمد الطاهر بن عاشور .. إلخ
وعلى أثرهم جميعاً : الشابُّ النابهُ المتمكن الذي يُرجَى له مستقبل مضيء في خدمة الشريعة الإسلامية والفكر الإسلامي، صاحبُ البحث الذي أقدم له بهذه السطور (حرية الرأي والتعبير والحرية والدينية - رؤية إسلامية جديدة)، الابن العزيز د/ يحيى رضا جاد، والذي تَجمَع كتاباته وآراؤه، جمعاً محموداً، بين "التأصيل" و"التجديد" .. والذي وَصَف بحثه هذا - في تضاعيف كلامه- بأنه دراسة "تأصيلية تجديدية" في ضوء "القرآن والسنة والمقاصد" .. وهو وصفٌ يكشف - بحق- عن طبيعة البحث ومنهجه والنتائج التي توصل إليها .. فهو يشير إلى جانبي "التأصيل" و"التجديد" من حيث "المنهج الاجتهادي" و"النتائج الموضوعية" التي توصل إليها .. كما أنه يشير إشارة واضحة إلى أن ضوء القرآن والسنة ضوءٌ يحكمه النظر في "المقاصد" التي تقف وراء النصوص القرآنية والنبوية
هذا الكتاب له تقديرٌ خاص عندي؛ لأن صاحبه -الفاضل- له تقديرٌ خاص عندي، هذه بداية جديدة، ومستقبل إن شاء الله يحمل مفكرًا كبيرًا، أضعه أنا خليفةً لأستاذنا الكبير د. محمد عمارة، حفظ الله الدكتور محمد والدكتور يحيى الشاب الطبيب والمفكر الكبير رغم صغر سنه
ندخل في موضوع الكتاب، يتناول الكاتب قضية هامة جدًا كلنا نقدسها ونحترمها، وهي الحرية الفكرية ومنها: حرية التعبير، وحرية التفكير، وحرية العقيدة وكل حريةٍ يصبح الإنسان بها إنسانًا
يتعرض لقضية هامة لا زالت موضع خلاف بين العلماء والفقهاء وهي قضية "الرِدّة المحضة" كما يسميها الكاتب، وأوافقه على تعبيره الممتاز -كما وافقه د. أحمد كمال أبو المجد في المقدمة- وكيف يتم التعامل معها بكافة جوانبها، ويصل إلى أنه لا ينبغي معاقبته هنا، بعد أن ساق أدلته من الكتاب الكريم والسنة الصحيحة، وفي رأيي أنه أجاد الطرح والعرض كثيرًا.. وإن كنت أظن قضية الرِدّة ستظل وقتًا طويلًا في حالة الاختلاف هذه طالما ظل حال الأمة كما هو في هذا الخمول والضعف الفكري، وغياب الاجتهاد الجماعي بالذات، لكن نشكر الكاتب على جهده واجتهاده ونسأل الله له حسن الجزاء
يتعرض الكاتب لنقاط أخرى حول كيفية تعامل المجتمع والدولة مع حرية التعبير، ومتى ينبغي تدخل المجتمع وتراجع الدولة، ومتى نحتاج الدولة، حتى نصل لأحسن النتائج
كذلك تعرض الكاتب لنقطة هامة، وهي: حرية غير المسلمين في عرض أفكارهم بحرية تامة، والدعوة لما يعتقدون ويؤمنون به، وحتى انتقاد الإسلام مستشهدًا بقول مولانا أبي الأعلى المودودي رحمه الله: وسيكون لهم [أي غير المسلمين في المجتمع الإسلامي] الحق في انتقاد الدين الإسلامي مثلما للمسلمين الحق في نقد مذاهبهم ونحلهم، وسيكون لهم الحرية الكاملة في مدح نحلهم
الكتاب يدور مع الحرية حيث دارت، عارضًا اجتهاد رائع لمفكّر كبير المقام، يقول في كتابه هذا القول البديع: إن حفظ وتثبيت إيمان المؤمن إنما يكون بـالمناعة لا المنع؛ أي برفع قدراته المناعية ومستوى وعيه الثقافي والمثالي لا بـمنع الغير من التعبير
أبدأ بالقول أن الكتاب تجب قراءته! ثم أفل بأنه من أفضل ما يمكن قراءته في اللحظة الراهنة وفي خضم النقاش الدائر حول حرية التعبير وحدودها وحدود ردود أفعالنا تجاهها، مؤصلاً لها بالأدلة والقرائن من القرآن الكريم ومشيراً إشارات في غاية الجدة لم يسبق إليها أحد على حد علمي.
