هذا الكتاب عبارة عن أطروحة دكتوراه مترجمة للباحث النرويجي توماس هيغهامر، الذي قضى أعواماً يطارد تفاصيل الحالة الجهادية بالسعودية، منذ نشأتها، وتكوّنها، وروافدها الفكرية، ثم تصاعد المواجهات، وانتقالها للسعودية.
الكتاب يدور حول موضوع في غاية الحساسية والتشعّب، ولا يمكن لعمل بحثي بسيط الإلمام بتفاصيله، إلا أن هذا الكتاب جمع أطرافه بشكل مُبهر، حيث حوى كل التفاصيل التي نعرفها والتي لا نعرفها عن كل ما فعله تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ ما قبل 11 سبتمبر وحتى نهاية 2009م.
بدأ الباحث بالحديث عن أفغانستان التي مثلت مهد تشكل الحالة الجهادية، كيف سافر السعوديون إلى أفغانستان، وكيف عاشوا، وتدربوا، وتشكلت أفكارهم. وتكلم عن موقف الدولة من الجهاد في أفغانستان، وعن موقف دعاة الصحوة، وموقف الإخوان، وطغيان سفر أبناء الحجاز إلى هناك مقابل المناطق الأخرى. وتطرق بالتفصيل لمشاركة السعوديين في الجهاد بالبوسنة، والشيشان، وطاجيكستان، وكوسوفا، بل وحتى في الجزائر وأرتيريا وأثيوبيا والصومال.
وتطرق الكتاب لما حدث بالسعودية في عقد التسعينيات، انتفاضة بريدة، ومواجهة تيار الصحوة، وتفجيرات الرياض في 1995م، وظهور الحالة الجهادية. وتحدث بالتفصيل عن تشكل المسار الفكري، ما أسماه مدرسة "حمود العقلا الشعيبي"، والقريبين منه: ناصر الفهد، وعلي الخضير، وأحمد الخالدي. إضافة للحديث عن أسماء عديدة، مثل: سليمان العلوان، عبدالله السعد، سلمان العودة، وسواهم.. وعن التحولات الفكرية والسياسية التي حصلت لهم داخل السجن.
ثم تحدث الكتاب عن بداية التأسيس العلني لتنظيم القاعدة عام 1998م، وبداية تشكيل خلاياه في السعودية، ولماذا شارك 15 سعودي في أحداث 11 سبتمبر. وعما جرى في السجون للشباب الجهادي، ومراحل اعتقالاتهم قبل 11 سبتمبر وبعده، وعن فترات المطاردة والتعذيب، وفترات المهاودة وغض الطرف. ثم دخل في رواية فصول ما حدث في السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر، وعن تشكيل الخلايا، وطغيان الحضور النجدي مقابل الحجازيين وأبناء المناطق الأخرى. وعن التنظيمين الجهاديين المتوازيين الذين أسسهما بن لادن بجزيرة العرب، وكيف اكتُشف أحدهما قبل بدأ موجة العنف، فبدأ الآخر في المواجهة.
وفي الكتاب يجيب الباحث بالتفصيل عن سؤال: كيف جنّد تنظيم القاعدة الشباب السعودي للانضمام له؟.. وعن طبيعة أدوار مسؤولي التجنيد في التنظيم. وفيه حديثٌ تفصيلي عن أدوار القياديين في القاعدة: عبدالرحيم الناشري، يوسف العييري، عبدالعزيز المقرن، تركي الدندني، وأحمد الدخيّل، وعيسى العوشن، فارس الزهراني، خالد الحاج، صالح العوفي، عبدالله الرشود، وكل الأسماء التي شاركت في عمليات القاعدة بالسعودية وخارجها. وعن الحرب الإلكترونية التي خاضها تنظيم القاعدة للتجنيد، والحشد، وإصدار البيانات، وتبرير الهجمات، وشرح المواقف، وعن رسائل بن لادن. وعن التنظيم الآخر الذي أنشأه تنظيم القاعدة كي يقوم بأداء "المهام القذرة" التي لا يريد تنظيم القاعدة تحمّل تبعات تبنيها حتى لا يخسر جمهوره.
الكتاب يحوي حديثاً تفصيلياً عن كل الأسماء، والأحداث، والمواجهات، والخلايا في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، وفيه معلومات كثيرة لم تنشر من قبل، ويحتوي على ملاحق وجداول كثيرة توثق بشكل مكثف لأهم العمليات، والأسماء، والمراحل، وحتى السن، والتعليم، وإلى أي مناطق المملكة ينتمي أفراد القاعدة. ويتضمن الكتاب تحليلاً رصيناً وموضوعياً للحالة الجهادية، حتى أن البعض اتهم الباحث بأنه متعاطف مع تنظيم القاعدة، فرد بأنه ليس متعاطفاً، ولكنه في موقع توصيف، ورصد، وتحليل، وليس إدانة.
Thomas Hegghammer is a Norwegian academic who has studied jihadism since before 9/11. He is senior research fellow at the Norwegian Defence Research Establishment (FFI) and adjuct professor of political science at the University of Oslo. His latest book is The Caravan: Abdallah Azzam and the Rise of Global Jihad.
كنت أرغب في قراءة كتاب مثل هذا منذ زمن، فالأحداث التي مرت بها السعودية ابتداءً من أحداث 12 مايو 2003 م كانت جنونية، شيء لم يكن يخطر على البال، سيارات مفخخة، خلايا وفرق انتحاريين تحتشد في منازل وشقق واستراحات لتبحث عن الهدف التالي الذي ستهاجمه، حرب شوارع وجثث على الصفحات الأولى من الصحف.
كل هذا كان يجب ألا يترك للصحف والمواقع الالكترونية، وإنما يجب أن يحتويه كتاب، لا يكتفي بالرصد وإنما يجمع إليه التحليل، والغريب أن من فعل هذا كان مفكراً نرويجياً، هكذا... من الأصقاع المتجمدة في الشمال، جاء ذلكم النوردي ليدرس ويحول بدأب قصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى رسالة دكتوراه.
يتميز الكتاب للحقيقة بدقته وبتوازنه، فهو ينفي كثير من الأساطير التي ألصقت بالأحداث، كما يفسر بعض الغوامض، وهو لا يرصد ما حدث منذ 12 مايو فقط، وإنما يعود إلى البداية، إلى الجهاد الأفغاني، فيتتبع الجهاديين السعوديين من أفغانستان إلى الشيشان والبوسنة، بل حتى الجزائر والصومال، ليحط بنا على 11 سبتمبر، مفرقاً خلال هذا كله ما بين ما يسميه الجهاد الكلاسيكي والجهاد العالمي، مبرزاً أدوار أهم قادة التنظيم في السعودية، مثل العييري، محللاً سبب انهيار التنظيم في السعودية.
الكتاب مهم جداً، وبرأيي يجب على المهتمين قراءته مع كتابي لورانس رايت (البروج المشيدة)، وستيفان لاكروا (زمن الصحوة).
من أفضل الدراسات الغربية التي اطلعت عليها حول جماعة جهادية, ونموذج توماس هيغهامر في تصنيف الجماعات بناء على خياراتها السياسية لا المذهبية, ذو قدرة تفسيرية وموضوعية أفضل من التعميمات السائدة غربيا حول السلفية الجهادية.
هذا الكتاب سيجعلك تطلق تنهيدة ثقيلة، تستعيد فيها ذكرياتك كأحد الذين وقفوا يراقبوا من بعيد مسرح الأحداث ولو كنت في في وسط المسرح تماما..فستظل بعيدا!!
فالمعركة التي اندلعت في ٢٠٠٣، فاحتاج الأمر إلى سنين من المعارك مع قلة من الشباب، وموازنة حكومية مفتوحة لمطاردتهم، ربما لم تكتب فيها سطور نهاية القصة بعد، فضلا عن سطور أحداث القصة كاملة. بسبب بساطة ووجازة الرواية الرسمية، لا يمكنك أبدا أن تكون قريبا من الحدث!
