تؤرِّخ هذه المذكرات لمسيرة قرنٍ كامل من أحداث مشرق الوطن العربي، عاصرها المؤلف وعاش في أجوائها، خاصةً مرحلة تأسيس وقيام الدولة السعودية الثالثة، فكان شاهدًا على المرحلة بكل تفاصيلها. تستمد مذكرات خليل الرواف أهميتها من أنّ كاتبها أخذ يدوّنها ويوثقها في سنٍّ مبكرة من عمره، رغم الترحال الطويل الذي وسَمَ حياته، من مشرق الوطن العربي إلى أوروبا وأميركا، التي أمضى فيها شطرًا من حياته، حينما وصلها في ثلاثينيات القرن المنصرم، زوجًا ورحّالةً جوّابًا، ومشاركًا في التمثيل ضمن فريق “هوليود”. تتناول هذه المذكرات الطريق التجاري الطويل الذي رسمه “العقيلات” من أعماق نجد إلى وهاد الشام وسواد العراق ومياه النيل، لتوثق شيئًا من صفحات تلك التجربة الفريدة. لم يفُتْ المؤلف أن يُفرد فصلًا لقصته أو مأساته مع ابنه الأميركي “نواف” الذي فرّقت بينهما الأقدار فورَ ولادته، ولم يلتقه إلا بعد مُضي خمسين عامًا، في قصة هي أقرب ما تكون إلى الخيال. ولِد المؤلف قريبًا من عام 1895 وتوفي عام 2000م في مدينة الرياض، وما بين دفَّتي الكتاب مسيرة الرحلة وتفاصيلها.
الله يرحم خليل الروّاف، مذكراته فيها أحداث تاريخية كثيرة، وسيرة ذاتية متفردة كأول مهاجر سعودي إلى الولايات المتحدة، وأول سعودي ممثل في هوليوود.. الجزء الذي تحدث به عن ابنه نوّاف كان عظيم جداً
سيرة ذاتية لاستقراطي سعودي تنقل منذ نعومة أظفاره في رحلات لا تتوقف بين بلدان الشام والعراق كجزء من وظيفة سامية لا تذكر الا بخير "مع العقيلات "
الكتاب جيد لمن أراد الاطلاع على تجرية مميزة في الهجرة الى امريكا،، ان تقرأ لسعودي تزوج من أمريكية فلحق بها الى موطنها، وقصة ممثل هوليودي وقصة مجند أمريكي ومؤسس لمدارس
يعيبه الاستطراد الكثير والمكرر اعتزازه المتكرر بصحبة بعض الشخصيات
يذكر المؤلف في بداية كتابه. لا شك ان كتابة المذكرات هي أصعب انواع الكتابة بل انها تمثل معاناه حقيقة يعيشها الكاتب وهو يضع مذكراته بين أيدي الناس
هو يعتبر سيرة ذاتية لشخصية اعتادت على الترحال يمكنه الشخصية تكون بالنسبة لي مغمورة لو لم ينشر مذكراته للأسف في دارستنا للتاريخ الحديث اكثر ما نسلط الضوء عليه هو شخصية الملك عبدالعزيز بالمقابل نغفل عن بعض الشخصيات اللي كان في دور لا ينسى في خدمة الملك عبدالعزيز يوثق فيها الكاتب تجربته في التجارة مع العقيلات فالمؤلف يعتبر من تجار منطقة بريدة ولد في دمشق من أسرة نجدية عريقة مارست التجارة بين مختلف المناطق واختصت بتجارة الإبل وتقديم الحماية لقافلة الحج الشامية بلإضافة لبعض الأحداث التي شهدها العالم العربي والإسلامي الحرب العالمية الاولى ،الانتداب الفرنسي ، مشاركة العقيلات في ميسلون. وصف شيق مظاهر الحياة الاجتماعية و السياسية في دمشق و الحجاز و بغداد والمحمرة وحائل والزبير الكتاب ينقسم الى جزأين الجزء الاول يتحدث عن حياته في جزيره العرب و بلاد الشام والعراق ورحلاته العقيلات الجزء الثاني هجرته الى أمريكا
اكثر ما أعجبني في الكتاب هو حديثه عن حائل خاصة اثناء حكم الرشيد يظهر في حديثه عن دمشق انه عاشق لها فيذكر دمشق هي المدينه التي يعاودني دوما ذكرها ولم لا أليست المدينة التي أبصرت فيها النور "الا ان ما يعيب الكتاب هو الاستطراد الكثير مع ذلك يعتبر مرجع مهم خاصة في التاريخ الحديث
