يُسلّط الكتاب الضوءَ على تجربة "السادس من نوفمبر" حينما أقدمت 47 سيدة سعودية على قيادة السيارة في شوارع مدينة الرياض في عام 1990م. ويُعد هذا الكتاب أوّلَ كتاب يتناول بالمعلومة والتحليل والوثيقة تلك التجربة ويوثق أحداثها. يكتسب الكتابُ أهميته بأن مؤلفتيْه كُنَّ من المشارِكات الفاعلات في تلك المسيرة، فجاء الكتاب ليوثق تفاصيل مهمة في تلك التجربة، قبل المسيرة وأثناءها وما تلاها من تداعيات وأحداث وصخب إعلامي، وهي تفاصيل ظلّت غائبة عن التناول لأكثر من عشرين عامًا. عَمَدت المؤلفتان إلى دعم الكتاب بوثائق ذات أهمية، منشورات ومقالات صحافية، تناولت التجربة في حينها، سلبًا أو إيجابًا، الأمر الذي يجعل من الكتاب وثيقة تاريخية لا غنى عنها في كتابة تاريخ المرأة السعودية وقصتها الطويلة مع مطالبتها بحقوقها.
عائشة المانع (1948) عالمة إجتماع و ناشطة سعودية مهتمة بحقوق المرأة من وجهة نظر مؤيديها، ومعادية للقيم ومحرضة من وجهة نظر معارضيها ومخالفيها. أبرز أعمالها حملات للمطالبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة. كما أنها تعمل كمديرة الخدمات المساندة لمستشفيات المانع العامة بالمنطقة الشرقية وعضو مؤسس من أعضاء مجلس الأمناء بكلية محمد المانع للعلوم الطبية، كما أنها عميدة كلية محمد المانع للعلوم الطبية. كما أنها رئيسة مجلس إدارة مؤسسة روافد المسجلة في لبنان والتي تهتم بدعم وتوجيه الطلبة لدراسة التخصصات الصحية. شاركت عائشة المانع في ثلاث حملات مختلفة للمطالبة بقيادة المرأة للسيارة في السعودية. كانت الأولى إبان حرب الخليج الثانية عام 1990 -عندما كانت السعودية في حرب الخليج-، ثم شاركت بعدها في حملتين عامي 2011 و2013
بعد أن أنهت عائشة المانع دراسة وحفظ القرآن الكريم في مدرسة الكتاب، سافرت مع أبيها إلى مصر، حيث أكملت دراسة المرحلة الابتدائية. ثم غادرت بعدها إلى بيروت حيث نالت شهادة المرحلة الثانوية. وواصلت تعليمها في لبنان حيث درست علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية ببيروت، وبعدها واصلت التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نالت شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة أوريغون في عام 1971. وأما بالنسبة للدراسات العليا، فقد حصلت على شهادة الماجستير من جامعة أريزونا ، ثم شهادة الدكتوراه من جامعة كولورادو في عام 1981.
للحديث عن هذا الموضوع وجب علينا السير في خطّين زمانيين متوازيين ولكن عذرا أيّتها الرياضيات فهذان الخطان سيلتقيان ويتقاطعان .. ونقطة التقاطع هذه هي مجموعة من الأسئلة .. أسئلة قد تبدو للبعض عادية وقد تبدو للبعض الآخر محرّمة .. ولكن بما أنّ التعلم لا يكون إلاّ بالسؤال .. فمن واجبنا أن نسأل ولهذا سنسأل . الخط الأول .. عام 2017 :
في 26 سبتمبر/أيلول 2017 أصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمرا بمنح المرأة حق قيادة السيارات . طبعا هذا الحدث لم يشكل أي فارق بالنسبة لي، فالشأن شأن سعودي داخلي، ومن حقّ الملك وحكومته أن يتخذّوا أي إجراء يرون فيه فائدة للشعب. ولكن هذا الحدث لم يمر دون إحداث ضجة واسعة، نقاشات حادة، أراء مختلفة متباينة، سخرية واستهزاء، فما السبب يا ترى ؟
الخط الثاني .. عام 1990 :
في السادس من نوفمبر عام 1990، قامت مجموعة من النسوة السعوديات بمسيرة، أو مظاهرة، أو وقفة احتجاجية، سمّها ما شئت، عبر قيادة سيارتهن وسط شوارع العاصمة الرياض، في بلد كانت القيادة فيه ممنوعة على النساء . ولكن ما تأثير هذا الحدث ؟ وكيف كان ردّ فعل المجتمع؟ والساسة؟ ورجال الدين ؟ والمجتمع الدولي ؟
الخط الأول .. عام 2017 :
عند الإقتراب من الموجة التي أحدثها زلزال القرار الملكي نلاحظ أن الأراء متباينة، ولكن تشترك في بعض النقاط منها : - لماذا هذا التوقيت بالذات ؟ - ما الذّي تغير هل الدّين أم المرأة ؟ - هذا شأن سعودي .. فلماذا يتدخل الغير فيما لا يعنيه، وإذا تحدث السعودي عن غيره من البلدان هوجم. - قرار يرفع الغبن والحرج عن المرأة. - هذا قرار سياسي أخذ دون مشورة العلماء. - هل الرؤية السياسية السعودية بدأت تتغير، وهذا القرار هو من بوادر هذا التغيير ؟ .
الخط الثاني .. عام 1990 :
أربعة عشر سيارة، تجوب شوارع الرياض في حدث غير مسبوق، نسوة عزمن على إيصال رسالتهن بأنفسن، إلى أن تم توقيفهن من طرف دوريات رجال الشرطة ومن ثم وصول سيارات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
بعد التحقيق تم أخذ التعهد وإخلاء سبيلهن بعد معرفة أسمائهن، عملهن، عوائلهن وسكنهن. ثم بعد ذلك تم إسدعاء أولياء أمورهن، وفصلهن من العمل ومنع سفرهن ( طبعا قرار مؤقت تم إلغاؤه بعد أشهر ) وتمّ أيضا منع أولياء أمورهن من السفر ( ألغي أيضا هذا القرار بعد أشهر )
الخط الأول .. عام 2017 :
سارعت هيئة كبار العلماء - أعلى سلطة دينية في السعودية- بنشر تغريدة مؤيدة لقرار الملك السعودي، قالت فيها: "حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية".