لا يمكن للمرء أن يعيش وسط الحدث إلا بقراءة الصحف يوما بيوم..ولا يمكن لمعركة طويلة الأمد أن تختزل كي تؤرخ..لذلك قد تتساءل ما الذي فعله توماس هيغهامر في كتابه هذا؟
توماس هيغهامر، شخص نرويجي، احتجنا له كما احتجنا لستيڤان لاكروا، مؤلف كتاب زمن الصحوة، كي يدرس تاريخ السعوديين السياسي والاجتماعي..إذ يمكنني الزعم بأنه لم يصل إلى المكتبة العربية كتابا يوجز التاريخ السياسي والاجتماعي للسعوديين كما فعل كتاب (زمن الصحوة) وكتاب (الجهاد في السعودية). كل ما فعلاه هو أنهما قدما إلى السعودية بصفتهما باحثين، ولأنهما غربيان، فقد فتحت لهما الأبواب، حتى باب المسؤول الحكومي السعودي الذي دأب على كون علاقته بالإعلام علاقة باتجاه واحد..منه للصحفي وليس العكس وظلت هذه هي القاعدة السائدة. ولكن بعيد أحداث سبتمبر ٢٠٠١م؛ برز اتجاه في السعودية يرى دعوة الإعلاميين والمثقفين الغربيين لزيارة السعودية كي يجري تحسين صورة السعودية في أعينهم. لا يمكننا استبعاد أن تكون الأبواب المفتوحة لتوماس هيغهامر وستيڤان لاكروا خارج هذا الإطار المرسوم من جهات رسمية..وإلا هل كان الناطق باسم وزارة الداخلية سيستقبل توماس هيغهامر لو كان مصريا أو مغربيا؟! مرة أخرى، نحن بحاجة للباحثين الغربيين كي يوثقوا تاريخنا.فليس مصرحا للباحث العربي أن ينجز ذلك، ولو سمح له فلن تكون أبواب المعنيين الرسميين مفتوحة له، إن لم يتحول بحثه إلى سبب لاتهامه بإثارة الفتنة والقلاقل!
ما الذي يميز كتاب توماس هيغهامر؟ كتاب توماس هيغهامر، درس تاريخ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب..من حيث تاريخ المؤسسين وإسهاماتهم، وتوجهاتهم الفكرية والسياسية. ومن خلال لقاءات معقودة مع إسلاميين على دراية بالملف، وسياسيين ورجال استخبارات مهتمين بإثراء البحوث في هذا الملف. فَلَو كان توماس هيغهامر رجل استخبارات، فلن يكون الباب مفتوحا له من الجميع، في حين لو عرف بنفسه بصفته باحثا أو صحفيا فسوف يكون يسيرا على الطرفين.
يبدأ الكتاب في إعطاء خلفيات تنظيم القاعدة مع التركيز على الحالة السعودية. وقد أعطى لأبطال الحدث تصنيفات مفيدة في البحث العلمي..فهو لم يصنفهم بتصنيف فكري إسلامي [تكفيري، سلفي]. بل جعل تصنيفهم بناء على أفعالهم على الأرض..فكان لديه المجاهد الكلاسيكي، وهو الذي يناصر المسلمين المستضعفين، وليس له مشروع سياسي لقتال العالم الغربي، في مقابل المجاهد العالمي، وهو الذي يبحث عن أهداف غربية معينة في كل دولة يحل بها، ويعتبرها هدفا مشروعا لإيصال رسالة سياسية إلى حكومة الجهة المستهدفة. وهو تصنيف رائع بحق، لأنه يفرق بين إسلاميين لا يحملون مشروعا سياسيا، وبين من يحملونه...وكلهم يشتركون ويجتمعون في الجبهات ومعسكرات التدريب، بل ويتفقون في توقير وتبجيل أسامة بن لادن.
تغيب هذه اللغة الرصينة في دراسة اتجاهات الإسلاميين، عن عربنا..من خبراء الجماعات الإسلامية، وعن الوعاظ والمشايخ الذين تلبسوا عباءة العلم وهم أجهل الناس بهم..وليس جهلهم نابع من نقص معلوماتي، بقدر ما هو عجز عن التفريق بين جهادي وآخر فكريا وسياسيا!..فلا عجب، وأنا أقسم على ذلك أن نرى من يتهم داعش بأنها إيرانية وأمريكية الدعم في نفس الوقت.بل وجدت من يتهمها بالماسونية!..وبعض من يتهمها بذلك مشايخ لهم مجالسهم العامرة بالطلبة، أو طلاب دراسات عليا، يغيب عن عقولهم المنهج العلمي وهم يزعمونه في بحوثهم..وكأن المنهجية والإنصاف في التصنيف تعاطف مع المسلحين الإسلاميين. وباختصار يطلب منك إدانة أولئك بأي شيء، وإياك أن تتوقف في رميهم بأي شيء!..وإلا صارت الأنظار متجهة بالاتهام إليك والوشايات عليك!
ما الذي أضافه توماس هيغهامر؟ أضاف لنا أيضاً تصنيفا جديدا لمدى نشاط الإسلاميين..فجعلهم (ورعين) أو (ثوريين اجتماعيين)..فهو لم يسم الورع محافظا لأنه (برأيي الشخصي) قد يقع الورع ويلتقي مع الثوري في أمر ما..إلا أن الخلفية الشرعية تختلف لكل منهما. وهو في رأيي تصنيف ذكي لا يقع في دائرة الإقصاء والانتقاص الفكري التي يمارسها بعض السلفيين مع تلك الفئة.
بالإضافة إلى أن هناك نتائج كثيرة توصل لها هيغهامر، لا يمكن إيجازها..بل تستحق كل نتيجة أن تكون عنوانا لبحث مستقل يناقش بموضوعية..ولكن أهم هذه النتائج التي لفتت نظري هو دور الأفراد في صناعة منحى جديد للتاريخ..فدخول يوسف العييري على خط الإشراف على تنظيم القاعدة ساهم في تجييش الكثير من الشباب لصالح التنظيم، وهو الذي كان يشكو ضعفا في عديد الأنصار قبل ذلك. أيضاً كان التقاء عبد الله عزام مع كمال السنانيري في أوائل الثمانينات بين الصفا والمروة في مصادفة عجيبة سببا في تحول عبد الله عزام إلى الجهاد في أفغانستان وتنشئة جيل كبير من الجهاديين بسبب فصاحته والكاريزما التي تمتع بها
الكتاب يناقش باقتدار وبإلماحات بعض المغالطات التي لم يقتنع بها، أو لم تقتنع بها الدوائر الاستخبارية التي اجتمع هيغهامر بمنسوبيها..فهو لم يقتنع بما وُجه لأحد أفراد تنظيم القاعدة، من كونه خطط في سنة لخمس عمليات. إذ يبدو هذا مستحيل عمليا، مما جعله يشكك في صحة هذه التهم.
ما الذي يعيب الكتاب؟ يمكن القول بأنه كتب ٩٠٪ من قصة رجال تنظيم القاعدة، وبقي جزء لم يقدر على استكماله بسبب كون أبطال القصة ما بين معتقل أو ميت. وهو نقص يمكن تفاديه لو تمكن المؤلف من الجلوس مع أهالي أطراف الحدث..ولا أظن بأنه قد سمح للمؤلف بفعل ذلك
من سوف أوصيه بقراءة الكتاب؟ سأنصح به كل من يريد معرفة التاريخ السياسي والاجتماعي الحديث للسعودية، كما سأوصي به كل من يريد أن يقرأ في التطور الفكري لتنظيم القاعدة..فالمجموعة التي قدمت من أفغانستان ما بعد الاحتلال الأمريكي، بدأت في استهداف أهداف غربية وانتهت إلى غير ذلك لاحقا..وهو ما يعني تغيرا مستمرا في الفكر والموقف السياسي والشرعي.
وسأنصح به خبراء الجماعات وبعض الإسلاميين ممن يرغبون في إدانة القاعدة..فالكتاب يوفر لهم مادة دقيقة للإدانة، بدلا من الاعتماد على سيناريو أخونة كل جماعة مسلحة، وتقطيبها(نسبة إلى سيد قطب) لغاية في نفس إبليس!...فيعقوب عليه السلام يحمي أبناءه وإن آذوه..بخلاف إبليس!
طرفة واقعية: من الطرائف هو أن التكنولوجيا الحديثة قد تتيح لجهة ما أن تتجس على أعدائها، وإن لم تتمكن من تحديد مواقعهم..هذا شيء يفهمه أي مهندس مختص.وفي فترة الصراع مع التنظيم، كانت الحكومة الأمريكية تحذر رعاياها في السعودية من تفجيرات وعمليات وشيكة بناء على معلومات استخبارية دون أن يعلن عن ضبط المنفذين.... لا يمكن تصور نظريات المؤامرة التي وقع فيها الشعب السعودي بسبب هذه التحذيرات..فالكثير رأى أن أمريكا تريد الوقيعة بين الحكومة السعودية والتنظيم..!.. وبعضهم رأى أن الحكومة الأمريكية قد اخترقت التنظيم وهي من تحركه!!
