هذا الكتاب للباحثين بدر الإبراهيم ومحمد الصادق، يتحدث بالتفصيل عن الحالة الشيعية في السعودية، منذ ما قبل الثورة الإيرانية، وحتى نهايات العام 2012م.. حيث يروي تفاصيل كثيرة في غاية الأهمية وتُنشر لأول مرة.. بدأً من انتفاضة القطيف بعد الثورة الإيرانية، والمواجهات مع الحرس الوطني، مروراً بخروج المعارضة الشيعية خارج السعودية، وبدأ تنظيمها في إيران، والعلاقة بالسلطة الإيرانية، والتدريب على السلاح، والاستعداد للثورة. وعن المشاركة في انقلاب البحرين، وحتى الخلاف مع الإيرانيين، وطرد المعارضة الشيعية السعودية من إيران، وتشتتها بين الهند وسوريا ولندن. ويذكر تفاصيل في غاية الأهمية عن الفضيحة الإيرانية الشهيرة "إيران جيت" حين قامت إيران بالسرّ بشراء أسلحة من إسرائيل زمن حربها مع العراق، وكيف أن سعودياً من المعارضة الشيعية هو من سرب خبر هذه الفضيحة للصحافة اللبنانية، فنشرتها مجلة الشراع، وضجت بعد ذلك في العالم.
ويتحدث الكتاب عن شخصيات غامضة في المعارضة الشيعية، حسين أبوغريب، هاني الصايغ، وعن أحمد المغسّل زعيم حزب الله الحجاز وعلاقته بالحرس الثوري، عن المصالحة مع الدولة، والمفاوضات التي أدارها عثمان العمير، وعن الجدل والصراع الذي دب في جسد المعارضة بسبب الخلاف حول المصالحة. ثم يتحدث عن عودة المعارضة للداخل، وعن نشاطها وسط صراعات تياريه مختلفة في القطيف والأحساء، وعن الانقسامات التي حدثت في صفوفها.
ويتطرق الكتاب لتفجير الخبر، ومظاهرات القطيف، وخطاب الانفصال، وأحداث البقيع، وظاهرة نمر النمر، وصراعات الداخل الشيعي في الانتخابات البلدية، وعن العلاقة مع الأوساط السنيّة، ولقاءات الحوار الوطني، والاجتماعات التي تمت في السرّ والعلن مع عدد من الرموز الدعوية المعروفة. ويشرح الكتاب خريطة المشهد الشيعي، الشيرازيين وانقساماتهم، والإخباريين، والأصوليين، وأتباع خط الإمام (الخميني)، وتنظيم حزب الله الحجاز.
الكتاب باختصار يحوي شرحاً للخريطة الفكرية والسياسية الدقيقة لشيعة السعودية، ويتحدث عن كل خبايا الحالة الشيعية خلال أكثر من 30 سنة. وقد استطاع مؤلفا الكتاب (بدر الإبراهيم ومحمد الصادق) تقديم رصد وتحليل موضوعي ونقدي يستحق الإشادة لطبيعة هذا المشهد.
بسم الله .. الكتاب في محتواه يركز ويقوم على نظرية تسيس المذهب من قبل الحركات الدينية ، ومذهبة السياسة من قبل السلطات السياسية .. ثم يوثق الحراك الشيعي في السعودية في القطيف والأحسـاء على وجه الخصوص وأبرز قاداته .. أعتقد أن الكتاب كان منصفًا لا يحمل فكرًا طائفيًا ولا معاداة لأحد .. ( والكتابة عن الأقليات عموماً حقل ألغام، تتنازعها رغبتان، رغبة بالإدانة والتشويه، ورغبة في التبرئة والتنزيه، بحسب دوافع الكتابة وأهدافها تأتي مآلاتها، لذا من النادر جداً أن تجد كتابة معتدلة في هذا الموضوع، وبطبيعة الحال ينطبق هذا تماماً على الكتابة عن الشيعة، ويبدو إلى حد كبير أن هذا الكتاب استطاع أن يقدم تلك الكتابة الراصدة المعتدلة.) وفي نقطة مهمة أن الشيعة ليسوا كتلة صماء متشابهه بل مجتمعات متنوعة في أفكارها ومرجعياتها ورؤيتها للعلاقة مع الدولة تتضح في مسار الأحداث الواردة في الكتاب من 1979 إلى 2011 ..
الفضل الاول ارتكز حو مسببات تسييس المذهب وكون الوهابية انموذج حذاه الشيعه كرد فعل لحماية حقوقهم حول حرية المعتقد واضافة لمحة موجزة عن الخالة البسيطة والريفيه المسيطرة على سكان منطقتي القطيف والاحساء وكذلك في الفصل الثاني مع ذكر المؤثرات التي سببت تقوقع السكان حول انفسهم وعدم انتقالهم وتوسعهم للخارج عكس سكان المناطق الاخرى اضافة للحالة السائدة في العصر العثماني من عدم التمييز المذهبي ومن ثم تطور الوعي مع دخول شركة ارامكو للمنطقه الشرقيه واختلاف الاوضاع بدخول الدولة السعودية الثالثة حيث لم يسيس المذهب الشيعي قبل نشأة التيار الشيرازي وانتصار الثورة الشعبية في ايران... الفصل الرابع تحدث عن نشأة التيار الشيرازي في الدول العربية بشكل عام وفي القطيف بشكل خاص بقيادة حسن الصفار اضافة لموجز عن حركة الطلائع الرساليين(الحراك الثوري) الاسلامي ومفهومهم لقيادة الامة. اتهم الكاتب بمايسمى ب (نشر الغسيل) والفصل الرابع يعتبر كذلك مع ان هدف الكاتبان توثيق الاحداث بتفصيل من اصحابها وارتكز بداية على الشيرازيين ومرحلة تطورهم من بداية دعوية دينيه-ثورة امميه-ثم الى اصلاح سياسي وذلك بعد تهالك وتفكك القائمون على تنظيمه،كما ذكر الخلاف بينهم وبين التيار المحافظ -اتباع الخوئي- ومابعد الثورة الايرانيه ومن ثم خط الامام والانشطة التي قام بها اتباع التيارات. الفصل الخامس اختلاف مطالب التيار الشيرازي وانقسامه، حزب الله الحجاز ودمويته وتفجيرات الخبر انقسام تيار الشيرازي الى ثلاثة اقسام، التركيز في هذل الجزء عن النقلة النوعية والفكرية في بعض اعضاء هذا الايار والمتمثل في حسن الصفار وتوفيق السيف من المرحلة الثورية الى مرحلة الحوار والاصلاح ومحاولة كسب الاطراف الشيعيه من الاحزاب التقليديه وخط الامام والسلفيين من السنه والتوصل الى نتيجة بقاء المذهب كهوية وطنية يفسد محاولات الاندماج الفكري كوحدة وكتلة شعبيه تتقاسم الهموم نفسها وبقيت المظلومية شعار المطالب الشيعية،،بقاء حمزة الحسن و فؤاد ابراهيم في طرف المعارضة وطرح افكار الانقسام عن الدولة .. يؤكد الكاتبان في الجزء الاخير ان خيار الحوار لن يكون ناجعا مع الاخر مادام في اطار الطائفيه الضيق ويجب على جميع الاطراف من اجل بناء الوطن الغاء المذهبية والانتماءات الفرعية في حالة والانطلاق من وجهة مواطنية واقترح الككاتب ان تكون الهوية "العروبة" فهي الجامعه للاطياف واستشفيت من اخر فصل فكرة الفصل بين الدين والسياسة "العلمانية" كجزء من الحل اضافة لمبادرة الاطراف السنية كونهم الاكثرية بطمئنة ااقليات الشيعية عن كونهم مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات،،،، انصح به وبشده
يشكل هذا الكتاب إسقاطا سطحيا لكتاب "الدولة القومية خلافاً لإرادتها" للباحث الإلماني فيلاند. إضافة لعدم اتباعه أبسط أساسيات البحث العلمي، وهنا وقفات موجزة:
١-ادعى الكتاب تناوله الحراك الشيعي في السعودية، وقد ركّز على القطيف مع إقصاء شديد للأحساء. نجد هذا حتى في المعلومات البسطة جدا والتي من الممكن التحصل عليها بدون جهد يذكر (على سبيل المثال: تناول الكتاب الانتخابات البلدية في القطيف بالتفصيل الممل، بالمقابل لم يكلف المؤلفان نفسيهما عناء ذكر أسماء الفائزين في الانتخابات بالأحساء، للإنصاف ذكرا شخصين فقط).