وكتب الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق والمستشار السابق للملك سلمان: "صدر أمر سام بالسماح للمرأة بقيادة المركبة، وهذا يساعد على الاستغناء عن السائق الأجنبي وما فيه من محاذير وسلبيات، ولا يوجد ما يمنع ذلك شرعا".
أما عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد الله المنيع فرأى أن "الأصل في قيادة المرأة للسيارة الإباحة، لانتفاء النص الشرعي المانع لها".
كما قال عضو الهيئة الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي إن قرار المملكة لا يتعارض مع القرآن والسنة، حيث إنه وفق الضوابط الشرعية. وأكد الشيخ التركي أن "القيادة حريصة على الخير وتنمية المجتمع مع صيانة الدين الإسلامي الذي هو دستورها. وقد أثبتت الدراسات الاجتماعية عدم الضرر في السماح للمرأة بالقيادة. وهذا القرار فيه خير كثير، وسوف يعالج سلبيات كثيرة كما بينت الدراسات".
أما مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل فأكد أن الأمر الملكي الذي صدر فيما يخص إصدار رخص القيادة للرجال والنساء على حد سواء، "قرار حكيم وصائب وموفق وإيجابي، جاء في وقته".
وكتب حساب الجامعة الإسلامية على تويتر: "مدير الجامعة الإسلامية يشيد بالأمر السامي الكريم باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور، بما فيه إصدار رخص القيادة للذكور والإناث على حد سواء".
الخط الثاني .. عام 1990 :
بيان وزارة الداخلية السعودية :
" توّد وزارة الداخلية أن تعلن لعموم المواطنين والمقيمين أنّه بناء على الفتوى الصادرة بتاريخ 20/04/1411 من كل من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي، نائب رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء، وفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمان بن غديان، عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء، وفضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان ، رئيس مجلس القضاء بهيئته الدائمة وعضو هيئة كبار العلماء .. بعدم جواز قيادة النساء للسيارات ووجوب معاقبة من يقمن بذلك بالعقوبة المناسبة التي يتحقق بها الزجر والمحافظة على الحرم ومنع بوادر الشر لما ورد من أدلة شرعية توجب منع ابتذال المرأة أو تعريضها للفتن . " فتاوي اللجنة الدائمة .. فتوى رقم2923 :
سؤال 3 : هل يجوز للمرأة أن تسوق السيارة في شوارع مدينة كبيرة يختلط فيها السائقون والسائقات ؟ جواب : لا يجوز للمرأة أن تسوق السيارة في شوارع المدن ولا اختلاطها بالسائقين لما في ذلك كشف وجهها أو بعضه، وكشف شيء من ذراعيها غالبا، وذلك من عورتها، ولأن اختلاطها بالرجال الأجانب مظنة فتنة ومثار الفساد ."
مدير جامعة الملك سعود الدكتور أحمد الضبيب : " المسيرة النسائية وقيادتهن للسيارة عمل لا تقره الجامعة، ولا تتعاطف معه، وتعده عملا طائشا " على حسب ما جاء في الكتاب .
كتيبات،خطب ورسائل متنوعة جاءت كرد فعل على هذه المسيرة ( على حسب ما جاء في الكتاب ) وأشهر الخطباء المهاجمين الشيخ عبد الوهاب الطريري،" دعاة تحرير المرأة " للشيخ عادل الكلباني، " رسالة إلى الفتاة المسلمة " للشيخ سفر الحوالي، " ولا لقيادة المرأة للسيارة " للشيخ عبد الله الطيار، " السكينة " لناصر العمر، " دعوة للسقوط " للدبيان، " ويل للعرب من شر اقترب " ناصر العمر، " خطبة لعلي المقحم، وخطبة للبعيجان .
نشرات توزع في الجامعات، وفي الطرق والمكتبات بعضها كان قاسيا جدا لأنه وصف النسوة المشاركات في المسيرة بالعهر وقذفهن في أعراضهن، وقد سببت هذه النشرات ألاما عدة للنسوة المشاركات ولعوائلهن وأولياء أمورهن لولا تدخل الشيخ محمد العثيمين وسلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي أرسل تعليماته بخصوص وقف كتابة وطباعة ونشر هذه البيانات والنشرات :
" معالي مدير جامعة الملك سعود معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود سعادة مدير عام تعليم البنات بمنطقة الرياض سعادة مدير عام تعليم البنين بمنطقة الرياض السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلغنا أن هناك بيانات توزع بين الطلبة والطالبات التابعين لكم تتضمن أخذ رأيهم بخصوص مسألة قيادة النساء للسيارات، وحيث إن مثل هذا الموضوع أمر قد حسم من قبل الدولة، حيث انتهى بمنع النساء من قيادة السيارات واتخذت بشأن ذلك بعض الإجراءات اللازمة التي تكفل عدم وقوعه مستقبلا ."
الخط الأول عام 2017 .. الخط الثاني عام 1990 .. نقطة التقاطع :
ّ هل تغيرت الشريعة الإسلامية أم المرأة السعودية أم النظرة لكليهما؟ هل تتغير الفتوى بتغير الزمن ؟ هل القرار سياسي بالدرجة الأولى ؟ ما تأثير السياسة على الدين ؟ ما تأثير الدين على السياسة ؟ هل حان الوقت لإعادة النظر في بعض المسائل التي فيها جدل بين المسلمين ؟ هل يحمل لنا المستقبل أحداثا جديدة ؟ ومتغيرات جديدة ؟ إذا كانت قيادة المرأة تفتح أبواب الشر قديما، فهل تغير الشر حديثا ؟ أم تغيرت الأبواب ؟ إذا كانت قيادة المرأة فتنة .. فهل تغيّر تعريف الفتنة الآن ؟
من يقرأ الكتاب سيلاحظ وجود عامل مهم جدا في رأيي ولم يتم تناوله عند دراسة هذه الحادثة ( المسيرة التي قامت بها النسوة ) وهذا العامل هو " التوقيت "، حيث تزامن تنظيم هذه المسيرة والخروج إليها مع غزو العراق للكويت، وكلنا نعلم مدى تأثير هذه الحادثة على الأجواء في العالم، والعالم العربي والداخل السعودي أيضا . فخلال هذا الجو المتوتر، وتصاعد شرارات حرب خليجية، واستعدادات الدولة السعودية ورفع حالة التأهب القصوى وأيضا وصول الأمريكان ونزولهم على الأراضي السعودية .. كل هذه العوامل أفرزت لنا خطابا دينيا قويا، وتوترا جماهيريا كبيرا . ثم جاءت هذه المظاهرة أو المسيرة، كفعل غير معروف، وكحادث غير مألوف .. نسوة يقدن السيارة بينما الخطابات المدوية عناوينها الولاء والبراء، والتحذير من التغريب، والتنبيه على أثر الغرب الكافر وتأثيره، فجاء رد الفعل قويا جدا وصل إلى التهديد بالقتل للنسوة المشاركات ولأولياء أمورهن . وتم اعتبار العمل مخططا أمريكيا، علمانيا، يساريا هدفه إخراج المرأة ونشر الفساد على حد تعبيرهم هم .