البداية كانت أحتلال السوفيت لأفغانستان ...وبدأ الشباب السعودي بالذهاب للجهاد هناك بدع�� من رجال دين والحكومة ومؤسسات دينية وتوافد الكثير من الشباب السعودي هناك وتدربوا بمعسكرات يمتلكها أسامة بن لادن عرفت لاحقا باسم القاعده بدأت الحرب الشيشانية الروسية وتكررت نفس الدعوات توافد الجهاديين السعوديين الى أفغانستان أولا للتدريب ومن ثم للشيشان للجهاد لاحقاً تكررت مأسي المسلمين مرة أخرى ولكن هذه المرة في البوسنة والهرسك وذهب كالعادة هولاء الجهاديين السعوديين للقتال هناك أحتلال صدام حسين للكويت وتوافد القوات الامريكية على الأراضي السعودية هنا كان المفرق والطريق الى 11 سبتمبر..رفض هولاء الجهاديين وجود القوات الصلبية على أرض أسلامية وأتفق هولاء الجهادين مع مايسمون شيوخ الصحوة رفض الوجود الاجنبي بارض الحرمين وعلى الرغم من أنتهاء حرب الخليج تعاملت الحكومه بشدة معهم وسجن الكثير منهم (أفرجوا الكثير منهم لاحقا نهاية التسعينات)..والبقية كانت موجوده بمعسكرات أفغانستان لم يعودوا للسعودية بعد 11 سبتمبر والغزو الامريكي لأفغانستان خرج الجهاديين السعوديين مع المجاهدين العرب من أفغانستان وباكستان بعد أن أصبحوا مستهدفين ويوجد منهم من لم يحالفه الحظ بالخروج معتقل بغواتناموا عادوا للسعودية ..وبدوا بعمل تفجيرات بالرياض أهمها تفجيرات 12 مايو 2003 والتي أكثر ضحاياها سعوديون وعرب قبل أن يكونوا أجانب..أدى الى نفور الشعب منهم وعدم تأيدهم وأعتقل الكثير منهم ..والذي أستطاع الهرب ذهب للعراق للجهاد في خاتمه الكتاب الذي اصدر بطبعته الاجنبية عام 2010 تنبأ الكاتب بعوده هولاء الى السعودية وعمل اعمال أرهابية على غرار ماحدث بعد عودتهم من لأفغانستان ولم يكن بخيال احد أن يكون لهم دولة بالعراق و سوريا(داعش)و ولايحتاجون للعودة ..وعندما يعودوا سيعودوا بأسم التحرير كما تقول أدبياتهم لمن مهتم بقراءة مراحل تطورات هذا التنظيم أنصح بكتب مثل حروب الاشباح_ستيف كول البروج المشيدة_لورانس رايت
هذا الكتاب هو أطروحة الدكتوراة لكاتبه الباحث النرويجي عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب...الجهد المبذول في الكتاب جيد جداً...بدأ الكاتب بالحديث عن فكرة الوحدة الإسلامية الدافعة للجهاد في المقام الأول, و دلل على أن نفرة العديد من الحالات التي درسها للجهاد كانت تأثراً بما يلاقيه أخوتنا في الدين في أفغانستان و البوسنة و الشيشان و غيرها من عنت, أكثر مما هو كراهيةً في المعتدي نفسه. تحدث الكاتب عن دور المملكة السعودية في تشجيع الشباب من منطلق رغبتها في التزعم الروحي و التحدث بلسان الوحدة الإسلامية, و في الوقت نفسه لصرف أذهان المواطنين عن الأزمات الداخلية و سوء توزيع الثروة...تكلم الكاتب عن حركة الصحوة داخل السعودية بمشايخها -توجد دراسة خاصة عنهم قام بها ستيفان لاكروا بإسم (زمن الصحوة) - كما فرق بين نظرتين للجهاد, سمى الأولى (الجهاد الكلاسيكي) و سمى الثانية (الجهاد العالمي).و الأخير هو الفكر الذي تتبناه القاعدة. سار الباحث في سياق تاريخي وراء المحطات الرئيسية للجهاد بدايةً من أفغانستان في الطور السوفييتي, ثم في طور طالبان, و مروراً بالبوسنة و الشيشان و كوسوفو و الصومال...و عرض تعامل الدولة السعودية مع العائدين في كل مرة, و كذلك جذور تكون القاعدة , ثم كيفية إنجذاب عدد من المجاهدين القدامى لفكر القاعدة بعد ما لاقوه من عنت على أيدي السلطات بعد عودتهم إلى بلادهم من خلال سرد الأحداث و عرض المتغيرات في الواقع الدولي يظهر جيداً تغير الاستراتيجيات في التعامل سواء من قبل القاعدة للنظام السعودي أو العكس, كما يبدو تغير لغة الخطاب لدى المشايخ بسبب قيام السلطة في أواسط التسعينيات بإعتقال مشايخ تيار الصحوة, و ظهور مدرسة الشعيبي التي باتت و كأنها الجناح الشرعي المؤيد لفكر القاعدة داخل المملكة, و الذي كان تأثير خطابه بمثابة المفرخة لتوليد العناصر القابلة للتجنيد و الإنخراط في التنظيم. يصل الكاتب في النهاية لعرض أسباب فشل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب و إخفاقه....في حين أن القاريء سيصل من خلال قراءة هذه التجربة و غيرها من التجارب لدروس أكثر عمومية و شمولاً من الحالة الخاصة بالسعودية. الكتاب يستحق القراءة, و ربما يكون من المفيد أن يٌقرأ قبله كتاب (دراسات في السلفية الجهادية) و كتاب (زمن الصحوة) بالإضافة إلى ما يتيسر من أدبيات التيار الجهادي نفسه.
كتاب يبدأ من الصِفر مع عمليات الجهاد في السعودية ، يقسم المؤلف الجهاد الى قسمين " الجهاد الكلاسيكي" الذي يمثلة عموماً خطّاب في الشيشان و "الجهاد العالمي" الذي يمثلة بن لادن ، يدرس المؤلف كيفية بدء الجهاد في أفغانستان و كيف أن الحكومة السعودية كانت تؤيد المجاهدين و تستقبلهم استقبال الأبطال ثم كيفية القمع الذي حصل للصحوة عموماً و الجهاديين خصوصاً في منتصف التسعينيات ما جعل الكثيرين بعد الإفراج عنهم يجنحون الى القاعدة و " الجهاد العالمي " الذي لم يقتنع به الكثير قبل هذا القمع بسبب انه يسبب الكثير من الجدل عكس "الجهاد الكلاسيكي" الذي يريح العقل السعودي اكثر بما أنه عدوانٌ ضِد غازٍ "كافر" في الشيشان مثلاً ، يتدرج المؤلف مع التاريخ وصولاً الى أحداث أيلول/سبتمبر التي جعلت القاعدة توجه عملياتها الى داخل السعودية بعد سقوط طالبان في كابل و كيف كان الخلاف بين الظواهري و بن لادن ضِد العُييري الذي كان يرى الوقت غير مناسب لشن هجوم داخل المملكة لكن إصرار بن لادن و شن الهجمات الانتحارية أضعف القاعدة تدريجياً الى أن انتهت تقريباً . هناك الكثير أيضاً تطرق له المؤلف عن الشيشان و البوسنة و غيرها الجبهات الفرعية إن صح التعبير .
في نظري الكتاب ممتاز جداً لمن أراد فِهم تلك المرحلة المؤلف يدرس المرحلة بشكل محايد الى حد كبير و عقلاني ، و المترجم أراه وفق في عملة ببساطة اللغة .
لفهم تاريخ المد الجهادي في أفغانستان والجبهات الأخرى التي شارك فيها الجهاديون السعوديون كالبوسنة والشيشان والصومال وما بعد ذلك من تطورات تشمل هجمات ١١ سبتمبر وغزو العراق وظهور الهجمات التي نفذتها القاعدة ضد أهداف غربية في الرياض وغيرها من المناطق فهذا الكتاب جيد جداً في طرح كثير من التحليل لقصة الجهاد في السعودية وما رافق هذه القصة من بدايات وتغيرات وتباينات أيدولوجية وتنظيرات شرعية ويحتوي الكتاب على تقسيمات مهمة جداً لفهم تلك المراحل التاريخية وما رافقها من أحداث ،، الكتاب يعيد بشكل ما ترتيب الصور والوقائع بناء على مقدمات وتساؤلات يطرحها الكاتب في البداية ،، في العموم الكتاب حصيلة جهد مميز ويحتوي على رؤية جيدة ومتماسكة
بشكل هادئ، موضوعي، ومتسلسل، يحاول الكاتب العودة إلى أول نقطة تشكلت فيها حركة الجهاد في السعودية "جهاد كلاسيكي" ثم تطوره وظهور حركة جديدة يقودها بن لادن "جهاد عالمي" تختلف عن الجهاد الكلاسيكي بأنها حركة استباق وليست حركة دفع، فهي لا تهدف لطرد الغزاة من البلاد الإسلامية فحسب، بل تركز على ضرب الدول الغربية بهجمات غير متوقعة تؤدي إلى خسائر سياسية واقتصادية، وانتشرت هذه الحركة الجديدة بعد ١١ سبتمبر
بعد سقوط طالبان، يرى المؤلف أن تنظيم القاعدة اضطر إلى بداية الهجوم داخل السعودية، وهو مارفضه يوسف العُييري وسط أوامر شديدة من بن لادن والظواهري، فماكان من هذا التحرك الاستراتيجي الخاطئ إلى أن فشل التنظيم فشلا ذريعا وسرعان ماتفكك وقُتل قادته
في سياق الكتاب، أورد المؤلف شهادات لبعض السجناء تفيد أن تجنيدهم للقاعدة كان بطرق ملتوية، فهم كانوا قادمين للالتحاق بحركات الجهاد الكلاسيكي، لكن بعض العناصر عرضوا عليهم الالتحاق بمعسكرات القاعدة للتدريب فقط، وهناك أُلقي القبض عليهم. هذه الشهادات لم تكن تعني أن كل عمليات التجنيد تمت بهذه الطريقة لأن بعض المجنَّدين أتوا باختيارهم إما اقتناعا أو هربا من مطاردة الأجهزة الأمنية منتصف التسعينيات لبعض المجاهدين العائدين، لكنها كانت تحاول تفسير لعض الحالات، وهو الذي جعل المؤلف ينفي كثيرا من التهم الموجهة للسعوديين بشأن الإرهاب، والتطرف.