إيجابيات الكتاب ١-عرضه للأحداث بشكل مبسط وجميل ٢-تعريفه ببعض الشخصيات التي عاصرها مثل عبدالله السليمان وزيز المالية ،محمد النحاس الخبير المالي وتحليله لبعض الشخصيات مثل الملك فيصل ملك العراق لم اقرأ سوى القسم الاول منه ولي عودة اخرى
بعض الاقتباسات
دمشق هي المدينه التجارية العظيمة الحبيبة الي القريبة من قلبي
دمشق هي المدينه التي يعاودني دوما ذكرها ولم لا أليست المدينة التي أبصرت فيها النور
كان سوق الجمال في دمشق يسمى (الزفتية )وكان يؤم هذا السوق تجار العقيلات لبيع إبلهم او لشراء الإبل. وكان حي الميدان. قريبا من الزفتية و في هذا الحي قهاوي عقيل ومنها قهوة الطميغا. من مدينة عنيزة
من غناء أهل نجد ومنهم العقيلات : يا اهل الركايب صبي و شايب. يامن يبادلني صبي بشايب يهل الاشده الله يرده معكم عزيز العين الله يرده
من وسط الظلام الدامس أطلت في حياتي إشراقة امل غريبة فلقد أدركت انني لست بالتاجر و لا الموظف و قررت ان اترك حياتي في طيات المغامرة
كان اسم هتلر منتشرا في الأوساط العراقية وكان هذا التاجر الشاب عندما يسمع اسم هتلر يشتعل الحماس بوجهه الأملس ويضرب بيده على الطاولة قائلا (هاي هتلر ) نريد هذا الرجل ليتبوأ مقاليد الحكم في ألمانيا
حياة هذا الرجل حافلة بالأحداث المثيرة، فمن حر صحراء الجزيرة العربية، والتنقل بين الشام ونجد والعراق ومصر على ظهور الجمال، وامتهان تجارة بيع الإبل في هذه الأمصار، انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية مهاجراً، ليكون أول سعودي يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وخدم في جيشها إبان الحرم العالمية الثانية لمدة خمسة أشهر، ومثَّل في أحد أفلام هوليوود، وعلم أبناء الجالية العربية هناك العربية والدين، ووضع لهم كتباً في ذلك، وأمّ بهم في صلواتهم، وأسلم على يده المئات، وأصدر لهم شهادات إسلام، وعقد لهم أنكحتهم، وكان ممن عقد لها الممثلة المصرية تحية كاريوكا على رجل أمريكي أسلم حينئذ.
أدرك أواخر عهد الدولة العثمانية، وكانت لوالده علاقة بجمال باشا السفاح، وتقابل صاحبنا وجلس مع أبناء الشريف حسين: فيصل، وعبد الله، وزيد، ونزل هو ووالده ضيفاً على ابن رشيد في حائل عدة أشهر.
وأدرك كذلك نشأة المملكة العربية السعودية، وقابل وجالس وتراسل وأحب كثيراً الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-، ودافع عنه وعن سياساته، وكذلك تقابل مع الكثير من أبنائه، كالملوك سعود، وفيصل، وفهد، والأمراء طلال، ونايف، ونواف، وعبدالله الفيصل، بل إنه كان في مكتب الملك فيصل ينتظر دوره للدخول عليه لما حصلت حادثة اغتياله -رحمه الله-.
ومن الشخصيات المعروفة التي قابلها وتعرف إليها، عبدالله السليمان أول وزير للمالية في السعودية، والشيخ فوزان السابق، ورياض الصلح، وخير الدين الزركلي، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وجرجي زيدان، وغيرهم كثير.
لم يكن عمره قد تجاوز الخامسة عشرة عندما بدأ يدون مذكراته؛ لذا هو يتذكر الكثير من تفاصيل الأحداث التي مرت به، وبعد أن تجاوز الخامسة والستين من عمره بدأ يصوغ هذه المذكرات على شكل كتاب، وأمضى في ذلك عقدين كاملين، والكتاب مقسم لجزئين، تعرض في الأول لحياته في جزيرة العرب وبلاد الشام والعراق، واستعرض في الثاني أحداث هجرته للولايات المتحدة الأمريكية.