الكتاب مركز بصورة كبيرة وبحاجة إلى مجموعة من الخرائط الذهنية التي تجعله أكثر سهولة للتعامل معه كمرجع لمن يرغب في إعادة ترتيب الأفكار والمفاهيم.
نقاش قيّم للغاية حول مهمة السلطة والأمة والتفريق بين دوريهما، وحديث حول أصالة الأمة وكونها المنبع الأساسي لكل ما يتجلى في المجتمع سلوكيات وأفعال و وجهات نظر، ودعوة إلى ضرورة اللجوء بصورة أساسية إلى بناء مجتمعات أممية لها مناعة ذاتية بدلاً من فرض سلطة خاريجة عليها.
أهم النقاط في وجهة نظري هي تلك التي تعرضت لضرورة رفع أي رقابة على الأفكار ولمعتقدات مهما كانت لأنها تتناقض وأساس الإيمان القائم على حرية الاختيار، وكيف أن فرض الأفكار والعقائد يجعلنا نعيش في مجتمع يملؤه النفاق الديني والاعتقادي الذي ينعكس بالضرورة على السلوكيات والاجتماعية التي ستتحول في كلبتها هي أيضاً إلى نفاق يهدف لإرضاء الوسط المحيط.
كثيرة هي النقاط التي ينبغي عرضها ومناقشتها، بعضها محكم ومفهوم والآخر ربما يجد فيه البعض فرصة لنقاش وتشكيك ولكنها بلا شك تفتح باباً جيداً وصحياً للمراجعة والتقويم.
I think that if this book translated to many languages it would be very useful & will change western opinion about Islam to the correct destination because of its quotations & citations.
"الحرية ارتقاء من الطبيعة المادية إلى الطبيعة الروحانية العلوية الرباني، لا ارتكاس في دنو الأولى، ولا قضاء عليها في ذات الوقت، وإنما هو ارتقاء وسمو بالأولى إلى أفق وعلو الثانية"
ينقسم الكتاب إلى جزئين: يتناول الجزء الأول منه في 126 صفحة رأي الأستاذ يحيى رضا جاد في حد الردة، ورأي الإسلام في الحرية الدينية خاصة، وحرية التعبير عن الرأي، سواء أهميته ونتائج تحقيقه أو منعه عامة. الجزء الثاني ملحق للكتاب، يتناول في 61 صفحة تطبيق الشريعة الإسلامية بين آليتي الضبط القانوني والضبط الاجتماعي وبين دور السلطتين التشريعية والتفيذية ودور الأمة والمجتمع والدعوة. أسلوب الكتاب ديني فلسفي سهل الفهم، وتطوره الفكري منطقي ومعقول، وإن لم يلق لي التكرار في كثير من المواضع، إلا أن الكاتب برر ذلك بضمان سلامة الفهم الصحيح.
إن حرية الاعتقاد والتفكير والتعبيرمن الثوابت الأصيلة التي لا تقبل نسخا ولا تعديلا وهي من المحكمات الواضحة في الدين والتي دافع عنها الإسلام لقناعة راسخة أن العقائد لا تبنى بالإكراه والأفكار لا تقوم ولا تبنى ولا تتطور إلا على أساس الحرية .. والغكراه لا يصنع إلا مجموعة من المنافقين.. والحرية – طبعا- ليست تسيبا وإنما تتقدها ضوابط العقل والمنطق والمصلحة العامة.. والقرآن طافح بهذه المعاني والمعالم ، ولن نترك هذا الكم الهائل من الآيات الواضحة الصريحة ونقف فقط وقوفا سطحيا عند حديث : (من بدل دينه فاقتلوه) دون إدراك لدلاته وسياقاته وعمومه الذي يحتاج إلى التقييد ..وتطبيقا الرسول نفسه مع من ارتد ولم يخرج بسيف ولا رمح !! ثم يعد الكاتب إلى بيان الفوارق ما بين الشريعة والقانون ونظام الأمة ومسؤولية الأفراد فيها (لأخلاقية والدعوية والتربوية) ونظام السلطة ومهمتها (الإشرافية على الأمة وحراسة الاخلاق وليس إنشائها ) والكتاب مجملا بسيط المحتوى غير ما فيه من بعض النقاط المفيدة حول حكم الردة وتفاصيل ما ذكر في الفقرة الأخيرة
وانتهيت من رحله دامت اكثر من اربعه اشهر | مع الدكتور #يحيى_رضا_جاد وكتابه #الحرية_الفكرية_والدينية_رؤية_إسلامية_جديدة
كنت قد انبهرت في بدايه الكتاب | واغرمت به وخفت فتنه خفيه تدخل منها ما يزعزع ثوابت وقيمه | فغفلت أولا أن الكتاب وجب أن يكون أولا الحريه الدينيه والفكريه | يقدم الدين على الفكر - ولان الدين سيحكم الفكر ويسمو بالحريه..