تحسب للمؤلف عقلانيته في محاولة القراءة والتحليل، فلم ينجرف خلف الأقوال التي تزعم أن كل الحركات الجهادية معادية للغرب، بل هي حركات تحركها الوحدة الإسلامية وهدفها طرد الاحتلال دون اهتمام بمن هو المحتل، فالشعور المحرّك هو الولاء للمسلمين ضد من يسعى لقتلهم أو تهجيرهم أيا كانت دولته وديانته.
١- يتحدث الكتاب التيار الجهادي السني من سنة ١٩٧٩ يبدأ من حركة جهيمان سنة ١٩٧٩ و الاثر الذي الذي حصل من بعدها حيث السعودية اتخذت اتجاه اخر في الاسلام السياسي و أعطاء الإسلاميين حرية و سلطة أكبر. ٢-بسبب آن الحرب الافغانية كانت بمباركة آميركية وهدف لترسيخ دور السعودية إسلاميا.. فيلاحظ آن الدعم الأفغاني كان أضعاف مبالغ التي خصصت للقضيه الفلسطينية ٣-رجال الصحوة كانوا ضد الجهاد الافغاني عكس موقف الدولة ٤-من الاسباب العاطفية التي ولعت الشباب السعودي و الاسلامي للجهاد هي كتب عبدالله عزام و ان حكم الجهاد هو ��رض عين ٥- - حرب البوسنة و بداية صراع الدولة مع االصحوة ٦- أسباب تناقلات المجاهدين من بين البوسنة و الشيشان و الصعوبات التي تواجههم ٧- النشاط الجهادي "الكلاسيكي" في سنواته الاولى كان مدفوع بحب ابناء الامة الاسلامية أكثر مما هو مدفوع بكراهية غير المنتمين لها ٨-كيفية تحول المجاهديين في أفغانستان من أبطال إلى مطلوبين في السعودديه ٩- تقسيم الجهاد إلى جهاد كلاسيكي كجهاد الخطاب حيث يبحث عن حروب ضد المسلمين و يحارب في تلك البلدان و جهاد عالمي كآسامه بن لادن حيث حارب اميركا بكل مكان و حتى بقتل المدينين و المسلمين ١٠- أدلة على اختراق القاعده للاسخ��ارات السعوديه و ذلك بعد الكشف عن وثائق خاصه للاستخبارات السعوديه في كابول ١١- بعد استقرار رجال الصحوه إلى الوسطية في الدين ظهرت مدرسه الشعيبي المتشدده بزعيمها شيخ العقلا و دعمها لطالبان بشكل علني و انتشار فتاويها ١٢-تاريخ تفصيلي عن بداية القاعدة و تآسيسها وعلاقتها مع طالبان ١٣-كيفيه تجميع الاموال في السعوديه و ارسالها للقاعده و كذلك كيفية تجنيد الشباب آنفسهم و تحويلهم إلى ارهابيين ١٤-الكثير من المجاهديين الذين استقروا مع طالبان و اسامه بن لادن انتقلوا بعد ٢٠٠٣ إلى السعوديه و بدآت معهم تفجييرات الرياض و غيرها ١٥-بدأ هجمات القاعده و كيفية تصدي وارة الداخليه لها و مداهماتها
واخيرا ينتهي الكتاب ببعض اراء الكاتب المهمة و التخوف من سينياريو جديد يبدآ مع عودة مجاهدين العراق و سوريا للسعودية
كتاب ممتاز لتاريخ الجهاد في السعودية وتحليلات وأسباب نشوء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ، المؤلف يطرح سؤالاً في البداية ومن ثم يجيب عليه ، السؤال هو " لماذا بدأ تنظيم القاعدة بإستهداف المملكة عام ٢٠٠٣م وليس قبلها أو بعدها .؟! " ، يُجيب المؤلف على السؤال بموضوعية ويحلل من البداية نشوء الجهاد في السعودية من الثمانيات الميلادية وحتى عام ٢٠٠٣ ، وبدأ تكون ما يسميه " الجهاد الكلاسيكي " الذي قاتل في دول الصراعات أفغانستان والبوسنة والشيشان وغيرها ويتزعمه المقاتل السعودي ' خطّاب ' ، من هذا التيار نشأ تيار آخر مختلف عنه ويخالفه كثيراً ويسميه " الجهاد العالمي " بقيادة أسامة بن لادن ، من أهم مميزات الكتاب هو فصله مابين هذين التيارين في الجهاديين بسبب أن كثيراً من الناس يخلط مخطئاً أو متعمداً بينمها .!
الكتاب يجيب بموضوعية كبيرة عن السؤال المطروح ويحلل بشكل ممتاز المعلومات التي لديه عن الجهاديين وأسباب تحول البعض من مجاهد كلاسيكي إلى مجاهد عالمي، الكتاب يتحدث أيضاً عن الأخطاء التي قامت بها سياسية المملكة عن قضية الجهاد وتناقضتها فيها وكيف تسببت هذه التناقضات بإنضمام البعض إلى التيار الجهادي العالمي .
الكتاب مهم جداً لمن يريد أن يعرف قصة تنظيم القاعدة في السعودية وكيف نشأ ولماذا ٢٠٠٣ تحديداً ومن ثم لماذا التحويل من معاداة الغربيين والصليبيين كما يسمونهم وكما هو هدف تنظيم القاعدة المعلن إلى معاداة رجال الشرطة والأمن وعن أخطاء تنظيم القاعدة الفظيعة في العلاقات العامة وما جناه تفجير مجمع المحيا السكني الظالم على الصورة العامة للتنظيم ، وعن أسباب فشل تنظيم القاعدة في السعودية .!
الكتاب يجب قراءته لأنه يبعدك عن كثير من الكذب والمبالغات حول هذه القضية الشائكة التي عانت منها المملكة في بداية القرن الحالي .!
كتاب (الجهاد في السعودية: قصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) للباحث النرويجي توماس هيغامر قد يصدمك عنوانه وتظن أنه ممنوع بينما هو مسموح به في السعودية نفسها، وهو يتكلم باختصار عن تشكل "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" من الجذور إلى الظهور، ويقع في (400) صفحة، من إصدارات الشبكة العربية، وترجم ترجمة محترمة ذات جودة عالية على يد أمين الأيوبي.
وأصل الكتاب رسالة دكتوراة، وكأغلب الباحثين في شؤون الجماعات الجهادية في الغرب يعملون مستشارين في وزارات الدفاع أو الداخلية (الأمن)، وهذا يثبت أن في العمل المؤسسي الغربي لا يوجد شخص يبحث عن الحقيقة لمجرد الحقيقة؛ بل ليقف عليها ويتصورها تصوراً صحيحاً ثم يحاربها على بصيرة ليُحجم من آثارها، ومن أراد الاستزادة في هذا فليرجع إلى كتاب (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) لمحمود شاكر.
وأظن أن الأنموذج المثالي لدراسة الظواهر الإسلامية من تنظيمات وأحزاب هو إخضاعها للتحليل السوسيولوجي، وهي دراسة بنية التنظيم من خلال تشخيص أعضائه اجتماعياً، وهو معني بتحليل العلل الكامنة لا السبب الظاهر، فيُقال إن فلاناً انضم إلى الجماعة الفلانية، فيفصلون ما بين الحدث الظاهر (الانضمام) و(الدافع)، فيُقال: دعنا ندرس خلفية فلان الاجتماعية، فنرى أنه حاول العمل وبقي عاطلًا لسنوات، وهذا ما دفعه إلى الانضمام إلى جماعة تنادي بالتغيير الشامل والجذري للأوضاع في المجتمع، هو آمن بمبادئ الجماعة وتجذرت فيه ولا يزايد أحد على إخلاصه لها، ولكن الدراسة تبحث العلل الكامنة، وهذا الأسلوب وإن كان جيداً في التشخيص أحياناً، إلا أنه أسلوب مادي، يربط كل التصرفات بالمادة في غالب الأحيان، فمثلًا قد لا يتصور أن الإيمان هو السبب ودافع الحركة، لا الوضع الاجتماعي أو النفسي. وهذا تجدهُ في كتاب (جهاد النساء: لماذا اخترنَ "داعش"؟) لـفتحي بن سلامة وفرهاد خسروخاور، فقد شخصوا أسباب انضمام النساء الأوروبيات الى داعش سوسيولوجياً وسيكولوجياً، فتضاءلت دائرة الدين وغدت وكأنها ردة فعل لا فعل بذاته.