فصل بعنوان .. بدون عنوان :
من يقرأ الأدلة التي احتج بها المانعون سيجدها تتشارك في بعض الأمور مثلا :
- قيادة المرأة لا تجوز وفقط - قيادة المرأة جائزة ولكن ما يترب عنها من مفاسد هو ما يجعلها غير جائزة.
ولكن بعض الأسباب حقيقة لا أدري كيف أصفها !!.. تافهة ربما أو وهمية أو مضحكة :
- كثرة الإزدحام وحرمان بعض الشباب من القيادة .. فإذا كانت مشكلة الإزدحام تحل بمنع المرأة فنحن أمام تمييز عنصري، وحل غبي للقضاء على مشكل عمراني اجتماعي معروف، والسؤال هنا .. ما العمل إذا ما كثر الإزدحام رغم أن المرأة ممنوعة عن القيادة ؟ هل يصدر قرار بمنع الشباب أقل من خمس وعشرون سنة مثلا ؟ أم بمنع الشيوخ من القيادة ؟
- كثرة الحودث .. لأن المرأة أقل من الرجل حزما وأقصر نظرا .. وطبعا لا تعليق على هذه الجملة .. لأنه لا معنى لها إطلاقا.
- سبب في زيادة الإنفاق .. ولكن امتلاك المرأة للسي��رة وقيادتها لها أمر اقتصادي أكثر من وجود السائق الذي ترهق أجرته بعض العوائل .
- تأثر المبايض والحوض بسبب القيادة .. صراحة توقفت كثيرا عند هذا السبب، فالمرأة بهذه العلة ممنوعة حتى من ركوب السيارة .. لأن لا فرق بين من تقود ومن تملك سائق، فالجلوس يؤثر على كلتيهما بالطريقة نفسها، وإذا كان الأمر كذلك فالجلوس في القطار أو الطائرة مؤثر أيضا، وبالتالي فالمرأة لا تملك إلا وسيلة نقل واحدة وهي بساط علاء الدين السحري . أما إذا كان القصد أن نشاط القيادة ( التبديل بين الدواسات، وإمساك عجلة القيادة ) هو ما يؤثر على فيزيولوجية المرأة فقديما كانت المرأة تسافر على ظهر ناقة أو حصان وشتان بين هذه الوسيلة وبين قيادة سيارات العملاق الألماني مرسيديس مثلا .
قضية قيادة المرأة للسيارة، قضية لاكتها ألسن أصحاب العقول المُعطلة بكثرة..وتأملت فيها العقول المُفكرة بوفرة..مسألة لا تستحق كل هذا الزخم والكُتب والفتاوى والأطروحات والدراسات والتنظيرات التي تُبذل فيها ، فهي واضحة كوضوح الشمس ولن أتحدث عن هذه الحقيقة فهي بالنسبة لي كما ذكرت كالشمس، والمُبصر الذي يتعامى عن الشمس لا يستحق أن تضيع وقتك لتصفها له وتُبرزها. ميزة هذا الكتاب أنه يبتعد عن جميع تلك الفتاوى والمواعظ المشحونة، والدراسات الجادة الثقيلة، هو باختصار تدوين لحادثة عام (1990م) حين ساقت مجموعة من النساء سياراتهن في إظهار منهن لحقهن في ذلك، الميزة أنها تقطع تلك التأويلات والتخمينات التي صاحبت تلك الحادثة حيث أن الحديث هنا يكون من مصدرها وممارسها. الكتاب كتبه اثنتان ممن شاركن في تلك المبادرة (وذلك من أصل 47 امرأة مشاركة) ، وقد قُسم الكتاب إلى أربعة أبواب، الباب الأول يتحدث عن فترة ما قبل المبادرة وعن المناخ الاجتماعي والظروف التي نشأت في تربتها وأينعت في أرضها ثمرة هذه المبادرة.. الباب الثاني يتحدث عن مرحلة تنفيذ المبادرة وماصاحبها من تخطيط واستعداد بتفاصيل تلك الرحلة القصيرة قبل أن يُلقى بالقبض عليهن (بتهمة ممارسة حق شرعي)، لم يُذكر ذلك بلسان المقال ولكن بذلك كان يصرخ لسان الحال..الباب الثالث يتحدث عن فترة ما بعد المبادرة وتحقيق الذات،وهو الباب الذي أصابني بالإحباط من مدى دناءة الكثير ممن لا يتفق معك، فبمجرد أنه لا يميل لما تميل أنت له (حتى وإن كان حقًا لك لا دخل له فيه كما في هذه الحالة) أبتدع فيك الأقاويل ونسج حولك الشائعات وحاول بكل شكل أن يُشوه صورتك. المُضحك المُبكي أن هذه النوعية من المتشددين الدينين (في هذا السيناريو) يعتقد أنه يخدم الدين باستخدامه الكذب والافتراء والبهتان العظيم لتشويه صورة الطرف الآخر حتى لا يحقق مآربه (وبالطبع استخدام أساليب الكذب والافتراء حتى مع الكافر الخارج عن جادة الحق ليس من خُلق المسلم ولا من شيمته فضلًا عن استخدامه مع المسلم المُمارس لحقه الطبيعي)، من أشد المناوئين أصحاب الموقف المتشدد المتعسف التهميشي كان في تلك الفترة الدكتور سلمان العودة، وتقرأ عن موقفه وأفكاره فتعجب حق العجب، وتعرف بأن هناك سلمان العودة القديم ومن هو بين أظهرنا سلمان العودة الجديد..