يشكل نصًّا أساسيًّا ومحوريًّا ومفصليًّا لا تقل أهميته عن كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية للإمام محمد الطاهر ابن عاشور؛ ولهذا لا يمكن القفز عليه أو المرور عليه مرور الكرام كما يقال. واستحضارًا لأهمية كتاب «مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها» رأينا تقديمه محققًا، مبرزين أهم ما اشتمل عليه من قضايا ومباحث؛ لأن حضور ما كتبه علال الفاسي متجسد في مجرد استئناف الكتابة المستقلة في مقاصد الشريعة والتي سبق أن دشنها قديمًا أعلام الفكر المقاصدي، وفي طليعتهم الإمام الشاطبي. وبذلك كان الفاسي وقبله ابن عاشور من أبرز الرواد الذين استأنفوا الكتابة في مقاصد الشريعة. كتبا فيها بنسق مستقل سواء في مجال التوسع في الموضوع المقاصدي أو في مجال المعالجة المتحررة والتي تقتضي الصدور عن موقف فلسفي واضح ورؤية منهجية دقيقة، فضلًا عن امتلاك عدة علمية تجعل الجرأة على اقتحام موضوع في حجم وأهمية وخطورة مقاصد الشريعة جرأةً علمية مؤسسة على العلم الراشد..
الكتاب كثيرا ما يقرن بكتاب الطاهر ابن عاشور"مقاصد الشريعة" وسمعت أحد أبرز المتخصصين بعلم المقاصد يشيد بهذا الكتاب وينصح بقراءته .. المهم انه في رأيي ليس كتاب مقاصد بقدر ما هو كتاب "مدخل للفكر الاسلامي/ التشريع الاسلامي" ويشبه في فكرته وومواضيعه تلك الكتب التي تدرس في الكليات كمدخل للشريعة، وتعريف بها، ويعطي فكرة عامة عن مصادر الأدلة ونشأة علم أصول الفقه وأما جانب المقاصد فهو مبثوث بالكتاب ولكن جله تلخيص بحت لكلام الشاطبي .. والفكرة الوحيدة الذي افتخر بها الكاتب في أكثر من موضع ونص على أنها من اكتشافه وأن علماء الأصول لم ينبهوا عليها -فكرة "أمر الإرشاد"- أراها فكرة خاطئة ولم يوفق فيها وانحراف في منهج قراءة النص الديني ..
لا يعني أنه كتاب سيء، بل هو كتاب لطيف وممتع ومتنوع وأعجبني اطلاعه العام واطلاعه على اجتهادات المعاصرين وذكرها في الكتاب والتعليق عليها مدحا أو تعقيبا .. كالعقاد ورشيد رضا ومحمد عبده ..الخ ولكن إن سألني شخص يريد أن يقرأ في علم مقاصد الشريعة فلن يكون هذا الكتاب في قائمة المقترحات
كتاب مهم من رائد كبير من رواد الإصلاح الاسلامي في العصر الحديث والكتاب ركز كثيرا على مكارم الشريعة الاسلامية وهذا مبرر من المؤلف لانه في تلك الفترة كانت الشريعة الاسلامية تواجه هجوما حادا من الغرب وتشكيك في قدرتها على البقاء في العصر الحديث والكتاب يسلك مسلكا اخر في بيان مقاصد الشريعة غي السائد الان والمبني على كتاب الموافقات للشاطبي كما يدعو الى التوسع في باب الاجتهاد في هذا العصر حتى لو اضطر المجتهد الى مخالفة بعض النصوصومثل بانه يمكن ان يقال في هذا العصر بمنع تعدد الزوجات