دعنا نعود إلى الكتاب، الكتاب وضع سؤالاً عريضاً في المقدمة (لماذا حصلت الأحداث سنة 2003 بالضبط لا قبل ذلك؟) وهذا التساؤل قد يكون مدخلًا لتشخيص الحالة تاريخياً ثم يتفرع منه عدة أمور، أي كأنها نقطة محورية والنقاط الأخرى تُرد إليها.
فالكتاب تكلم عن مشاركة السعوديين في الجبهات الجهادية المختلفة (أفغانستان الأولى – البوسنة – الشيشان – طاجيكستان) ثم نحت مصطلحات لفرز الحالات عن بعضها البعض:
- (الجهاديين الكلاسيكيين) هم الذين انضموا إلى جبهات قتال ضد محتل كافر لأرض مسلمة.
- (الثوريين الاجتماعيين) هم الذين ثاروا على النظم في دولهم مثل الجزائر ومصر.
- (الجهاديين العالميين) هم الذين آمنوا بمبدأ مقاتلة العدو البعيد قبل العدو القريب، وقدموا أمريكا على عملائها.
وبعد فحص العينات، وجد أن غالبية السعوديين هم من الجنس الأول (الجهاد الكلاسيكي) الذي ينادي بالذهاب إلى أرض إسلامية محتلة من قِبل عدو كافر مثل الشيشان وأفغانستان والبوسنة، ولم يكن أغلبهم يريد أن يقاتل حكومته (الثوري الاجتماعي) أو يقاتل أمريكا والنظام الدولي (الجهادي العالمي).
ثم يرصد الكتاب كيف استطاع أسامة بن لادن أن يجذب من خلال التجنيد الطرف الأول ويجعله جهادياً عالمياً. والذي لا شك فيه أن مشايخ مدرسة الشعيبي والعييري وشبكات التجنيد لعبت دوراً هاماً في هذا.
فكانت هنالك عدة نقاط لتحوير الاهتمام من الجهاد الكلاسيكي إلى الجهاد العالمي، تتمثل بأن الشيخ بن لادن ومَن معه يرون بأن أي دعم للطالبان من قبل المشايخ هو بالضرورة دعم لهم. فكان دعم الشيخ حمود الشعيبي وغيره من العلماء والمشايخ للطالبان هي القنطرة للتجنيد. فعندما يُذكر أن الطالبان دولة إسلامية وتحكم الشريعة قد يغري هذا بعض مريدي الشيخ الشعيبي للذهاب والعيش في أكناف هذه الدولة، وعندما يذهب لابد أن يسأل أو يحتك أو ينضم مع العرب الذين هم من بلده، وهذا يعني بالضرورة دخوله معسكرات القاعدة وتأطيره على مفاهيمها، فقد يكون هذا المجند غير مقتنع بالجهاد العالمي في الابتداء ولكن بمجرد ما يصل إلى أفغانستان ويدخل معسكرات القاعدة يبدأ في التغير والاقتناع.
وكذلك استغلال أفغانستان كنقطة تدريب؛ فقد يتحمس الشاب للتفاعل مع قضايا الأمة؛ فيقال له إن أردت الجهاد في فلسطين فلابد من الذهاب إلى أفغانستان للتدريب أولاً أو نحو ذلك. وبمجرد ذهابه تتغير قناعته ويرى أن سقوط أمريكا يعني تحرر فلسطين بالضرورة وهذا يعني أنه تغير من المفهوم الكلاسيكي للجهاد إلى المفهوم العالمي.
ثم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وذهاب مركزية "القاعدة" واضطرار رجوع بعض أعضائها إلى بلاده، يبحث الكاتب سبب تأخر الحملة العسكرية لسنة ونصف تقريبًا (منذ بداية 2002 حتى مايو 2003)، والذي فسره المؤلف بحملة محمومة لترتيب الأوراق ورص الصفوف وجعل الأمر مركزياً –قدر الاستطاعة- وتهريب العتاد والسلاح، ولكن قد بدأ الأمر قدراً، عندما انفجرت قنبلة في أحد الملاجئ في شهر مارس 2003 وقتل من حاول تركيبها، مما جعل الشرطة تكتشف المكان وما حوى من بيانات ومعلومات وأوراق وأسلحة وأموال، وحينها لم يعد هنالك مجالاً للتراجع بعد أن كشفت الأوراق.
ثم أورد المؤلف أسباب ضعف القاعدة وكيف تقلص تأثيرها إلى أن وصل إلى حده الأدنى بمقتل قائدها الأخير الجوير عام 2006.
ثم تحدث المؤلف عن وجود خلايا مختلفة، لديها أمر عام بالعمل ولكنها منفصلة على أرض الواقع. فخلية الناشري تعمل بشكل مستقل عن خلية العييري، وعمل الأولى وتفككها أدى بالضرورة إلى التعمية عن الثانية؛ إذ كان البعض يظن أن خلية الناشري هي القاعدة وبتفككها تفككت القاعدة ولا داعي للخوف، فلم يأخذ بالاعتبار أن هنالك خلية ثانية نشطة.
ثم تكلم المؤلف عن أحداث المواجهات وتسلسلها وتصنيفها الموضوعي، ولم يعتمد التسلسل الزمني، بل الموضوعي؛ فصنف العمليات التي استهدفت الشرطة وحدها، والعمليات التي استهدفت الأجانب وحدها، وهكذا.
وعرض من بداية العمليات إلى انتهاء القاعدة في السعودية بمقتل قائدها فهد الجوير مطلع عام 2006، واعتقال المئات من أفرادها وأنصارها.
ولم يكن الكتاب محصوراً في الكلام عن ظاهرة تنظيم القاعدة في السعودية، بل تكلم كذلك عن الدور السعودي في الجهاد الأفغاني الأول، من حيث الدور الحكومي إذ فاق الدعم السعودي للمجاهدين الأفغان المبلغ الذي دعمت به الحكومة السعودية منظمة التحرير الفلسطينية، فمثلاً بلغ مجموع ما حصلت عليه منظمة التحرير الفلسطينية من السعودية في نحو 14 سنة 992 مليون دولار، بينما حصل الأفغان على 1.8 مليار دولار خلال ثلاث سنوات فقط!
وامتد الدعم السعودي ليشمل الدعم المالي للجمعيات الخيرية ولحزب الاتحاد بقيادة عبدالرسول سياف، وكان الدعم يمرر من خلال منظمتي الهلال الأحمر واللجنة الشعبية لجمع التبرعات التي أسسها حينها الأمير (والملك الحالي) سلمان بن عبدالعزيز، وسلم وزير الخارجية سعود الفيصل منظمة المؤتمر الإسلامي شيكاً بمبلغ 21 مليون دولار لمساعدة اللاجئين الأفغان، وزاد عليها الأمير أو الملك سلمان مبلغاً إضافياً بقيمة 13 مليون دولار لحكومة باكستان لذات الغرض.
وتعاون الدبلوماسيون السعوديون أيضاً مع مكتب الخدمات التابع لعبد الله عزام، فقد ساعد السفير السعودي في إسلام آباد على نقل جرافة من السعودية إلى باكستان واستخدمت هذه الجرافة في بناء معسكرات التدريب في أفغانستان، وقدمت الخطوط الجوية السعودية خصوماً بنسبة 75% من ثمن تذاكر السفر المتجهة إلى (بيشاور)، وكان التلفزيون السعودي يبث محاضرات لعبد الرسول سياف، ونشرت الصحافة السعودية بعض المقالات المتحدثة عن كرامات الشهداء العرب الذين استشهدوا في أفغانستان، وترأس الأمير أو الملك سلمان لجنة تبرعات باسم "لجنة نصرة المجاهدين الأفغان". ونفس الخطوات تقريباً اتخذت في قضية البوسنة. وقد ذكرها المؤلف في مقدمة فصول الكتاب.
ثم تكلم حول القضية الأفغانية على وجه التحديد، جغرافيا التجنيد، ودور منظمات الإخوان المسلمين في التجنيد، وكيف اتسعت رقعة المنظمين السعوديين إلى الجهاد الأفغاني منذ 1985 وما فوقها، فالمؤلف هنا يتكلم بكلام إحصائي جميل ��حسب أنه يغربل لك الكثير من الصور النمطية الخاطئة التي يتناقلها الإعلام بشكل مغلوط من أجل المناكفات ولأغراض سياسية.
ولكن إذا أردنا أن نتكلم عن المؤلف أو منهجيته، فالمؤلف بدأ رسالته في الوقت الخاطئ، في وقت قبضة أمنية أكثر شدة بالسعودية حول هذه المواضيع، والذي يتكلم كان مصيره الاعتقال. وكان هذا سنة 2007.