الجديد يبدو أفضل في كل شيء ! الباب الرابع يحكي فيه بعض من شاركن في المسيرة (المبادرة) عن تجربتهن الشخصية وعن ما دفعهن للقيام بهذا العمل وبعد ذلك عن المعاناة التي واجهنها بعد ذلك وهذا أكثر ما يشد الانتباه خصوصًا من المجتمع وقبل ذلك من أهلهن.. ولبيان شيء من صورة وإحداثيات وخفايا تلك المسيرة سأنقل بعض ما قيل من المشاركات أنفسهن. تقول نورة عبدالله الغانم أحد المشاركات عن تلك الحادثة والتي كانت في حينها مصاحبة لحرب الخليج ووجود المُجندات الأمريكيات ونزوح المواطنات الكويتيات إلى السعودية: (قد خلق ذلك على الأرض واقعًا جديدًا ومفارقات أضحت أكبر من أن تحتملها المرأة السعودية،فقد سُمح للمواطنات الكويتيات بقيادة سياراتهن في المملكة وهن الضيوف عليها وكذلك الحال بالنسبة للمجندات الأمريكيات اللواتي يقطعن البلاد طولًا وعرضًا وهُن يُقدن آلياتهن العسكرية أو المدنية في ظل حرمان المواطنة السعودية صاحبة الأرض من هذا الحق). وتُضيف: (لم ينتبه إليها -أي سيارات المسيرة التي كانت يُقدن فيها المجموعة النسائية سياراتهن- في البداية رجال المرور، ولكن حين انتبهت إحدى الدوريات للأمر ظنوا في البداية بأننا من الكويتيات، لكن عندما تبيّن لهم بأننا سعوديات تعجبوا للأمر وأوقفونا جميعًا وقد انتظرنا بعض الشيء حتى وصلت آخر سيارة من السيارات المشاركة بالموكب)... وعليه فهنا حق يحصل عليه المُقيم ولا ينعم به المواطن، في هذه الحالة أقول لك: أوه، مرحبا بك في المملكة العربية السعودية ! الكتاب إجمالًا حاولت فيه كاتبتاه-باجتهاد- نقل وصف الحال دون إبداء وجهات نظرهن وهن من عايشن الحدت..ولكن على وضح الكتاب ضعف الصياغة والبساطة حد الإخلال في الكتابة وهذا ما يُراعى فيه للمؤلفتان كونهما شاهدي حادثة وليسا كاتبتين محترفتين، وهذا هو الفرق عن رواية سعد الدوسري (الرياض - نوفمبر 90) والتي نقلت بعض إرهاصات تلك المسيرة بشكل أكثر جاذبية ولكن أقل معلوماتية.
حين نقرأ عن التاريخ، هل نحن نشاهد ما حدث بالفعل أم أننا نشاهد الأحداث بعين وعقل الراوي؟! هل يمكن إعادة التاريخ وتمثيله كما هو؟! استحالة أن يتم ذلك .. بعد زمن سيروي كل منا أحداث اليوم من وجهة نظره .. من خلال أفكاره .. لا يعني هذا أننا نزوّر التاريخ، بل نحقِّق ذاتنا من خلال التاريخ .. .... .. .. هذا ما بُدأ به الكتاب ،،، في محاولة لمقاربة الموضوعية قدر الإمكان من قبل المؤلفتان ...
في هذا الكتاب ستقرأ عن "جرأة" حضرت في زمن العرف والتقاليد الغاشم ،،، جرأة تطالب بحقوق أقرّها الشرع والقانون، ولكنها مُنعت بحكم من العرف والعادة التي درج الناس عليها .. ستقرأ عن السادس من نوفمبر 1990 ،، تاريخ ولادة هذه "الجرأة" ،، تاريخ المطالبة بحق بديهي (أقل ما يقال عنه) ،، حق قيادة المرأة للسيارة ...
المسيرة كانت حركة رمزية .. الغاية النهائية منها ليست قيادة السيارة في حد ذاتها،،
الحركة ليست إلا "طرف الخيط فقط" فمن ورائها مطالب أخرى ،، جاءت كردا على حرمان المرأة السعودية من أبسط حقوق المواطنة ،، مطالب يأتي في مقدمتها حقها في العمل والتعليم وحقها في التساوي في المواطنة .. حقها في الأهلية الكاملة دون الحاجة إلى وصي
حق قيادة المرأة للسيارة ،، هو حق بديهي والحديث والتشكيك فيه هو من الحمق بمكان . ..
ولا أجد أي تفسير منطقي لما أثير من "زوبعة" حول الحادثة في ذلك الزمن وحتى الآن إلا ما جاء في الكتاب نقلا عن مقال كتبه صحفي مصري .. حيث يقول .. إن مشكلة المرأة في السعودية ليست خاصة بها، وإنما هي مشكلة شعب بكامله، فلو أن الحكومة السعودية استجابت لمطالب عادلة وهي بالفعل عادلة وبسيطة، فإنها ستجر معها مطالب الشعب السعودي بأسره وستدفع بالرجال السعوديين نحو ثورة لا يعرف أحد مداها. فماذا يقول الرجال عن حقوقهم بالمشاركة في الحكم لو أن النساء السعوديات حصلن على حقهن عن طريق هذه الجموع وعن طريق مظاهراتهن؟؟ بل ماذا سيقولون الرجال عن أنفسهم؟ وهل خلت السعودية من الرجال كي تحل النساء مكانهم. ولكن مطالب المرأة السعودية بسيطة للغاية، إنها تريد أن تقود سيارتها بنفسها.
وبالحديث عن الزوبعة ،،، فإني قد صدمت لما قرأته عن رد فعل بعض شباب "الصحوة" (المطاوعة) كما يسمونهم . وبعض المشايخ ،،. من محاضرات ،،بيانات ومنشورات،، منها ما هو ممهور بختم الهيئة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)،، ومنها ما هو مجهول المصدر.. حيث جاء فيها القذف الصارخ للأعراض في حق مواطنات سعوديات طالبن بحق بديهي من حقوقهن،، قذف على شاكلة "ساقطات" و"عاهرات" و"بقرة" و . و . ،، منشورات أيدها البعض من المشايخ وأنكرها غيرهم كالشيخ بن عثيمين الذي حذر من نشر ما لم يثبت صحته وما يمكن أن ينجر عنه من فتن..