من القصص العجيبة في كتابه: قصص زواجه وفقدانه لابنه نواف، فقد تزوج صاحبنا ثلاث مرات، ومع كل زوجة له قصة، فالزوجة الأولى كانت أمريكية، رأته ببغداد فأعجبت به، وعرضت عليه الزواج فتمنع، فعرضت عليه التنازل عن جزء من ثروتها مقابل موافقته على الزواج بها إلا أنه رفض، ثم بعد محاولات عدة ووساطة وافق، وهاجر معها إلى أمريكا، وأحبها وتعلق بها، لكنه طلقها بعد ثلاث سنوات بسبب حادثة وقعت بينهما، ومع أنها حاولت العودة إليه إلا نخوته العربية أبت عليه ذلك. وزوجته الثانية كانت أمريكية كذلك، وأنجبت منه ابناً، ثم تطلقت منه وحظيت بالحضانة بحكم المحكمة، فأخفت الابن، وغيرت عنوانها، واسم الابن كذلك، فجلس يبحث عن ابنه سنين عدة، حتى استطاع العثور عليه بعد خمسة وأربعين عاماً. أما زواجه الثالث فكان من سيدة مصرية، رأها تخرج من فندق في مصر، فأعجب بها، فلحقها حتى عرف بيتها، ثم تقدم إلى أهلها في اليوم التالي طالباً الزواج بها، وهو لا يعرف عنها شيئاً حتى اسمها!! فحصلت الموافقة.
ختاماً فالكتاب يحوي الكثير من الأحداث والقصص التي مرَّ بها صاحبنا، والشخصيات التي التقاها.
رحم الله العم خليل رحمة واسعة وأسبغ عليه الرحمة، وجمعنا به في الفردوس الأعلى. العم خليل عاش حياة مديدة وصلت للمائة عام، عاصر تحولات مختلفة وكبيرة، سافر عبر قوافل الجمال، عرف ال رشيد وهم حكام لحائل، وكذلك الأشراف في الحجاز قبل أن يرحم الله العباد والبلاد بخروجهم منها، وأيضا حكم الهاشميين في العراق، وقبلهم الاحتلال العثماني لبلاد الشام وتحدث عن حكاوى من جرائمهم وطغيانهم التي عاصرها وكان شاهداً عليها، كذلك الاستعمار الفرنسي بعدهم لبلاد الشام حيث ولد ونشأ، ثم انتقل إلى العراق وبعدها أمريكا في الثلاثينات حيث حمل رقم المهاجر رقم واحد من السعودية وتحدث عن المسلمين والعرب هناك، وعن أدواره وحياته المليئة بالمغامرات هناك، وصلوا للمشاركة في فلم في هولييوود، وانتقاله لبناء مدرسة اسلامية، تلاهل أنشطة متعددة وزواجه مرتين متتاليتين من نساء أمريكيات ومأساته البالغة بفقدانه لابنه بعد الطلاق وخسارة الحضانة، ثم بحثه الطويل عنه وعثوره عليه بعد ٤٥ عاماً، ويبدو أنها المأساة الأولى لرجل سعودي يتزوج أمريكية ثم يفقد حضانة أولاده ويخسرهم نهائياً، ومازالت القصص مستمرة حتى اليوم. بعد ذلك يعود للسعودية الدولة الحديثة في بدايات نشأتها، ويبدأ حياة جديدة مع زوجة مصرية هذه المرة، لكنه للأسف يشح علينا بذكرياته في السعودية رغم انها تصف نصف قرن تقريبا من حياته بتحولاتها، ولا أعلم لماذا آثر الصمت رغم أهمية وحيوية تلك الحقبة بتقلباتها وغرائبها ونهضتها وتطورها، أظن لو قدر لنا قراءة مادونه عن هذه الفترة لكانت أمتع وأغزر من النصف الأول والله أعلم. العيب الوحيد المقالات الكثيرة الملحقة بالكتاب، والاسترسال في المعلومات الجغرافية وغيرها أثناء ترحاله عبر الولايات.