٢-ارتكز الكتاب على مقابلات مع شخصيات مجهولة لم يبين إن كانت "بيانات" للتحليل أم "مصادر" مرجعية. مما أفقد الكتاب المنهجية.
٣-نقل الكتاب وجه نظر تيار واحد بعينه للأحداث دون تمحيص بحثي يذكر، بعض هذه الآراء متحيز لدرجة واضحة جدا. مثال: دعوى مكانة التيار الشيرازي في إيران قبل الخلافات مع السلطة وكون آية الله السيد محمد الشيرازي كان مرشحا لتبوء مكانة عالية. هذه من أساطير التيار التي لم يستطع إثبات إمكانيتها ناهيك عن مصداقيتها.
٤-افتقد الكتاب لمعلومات بسيطة وأولية حول المذهب الشيعي مثل الفرق بين الإخبارية والأصولية. ففي هذا المثال لم نجد المؤلفين قد أتعبا أنفسهما حتى في أن يقرأ أحدهما شيئا حول الموضوع في النت، ناهيك عن الكتب المتوفرة.
٥-طرح الكتاب مصطلح "الطائفية الناعمة" دون تأسيس منهجي له، مما ساوى المضطهَد الذي "ينكفؤ" على ذاته بالمضطهِد الذي "يمارس الكراهية" على الآخر.
٦-أهمل الكتاب الذي يطرح نفسه بوصفه "بحثا" الدراسات السابقة للحالة الشيعية بالمملكة العربية السعودية. وحتى الاستشهادات الخجولة لمصادر تعد على أصابع اليد الواحدة تدل على عدم قراءة لكامل الكتاب المشار له. هذا يقطع صلة الكتاب المذكور بسياقه المعرفي.
٧-أخيرا كما سبق وأشرت في البداية، فإن الكتاب يدعي "تطبيق" نظرية "الدولة القومية خلافاً لإرادتها" للباحث الإلماني فيلاند، بينما هو في واقعه لا يمت لها بصلة البتة. فكتاب فيلاند يتناول الدولة التي تقام على أساس إثني مثل الهند - باكستان - البوسنة، والتي يشكل فيها الهندوس أو المسلمون غالبية الشعب الذي أراد أن تسود فيه إثنية الاغلبية، بالتالي فإن هذا الإطار يصلح ليطبق على السلفية في السعودية وليس الشيعة. وفي حال وجد الباحث إمكانية تطبيقه على الأقليات، فينبغي هنا المناقشة المنهجية للإطار النظري الأساسي ليخرج بإطار نظري واضح يتلاءم مع الموضوع المطروح. للأسف فالإسقاط سطحي جدا ولا يرقى لدرجة التطبيق النظري البتة.
ملاحظة: هذه ملاحظات عاجلة، وإلا فإن الكتاب مليء بالمغالطات الناتجة عن عدم بذل جهد بحثي.
كتاب مفيد في فهم الحالة الشيعية في السعودية واستقلاليّتها عن الطوق الشيعي الإيراني، وكيف تعاملت دولة آل سعود الوهابية في التعامل مع ذلك الملف على ما يقارب ثمانية عقود من تأسيسها، به أيضًا وجهات نظر نقدية محترمة فيما يخص مسألة التقارب بين المذاهب والحوارات وفهم الحالة الطائفية
أغلب الكتابات حول القضية الشيعية في السعودية لا تخلو من اتجاهين،الأول هو الهجوم المفرط على الشيعة واعتبارهم عملاء لإيران ويقابله الاتجاه الثاني الذي يدافع باستماتة عن الشيعة ويتناسى جميع الأخطاء
يسعى كتاب "الحراك الشيعي في السعودية" إلى تكوين رؤية موضوعية حول موضوع الشيعة في السعودية بعيدة عن الهجوم والدفاع الحادين يبتدئ الكتاب بسؤال رئيس وهو:لماذا هناك مسألة شيعية في السعودية؟ وجواب هذا السؤال بالتأكيد هو هوية الدول المذهبية المنفرة لبقية الطوائف وعدم وجود مشترك تاريخي حيث دأب وصف مؤرخي الدولة للملك عبد العزيز بالفاتح ووصف جيشه بجيش المسلمين وهذه بالتأكيد رواية منفرة لبقية المناطق وجواب آخر هو عدم وجود المجتمع المدني من نقابات وأحزاب سياسية تجمع الناس خارج الانتماءات الطائفية ولهذا كله يجتمع المواطنون في تجمعات ما قبل الدولة الحديثة كالطوائف والقبائل
ثم يورد الكتاب فصلا حول مختصرا حول وضع القطيف الاجتماعي والسياسي أثناء الحكم العثماني إلى ما قبل الثورة الإيرانية سنة 1979 لنصل إلى الجزء الأهم من الكتاب وهو استعراض الحراك الشيعي بعد هذا العام حيث اعتمد هذا الحراك على تسييس المذهب لجمع المناصرين وهذا ما أسماه الكتاب بالطائفية الناعمة أي أن تعرف نفسك مذهبيا في الإطار السياسي العام وهذا ما فاقم المشكلة الطائفية في البلاد وعطل فاعلية هذا الحراك على إحداث تغيير واسع
وفي الفصل الأخير يحاول الكتاب أن يجد مخرجا لهذه المشكلة الطائفية التي يتحمل وزرها جميع الأطراف: الدولة والحركات السنية والشيعية حيث يفصل في هذا الفصل زيف العلاقة المزعومة بين الشيعة وإيران ثم يعالج يناقش أخطاء الأطراف الثلاثة ويحاول إيجاد حلول لهذه الأخطاء
:لهذا الكتاب ثمرات ثلاثة ١.إثبات زيف العلاقة الشيعية الإيرانية وذلك من خلال استعراضه للتيارات السياسية والتي كان�� كلها بعيدة كل البعد عن التوجيهات الإيرانية عدا تيار خط الإمام بشقيه الإصلاحي والعسكري المتمثل بحزب الله الحجاز واقد تفكك هذا الخط تقريباولا وجود له على الأرض اليوم ٢.مرجع تاريخي للحراك الشيعي حيث اهتم الكاتبان بمقابلة كثير من أعضاء التيارات السابقين والحاليين وأخذ إفاداتهم ٣.نقده للحراك الشيعي الذي انتهت فاعليته عندما اعتمد على تسييس المذهب
الكتاب ممتاز بشكل عام وإن اختلفت معه حول موقفه من تيار الصفار وبعض الجزئيات الأخرى
يندرج هذا الكتاب ضمن قائمة الكتب المهمة للقارئ الباحث المتعمق في التاريخ السياسي الاجتماعي للمنطقة الشرقية وللقطيف خصوصا يتحدث عن تاريخ الشيعة وبالاخص شيعة القطيف والاحداث التي مرت بها المنطقة(على لسان اصحابها ومن عاصرهم) وتاثيرها على ابناء المنطقة من بداية ثورة الخميني وحتى نمر النمر والسعي وراء تسيس المذهب وماخلفته من ازمات على المنطقة وعلى ابناءها وفي الاخير الحلول المفترضة لحل ازمة الطائفية وضمان حق الفرد المواطن..