في معرض الكتاب اللي فات نزل كتاب 6 نوفمبر تاليف د- عائشه المانع د- حصه ال شيخ توثيق لليوم وما تبعه من احداث من عشرين سنه الى الان ونفس مطالبه السيدات بقياده السياره الى يومنا نكتب اسباب وحق النساء فيها الكتاب يضمن 3 فصول قبل اليوم 6 نوفمبر وكيف جائت الفكره وبعدها يتكلم عن اليوم و الاحداث اللي صارت وبعدها ما تبعه وتحدث عن الاذى اللي لحق بنساء 6 نوفمبر فصلوا من اعمالهم و منعوا من سفر هما و اولياء امورهم (بعدها بسنتين تقريبا عادوا وانقسام الناس بين مؤيد ومعارض من يراه حق لهم ومن يراه فساد والضرر اللي لحقهم من شيوخ الصحوه لانه وصفوهم بابشع الاوصاف
اوصاف و بذائات كبيره جدا حتى نشر اسمائهم واسماء اولياء امورهم كانت توزع وجنب اسم كل وحده اسم زوجها وكان يكتب تصنيفه
شيعوعي او علماني (شكله لسه ذاك الوقت ما طلع مصطلح ليبرالي عند المطاوعه ومش عارفه ليه قسموا ازواجهم الى قسمين خلوهم يا كلهم شيوعين يا علمانين =) - الكتاب توثيق ليوم مهم وافضل انه صدر الحين بعد عشرين سنه لو قبل كان ما بيكون سقف الكتاب عالي و تكتب كل الاسماء والاحداث له نسخه الكترونيه واضحه / د- حصه ال شيخ مؤلفه الكتاب مش هي كاتبه جريده الوطن حصه ال شيخ في كثير ملخبطين بينهم
من كتاب 6 نوفمبر موقف الاعلام من 6 نوفمبر بعد المنشورات اللي وزعت وكا�� فيها اكاذيب وسب أ- داود الشريان كان رئيس مجله المسلمون ودافع عن النساء و ان اللي يكتب عنهم كذب وخلافه مع د- سلمان العوده واخذ ورد بالمقالاات هالجزء رغم اهميته في الكتاب الا انه طوله كان مملل لي كقارئه الغلاف مناسب جدا من الروايات من الروايات اللي تكلمت عن يوم 6 نومفبر روايه في ديسمبر تتنهي كل الاحلام لاثير عبد الله و الرياض 90 لسعد الدوسري وان شاء الله ما يجي 6 نوفمبر 2013 الا و المرأه السعوديه تقود سياراتها وحمله 26 اكتوبر تؤتي نتائجها
كتاب جميل يرصد حركة قيادة المرأه في السعودية التى كانت في السادس من نوفمبر عام 1990 والتى كُتب لها الفشل ،كتاب رائع ورصد تاريخي لردود أفعال المجتمع والحكومة تجاه هذه القضيه و ايضاح حجم المعاناة التى واجهتها النساء بعد قيامهم بقيادة السيارة ،يعد وثيقه مهمه ومصدر وحيد لقيام تلك الحركة .
تحية طيبة إلى بطلات السادس من نوفمبر. تأكدوا أننا -الشباب- نُلهم ونفخر بتضحيتكم وشجاعتكم. لقد ذقتم مرَّ الأذية وصبرتم أمام الصعاب، وكم أتشوق لليوم الذي أهنئكم فيه على قطف ثمار جهودكم، يوم ما نرى المرأة السعودية تمارس أبسط حقوقها بقيادة السيارة. إلا أننا مع الأسف لازلنا ندور في نفس الدوامة المزرية ونفس الحجج القديمة كلما طرأ ذلك موضوع. لاشك أن الطريق مازال طويلا أمامنا بما يتعلق بالمرأة وحقوقها. على الرغم من حدوث بعض التطورات بهذا الخصوص على مدار السبعة وعشرون عام السابقة، إلا أنها حتما لا تتوافق مع طموحاتنا أو طموح السيدات الفاضلات الذين قاموا بتلك المسيرة. فقد أوضحوا في عدة مواضع في الكتاب أن قيادة السيارة كانت أحد مطالبهم بالإضافة إلى المطالبة بباقي الحقوق مثل التعليم، السفر، الصحة، وإلى آخره.
هذا الكتاب يوثق ما حدث في ذلك اليوم من نوفمبر، وكل ما سبقه وتلاه من تفاصيل. أيضا توجد العديد من النصوص التي احتُفِظَ بها مثل مقالات، أوامر ملكية، خطابات من رؤساء الجامعات، وأيضا عددا من المنشورات التي وُزعت ضد المشارِكات. لذلك هذا الكتاب يخدم كمرجع ثري لكل ما هو متعلق بالسادس من نوفمبر. وللقارئ، هذا يعني أنه بإمكاننا تجاهل بعض أقسام الكتاب حيث لا أظن أنه يوجد أحدا مهتما بقول بعض الهمج الذين تهجموا على السيدات أو حتى المناوشات التي دارت بين الشيخ العودة وداود الشريان.
قرأته نسخة الكترونية ولكني سأحرص على ان تكون في مكتبتي نسخة ورقية ، الكتاب يتكلم عن تجربة جريئة في وقت حرج لنساء قررن المطالبة بحقوقهن فكانت قيادة السيارة اولى المطالب وأهمها !!