والسعودية وإن سمحت للباحثين الغربيين أن يكتبوا أبحاثهم جراء اللقاءات الميدانية، لكنها لم تسمح لهم بلقاء معتقلي القاعدة وسماع روايتهم، والتي قد تكون مكذبة لرواية الحكومة أو مشوشة عليها، أو خوفاً من دعاية المعتقلين لأيديولوجيتهم خلال شهادتهم.
وأذكر فقط أنه في أحد المرات التي نقل فيها المؤلف رواية عن فارس الزهراني - نقلها عبر سجين سابق - تبين الأثر المدمر لمداهمة القوات الأمنية بتاريخ 20 يوليو 2004 على المقر الإعلامي للتنظيم، والذي أدى إلى اكتشاف تسجيلات وصور ووثائق سهّلت وأدت إلى الوصول للعديد من الأفراد غير المعروفين.
ولو كتب المؤلف بحثه سنة 2012 لربما حصل على معلومات أكثر؛ إذ كان هنالك هامش من الحرية، وأُفرج عن الكثير، وأصبح الجهاديون يكتبون بأسمائهم الصريحة. ويناصرون الجماعات الجهادية علناً، ومن المعلوم أن الحكومة انتهجت سياسة الخلط بين المعتقلين، فكان معتقلو القاعدة وأنصارها والإصلاحيون والصحويون في مهجع واحد.
والاحتكاك الدائم يؤدي إلى الفضفضة في الكثير من الأحيان، فحتى إن لم يستطع القاعدي المعتقل الإدلاء بروايته بشكل مباشر إلا أنه يُستطاع معرفتها من خلال وسطاء قد سمعوها منه.
مثلاً أدلى بعض المفرج عنهم بمعلومات عن حصول انشقاق في فرع السعودية بسبب تفجيرات الوشم وما جرى بعدها من تداعيات، فقد حُكي أن هذا سبب انشقاق الرشود وذهابه إلى العراق.
وحكى بعض المفرج عنهم أيضاً عن تراجعات، مثل الشيخ عبدالعزيز الجربوع، أو خلافات حصلت داخل السجن بين الشباب وبعض المشايخ، كما نسب إلى الشيخ أحمد الخالدي أنه دخل في صدام مع جملة من الشباب وصل إلى حد المقاطعة حول تكفير أعيان الطائفة الممتنعة، ونحوها مما سرب وشاع خبره بعد حملة الإفراجات عام 2012.
على العموم المؤلف بذل جهده في تقصي بعض الروايات في كتابه، فتجد في بعض الأحيان مواضع يقول فيها إنه نقل هذه المعلومة عن (إسلامي سعودي رفض الكشف عن هويته)، وشهود العيان هؤلاء لا يمثلون صناع الحدث (الحكومة أو القاعدة)، وإنما طرف مقرب من أحد الأطراف، وبالتالي قد يشهد بما رأى أو ينقل ما سمع. إذا أضفنا إلى ذلك أنه مجهول فذلك يضعف من قوة شهادته عموماً.
وكذلك نقل المؤلف رواية ضباط أمن سعوديين، وكذلك ببعض الشخصيات الإعلامية أو الإسلامية سابقاً مثل علي العميم ومنصور النقيدان وعبدالله العتيبي وأضرابهم.
ورغم استشهاد المؤلف بالروايات الشفهية في بحثه؛ إلا أنها لم تكن بغزارة صنيع ستيفن لاكروا في كتابه (جيل الصحوة)؛ إذ مثّلت الروايات الشفهية أكثر من ثلث ذلك الكتاب.
حاول المؤلف أن يعتمد على المصادر الرئيسية والمباشرة مثل مواد القاعدة الرسمية سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة. ورغم أن هيكلية عمل القاعدة في السعودية المتمثلة في شكل خلايا عنقودية جعل المعلومات محدودة، لأنه لو ضُربت خلية أو قتل أغلب أفرادها وهربت البقية أو أُسرت فلا يوجد هنالك من يعطي القيادة شهادة عيان تمثل وجهة نظرة القاعدة الإعلامية، فلذلك الكثير من الأحداث قد سقطت سهواً في مجلة صوت الجهاد، أو تكون ناقصة، مثل ما حصل في أحد الاشتباكات التي وقع أحد المقاتلين فيها صريعاً ولاذ البقية بالفرار، وأُعلن في مجلة الجهاد استشهاد هذا الرجل، ثم أتضح لاحقاً أنه وقع مصاباً لا قتيلاً.
والاستدلال بالمصدر الرسمي أمر مهم، وهذ ثغرة يسقط فيها الكثير أو بعض المحللين، الذين يعمدون إلى مصادر وسيطة تشوّه المعلومة أو تضيف إليها أو تحرفها، فيقع الباحث في الفخ ويبتلع الطعم وينقل الخطأ كما هو.
ولكن كذلك ليست كل روايات شاهدي العيان دقيقة، فقد ترى مثلاً أن أحد المجامع السكنية التي أصرت القاعدة على أنه مجمع غربي يتضح خلاف هذا الزعم عندما فُجرت، واتضح أنه يوجد فيه مسلمون عرب، وأحياناً القرائن تخون الشخص، فليس كل مجمع سكني ذي حراسة أمنية مشددة هو مجمع يسكنه غربيون.
ثم إن الحقيقة التاريخية في بعض طياتها قد دُفت بموت أصحابها، فبعض الوقائع لا زالت لم تحل ولم يعرف لها جواب من الطرفين، سواء من طرف الحكومة أو قيادات القاعدة المعتقلة، أبسطها مكان دفن بعض القيادات الذين قُتلوا، مثلاً ترى القيادي فارس الزهراني الذي أُعدم سنة 2015 يقول في كتابه (الجواب المسدد) الذي هو أجوبة على التهم التي وجهت له من قبل النيابة العامة:
(وقمت أنا وفيصل الدخيل وفهد الدخيل وعواد العواد ونايف العوشن وخالد السنان رحمهم الله بالذهاب به إلى خارج الرياض، في مكان لا يعلمه إلا فيصل الدخيل وخالد السنان؛ حيث كنا مغمضي الأعين وذلك كإجراء أمني حتى لو تم اعتقال أحد منا فلا يدل على القبر... وقد أتاني بعد اعتقالي رئيس التحقيقات الأسبق اللواء عائد الحازمي ومعه عدد من الضباط منهم اللواء محمد بن سعد البقمي رئيس التحقيقات السابق الذي خلف الحازمي، واللواء سعد الشهري رئيس التحقيقات الحالي والذي خلف البقمي، وآخرون وقد أحضروا صوراً لي وأنا أحفر قبر راكان الصيخان رحمه الله وأيضاً وأنا أدفنه كان الإخوة صوّروها لتنشر فيما بعد، وجعلوا يسألون عن القبر وأين هو فلم يجدوا جواباً لأنّي لا أعرف مكان قبره). [ص382]
وعلى هذا فقِس، على العموم لدى الحكومة السعودية العديد من الوثائق والحصريات التي لو أُتيحت للعامة لاستطاع الباحث أن يدرس ظاهرة القاعدة في السعودية دراسة صحيحة، وقد عرضت الحكومة جزءاً يسيراً من هذه الأمور الحصرية ضمن إصدار (كيف واجهت السعودية القاعدة)، الذي نُشر في ثلاثة أجزاء من قبل قناة العربية ضمن حملة لتمهيد إعدام قيادات القاعدة الذي تم لاحقاً. ولكن هذا نقطة من بحر، وفي نهاية المطاف لا أظن أن السعودية تنشر مواداً تطعن فيها وفي شرعيتها ولكن على الأقل لو تتاح للباحثين المختصين.
والمؤلف أسقط أموراً مهمة جداً لدراسة تيار القاعدة في السعودية، وهي الخلاف مع بعض المشايخ حول العمل المسلح. وهنا لا يعذر، كون هذه النصوص منشورة معلنة، ولكن للأمانة قد تعرض لجانب بسيط من هذا الخلاف الكبير، وهو خلاف الجهاديين الكلاسيكيين مثل أبي عمر السيف في الشيشان مع رؤية العمل داخل السعودية، وهذا ما جعل القاعدة ترد عليه علناً في الأعداد الأولى من مجلة صوت الجهاد.
على العموم هنالك من اعترض على هذه العمليات سواء في حينها أو لاحقاً كمراجعة، مثل الشيخ عطية الله الليبي إذ يقول: (أما الرياض فهذه بلا شك التفجير فيها ليس مما نسلّم بمشروعيته، وليس هو مما يرى مشروعيته أكثر أهل العلم والدعوة، فهذا من الخطأ الذي نردّه، وهذا من التوسع الذي ننكر! [عطية الليبي، مجموع الأعمال الكاملة - ص1380].