يبدو لي الكتاب | جيد لهؤلاء الذين يريدون ايضاحات فكريه وليس كذلك لهؤلاء الدين ينادون بالحريه لانهم قد يتبنون افكارا به بتوجهه هم يرغبونه ..
كنت اعتقد بان الكتاب سهل يسير | الا انه احتوى على حواسي كثيره اثقلت كاهل القراءه واتعبت الفكر في المحاوله | محاوله ربط والتفكير .. غير انه كتابيحوي على امور جميله و تفصيلات كثيره لا يمكن المرور عليها بسرعه ابدا .. اتقفبل بعض ما جاء به الكاتب | واقف عند شيء ذكره لا اذكر بان الكتاب نال نسبه رضا لا بأس بها | الا اني ما زلت عاتبه على الحواشي .. بخصوص قراءته | انصح بقراءه ناقد لا لا موافق لكل ما يكتب | قراءهمحلل مفكر اكثر من مسلم وكانه كتاب منزل
لا يمكن ذكر نقاط واغفال البعض من ما ذكر | بصدق اشعر بان الكتاب صخم كثيرا | وفيه طرح كثير وافكر هل كل هذا الكثير جاء بثماره او لا ..
في منتصف الكتاب غضبت و قررت ان لا اتمه | وبعد ان انهيته عاد شعوري متزن | بعد ان وضع للحريه ضوابط وقد كان في المنتصف ينادي بحريهوامور تضنها لا توافق العقل | رايت في الكتاب انه يهذب تفكيريك فلا تتعجل يجعلك تتامل وانظر من جميع النواحي ..
بعد قراءتي لهذا الكتاب أقتنعت أن الدين الإسلامي هو دين صالح لكل زمان ولكل مكان
أعجبني كثيراً في عدة نقاط أهمها
١- طرح موضوع حد الردة ومناقشته من منظور إجتماعي . ٢- كيف نوافق بين قول الله تعالى " لا إكراه في الدين " وقول الرسول " من بدل دينه فقتلوه " ٣- هل كل مرتد عن الإسلام يقتل ام هناك عينه تترك في حال سبيلها
كذالك أسجل أعجابي لطرحه لفكرة آلية الضبط القانوني وآلية الضبط الإجتماعي وشرح الفروق بينهما ووظائفهما كل على حده " وهذه من أهم النقاط في الكتاب " التي من خلالها يتضح ان لدور التوعوي والفكري دور مهم وكذالك عدم إدراك الفروق بينهما هو سبب تدهور حال المسلمين ونفور اغلب الشباب عنه
رؤية جديدة نسبيا وجريئة لمفهوم الحرية(الدينية والفكرية) في الدولة الاسلامية يقدمها د. يحي رضا جاد ، نحن نحتاج لقراءة هذا الكتاب الصادم (لكل من تربى على الفكر السلفي (الوهابي) ) لنخرج برؤية متزنة وغير متشنجة فيما يخص الحريات الدينية والفكرية في مجتمعنا ، الكتاب أسهب فيما يخص (حد الردة) وأنه شرع كعقوبة سياسية وحفاظا على وحدة الامة ضد من يحاول المساس بها وليس عقوبة على التحول من دين الى دين فقط....ختم الكتاب في ملحق خاص عن (الامة هي الأصل) وفي رأي أن هذا الموضوع تحديدا تجده بعرض أفضل وأكثر تفصيلا في كتاب الريسوني الأمة هي الأصل)
في العصر الحادي والعشرون والذي لا يشابهه الا القرن الثالث عشر في الصراعات الدينية وسوء التفاهم بين مذاهب الدين الواحد يكون هذا الكتاب هو الكتاب المنشود , ليته يدرس كمنهج لطلاب المسلمين الفكرة المميزة هنا ان الكتاب لايستعرض الحرية الدينية من وجهة نظر الانسان المتمدن المتحضر بل من وجهة نظر الاسلام نفسه وتظهر مقولة علي بن ابي طالب جلية " القران حمال اوجه " " حينما بدأ الكاتب في تفسير الايات القرانية ومن ثم الاستناد عليها لتأكيد وجهة نظر على العكس مما درسته عن تفسيرها سابقا
كتاب متفتح ، متجدد ، يدعوا إلى التفكير .. حوالي 300 صفحه من بيان روائع الإسلام في فتح باب حرية الأفراد على مصراعيه وهو الذي يرا البعض عكسه ! وتوضيح بعض الغائب عن الأذهان في هذا السياق من خلال مواضيع مختلفه يتم تناولها غالبا في الحياه العامه مع أدلتها من القرأن ، استمتعت جدا به ونلت الفائده