قبل قرائتي للكتاب قلت أن المؤلف يبالغ بتسميته لسيرته الذاتية بتاريخنا المعاصر! ولكن بعد قرائتي له وجده قابل وتكلم مع غالبية سياسيي ومشاهير العالم العربي في ذالك الوقت، من الملك عبد العزيز وأبناءه إلى ملك العراق وملك الأردن وسياسيي سوريا ومصر إلى الملحن محمد عبد الوهاب وغيرهم كثير. رحم الله المؤلف فقد تحصل على مغامرات جلها جاء عن طريق الصدفة، تأثرت بما كتبه المؤلف بالفصل الأخير وقصة لقاءه مع ابنه نواف
يستعرض خليل الرواف في هذا الكتاب حياته وترحاله خلال نصف قرن قضاها متنقلاً بين الدول ولااجد عنوان الكتاب موفقاً ، كان بالإمكان إثراء الكتاب بأكثر من ذلك لولا عامل السن وكثرة الاستطراد المبالغ فيه وكذلك استعراض علاقاته الشخصية ، من الجميل ان يتمكن من اصداره وهو قد جاوز التسعين ربيعاً.
هذا الكتاب هو من افضل كتب السير التي قرأتها الرواف طاف وجال وتنقل عبر قرابة القرن .. بين سوريا والعراق وعدة مدن من المملكة .. ولحق على بدايات الدولة وكان من ضمن رجالات الدولة وذهب كمهاجر لامريكا ليعيش في عدة ولايات ويتزوج بامرأتين امريكيات وينجب طفل من الاخيرة ويصو في فلماً في هوليود .. قبل ان يعود للمملكة الكتاب يستحق ويعتبر مرجع لهذه المرحلة الحساسة من تاريخنا الحديث اشكر من اوصاني به وبحق يستحق الاشهر التي قضيتها في قراءته
كتاب ماتع وزاخر بالمعلومات السياسية والتاريخية والجغرافية منها، مذكرات لطيفة ومفيدة، يستحق القراءة وما يعيبه هو كثرة الاستطراد وتكرار بعض الفقرات ووجود بعض الجمل والصور التي لا داعي منها.
لا يخسر إنسان جُبل على حب الترحال منذ صغره وخليل الرواف - رحمه الله- وإن كانت حياته بها الكثير من المنغصات والأحزان بعضها بسبب ترحاله إلا أنه كسب الكثير من المزايا والخبرات ما يهون أمامه كل هذه الأمور غير المحببة.
خليل الرواف الشخصية القديمة الاتيه من عصر ذهبي للنفس البشرية حيث الحرية في التفكير والعقيدة والتحرك والسفر والتحرر من النزعات الاستهلاكية خليل الرواف الشخصية الداخلة إلى عصر العمران والتطور والحداثة ذلك الشخص الذي أخذ من عصرين مختلفين أفضل الخصال والمزايا وأحسنها وتحلى بها تجده في العهدين إنسان مؤثر منذ صغر متميزاً في كل مجال يدخله في التجارة والسياسة والترحال والأدب والدعوة إلى الله وفي الدبلوماسية. ربما سر ذلك التميز أو سر خليل الرواف الذي صنع منه هذا الإنسان الذي عرفناه من صفحات الكتاب هو حب التجربة والتغيير وعدم الخوف منها هذه الصفة أو السر الذي يحتاجه الكثير من الشباب حاليا للتغلب على الخوف من المستقبل والمجهول والخوف من البدء في صنعه.
كتاب يجمع بين أدب الرحلات وأدب السيرة الذاتية يالهُ من كتاب رائع، ربما صاحبه هو أول عربي أو ربما الوحيد الذي تجول في ربوع أمريكا ووقف على أحوال سكانها في هذا العهد.
الكتاب منوع وهو أقرب إلى السيرة الذاتية وكتب بأسلوب سلس وممتع وقارئه لا يمل منه لأن الكاتب لا يسهب في أي موضوع يتناوله وهو مع ذلك يستطرد من الموضوع الواحد إلى مواضيع أخرى دون أن يخرجه هذا عن سياقه أو يجلب له سخط قارئه، إنه من الكتب القليلة التي يروعك ما وصفت به فما أن تقرأها حتى تجدها أروع مما وصفت به!