وكذلك الشيخ سليمان العلوان في رسالة (حقيقة الجهاد والأحداث الداخلية)، فرد عليه طالب علم وأحد أفراد تنظيم القاعدة في السعودية وهو سلطان بن بجاد العتيبي في مقالة أغلظ عليه فيها بعنوان (حوار هادئ مع العلوان).
وكذلك للشيخ سليمان العلوان فتوى ﺍﻟﻮﺭﻧﺘﻞ التي رد عليها الشيخ يوسف العييري في رسالة لم تنتشر كثيراً.
ويقول الشيخ ناصر الفهد: (أمّا المواجهة مع الدولة فقد كنت أنصح الشباب بالابتعاد عنها؛ لعدم تكافؤ القوى ولأن الدولة ستستغل هذه الأحداث في تصفية الشباب واحداً بعد الآخر، وستقوم بملء السجون منهم ومن غيرهم وقد حصل ما توقعته فعلاً). [التراجع عن التراجع المزعوم - ص4].
وأرسلت شخصية مقربة من الشيخ أسامة بن لادن رسالة تنتقد فيها العمل العسكري في السعودية (وهي الرسالة رقم: SOCOM-2012-0000018 ضمن وثائق أبوت آباد) وفيها إغلاظ في العبارة.
لذلك فأحداث السعودية ليست محل اتفاق بين الجهاديين أنفسهم.
ولو تأخر المؤلف قليلاً في تأليف رسالته أو كتبها بعد أحداث الربيع العربي. لربما توسعت واتضحت الكثير من الفجوات. مثل تسريب كتاب الشيخ فارس الزهراني الضخم ولقاءات داود الشريان مع خالد الفراج (خصوصاً أن المؤلف أورد المعلومة الخطأ حول الفراج فقال إنه اقتحم مع مسلحين بيته عندما سمعوا بوجود الشرطة مما أدى إلى مقتل والده، والصحيح أنه كان مع والده والشرطة عند اقتحام المسلحين، وكذلك أدلى الفراج بشهادة مختلفة في برنامج داوود عما كتبه المؤلف عن والده فيما أذكر). وشهادات بعض الناشطين حول رؤيتهم لمعتقلي القاعدة بالداخل.
أو على الأقل عمد إلى تنقيح كتابه كما فعل صاحبه ستيفان لاكروا في كتابه (زمن الصحوة). فمثلاً ستيفان قد استشهد بكتاب (أيام مع جهيمان) لناصر الحزيمي. وهذا الكتاب صدر بعد كتاب ستيفان لاكروا بسنوات.
لا زال سد بعض الفجوات ممكناً حتى بعد إعدام العشرات من قياديي القاعدة سنة 2015.
أبرز اسم ذكر في أحداث السعودية هو (القائد سيف العدل)، ولا زال هذا (القائد) حياً يكتب الأبحاث والدراسات. ولا شك أن شهادته سوف تجلي الكثير وتوّضح الرؤية وتضع النقاط على الحروف. بالأخص أن هذه التجربة انتهت تقريباً في تلك البقعة الجغرافية وأصبح جل أهلها ما بين قتيل ومعتقل محكوم عليه بسنوات كثيرة. فأعتقد أنه لا ضرر من كتابتها والله أعلم.
وكذلك أبو حذيفة السوداني (المذكور اسمه في الكتاب صفحة 205 والذي تزعم عملية استهداف مطار سلطان العسكري، والذي ألقي القبض عليه في نهاية المطاف)، فقد أُفرج عن أبي حذيفة بعد أكثر من عقد قضاه في السجون وهو الآن حر طليق في بلاده. ورغم أن هذا الأخير كتب خواطر سجونية ولكن لا علاقة لها بالشهادة التاريخية.
وختاماً هذه أفضل دراسة كتبت عن تنظيم القاعدة في السعودية، ولدراسة التيارات الإسلامية في السعودية يفضل أن تقرأ هذا الكتاب بالإضافة الى كتاب (زمن الصحوة: الحركات الإسلامية المعاصرة في السعودية) لستيفن لاكروا بالإضافة إلى أول فصلين من كتاب (حتى لا يعود جهيمان) وهما لستيفن لاكروا وتوماس هيغامر، وأضف إليهم كتاب (الإسلاميون والإصلاح السياسي في السعودية) للدكتور منصور الشامسي.
وكل هذه الكتب هي في الأصل رسالة دكتوراه باستثناء كتاب (حتى لا يعود جهيمان) وكتاب الدكتور منصور الشامسي كتب في بحث دكتوراه بجامعة أكستر البريطانية ومعروف أن هذه الجامعة تتزمت من ناحية أسلوب البحث العلمي عند كتابة البحث من حيث المراجعة ودقتها. كما يفضل أن تقرأ هذه الكتب دفعة واحدة لأن كل واحد منها يفسر الآخر، بالإضافة طبعاً إلى كتاب (أيام مع جهيمان) لناصر الحزيمي، هذه الكتب تعطيك خلفية جيدة عن التيارات الإسلامية المعارضة في السعودية.
كتاب جيد في ذكر تفاصيل نشأة القاعدة ومرورها بمراحلها المختلفة حتى وصولها إلى القتال داخل السعودية. لكن الباحث اعتمد بصورة كبيرة على الروايات الأمريكية والسعودية الرسمية؛ فلم ينقل روايات مقاتلي القاعدة وقدامى أعضائها.
قد يكون تقييمي المتدني نسبيًا بسبب كرهي للموضوع، كملاحظة أولى. الكتاب كمحتوى قوي جدًا، يتحدث بداية عن تاريخ تكوين القاعدة، ومن ثم عملياتهم داخل الأراضي السعودية .. المهتمين بالموضوع سيجدونه عظيمًا، أما أنا فلست ذاك المهتم جدًا
الكتاب عبارة عن اطروحة دكتوراه للباحث النرويجي توناس هيغامر، قام فيها برصد وتحليل كل ما يختص بالتيار الجهادي في السعودية، في اطار علمي بحثوي رفيع المستوى. اعجبت بالكتاب ودقة تقصي الحقائق وتعدد المصادر التي اعتمدها الباحث وموضوعيته في الطرح. الكتاب جميل جدا. واتوقع ان للترجمة العالية المستوى ايضا دورا كبيرا في عكس الكتاب بشكل حرفي باللغة العربية.
الكتاب رائع بمعلوماته الغزيرة وسيناريوهاته المستنتجه بطرق علميه منصفة ومحايدة في كثير من الأحيان ، ونتائجه التحليلية الإستراتيجية لظروف نشأة القاعدة وتكونها ومستقبلها التي أعجبتني كثيرا لتوافقها مع الأسباب بشكل كبير مما يعطي للقاريء تصور واقعي إلى حد كبير من وجهة نظر الكاتب عن القاعدة في جزيرة العرب. ولكن ما ساءني بصراحة فيه ، انحياز الكاتب ضد القاعدة الذي تبين بشكل صارخ في عدة مواضع ، وهذا منحني كقاريء درجة ثقة أقل في حيادية وموضوعية المؤلف ، وعزز هذا الأمر كثرة نقولاته عن مصادر معادية للقاعدة بشكل كبير جدا مثل الإستخبارات الأمريكية وقناة العربية والصحفي فارس بن حزام وغيره ، ولست أعني هنا الإستغناء عنهم ولكن الموازنة في الأخذ والترك خاصة عند التعمق في الأسباب الدافعة للإنضمام للقاعدة مثلا والتعرف على بيئة التجنيد الخاصة بها ، فكيف تريد للخصم أن يصفها بموضوعية وحيادية !!! وكذلك عدم أخذ الإعتبار عند تحليل كلام الخصم عن خصمه بصورة تعكس موضوعية التحليل وصرامته المنهجية لتزيد الثقة في القارئ !!!! كما أن من سلبيات الكتاب اعتماده في وجهة نظر القاعدة ورؤيتها على مصادر غيره بدون أن يكون هناك لقاءات ميدانية لناشطين قاعديين أحرار وليسوا رهن الإعتقال !!!! ولكني أظن أن أكبر سلبية احتواها ثنائه الكبير العاطر على طريقة التعامل الأمني للدولة ، وأنه مؤطر بحقوق الإنسان ولطيف وغير عنفي !!! وهذا الثناء المثير للضحك والمستغفل لمن عايش المرحلة التي تكلم عنها يجعلني أفهم سكوت الدول الغربية عن انتهاك حقوق الإنسان في مرحلة ما بعد القاعدة مع أن المطالبات تتسم بطابع السلمية !! ولكن يبدو أن العلاقة الوثيقة التي انتفع بها الإنسان الأبيض من حكومات الإستبداد تجعله يتحول حتى لسلفي جامي يرى أن الحاكم مقدس ولا يجوز الخروج عليه !!!!:)
هذا الكتاب هو أطروحة الدكتوراة لكاتبه الباحث النرويجي عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.. بذل الكاتب في هذا البحث جهد عظيم جداً من استقراء وبحث ولقاءات وجمع مراجع وتتبع ودراسة ... عاد الكتاب في دراسته إلى بدايات العمل الجهاد في حقبته الجديدة ابتداءً من حرب الأفغان الأولى ودور المملكة السعودية فيه وتشكل خلايا الأفغان العرب ثم مرحلة تفكك هذا التنظيم وهو تنظيم الأفغان العرب في أفغانستان وذوبانهم في معسكرات وجبهات أخرى مروراً بالجهاد الشيشاني ثم البوسني حتى عودتهم إلى المملكة أواخر التسعينات ميلادية .. كما تحدث الكاتب عن أسباب دعم المملكة السعودية وتشجيعها للشباب السعودي في مثل هذه الحروب وذكر عدة أسباب وقراءات منها رغبتها في التزعم الروحي و التحدث بلسان الوحدة الإسلامية، و في الوقت نفسه لصرف أذهان المواطنين عن الأزمات الداخلية و سوء توزيع الثروة ... كما استعرض الكاتب بشكل موجز تاريخ الصحوة السعودية بمشايخها وأطروحاتها ورؤاها المتعارضة مع رؤى المجاهدين العالميين ... وقد استعرض المؤلف كيفية تشكل تيار الجهاد العالمي برآسة أسامة بن لادن وكيف تشكل وانفصل عن تيار الجهاد الكلاسيكي ورؤى كل تيار .. كما تطرق المؤلف لأساليب القوى الأمنية السعودية في التعامل مع العائدين من ساحات الجهاد العالمي و كذلك عن جذور تكون القاعدة ومكوناتها الرئيسة .. ثم انتقل إلى صلب الموضوع وهو خلايا الإرهاب التي تكونت في المملكة وأبرز نشاطاتها ورموزها ومنظريها وعن كيفية تعامل القوى الأمنية معها وعن كيفية تطور قدرات الأجهزة عما كانت عليه في التسعينات .. حتى يصل الكاتب في النهاية لعرض أسباب فشل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب و إخفاقه ....