سرد ولغة جميلة للاحداث.. قد تغيب بعض التفاصيل والشهود لكن يعطي لمحة عامة عن تاريخ حقبة مهمة في الحراك الشيعي وبالتالي انصح بقراءته خاصة أولئك الشباب الذين يعيشون مهتمون بالشأن السياسي ..
هذا مقال لا يهدف إلا لزيادة مستوى الجدل بعيداً عن التفاصيل التاريخية، أقرب للنظرية التي قام عليها كتاب الحراك الشيعي في السعودية للصديقيين العزيزيين بدر الإبراهيم ومحمد الصادق، والصادر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر. ما قبل الكتاب: لا تشبه الكتابة من وسط الإعصار، الكتابة في الملاجئ. ذلك أن الإشكالات والاتهامات تكون عادة مغلفة وجاهزة من لحظة تسويق النص. هكذا ببساطة انقسم الناس إلى محتفٍ بكتاب الحراك الشيعي في السعودية الذي يفضح العلاقة الشيعية بإيران، ومدافع عن الطائفة في وجه مدافع النقد والمساءلة التاريخية، لم تكن هذه المفارقة لتغيب عن الكاتبين اللذين أعلنا في كتابهما أن أغلب الكتابات غارقة في وحول الإدانة أو التبرير الساذجين للحالة، وكسر هذه الحالة على مايبدو هو الدافع وراء نشر هكذا كتاب. لا تقف الأصوات الممانعة لهذا الكتاب دائماً موقف المدافع كما يفترض الإبراهيم أو الصادق، بل تسوق مبررات قد تكون مقبولة كالتخوف من الاستقطاب الطائفي الذي يصل إلى قمة المنحنى، يدفعهم لذلك التغريدات التسويقية «تغريدات نواف القديمي - دار النشر - تحديداً»، ناهيك أن الكتاب لا يتوجه لمجموعة ليخاطبها، بل يعيد قراءة التاريخ ومساءلته بلغة تخاطب كل الأطراف وهذا على مايبدو سيسبب مشكلة في لغة الخطاب غير الموجهة بدقة، في حين تقوم نظرية المؤلفين على نقد الأساس المحرك للجماعات الشيعية السياسية، وهو ما يبدو نقداً مهماً وضرورياً في مرحلة يعمق هذا الحراك نفسه المشكلة الطائفية بتضخيم الانتماء المذهبي، وتعطيل إنتاج حل مدني حالمٍ ومؤملٍ لمعضلة الهوية السعودية بعد فشل الدولة في ذلك. نظرية الكتاب: يذهب الكتاب للحديث عن هوية وطنية مفقودة، عن دولة حديثة متعسرة الولادة، ومشروع غير منجز «أو ربما دولة فشلت في إنتاج عقيدة وجدانية تربط جميع مكونات وحدتها داخل حدودها». لعلي هنا أفترض أن تلك الهوية الجامعة هي الهوية الأصلية التي يُهرب منها بحسب الكتاب إلى هويات فرعية قبل مدنية - أحياناً يستخدم الكتاب هذه المفردة، وأحياناً يُعنونها باسم الانتماء المتضخم على حسب الانتماءات الأخرى “ وأفترض أن هذا الوصف أدق وأجدى للفهم “ -، وهنا مساحة كبيرة للسؤال: هل الأمر فعلاً هروب للانتماء المذهبي وانكفاء عليه كتشطر أبدي، وصناعة حقيقية لحدود متخيلة، أم هو انتماء يتضخم ويضمر بحسب اللحظة التاريخية المؤثرة على هذا الإنتماء؟ لعل هويات أمين معلوف القاتلة تثيرٌ سؤالاً غير بريء، عن طبيعة الانتماء الأول - الهوية السياسية - بمثاله عن كهل سراييفو الذي يغير تعريفه لذاته بحسب الظروف المادية والسياسية، ما أعنيه هنا أن اختيار المرء لموقفه يتأثر بعوامل سياسية واقتصادية وسيكولوجية اجتماعية «لا علاقة لها بالصواب والخطأ نظرياً حين تتعلق بأي مجموعة غير الدولة ومؤسساتها ابتداءً» إن التزام المواطنين بهويتهم البعد - أهلية لا يكون إلا في تعاملاتهم مع الدولة كما يصف مونتسكيو، ولهذا فتفسير الفشل في إنتاج هوية وطنية لا ينفع أن يكون علاقة جدلية بين السلطة والجماعات السياسية ما دام الأمر لم يتولد بعد بعقد اجتماعي ضامن بعد، ومادام الواقع مكرساً للإشكال نفسه، فالقبيلة مثلاً هي ممر العبور للوظيفة، للزواج، وجمع الديات.. إلخ، وتخلص المرء منها لا يكون إلا بتخلصه قبل ذلك من حاجته لها. سأسأل هل ثمة سلطة أخلاقية تفرض على هذه المجموعة أو تلك تضخيم هذا الانتماء، أتحدث هنا عن المجموعات السياسية والأفراد خارج إطار - السلطة في دولة وطنية تعاقدية -؟ حين يغيب العقد الدستودي الذي يهب الدولة سلطتها - مشروعيتها - “ بحسب وصف مونتسكيو الذي يتبناه العروي ويذهب به هابرماس بعيداً بحديثه عن المواطنة الدستورية “، يبقى الرابط الوحيد في غياب تلك المشروعية هو المنفعة أو تقليل الخسائر في أسوء الحالات، وكلمة المنفعة هنا فضفاضة «منفعتنا نحن؟»، من نحن؟، ربما يكون العمل من داخل بعض الانتماءات مضراً بتلك المجموعة فتعود ذات المجموعة لهويتها الأهلية، أو ربما تنتقل لهوية أخرى كما تشاء الصراعات الاجتماعية والسياسية شديدة التعقيد، لو استدعاء ريجيس دوبريه ومحاولة فهم ماهو لا واعي سياسياً وماهو مبرمج ومن هو المبرمج فإننا يجب أن لا نفصل التحليل عن سياقه في دولة غير منجزة لمهمة بناء دولة الأمة بل وفي تبرير وحدتها - تاريخياً ونفعياً - كما في حالتنا، تلك المؤسسة هي التي جعلت المواطن يحتمي بانتماءاته الأهلية في مقابل فوضى الإنتمائات - الأمر الواقع -، الأمر في النهاية أن القضية برمتها ليست قضية صواب أو خطأ بل هي أقرب لرسم ظرف هندسي متخيل لتبسيط حل المسألة من داخلها لا أكثر! هل تصنع العقلية الجمعية، والانتماء الأول التغيير؟ صحيح أن النظريات البنيوية السياسية - constructivist theory - تفترض أن الأفكار والهويات تصنع بشكل أو آخر التغيير، لكنها لا توضح تماماً كيف تتغير الأفكار وتتحجم الانتماءات أو تتضخم، وهل تتضخم ويطلق لها العنان فعلاً بدون مؤثر سابق لها وعليها؟ وبالحديث عن النظرية، يقول الكتاب مثلاً: “ كما أن الطائفية تلغي التمايزات القائمة بين أفراد الطائفة، وتضعهم جميعاً في سلة واحدة، وتوجههم مصالح الطائفة... إلى أن يصل... فالمهم هو تطويع السياقات الفكرية لخدمة مصلحة الطائفة “، حين أقرأ هذه المفردات التي أتمنى من أعماقي أنها يمكن أن تنتفي في كل الحالات السياسية الإثنية - الشعوبية - أو الحزبية والمذهبية، فإني أقرأ خطاباً يوتوبياً عسير الهضم إلا على الحالمين الكافرين بالنظرية التي يقوم عليها الكتاب ككفرهم بأي تسييس للمذاهب، فكل جماعة سياسية في النهاية ستمارس ذات الممارسة لتكسب الجمهور، إن افتراض أن أي مجموعة سياسية لن تلوي عنق النصوص التاريخية، أو تحاكمها في غير سياقها لتظفر بسرديات أكثر إقناعاً يبدو وهماً حتى في ممارسة الكتاب نفسه. قد أكون متفقاً مع النتيجة ورافضاً العمل من داخل الطوائف والمجموعات الأهلية، لكن الكتاب لا يقدم الحجج الكافية، ولا حتى الأليات البديلة في قراءته للتاريخ لمن هم خارج دائرة القبول بالخطاب الوطني، لعدة أسباب أولها الالتباس بين مفهومي السلطة بما هي حديث عن المشروعية، والدولة بما هي آليات ومؤسسات، إن الحديث عن الأولى يسبق الحديث عن الثانية، ولذلك فالخطاب الديني السياسي ينطلق عادة من الأولى لا من الثانية، إن هذه النقطة هي ما تفسر بشكل أكبر التحول من الانكفاء عن السياسة إلى ولوجها من أوسع أبوابها - كجماعة سياسية عابرة للحدود -، بعد فك الإشكال الأول. في الجهة المقابلة، سأدعي أن النظرية تخلص إلى مغالطة دائرية ومصادرة على الموضوع في آن واحد، فالحجج المقدمة بأن تسييس المذهب أدى بصورة أو أخرى إلى فشل ذريع في البناء والتشييد، ينتهي باستدلال على الفكرة بها “ من داخل نظرية الكاتب “، أي أنها لا يمكن أن تنتج إصلاحاً، لكنها قد تقدم للطائفة شيئاً كما حدث في حوار المصالحة، وما تبعه من انفتاح، كما سيوضح الكتاب فيما بعد، إذاً ما معنى أن الأحزاب الشيعية لم تنتج شيئاً لمجموعتها السياسية؟ فإذا كانت بداية تسييس المذهب “ المناطقي ” مجرد مطالب دينية وخدمية، فالدولة قد قدمت كثيراً من التنازلات في هذه الشؤون تحت الضغط في مراحل مختلفة بحسب المتحدثين اليوم عن حراك الطائفة بل بحسب الكتاب نفسه، الذي يدعي على عكس سرده التاريخي أن الحراك الفئوي فشل. أدعي هنا أن الأحزاب الشيعية استغلت حالة التكسب السياسي تلك أكثر من أي شيء آخر في تبرير الانتفاضة الثانية، بل حتى أكثر من مروياتها التاريخية والحديث عن المظلومية البانورامية التاريخية للشيعة، ولأستدل على ذلك لنجرب سؤال قطيفي في بداية ٢٠١١ م، وقبل أي حراك عن الأحساء «أقول قطيفيٍ لأني أعتقد أن الكتاب يتحدث تحديداً عن تسييس التشيع في القطيف»، وستجد أن الصورة النمطية تتحدث عن انتصارٍ ومكاسب بفعل ضغط الطائفة بشكل متكرر، ويدور السؤال حتى بداية ٢٠١١ م، لماذا لا تتحرك الأحساء مثلنا؟!، إن فكرة أن الدولة تغيير كل شيء من أجل أن يبقى كل شئ على حالة وتقدم تنازلات بسيطة للمجموعات الإثنية والمذهبية، يقابلها أيضاً الحديث عن تغيير كل شيء أو لا شيء، بحيث يضحي الأمر إما الديموقراطية غداً أو لا مطلب، هكذا أتوقع أن يرد أحدهم على نظرية الكاتب بأن بذل الجهود وتقديم التنازلات من الأقلية “ المذهبية “ غير ضروري، بل غير مفيد حتى. تخلص النظرية، إلى أن الحالة القائمة من تسييس المذهب ومذهبة السياسة، كفيلة بالحفاظ على ديمومتها، لأنها ممتدة في ثلاثة محاور: السلطة الوهابية، والتشيع والتسنن السياسيان، وهنا يبقى السؤال الاستراتيجي الذي قد يسأله التسنن السياسي، أليس الحراك ككتلة سنية - متنورة وقادرة على التواصل مع الآخرين «طائفية طيبة» كما يسميها الكاتب - أقرب لهز المشروعية التي تقوم عليها الدولة - غير مكتملة البناء -؟، أليس التسنن السياسي هو المشروع الأقرب لكسر هذه الديمومة، الكتاب لا يوضح لماذا يرفض التدين السياسي ويعتبره مشكلة، ولماذا يفترض أن العمل من خارجه هو الحل الحتمي، أعني أنه لا يناقش الفكرة من داخلها، بل يكتفي بالوقوف على الشرفة والحديث عنها. إن الانتماءات الفرعية، لا يكون لها موضوع قبل تشكل الهوية الوطنية، فكل الانتماءات والتشطرات تصبح وقتها فرعية، بما فيها وجه الدولة غير المنجزة لمهمة بناء الأمة الواحدة المرتبطة في المصير والمصالح، إذاً؛ فالمسؤولية الأولى واللوم يجب أن يوجه في هذا الاتجاه، إن توزيع اللوم بين المتسبب والنتيجة، يجب أن لا يغفل أن الواقع والأدوات الإعلامية فوق إرادة هذه المجموعة السياسية أو تلك، وألا ينسى أن هذه التيارات بدأت ��لعمل أصلاً في مناخ موبوء وبأدوات لا تشبه أدوات اليوم الإعلامية أو التواصلية. الطائفية: ماهي الطائفية؟، هذا سؤال مشكل يتناوله الكتاب، يخلص الكتاب إلى أن الطائفية تنقسم لطائفية «خشنة، وناعمة» يبدو التعريف الثاني منهما على الأقل غير مقبول براغماطيقياً - المفردة بالنسبة لما يفهمه الناس - على الأقل، لكن الواقع أن مفردة طائفية كلمة مشكلة لأننا نفهمها من جهتين، فطائفة التي وردت في القرآن الكريم ستة عشر مرة تعني جماعة من الناس دون الحديث عنهم بالسلب أو بالإيجاب، لكن مفردة الطائفية - Sectarianism - تعرف على أنها الكراهية والتعصب الطارد للآخر على أرضية مناطقية أو قبلية «يقول الكاتب أنهما تنحصران في أطر محلية» ليحصر مفردته في المذهبية الدينية. مايمايز المذهبي عن المناطقي هنا إذاً كونه عابراً للحدود كما يصف الكاتب، وهنا مساحة لإفراد السؤال: ماهي الحدود التي يقبل بها الكاتب ولا يسمح بتخطيها؟ ألم يكن المشروعان العروبي واليساري يحملان بعداً أممياً فاقعاً؟، وهل يعتبر إنتاج جماعات مدنية عابرة للحدود مشكلة كما يصف الكاتب في الحالة المذهبية؟ الشيعة فيما قبل المد القومي واليساري - ظهور النفط - يصف السيد علي العوامي في بداية كتابه حكايات مختزنة في خزان الذاكرة القطيفية، لا يبدو التخلص من هذه الذكريات سهلاً، بل إن من العماء بسترتها ورمي المحتفظين بهذه الصورة في خيالهم بعقدة المظلومية، هذه الممارسات لا تزال مستمرة حتى اللحظة في المناهج التعليمية الرسمية، إن السؤال عما هو حقيقي، وماهو خرافة في تحليل الشخصية الشيعية السعودية واجب، ورميها المتكرر بالبانورامية كما يكرر كثير من المثقفين السعوديين في قراءتهم للشخصية الشيعية يبدو غير موضوعي تماماً، فلا النفسية الشيعية ولدت بمعزل عن ممارسات الدولة، ولا هي عولجت حتى لا تصاب بالانتفاخ، الكتاب نفسه أيضاً يقرر أن لا أحد كان يتحدث عن التمييز المذهبي قبل الدولة السعودية، وهذا يفتح مجالاً للسؤال عن تشكل الشخصية الشيعية السعودية. وفي سياق الحديث عن رفض تدخلات الملك عبدالعزيز في الشؤون الدينية وسيطرته على إخوان من طاع الله، لا يصف الكاتبان كيف فرض الملك عبدالعزيز «ضريبة الجهاد المثني»، وكيف مُنع القطيفيون يومها من ممارسة شعائرهم الدينية، وكيف فرضت الدولة عليهم صلاة الجماعة مع أئمة من خارج طائفتهم، وصولاً إلى جلسة مناصحة جماعية في الإمارة آنذاك كما يصف العوامي في كتابه. التدين السياسي مقابل القومية واليسار: يذهب ميخائيل نعيمة في ورقته - Saudi Arabia 1950 - 80: Between Nationalism and Religion - إلى أن الحواضر السعودية كانت متأثرة ببروبغندا الإعلام المصري والسوري، وأنها كانت خليطاً مدعماً بعدد من رجال الدين المتأثرين بتلك الأفكار - في القطيف مثلاً نجد الشيخ عبدالكريم آل حمود، والملا عبدالمحسن النصر -، يصف نعيمة طريقة التعامل بين مرحلتي الملك سعود والملك فيصل، مفسراً التباين بين الحالتين وصناعة الفارق، وهو ذات مايصفه الكاتبان وصفاً معقولاً لتأثر الداخل السعودي بالعقائد السائدة، لكنهما لا يصفان بالضبط الدور الذي قامت به المؤسسة الرسمية السعودية في تصعيد الخطاب الإسلامي في أكثر من مرحلة خلال وبعد عهد الملك فيصل، مقابل الخطابات الأخرى، إن تحيز الدولة سابق للانتفاضة الشيعية، والصحوة السنية، فإذا كانت أرامكو عن غير قصد نشرت الأفكار القومية واليسارية باستقدامها لعرب متأثرين بهكذا أفكار، فإن دور المؤسسة الرسمية ونياتها واضح وأكبر من أن يتجاهل، وهو دور يتخطى العقيدة المؤسسة للدولة، لتدخلات متكررة موغلة في ترسيخ مشروعيتها الدينية حتى اليوم - كما يصف كتاب الجهاد في السعودية المترجم عن ذات دار النشر بدقة ووضوح -. إن افتراض أن المطالب الخاصة كانت منعدمة في إطار الحركة الوطنية، كما يصفها الكاتبان غير دقيقة تماماً، فثمة مطالب يثبتها العوامي تحت عناوين رئيسية وأخرى تحت عناوين فرعية، فمثلاً؛ بعد رحيل الملك عبدالعزيز أرسل القطيفيون ورقة بمطلب خاص «بعضوية في مجلس الشورى»، وما كان من الأمير جلوي - أمير المنطقة آنذاك - إلا الوعيد، ومساءلة النوايا خلف الطلب. مجلة الجزيرة العربية، ومغالطة النظرية التي تحقق نفسها: ألم أقل أن النظرية تلوي عنق التاريخ لتدلل على فكرة «جميلة وضرورية»، فبداية بالاستدلال على النظرية من داخلها، والاستدلالات الدائرية المتكررة، فإن الاستدلال ينتهي إلى تحقيق نفسه حين تحاول إزاحة الثقل الموجود على كاهلها بادعائها أن العمل من داخل الطوائف يجعل التواصل مع الفرقاء في الوطن مستحيلاً - خصوصاً السلفيين - يتساقط هنا، ولذلك يحاول الكاتب في معرض التحليل إخراج الموضوع على أن الأمر لم يكن أكثر من لحظة استغلال للمطالب السلفية لا معارضة جادة، وهذا الأمر ينفيه أن المجلة ذاتها تبنت خطاب أكثر جذرية باتجاه القضايا الشيعية، لكنها تخلت عنه في لحظة المصالحة، إن طبيعة الممارسة السياسية تحتم العمل في أطر معقولة، مرتبطة بفهم السياق الإقليمي في الشرق الأوسط، وتأثره بالعلاقات الدولية بشكل عام، لو طالعنا في نظرة فاحصة العدد الثلاثين للمجلة - يوليو ١٩٩٣ -، سنجدها تتحدث عن خيارات مرحلية يفترض أن الدولة - الأسرة الحاكمة ستتبناها - ولعل المفارقة تكمن أن الخيارات المطروحة هي ذاتها المطروحة اليوم في الساحة السعودية كخيارات، فإن قمع السلفيين في وقتها سيزعزع الأساس الديني للدولة الذي تستمد منه مشروعيتها وهو ما سيؤدي إلى صراع عنيف ودام - وقد تحقق ذلك -، ولذلك تقترح المجلة حلاً آخر وهو التواصل مع الفعاليات كلها وتحقيق مطالبها الحقوقية، وإعلان اصلاحات في النظام القضائي.. إلخ، أما الخيار الثالث، هو تجاهل كل الحركات وهو ما سيؤدي بالناس إلى تبني خيار المعارضة والكفر بالعملية الإصلاحية. الانعزال الجغرافي: أحاول القول أن لانعزال الشيعة تأويلات كثيرة، منها مايمتد تاريخياً في تشكل مايشبه ولو بدرجة قليلة المدينة - الدولة اليونانية على أساس التجمع عند الموارد الطبيعية والهجرة لها، ومن ثم اتباع المؤسسة الدينية القائمة، وصولاً للهندسة الاجتماعية التي قامت بها أرامكو، وأخيراً لحاجة الشيعة لمناطق يمارسون فيها عادتهم المذهبية، كما أن انزواء القطيفيين في القطيف يعود إلى أسباب دينية في حالات متأخرة يمكن أن تعزى لسياسات التمييز الطائفي نفسها. دعونا نتساءل مثلاً، لماذا لا يزال كثير من الشيعة يفضلون السكنى في القطيف، ماهي مبرراتهم التي يسوقونها؟