هذا الكتاب يبين تضافر صوفية المشرق والمغرب في خدمة علم التصوف، الذي مبناه على صدق التوجه لرب المشرق والمغرب.
فغني عن التعريف أن كتاب "منازل السائرين" لشيخ الإسلام الهروي [481هـ] من أشهر كتب التصوف المهتمة بالأحوال والمقامات التي يقطعها السالك في معراجه الروحي، لذلك كثرت الشروح عليه حتى بلغت حوالي ستة عشر شرحا أو أكثر، اشتهر منها بالأخص "مدارج السالكين" لابن القيم [751هـ]. في حين يعد شرح "عيون الناظرين" لمحمد بن علي الشطيبي [963هـ]، الشرح المغربي الوحيد الكامل للمنازل، الموجود بأيدينا اليوم.
والشطيبي من جملة الصوفية الذين سعوا إلى التوفيق بين مدارس التصوف الإسلامي. لقد شرح كغيره من الصوفية المغاربة حِكم ابن عطاء الله السكندري، والمباحث الأصلية للسرقسطي، لكنه أبى إلا أن يجعل كتاب "منازل السائرين" ثالث الأثافي، وكأنه لاحظ خلو المكتبة الصوفية المغربية من شرحٍ على هذا الكتاب القيم، رغم الشروح الكثيرة التي وُضعت عليه.