صفحات مطوية من تاريخ العرب الحديث --------------------خليل الرواف------------------------- لم يزل في ذاكرتي ما قراته من ربع قرن عن خليل الرواف النجدي الذي التقي بابنه الامريكي بعد نصف قرن من الانفصال، و كان عرض مجلة المجلة التي نشرت هذا التحقيق مصورا مثيرا،و خاصة حين ذكرت ان هذا الرجل مثل في هوليود....الخ،الا ان هذا كله ما كان يكفي لان يدعوني لقراءة كتاب لنفس الرجل عن تاريخ العرب الحديث، و لولا المصادفة التي جعلتني اقلب صفحات الكتاب،فاخذت بسلاسة أسلوبه،و جمال سرده،و عذوبة ذكرياته،فالرجل المولود في نهاية القرن التاسع عشر و الذي توفي في بداية القرن الواحد و العشرين ترك التعليم في الثانية عشرة من عمره و كان قبلها يدرس في المدرسة التركية بدمشق،نَفَر من القسوة مع التلاميذ في المدرسة فتركها لمهنة آباءه في تجارة الإبل و لكن عاداته في التثقف الذاتي و بدءه بكتابة مذكراته منذ كان في الخامسة عشره،و تعلمه اللغات الانجليزية و التركية جعلت من مذكراته تحفة فنيه مرصعة بالأشعار الجميلة و الاستدلالات الراقية.تغطي المذكرات في ما ينوف علي الخمسمئة صفحة الخمسين سنة الاولي من حياته ،و لحلاوة ذكرياته رغم طولها فان القاريء المتمرس بالقراءة لا بد ان يتمني لو اكمل الكاتب مذكراته عن الخمسين عاما التالية التي عاشها بعد عودته الي السعودية خاصة و انه عاشها قريبا من موسسة الحكم و ضمن جهازها النخبوي. ولد الكاتب في دمشق و هو من قبائل العقيلات النجديه و هي قبائل كانت تعمل في التجارة بين نجد و الحواضر العربية و منها من استقر خارج نجد مثل عايلة المؤلف ،و كان والده اضافة الي عمله بتجارة الإبل يقوم بتكوين فريق من أبناء القبائل لحماية الحجاج الأتراك من سطو الاعراب خلال رحلاتهم للحج ،و هذا دليل علي ضعف السلطة المركزية للدولة العثمانية و علي الفقر الشديد الذي كانت تعيشه البوادي العربية،يغادر والده دمشق خفية هربا من مهمة كلفه بها جمال باشا السفّاح اذ طلب منه استدراج نوري الشعلان شيخ قبيلة الروله الي دمشق لكي يقع في أيدي الأتراك ليعاقب علي عمله و قبيلته مع الإنجليز خلال الثورة العربية الكبري،يهرب والده الي الكويت فيجد ان حاكمها يعتذر عن حمايته لانه في عرف الإنجليز جاسوس تركي،خاصة و انه كان من متعهدي توريد الإبل لجيش السفّاح ،و يطالبه الإنجليز بالعمل معهم فيتهرب و بالمقابل يتعهد بتوريد الأغنام للجيش الانجليزي،و يظل علي حاله حتي يهرب الي حائل عاصمة ال الرشيد منافسي ال سعود،ثم يعود الي دمشق بعد زوال الحكم التركي. يعمل الموءلف بالتجارة و يصف طرق التجارة بين دمشق و نجد عبر فلسطين و مصر او عبر العراق الاردن،و لكنه بعد استقرار الحكم لآل سعود يعود لبغداد لاستعادة اوقاف قبيلته فيمكث ثلاث سنوات دون ان يحقق هدفه، و يتحدث في هذا الجانب عن حكم العراق ايام فيصل الاول الذي فضله الإنجليز لحكم العراق علي أخيه عبدالله الذي كان يطمح ليكون هو حاكم العراق، و يذكر ما قاله له الملك عبدالله بن الحسين من ان اخاه فيصلا اضاع حكم سوريا و سيضيع عرش العراق و هذا ما كان،اما المؤلف فيقبل عرض احدي الأمريكيات للزواج و ينتقل معها لامريكا،و ذلك في بداية الثلاثينيات و هناك يحصل علي اول بطاقة هجره تصرف لمواطن سعودي، يقضي المؤلف اول عامين من حياته في امريكا في التنقل بين الولايات الامريكية مع زوجته سائحا ،و هنا يتحدث عن طاقات امريكا الهائلة و شعبها القوي، و تاريخها منذ اكتشافها الي الاستقلال ،يتحدث عن امريكا بحب و وله،و رغم ذلك فان عينه البصيرة لم تخطيء التعرف علي جريمة الأوروبيين بحق الهنود الحمر ،و لا بحق الملونين،و حين ينفصل عن زوجته الاولي يقوم بالانخراط في اعمال كثيرة ......