الكتاب جميل وممتع وثري للغاية ويحمل حقائق زخمة وذلك لما بذله المؤلف من جهد في البحث والتنقيب والتتبع والقراءة العميقة المستقلة للأحداث
الكتاب هو أطروحة دكتوراة ، و الكاتب متمكن و منصف إلي حد بعيد ، لفت انتباهي أمر ، و هو أن الكاتب علي الرغم من تمكنه لم يستطيع أن يجيب علي سؤال ؛ لماذا يتبني الشباب هذا الفكر المتطرف و يُلقي بنفسه إلي المعركة ؟ حاول أن يُرجع السبب إلي المنطقة التي يسكنها الشباب ، فلم يجدهم متمركزين في منطقة معينة ، و حاول ان يرجع الأمر إلي التعليم ، و لكنه وجد شباب حاصل علي مؤهلات عليا ، و حاول أن يُرجع الأمر إلي البيئة المحيطة و أنها قد تكون متشددة ، و لكنه وجد شباب من شرائح مجتمعية عادية لبي نداء الجهاد ، أرجع الأمر أخيراً إلي أن أغلب الشباب من شريحة مجتمعية فقيرة ، و تأخر زواجهم و بعضهم لم يتزوج ، فهم عندما يجاهدون يتمنون الموت و الشهادة و من ثم الجنة و الحور العين ، و لكنه تحليل متهافت ، كما يعلم الكل أنه ليس هناك في السعودية شريحة مجتمعية فقيرة ، هناك شريحة فاحشة الثراء و شرائح ثرية ، تفهم من الكتاب أن الغرب و النظام العالمي لم يفهموا إلي الآن لماذا يدافع الشباب المسلم عن بلاد لم يسمع بها من قبل ، ولم يفهم لماذا الحركة الإسلامية متجددة علي الرغم من أن الغرب يخترق المجتمعات الإسلامية منذ عشرات العقود !!
الجهاد في السعوديه الكتاب رساله دكتوراه يتكلم عن الجهاد من بدايه سفر السعودين و العرب الي افغانستان في الثمانينات ثم الي الشيشان و بعدها حادثه 11\ سبتمبر و بعدها افغانستان مره اخرى والعراق و اهم الاسماء اللي شاركت والشيوخ المنظرين للجهاد وتحدث ايضا عن عمليات القاعده في السعوديه وعن الجهاد الكلاسيكي الذي يمثله خطاب (اللي كثير من حسابات المتشده في تويتر تسخدم صورته كصوره شخصيه) والجهاد العالمي وكره امريكا اللي يمثله بن لادن \ وتحدث ايضا عن شريحه الشباب المقاتلون وتحليل لهم من الناحيه المناطق المنتمين لها تعليمهم و وظائفهم واساب انضمامهم و تحدث عن بدايه انتشار النت والمواقع الجهاديه الاسرع و الامن لهم في توصيل افكارهم \ الكتاب مبذول به جهد كبير ومتعوب عليه مهم في مكتبه القارئ بس بعد ما خلصته جا في بالي شي بعيدا عن نظريه المؤامره والحماقات هالكتب كتبت بقلم غربي باسثناء دار المسبار اللي لها كتب عربيه عن الحركات الاسلاميه و تقابل بالتخوين والعماله مع فكره ان هالنوعيه من الكتب يكتبها عرب واذا فيها خطا يرد عليها بمقالات او كتب
كتاب مهم ويتحدث عن موضوع في غاية الحساسية والخطورة يقرأ فيه الحركة الجهادية في السعودية ابتدائاً من مساندة الحكومة السعودية للجهاد والمجاهدين مادياً ومعنوياً في أفغانستان و الشيشان والبوسنة ثم سحبت يدها من الموضوع بهدوء وعانت البلاد والحكومة بعد ظهور تنظيم القاعدة و من زعيمها أسامة بن لادن الذي ساعد على تغيير الحركة الجهادية الكلاسيكية وقادها للعالمية هو ومن عاونه في 11سبتمبر ومن ثم الهجمات التي حدثت في مدن المملكة بأيدي سعودية على أبناء وطنهم وعلى مقيمين أجانب قراءة رائعة ومحايدة جداً و واضحة ليس فيها أي تعقيد أسلوب الطرح ممتاز وتوضيح بعد كل النقطة الأسباب والأهداف جائت الخاتمة كاسترجاع وملخص لما حدث أعتقد أن هذا الكتاب لابد أن يقرأه الجميع و خاصة السعوديين سوف تلتمس الكثير من التغيرات التي حدثت بالمجتمع و التغيرات الدينية
كتاب يتحدث عن حقبة زمنية إبتداءً من جهاد أفغانستان والشيشان ثم البوسنة والهرسك بالإضافة إلى أدوار بعض المؤثرين في تلك الفترة والموارد المالية لتلك التنظيمات، ثم مروراً بأحداث ١١ سبتمبر وتداعياتها على العمل الخيري، وردود الأفعال على وجود القواعد الإمريكية لحرب الخليج، انتهاء بأعمال التفجير والدمار على السعودية، والمواجهات الدامية بين الطرفين.
مايميز الكتاب محاولة الباحث لتقصي الحقيقة والبحث عن دوافع الأعمال الإرهابية وقد قضى عشر سنوات على هذا الكتاب، خاصة في ظل شح المعلومات الموثقة في تلك المرحلة.
ررائع جدددا ! يستحق الخمس نجوم للجهود الواضحة المبذولة فيه بالإضافة إلى أهمممممم نقطة وهي حيادية المؤلف وهذا طبيعي لكونه لا يشكل طرفا أو تبعا لأحد الشخصيات المذكورة في هذا الكتاب كنت أبحث عن هذا النوع من الكتب لأنه من الصعب جدا أن تجد كاتبا يتحدث عن قضايا حساسة مثل هذه بموضوعية ودون أن يم��ل إلى طرف دون الآخر جذب انتباهي وشدني جدا ولم أستطع الفكاك منه بدأت في قراءته في الليل وأنهيته قبيل أذان الظهر :)
لا أثق في الكتاب الغربيين كثيراً ، لكني أجد هذا الكاتب يتماهى مع المنطق في الكثير مما طرحه في الكتاب. كتاب مهم جداً للإطلاع على تفاصيل أحداث تلك الفترة، والتي لم تظهر في الإعلام الرسمي (أي التفاصيل).
الكتاب جميل عباره عن بحث في الأحداث التي مرت بها المملكة وقصة تنظيم القاعدة ماقيل النشئه وتدرج تاريخي جميل الأحداث التي بدأت من حادثة الحرم(جهيمان) مروراً بحرب أفغانستان والشيشان والعراق
الغربيون يتبعون شغفهم حتى تخرج تلك النتائج المتقنة والمتفردة..رسالة دكتوراة لباحث اوروبي تصبح اهم مرجع للتاريخ الاجتماعي والسياسي الحديث في السعودية..دراسة جميلة وفي كثير من نقاطها مرضوغي ومنصف