، ستسمع أن مجاورة المسجد والحسينية والمؤسسات الدينية الشيعية، هو ما يدفع الكثير من القطيفيين للانزواء في مناطقهم التاريخية حتى اللحظة برغم ارتفاع أسعار قطع الأراضي في هذه الحواضر، وهذا ما يفسر بشكل واضح تزاوج الهوية المذهبية بالمناطقية وتكوينها للشيعي السعودي “ المعاصر “. الانتماء العربي في المجال السياسي: «قتلتنا الردة، إن الواحد منا يحمل في داخله ضده»، لن أحتاج لكلمات أكثر لأناقش اقتراح الكاتب للحل حين يقول «وأنهم لا بد أن يعرفوا أنفسهم في الفضاء العام بصفتهم عرباً لا شيعة، وكذلك يجب أن يفعل الأخرون»، لقد خلصنا إلى القول بأن الهوية تسوية بنان، تطفو انتماءاتها على السطح كلما ضغط على انتماءٍ هنا أو صعد انتماء آخر هناك، إن الانكفاء على كلمة عربي لا يعني شيئاً في ظل غياب مشروع وطني داخلي، إن المصلحة والمشروع المشترك - العدو المشترك - هما مايؤديان إلى خفوت النزاعات الحزبية والجهوية والمذهبية في ظل العمل على مشروع لإعادة ترتيب أوراق دولة غير منجزة، أو في مناهضة استعمار، إن الحساسية المتكررة من برامج يشارك فيها كلٌ بمزاجه وتعريفه لذاته كيفما شاء ما دام ذلك تحت مشروع يضع المصير المشترك في نهاية المطاف عنواناً، ويعيد قراءة الحدود الإقليمية للدولة على أنها خطوط متقطعة من المصير المشترك. الرومانسية البنوية العروبية، تفترض أن هويات الناس هوية واحدة مبنية من انتماءات متطابقة لا تتضخم بين حين وآخر، وهو مايوقعها في مشكلة رمي اللوم بالطائفية أو توزيعه على مجموعة هنا أو هناك، لعل المفارقات التي ولدها الربيع العربي، وقبله حروب الخليج الثلاثة كشفت عن مشكلة في هذا الافتراض الرومانسي، فاختيارنا لموقفنا من كل الأحداث كان محل تشكيك دائماً، ما حمل كل واحدٍ منا ليكشف عن ضده المذهبي أو المناطقي أو الحزبي أو الفردي الكامن بداخله. أدعي أن حديث الكاتب عن ممارسات اليسار البراغماتية في القطيف من الظاهرة الدينية «نتعاذر في ما نختلف عليه» هي الممارسة الوحيدة المعقولة في الفضاء السعودي اليوم، حين يتفق الجميع على صيغة تفاهم مبنية على العمل لمواطنة دستورية تعاقدية دون فرض اشتراطات على المنتمين لهكذا مشروع إن طائفياً أو هوياتياً، فالأمر في النهاية لن يكون بحال أفضل من هذه مادامت الدولة ترفض التأسيس لعقد حقيقي يصهر المكونات في أمة واحدة، أقول أن تلك التفاهمات يجب أن تكون عميقة وغائرة في فهم المشروع الإصلاحي وتفهم الاختلافات والدوافع وراء المطالب الفئوية بل ودعمها لتخفيف الاحتقان، وهو ذات مايقوله الكاتبان وهنا أسأل إن كان الكاتب يفترض دوراً للأكثرية السنية: أين ذهب مشروعه الرومانسي - تغيير التعريفات ينتج حلاً - التي تصفه الكلمات في بداية هذه الفقرة؟
يبدأ الكتاب بعرض الواقع الشيعي في السعوديه بكونهم ينتمون لعموم الشيعه الذين يكونون كتله سياسيه في المنطقه العربيه (الهلال الخصيب)في مقابل كتله سياسيه سنيه وأنهم أقليه في البلد الخليجي الأكبر والأغنى بالنفط الذي يتبنى الهويه الوهابيه الإقصائيه بطبيعتها.
ثم يبدأ بسرد الأحداث والمجريات التي أدت إلى تسييس المذهب عند المعارضه الشيعيه في مواجهة مذهبة السياسه من طرف الدوله، وهذان الموقفان بقيا على حالهما حتى بعد عودة المعارضه التي تصرح دائماً بكونها تحمل قضية الطائفة الشيعيه ورفع مظلوميتها من ناحية توزيع الموارد وتحصيل الوظائف ورفع حالة التمييز الطائفي حتى مع محاولتها الإنخراط في المشروع الوطني ،والذي بدوره أدى إلى تعميق الهويه الشيعيه المميزه عن المحيط ما أدى إلى الإنعزال وكرس الحاله الطائفيه كهويه ما قبل دوليه في ظل غياب الهويه الوطنيه الجامعه.
وكما وضح الكتاب بأن حوارات التقريب بين المذاهب وغيرها من الخطابات الدينيه المتسامحه لايمكن أن تؤدي إلى دوله مدنيه حديثه مبنيه على الهويه الوطنيه، وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه هو المحاصصه الطائفيه.
يبين الكاتب أن الخطأ الذي ارتكبته الحركه السياسيه هو انطلاقها من مبدأ طائفي وذلك لحملها قضايا اهل المنطقه الشيعيه لكونهم شيعه لا مواطنين يشتركون في مطال��هم مع الكثير ممن يعانون التهميش في المناطق الأخرى، وهذا يكرس الإنعزال الطائفي مع عدم إغفال دور السلفيين في ذلك بالتحريض على الشيعه.
ويعرض الكتاب حلاً وطنياً هو أن تبنى المطالب الإصلاح على أساس وطني جامع تحت مظلة الثقافه العربيه كمشترك بين أبناء الوطن لاحتواء الإختلافات المذهبيه، ولا يمكن أن يتم ذلك دون ان تنهي الدوله مذهبة السياسه لتعالج المشكله الطائفيه من جذورها.
بحث يهدف إلى إيصال فكرة رائعة جدا وهي ضرورة الفصل بين السياسي والطائفي وإعادة الطائفة إلى أصلها بعتبارها جماعة دينية بعيداً عن اداء دور الجماعة السياسية الذي يسهم بجانب مذهبة الدولة للسياسة في إعادة انتاج الأزمة وبالتالي يمكن الفرد أن يفكر ويتصرف ويتحرك بصفته مواطناً لا بصفته شيعياً او سنياً والخروج من ضيق الطائفية إلى سعة المواطنة.
لن أعلق على المحتوى لأن الموضوع طويل ويحتاج إلى التفصيل والكثير من الشجاعة.
على الرغم أني بدايةً كنتُ مترددة في القراءة خوفاً من الملل ؛ لكن أعجبني الأسلوب. شيء أخير توقعت أن يكون هناك تحليل للأحداث ؛ لكن أرى أن الكاتبان حاولا الحياد في الموضوع .