خبير للأزياء العربية في فيلم أمريكي و ممثل لدور ثانوي فيه، امام و مدرس للعربية و الدين في مدرسة أقامتها الجالية العربية في ولاية ايوا......ثم ينتقل الي نيويورك فيصبح رئيس المركز الاسلامي فيها و يقيم ثلاث مدارس لتدريس الدين و العربية،كما يرافق الوفود السعودية التي تزور امريكا مترجما و مسئولا عن العلاقات العامة،ثم يعمل بالتجارة.... و هكذا و علي ولع الشيخ خليل بالمجتمع الامريكي فان عدم قدرته علي التكيف الكامل معه أفسدت زواجه الاول و الثاني، فبعد حياة هانئة مع زوجته الاولي عامين، ذكرته مرة بانه اذا تركها لن يجد من ينفق عليه ،يشعر بالمهانة و يترك البيت و يطلق، و الزوجة الثانية التي أنجبت ابنه نواف و كانت شريكته في التجاره،طلقها لانها اصرت علي رفع دعوة في المحاكم ضد السفارة السعودية التي لم تسدد أثمان مشترياتها من زوجها بحيث عرضته للإفلاس و دخول المستشفي، و اما اصرارها فقد طلقها و تحصلت علي حكم بأخذ ابنها و منعه من الاتصال به الا باْذن القاضي. حياة ثريه، احد اسباب ثراءها كان دور الصدفة و جرأة خليل في المغامرة ،زوجته الاولي كانت مولعة بالشرق العربي و كانت رغبتها فيه من كونه يمثل التعبير الانساني عن المشرق فعرضت عليه الزواج،و زوجته الثانية بعد طلاقها منها تزوجت الشاعر المصري احمد زكي ابوشادي الذي كان احد اقطاب جماعة ابولو الشعرية فتبني ابنها نواف،و زواجه الأخير بعد الخمسين من زوجته المصرية التي وقع في حبها منذ ان رآها تجالس قريبة لها علي منضدة مجاورة لمنضدته في فندق سميراميس فتبعها و عرف منزلها و تقدم لخطبتها،كما و هيا له مناخ ما قبل الحرب العالمية الثانية في امريكا فرصا من الصعب ان تتهيأ لأحد ، و علاقته بال سعود في بداية الدوله اعطته فرصا إضافية لا تتهيأ لأحد في العاده، و هذا كله أعطي مادة شائقة للقاريء و كتابا رشيقا علي ضخامته،و سردا ممتعا علي طوله.
من يصدق ان في عمر الانسان ممكن ان تحصل كل هذه المتغيرات. ماتت دول وحيت اخرى.
جميل ان نعرف ان في دولتنا الفتية تحت قيادة حكيمة تشابه مع نهضة المسلمين قبل مئات السنين.
على الرغم من أصالة وتربيةالمولف الاسلامية حتى اصبح شيخ المسلمين في أمريكا، كان هناك تقبل للغير وعدم التشدق في الدين الشئ الذي جعله محبوبا حينما ذهب وحل فمن أين لنا الان بان ننسى تقبل الآخرين وان وندعو بالحكمة والموعظة الحسنة
اخيراً بالرغم من طول الكتاب وتعدد صفحاته الا أني ضحكت وبكيت تشوقت وتمللت وتعلمت أمورا كثيرة زادت من فهمي وعمقت من محبتي لبلدي ووطني واهله
كتاب جميل جدا ،تاريخ طويل جدا ،دمشق ايام العثمانين،تجارة العقيلات بين نجد والاقطار العربية ،الملك عبدالعزيز صقر الجزيرة ،امريكا في ثلاثينيلت القرن الماضي ،العوده الي المملكة 1949 والكثير من الاحداث والبلدان التي زارها بين وبعد التي ذكرتها سابقا.من 1910 تقريبا الي 1992 رحمه الله