ص 56" وما ان رفع الاذان حتى توجه جميع من كان يرافق المجموعة من رجال الهيئة الى المسجد لأداء الصلاة عندها فقط شعر الجميع بنوع من الامان لغياب عناصر الهيئة وتحت إلحاح ضباط وعناصر الشرطة نزل الجميع الى القسم "
ص 240 " وفي الوقت الذي ذهب فيه رجال الشرطة جميعاً لأداء الصلاة(المغرب ) جماعة في المسجد بقي رجال الهيئة واقفين الى جانب السيارات وهم يتقافزون بطريقة عصبية "
ا"وسوف يأتي يوم سيتذكر في الجميع يوم السادس من نوفمبر على انه يوم مشهود اسس لمرحلة جديدة في واقع وحياة المرأة السعودية والمجتمع السعودي على السواء"
*تم ذكر اسم الدكتور المسعري هل هو المعارض الحالي للنظام ؟ *ماحدث لحصة الشيخ مؤلم جداً * تمنيت ان جميع المشاركات في المسيرة كتبوا عن تجربتهم الشخصية * قرار فصل المشاركات من اعمالهن كان ظلم واضح ____________ مثل هذه الخطوات مستفزة للمجتمع المحافظ بغض النظر عن ايجابية الخطوة او سلبيتها
قد أقف موقف المحايد أمام قضية "قيادة المرأة للسيارة" في المملكة العربية السعودية, فبنظري هناك العديد من القضايا التي تقف في المصاف الأولى في إهتمامات المرأة في السعودية وفي تحصيل حقوقها الكاملة من خلالها ولها تأثير أكبر وأوسع مدى في حاضرها ومستقبلها إلا أن مثل هذة القضايا لم تجد ربع ما وجدته قضية "قيادة المرأة للسيارة" في السعودية من ضجة وإهتمام في الأوساط المحلية والعالمية وما زلت حتى الآن أجهل سبب ذلك, رغم ذلك يبقى حضور مثل هذا الكتاب مهماً بنظري في وسطنا المحلي الذي أغفل تاريخ المرأة السعودية بشكل كبير, فالكتاب جاء على شكل توثيق لحدث رغم صغر حجمه إلا أن بعد تأثيره في المجتمع سبب ضجة كبرى وخلاف كبير بين مؤيد ومعارض, فقد كانت لتلك المسيرة التي إشتركت فيها 47 إمرأة سنة 1990م لقيادة السيارة موقد الشرارة التي لفتت الإنتباه المحلي والعالمي إلى أن صمت المرأة السعودية قد إنتهى وإتى من بعده شكل جديد من أشكال النقاش التي دخلت فيه المرأة السعودية كشريك دائم حتى تربعت على رأس القضية وأصبحت المحرك الرئيسي لها. وربما لقلة المؤلفات التي تحمل مصداقية عالية حيال هذا الحدث وجدت أن الكتاب كان أكثر المؤلفات التي قرأتها حول هذا الحدث مصداقية, فقد حاول الكتاب أن يلعب على وتر المحايد طوال عرضه لأحداث القضية, وحاول أن يقتبس كل ردة فعل من كلا الأطراف, وأن ينقل بوضوح ما يريده هذا الطرف من الطرف الآخر والعكس.. كذلك قراءة التجربة من أصحابها بحد ذاتها كانت تجربة كفيلة بإقتناعي بمصداقية الحدث وأصحابه.
مع ذلك كانت هناك بعض الملاحظات والمساجلات التي وجدت أن حضورها في الكتاب لم يكن ضرورياً بل أخذ حيز كبير من الكتاب دون فائدة ترجى من وراءه, فقد إقتصر الجزء الذي تحدث عن ردة الفعل المحلية على الحدث في مجمله على مسجلات دارات بين "جريدة المسلمون" برئيس تحريرها "داود الشريان" و بين الشيخ "سلمان العودة" وكثرت التعليقات والردود حول السجال والمقالات التي تمت كتابتها حول السجال الحاصل بين الطرفين والذي كان يصب في قضية المنشورات التي نشرت حول المشاركات في المسيرة في السادس من نوفمبر سنه 1990م, فقد كان السجال في مجمله يصب في قضية ثانوية لم تركز على الحدث بذاته بل على أمور أخرى مثل تبين الحقيقة فيما نشر, ولو إقتصرت الكاتبات في تسجيل ما حدث بين "الشريان" و"العودة" لكان كافياً لإطلاعنا على مدى حدة الحوار الحاصل حول الموضوع آنذاك, ومدى تأثير أراء "العودة" في الشارع العام في ذلك الحين.
أحببت الكتاب من ناحية أنه أتاح الفرصة للمشاركات في المسيرة من مشاركة تجربتهن الخاصة من خلاله, فقد عرضت بعض المشاركات في المسيرة الأحداث من منظورها ومدى تأثر المحيط القريب منها بتجربتها وردة فعلهم حيال ذلك, كذلك فجأتني قسوة ردة فعل المجتمع حيال مساهمة المشاركات في المسيرة.. فلم يخطر ببالي فيما سبق أن الأمر وصل إلى حد النعت بألقاب الرذيله والفسق..إلخ, فقد كانت لهجة المنشورات التي وزعت في ذلك الحين على الشارع العام قاسيه وتحمل إدعاءات موبؤه ومخيفه. وبعد كل هذا وصلت إلى أن نتاج هذة المسيرة رغم بساطتها في الشكل والمضمون إلا أن علينا أن لا ننكر أنها الشرارة التي حركت المجتمع حيال قضايا المرأة ودفعت بعجلة التفهم لإحتياجاتها ومتطلباتها, فقد تحسن وضع المرأة السعودية بشكل كبير منذ تلك المسيرة وحتى وقتنا الحالي بملايين المرات.. لذلك كان لابد من أن تجد تلك السيدات الفاضلات التي ساهمن في تلك المسيرة شيئاً من التقدير والإمتنان في كيان المجتمع المحلي, وخصوصاً في أفئدة بنات وسيدات هذا الجيل.
ياللعجب! كنت أظن أن أول مبادة قامت بها نساء سعوديات لكسر حظر قيادة المرأة السعودية هي التي ابتدأتها منال الشريف عام ٢٠١١ ولكن هذه القصة الكاملة للمبادرة التي حدثت منذ ٢٤ عاماً والتي قامت بها ٤٧ سيدة (والكثير منهن يحملن شهادة الدكتوراة) في خضم أحداث حرب الخليج الثانية وفقط بعد شهرين من بداية غزو صدام الغاشم على الكويت. هؤلاء السيدات (ومنهن طالبات) عانين الفصل من العمل / إيقاف الدراسة، المنع من السفر، و الكثير الكثير من التشهير الخيالي بأسمائن وأسماء أزواجهن / أولياء أمورهن حتى بدون توافر وسائل تكنلوجيا، بل على الأوراق المطبوعة ونشرها في كل مكان وعلى أشرطة الكاسيت!
بداية قراءتي انتقدت حقاً عليهن القيام بذلك وزيادة بلبلة الأمور في تلك الأوقات الحرجة، لكن مع قراءتي ومعرفتي أن في نفس الوقت كان هنالك نازحون من الكويت إلى السعودية ومن ضمنهم طبعا نساء يقدن سياراتهن في السعودية بكل أريحية وهن الضيوف، وخمسمائة ألف مجند أمريكي في السعودية من ضمنهم مجندات أمريكيات يقدن سياراتهن العسكرية والمدنية طول البلاد وعرضها بكل حرية، في ذلك الوقت عرفت فقط أنه رغم أن هذا العمل زاد البلبلة في المجتمع إلا أنه أتى في الوقت المناسب. فليس الانتقاد كون السائق امرأة، بل كونها امرأة "سعودية"! ياللأسى بعد عقدين ونصف من الزمن ولازلنا نعاني!