تسيس المذهب ومذهبه السياسيه في مقدمه الكتاب مكتوب ان الكتب التي تتحدث عن الشيعه اما كتب تتحدث عنهم بشكل سطحي وساذج واما كتب تصفهم بكتله صماء وتيارواحد الكتاب تحدث عن الحراك الشيعي في السعوديه في 8 فصول 1- الفصل الاول تكلم عن الشيعيه قبل توحيد المملكه الطبقات الاجتماعيه و الحرفيه الاقتصاديه في المجتمع الشيعي و 2- الفصل الثاني تحدث عن الشيعه من نهايه العهد العثماني الى بدايه توحيد السعوديه وبعدها اكتشاف البترول اثره ع المجتمع
3- الفصل ثالث تحدث عن الثوره الايرانيه وبدايه ظهور التيار الشيرازيه وخلاف شيوخ النجف مع شيوخ ايران حول فكره ولايه الفقيه وبدايه ظهور هالفكره (كنت اضنها فكره بالمذهب نفسه ) وعن المدارس الشيعيه المدرسه الشيرازيه و الاماميه وشيوخ و رموز وافكار كل مدرسه واختلافتهم ط تحدث ايضا عن انتفاضه محرم والمعارضه الشيعيه في الخارج 4-الفصل الرابع تكلم عن حرب الخليج وموقف الشيعيه منها وبعدها المصالحه مع المعارضه في الخارج تحدث بشكل موسع عن النقاط التي اشتملتها المصالحه وما تحقق منها وما لم يتحقق عن المارضه بالخارج تكلم عن رموزها و المجلات التي كانت تصدر وافكارهم بالتفصيل 5- بعدها تحدث عن حادث الخبر 96 واتهام حزب الله الحجاز بتنفيذه 6- تحدث عن الحوار الوطني الذي اقيم 2001 ومشاركه كبار الشيوخ من المذهبين وصوره العوده والصفار مع بعض التي اثارت كثير من الجدل عند جمهور المذهبين 7- اثر حرب العراق وصراعات السنه والشيعه هناك 7- عند نهايه الكتاب تكلم عن الشيخ نمر النمر وافكاره في اخر فصل تحدث عن الاندماج الوطني وقبول الاخر
في النهايه الكتاب قيم جدا اضافه للمكتبه العربيه واضافه للقارئ العربي يقدم لك رموز كل مدرسه افكارهم اختلافتهم مواقفهم مع الاحداث السياسيه تأريخ لهم
و ميزته انه كتب من كاتب سعودي لان في كتب عن الحركات الاسلاميه اللي كاتبينها اجانب بعيدا عن نظريه المؤامره بس الكاتب العربي هو اولى انه يكتب عن الاسلام السياسي وتيارته بشقيه السني و الشيعي بدل ما ننظر كاتب غربي يكتب ممكن الكتاب فيه اخطاء او تقصير بامور بس يرد عليه بكتاب او مقاله
فكرته ان تتكتب ابرز ما حصل ب300 صفحه وبدون ملل اوالقارئ يحس انك قصرت ببعض المسائل يعني العمل مبذول فيه جهد كبير جدا ويشكر عليه
المؤلفان له قبله قرات زمن الصحوه مترجم عن التيارات السنيه في السعوديه الصحوه الجاميه اهل الحديث وافكارهم ورمزهم ومواقفهم كل شي تقريبا فالمهتم بالحركات الاسلاميه يقرا 1- 1- الحراك الشيعي 2- زمن الصحوه تكون عنده الصوره شبه مكتمله عن تيارات وافكار ورموز المذهبين وفي النهايه
في النهايه الدين لله الوطن للجميع الكتاب سياسي بحت ما في اسائه لاي مذهب
بسم الله ,, الكتاب يحكي تاريخ الشيعة من نهاية الدولة العثمانية وبداية السعودية إلى عام 2012 .
يتطرق بداية لبعض مفاهيم الوطنية وموقف الدولة من اختلاف المذاهب وكبف أنها بتبنيها الوهابية أغلقت الباب على كل الحركات والمذاهب الدينية والفكرية الاخرى والتي منها الشيعية . وحديث عن تسيس المذهب ومذهبة السياسة .
ثم يتطرق بتفصيل للمرجعية الشيعية والحركات الشيعية ومواقفها من الاحداث داخل المجتمع الشيعي وخارجه .
في نهاية الكتاب ,, تحول الكاتبان من التاريخ والوصف إلى تقديم بعض الحلول للمشكلة الطائفية التي تصدر من الشيعة أو تلك التي تواجههم بعدة حلول تدور أغلبها حول دمج الشيعة مع باقي أطياف المجتمع والخروج من ضيق الطائفية إلى سعة الوطنية .
يرى الكاتبان أن الشيعة السعوديون حاليا ليس لهم أي علاقة مع المرجعية الإيرانية , وأن الإيرانية قد يأست من أن تكوّن لها نفوذا في الخليج فليست بصدد تضييع وقتا وجهدا لاتباعها في السعودية وهي بهذا تتخلى عن مشروعها في الخليج وتتحول الى لبنان وسوريا كما فعلت في العراق . - لكن رأيي هو النقيض من هذه الرأي تماما -
ويحسب للكاتبَين المحاولة الواضحة للحياد والموضوعية في نقاش مواضيع الكتاب .
الكتاب يتحدث عن تاريخ الحراك الشيعي في السعودية منذ نشأة الدولة السعودية وحتى عام 2012، ويبين الكاتبين كيف انتقلت الطائفة من خمول حركي وفكر ديني يحرم أساسًا أيّ تداول سياسي إلى حراك سياسي مبني على مرجعية دينية تجديدية تفاعل بشكل نشط مع تطور جهاز الدولة ومع أحداث المنطقة.
ويبين الكاتبين أنه مع تطور الحراك لم تظل الطائفة كتلة سياسية واحدة، وإنما انقسمت عدة انقسامات وإلى أحزاب عدة ذات آراء سياسية ومناهج مختلفة تتفاوت من راديكالية متطرفة إلى برغماتية، ويردان على من يدعي أن الطائفة عبارة عن كتلة صماء جميع أفرادها لهم ولاء خارجي ويعتبران هذا ادعاءً ساذجًا.
ويركز الكاتبان على أن الحل للخروج من الأزمة الطائفية هو عبر الحوار الوطني والانتقال من مرحلة مذهبة السياسة إلى مفهوم المواطنة الحديثة، وهذا الأمر يحتاج إلى تعاون من كافة الأحزاب والطوائف، وعلى كافة الأحزاب أن تخرج من قوقعة الطائفة في مطالبها وخطابها، لأنه إذا خرج حزب بدعوى الوحدة الوطنية بينما تنحصر مطالبه وخطابه في حقوق الطائفة ومظلوميتها فقد وقع في تناقض ومآل هذا الخطاب إلى محاصصة طائفية وليس إلى اندماج وطني.
يقدم الكتاب تاريخ للحراك الشيعي من 1979 الى أحداث 2011 و قد بدل بدر الإبراهيم و محمد الصادق جهد مذهل و يشكرا عليه، فالمكتبة العربية و السعودية خاصة، فقيرة جداً من الكتب التي تدون تاريخها و تاريخ الحركات و المنظمات التي قامت و مرت بأحداث كثيرة مؤثرة على المنطقة و الدولة و إدارتها و بالتالي على باقي أجزاء الشعب.