من المضحك أن تصبح المطالبة بحق طبيعي و "بسيط" مشكلة تاريخية تُروى جيلا بعد جيل! في هذا الكتاب ستقرأ الرواية من مفتعليها في توثيق جديد بعد سنوات من الصمت سمحت للآخر أن يفتري ويكذب.
مساوئ الحركات الجماهيرية ظاهرة جلية في طريقة تعامل جيل (الصحوة) مع هذا الحدث ابتداءً من السب والشتم عند وقوع الحادث ثم نشر البيانات المضللة الكاذبة، والمضحكة جدا مايجعلك تستبين أنها كانت حركة قائمة على الحشد لا على الفكر؛ فالكل مشارك في هذه الحفلة النسقية بما استطاع لسانه أو قدرت يده، دون إخضاع المسألة لدراسة دقيقة من أي جانب، حتى إذا سقطت الموجة وانحسر مريدوها وخفَتَ زعماؤها -الذي حركهم الحشد مثلما حركوه- تغيرت لغة التعاطي مع المشاهد.
يحكي الكتاب عن تجربة القيادة في شوارع الرياض عام ١٩٩٠م والتي قامت بها ٤٧ امرأة . ويوثق الأحداث في تلك الفترة . الكتاب أثار لدي الكثير من الأسئلة ! واعتقد الكتاب الذي يجعل القارئ يقع في بحر الأسئلة هو كتاب جيد...
ذُكر في الكتاب أن قضية القيادة قد أختلف عليها رجال الهيئة والشرطة في بادئ الأمر ! وهنا اتسأل ماهي مسؤليات الهيئة فعلياً وماهي حدودها !
الكتاب شكل بالنسبة لي صدمة كوني من مواليد ١٩٩٤ م ومرور بعض الأسماء الإعلامية التي لمست تغيرا شاسع في فكرها !
ردة الفعل الكبيرة تجاه النساء اللاتي قدن السيارة فضيعة ومهولة تم تشويه سمعتهن وفصلهن من العمل ومنعن من السفر . تبقى النساء فس بلدي تكافح وتناضل من أجل حقها كان الله بعونها
توثيق و شهادات حية لحقيقة ما حدث يوم السادس من نوفمبر عام 1990 م .كانت مسيرة السادس من نوفمبر حركة نسائية رمزية أرادت المشاركات من خلالها رفع الصوت للمطالبة بتغيير واقع المرأة السعودية و التي كانت مهمشة و ليس لها تمثيل أو دور في صنع القرار لا في السياسة و لا في الاقتصاد و لا حتى على الصعيد الاجتماعي. و اقترحت الدكتورة عائشة المانع البدء بمطلب محدد قابل للتحقيق و من ثم الانتقال منه إلى مطلب آخر و تم اختيار قيادة السيارة ذلك أن المرأة السعودية كانت ترى المواطنات الكويتيات و المجندات الأمريكيات يقدن سياراتهن بكل حرية بينما كن محرومات ، و السبب الآخر فتح المراكز الإسعافية لتدريب الفتيات و لحالات الطوارئ و لكن من سيأخذهن لتلك المراكز؟ كما أن الحرب القادمة جعلت الكثير من السائقين الأجانب يغادرون المملكة. تم اختيار التوقيت بعد الاجتماع الثالث و التأكد من وصول الرسالة الى أمير الرياض متجاهلات فتوى الشيخ بن باز التي يحرم فيها قيادة المرأة للسيارة من باب سد الذرائع خوفا من الفتنة . دام التحقيق مع المعتقلات إلى الساعة الرابعة فجرا و تم غلق ملف التحقيق حيث لا وجود لتدخل أجنبي لا في التخطيط و لا في التنفيذ و لكن بعد التوصية باتخاذ إجراءات رادعة بحق المشاركات مثل المنع من السفر ( استمر لمدة عام كامل للمشاركات و ستة أشهر لأولياء أمورهن ) و الفصل من العمل ( لمدة سنتين و نصف ) كتاب جميل خصوصا أن معظم المشاركات كن أكاديميات و صاحبات درجات عليا في التعليم .. و كان لهن ما أردن بعد عشرين عاما.
ربما يكون الحدث - حسب اعتقادك - بسيطاً لكنك حتماً ستغير رأيك حين تقرأ تفاصيل تجربة الـ47 امرأة الذين قرروا النزول للشارع للمطالبة بحقهن ، الظرف الاجتماعي وقتها وسيطرة التيار المتشدد على كثير من المراكز المؤثرة جعل القيام بهذه الخطوة أمراً بالغ الخطورة وقتها ، ستكتشف هذه الخطورة حين تقرأ عن مرحلة ما بعد القيادة ، والأضرار التي طالت كل واحدة منهن .. مع السماح للمرأة بالقيادة مؤخراً أعتقد أن كثير من الفتيات السعوديات بحاجة لقراءة هذا الكتاب لمعرفة أن هناك من ضحى بالكثير لنيل هذا الحق
ارتفاع تقييمي للكتاب راجع إلى الوثائق والحقائق التي أخفيت أكثر من عشرين سنة
قد تبدو في أول الأمر تجربة قيادة المرأة تافهة ولا تستحق كل ماحدث بسببها، لكنها في الحقيقة أكبر من قيادة السيارة وإنما قائمة مطالبات تعلم المتظاهرات عدم شعبيّتها كما القيادة، لكن اختيار القيادة كرمز للثورة تصرف خاطئ
من التقارير المنشورة في الكتاب يتبين أن الدولة تستخدم رموز الدين كما في كثير من المواقف كدرع لصدّ أي تجاوزات على نظامها، ولهذا جاء رد الأمارة متأخراً على خطاب المطالبة، في حين جاءت فتوى العلماء "بالمنع وليس التحريم شرعاً" أسرع مما ينبغي عليه من التحري ومطالعة الأمر
اتّبعت الدولة سياسة "حيلهم بينهم" في ضرب العلمانيين مؤيدي المسيرة وغالب الصحفيين بالمتديّنين ورموز الدين -وقد كانوا غالب المجتمع- في حين خرجت الدولة بالتأييد والطاعة من كلا الطرفين
ثم جاء قرار الدولة في تكميم أفواه الجميع وعدم تداول الموضوع في الصحافة والجامعات وخطب الجمعة وغيرها
...