لقد كانت و لا تزال المنطقة الشرقية أكثر مناطق المملكة ثراءً من حيث التنظيمات و النقابات و غيرها من تحركات شعبية و نجح الكتاب في طرح بحث تاريخي حول أهم حراك يعم و ربما يقود المنطقة في هذه الفترة و الذي مر بتأزمات و تمييز واضح لأكثر من ثلاثة عقود و يظل هذا التمييز حاضراً الى الآن و قد مر الحراك الشيعي بجميع المراحل الممكنة و حاول حل هذه المعضلة مع السلطة بكل الطرق و مع كبار مسؤولي الدولة و لم تنجح أي طريقة و هنا يظهر الكتاب نفسه ككتاب مثمر و مفيد ولا يروي التاريخ فقط بل يحلل ما حصل تحليل رائع و يشرح أصل المشكلة الطائفية و يطرح أفضل الحلول الممكنة.
إن روعة الكتاب في كونه لا يطرح روايات تاريخية فقط و لكنه يحللها جميعها و يطرحها من عدة زوايا و روايات و يظهر خلل كل مرحلة في الحراك الشيعي و لماذا فشلت و لماذا نحتاج الى تغيير جذري في السعودية.
هذا الكتاب يتميز بعرضه المقدم الذي يسرد نشأة الاحزاب الشيعية سردا تاريخيا والظروف التي ساعدت على نشأتها والصعوبات والتحديات التي واجهتها.
فهو عموما يسرد نشأة كل حزب قبل انتفاضة ١٩٧٩ ومدى تأثيره في محيط المنطقة الشرقية بعد الانتفاضة.
الكتاب بين الاختللف الحاصل بين هذه الاحزاب الشيعية وانتقذ هذه الاحزاب سياسيا . فلا عجب ان هذا الكتاب غير مرضي عليه من قبل الاحزاب السياسية و التقليدية.
فكرة الكتاب الرئيسية هي ايضاح فكرة تسييس المذهب هي فكرة لا توصل الى نتائج حقيقية في ظل الوضع الراهن لانها تعتمد على سياسة (نحن) و (هم) في اشارة للشيعة والسنة. فكل طرف يريد ان يظهر بمظهر الاقوى. ويمكن استبدال هذه اللغة الى لغة ( الوطن والمواطنة ) لايجاد حلول ترضي جميع الأطراف.
كتاب شيق يستحق القراءة . لا اعلم بمدى صحة المراجع التي استند الكاتبان اليها. لكنه عمل يستحق التصفيق له.
يتجاوز الكتاب فكرة التقارب إلى التعايش تحت مظلة وطنية تحوي الجميع مهم ومفيد ، خاصة لمن يتلقى معلوماته حول الشيعة ممن يفتقد للأمانة العلمية والأخلاقية أحيانا، فتصبح أفكاره حولهم خاطئة ومختزلة، مؤثرةً بذلك على فهمه، وقدرته على التحليل، وبالتالي على آرائه وأفكاره وقراراته. استفدت من الكتاب كثيرا حول موضوع الخلاف الشيعي-الشيعي في المسائل الدينية والسياسية. تمنيت لو كان أعطى المؤلفات تركيزا أكبر على الشيعة في نجران والمدينة كما في حالة المنطقة الشرقية
سرد تاريخي متوازن، نظرية الكتاب تبدوا حالمة نوعا ما و تركيزه على أن الحراك الشيعي فشل لأنه لم يتبنى النظرية الوطنية لم يقنعني. نقده للتيارات الحالية ضعيف و غير متكامل.
بشكل عام كتاب قيم، يؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ الشيعة في المملكة، و يضع أُسس التيار الوطني الذي بدأت تتشكل ملامحه في المملكة
سرد تاريخي مهم، أوصي بقراءته لمن هم على الأقل من جيلي و نازل. من المهم معرفة الأحداث التاريخية المفصلية التي شكلت مجتمعنا الحالي بإديلوجيته و نشاطه المذهبي والسياسي. في أفكار كثيرة انزرعت فينا وكبرنا عليها بدون مانفهم ليش! ولمن سألنا الجواب كان ضايع. الكتاب نوعاً ما يعطي نبذة و أجوبة لكثير من الأسئلة و مبررات لكثير من الأفكار الي اتبعناها بدون مفهوم بنيوي. أيضاً يعطي في آخر فصل استنتاجات تحليلية منصفة بنسبة 70% حول المذهبية و المواطنة ومن المسؤول عن حالة الإنعزال الشيعي في المجتمع الوطني. أيضاً ساعدني شخصياً في فهم الكثير من المواقف التي اتخذها الآن بدون معرفة و دراية او قدرة على تبريرها. كمثلاً رفضي الحديث عن انفسنا بصفة مذهبية فيما يخص الحقوق و المواطنة، و أرى استدعاء المظلومية و الأقلية المذهبية شيء غير صحي و أساسا غير دقيق أبداً و غير مفيد لإنه يعزز ثقافة الإصطدام ولا يقلصها.
الكتاب سردي بحت، مصادره كله عبارة عن محادثات مع أفراد عاصروا الحقبة مما يضعفه لكن لا أعتقد أن هناك طريقة أفضل للحصول على مصادر تخص هذه الأحداث بالذات أنها غير موثقة رسمياً في كثير من الأحيان أو يصعب الوصول إليها. مع ذلك الكتاب يطرح حتى الروايات المتضاربة حول الأحداث ويترك للقارئ حرية الفهم والأخذ بالأجدر. أرى أنه قدم سرد تاريخي جيد جداً و غير متحيز بنسبة كبيرة. أنصح به بشدة.
كشخص مهتم بقراءة تاريخ المجتمع السعودي القديم و الحديث يضيف لي هذا الكتاب الشيء الكثير. ليست اول مرة أقراء عن الحراك السياسي في الوسط الشيعي فكتاب السيد علي باقر العوامي الحركة الوطنية يوضح بدايته.
كشخص جاهل تماماً بالفورقات الفقهية في المذهب الشيعي ومعنى التقليد و أهميته وجدت نفسي استغرق وقت اطول في فهم بعض اجزاء هذا الكتاب.
يطرح الكاتبان المواطنة كحل جميل و وردي للمشاكل الطائفية والسياسية، لكن مشكلة الهويات وتقاطعاتها بحد ذاتها صعوبة يواجهها الجميع.
مشكلتي مع هذا النوع من الكتب هو التوقعات المسبقة، أكثر ما توقعته وانتظرته من الكتاب هي علاقة الحركات الشيعية الحقوقية مع السلطة وتاريخها .. جزء كبير من الكتاب تحدث عن أصول المدارس الشيعية وتوجهاتها وهو أمر مهم بلا شك ولكني لم أستمتع بقراءته.
عالعموم هو كتاب مهم في تأريخ الحالة الحركية الحقوقية الشيعية.
يقدم الكتاب شرحاً لتاريخ الحراك الشيعي في السعودية وأسبابه وآثاره على المجتمع، والتغير الجذري في الحالة السياسية الشيعية بآثار الثورة الإيرانية بعام 1979 وما تبعها من تكون تيارات عديدة لم تكن موجودة قبلها، وختم الكاتب بأطروحة مهمة للسبيل الوحيد نحو الاندماج الوطني بعيداً عن المحاصصات الطائفية.