لا يسعني الحديث أكثر عن رؤية أوضح لأن المشكلة قائمة وعائمة منذ أكثر من 20 سنة في حين أن العداء بين العلمانيين والمتدينين لا زال قائماً، وبما أن الامر خرج من الحكم الشرعي ولا يندرج تحته فيجب أن يخرج رموز الدين من هذه المطالبات أو دفعها..
ماأثار حماسي هو سماعي أن "بنات من الرس" كانوا من المطالبين بالقيادة :p
الكتاب استفتح بشرح عن الوضع السياسي بالمنطقة. بنهاية عام 1990 اجتاح صدام الكويت وخوفا من تقدمه إلى السعودية تمت الاستعانة بأمريكا لتدافع من على أرض السعودية. ماأثار فكرة القيادة بين النساء هو السماح للكويتيات والأمريكيات بالقيادة داخل السعودية وفي الوقت ذاته استمرار منعه على السعوديات! بدأنَ بأفكار وخطط هدفها لفت نظر! فئة متعلمة تحمل رخص دولية لكن انتهى بهم الحال بفضائح وقذف بالإضافة لفصلهم من العمل ومنعهم من السفر
الكتاب ممتع وبنفس الوقت يذكرك بالواقع المر, مرت عشرون سنة مابين محاولتهن ومحاولة منال الشريف, وتقريبًا ردودالفعل مشابهة. المقالات المرفقة بالكتاب تنرفز صراحة! سيل من الشتائم تعرضوا له, بالمقابل لم يوجه للكويتيات أو الأمريكيات أي منه!
كِتاب دحض الحقائقَ بالأدله الدامِغه، بالنسبة إليَّ كان كتاب جِداً مُطمئن بأن فرصة القيادة حدثَت والذي منعها قبل عقود باقي مازال يمنعها لِذات السبب ونفس الفِكر، لا أُؤيد الفكرة فعلياً وضد قيادة المرأه تماماً. لكن كونها حدثت بأسباب وكالتالي، مطالبتهم كانتّ مجرد حق من حقوقهّم وممارسه كانت بناظرهُم طبيعيه جداً. ليس بمقدرتي غير الوقوف والتصفيق لهم. لصدق الطرح والفكره المُتنازعه وتناولها بكل اطرافها بإستساغه جميلة، الجّلي انك تقرا لكنك فعلاً تسمع لنبرة المُطالبات والقهر الي أصابهم. كِتاب جداً جميل وفيه تبرأه للذمه جليله .
كتاب ملهم بطولي تحدث عن عمل جماعي متقن من مجموعة من نساء نفخر بهن وبعملهن لم يكن الأمر قيادة سيارة فقط إنما رفع الط��م والحجر عن المراة وهي الجزء الأهم الذي همشته السلطة الدينية .. إلى عظيمات حينما تسند لهن الأدوار فهن أهلن لها ..
كتاب ألهمني وجعلني أعي بأن حقي لن يأتيني مالم أضحي و أقاتل من أجل وخاصة في بلدي الذكوري ..
شكراً للمشاركات والقائمات على هذا الكتاب ولمن أعاد صياغة الحدث لنا لأن يومكم هو تاريخنا المجيد الذي سنحفظة دوماً ...
كتاب يصف بشكل دقيق تفاصيل حدث كان كالحجر الذي يلقى في المياه الراكدة فيحركها، وله طابع السيرة الذاتية التي تروي ماحدث لتلك النسوة في ذلك الحدث، وتكمن فائدة ذلك في تسليط الضوء على مواقف محدودة حصلت عام 1990، أي قبل ثلاثين عاما، ولكنها تعين على معرفة الصورة العامة والمشهد الكامل الذي كان آنذاك، وقد ينصدم القارئ من بعض التفاصيل. كتاب صدرت منه ثلاث طبعات خلال أقل من عام واحد (بين فبراير 2013 إلى يناير 2014)، وهو مكتوب بأسلوب بسيط ورشيق.
تأريخ جيد للحدث وما قبله ، خصوصاً من ردود الأفعال من الاعلام والصحوة ووو .
اللافت بالكتاب هو التشديد الفظي على دور "المتشددين" بالمحنة والمصائب اللي حلت بهم ، مع إن قراءة الأحداث بحسب روايتهن للقصة لا يخرجك من لوم السياسي بأنه الفاعل الرئيسي إلم يكن الأوحد على ماحدث.
توثيق مهم للحراك النسوي في المملكة العربيه السعوديه ونحن اليوم نشهد تغيرات في المشهد الداخلي بعد السماح للمرأة باستخراج رخصة قياده ..التحيه لنساء السادس من نوفمبر ..
كالحلم يبدو حين تقرأ عن قضية قيادة المرأة للسيارة و تفاصيلها بعد أيام من رفع الحظر وانكسار التابو. يوثق الكتاب تفاصيل حكاية المظاهرة النسائية التي خرجت في نوفمبر 1990 لرفع حظر القيادة عن النساء في المملكة . معتمدًا في سرده على شهادة من شاركن فيها ومستمدًا حقائقه من ما وثق عنها في الصحف والمطبوعات والمنشورات المناهضة لمظاهرتهن والمؤيدة لها. كتاب يوضح دور الدولة المعتدل متمثلة بالملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان أثنائها أميرًا للرياض والشيخ بن عثيمين رحمه الله في التعامل مع القضية، ويكشف عن أسماء شهيرة قذفت عناصره بكل ماهو شنيع حتى وصل الأمر إلى التهديد بالقتل والتكفير مما كلفهن وأسرهن خسارات فادحة.
العودة بالتاريخ 27 عامًا متفكرًا بالفكر المتزمت الذي حمله شيوخ ورموز دولة ذلك الوقت ومقارنته بما يقدمونه من فكر متفتح الان يجعلك تدرك حجم التغير والتحول الفكري الذي عاشته وتعيشه المملكة وتؤمن بقوة التيار الصحوي الذي مكث لعقود يضيق خناق العيش على المجتمع.
خمسة نجوم يستحقها الكتاب لسبقه في توثيق وقائع الحادثة بأسلوب بحثي رصين يعتمد على البحث والتوثيق والاستناد لا على الآراء الشخصية والهوى