سياسى مصرى بارز لعب دورًا مهمًا فى الحياة السياسية المصرية فى نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فقد كان رئيس الديوان الخديوى ووكيل الجامعة المصرية الأهلية. ولد فى 18 مايو 1860 بالقاهرة لأب شغل عدة وظائف مهمة خلال عهود سعيد وإسماعيل وتوفيق. تلقى أحمد شفيق تعليمه الابتدائى فى مدرسة المبتديان ثم مدرسة القبة التجهيزية وتدرج فى عدة وظائف صغيرة ثم عمل فى الديوان الخديوى فى عهد توفيق وفى 1885 سافر إلى فرنسا لإتمام دراسته وعاد إلى مصر عام 1889 حيث واصل العمل فى معية الخديو وتولى وظائف عديدة.
النصف الأول من الكتاب أو المذكرات هو نفس الهراء الذي كتبه كل رجال الخديوي عن عصر توفيق. نفس وصف العرابيين بالعصاة و العصابة و اتهامها أنها لم تكن تماماً حركة وطنية. نفس الدفاع عن توفيق و لجؤه للإنجليز و نفس الاندهاش الأحمق لإستمرار الإنجليز في البلاد بعد تطهيرها من الخونة العرابيين. الكتاب في نصفه الثاني يتحول إلى وصف رحلة الكاتب إلى باريس طلباً للعلم، فيصف معالمها و أناسها و أعيادها و كنائسها، ثم يعود في أخر الكتاب إلى مصر و يحلل عصر توفيق في صفحات موجزة.
ثلاث نجوم لصورة العصر الموجودة في الكتاب و المتعة في بعض الأحداث التي حكاها أحمد شفيق. أما آراءه السياسية و تحليله لعصر توفيق فكلها كليشيهات قالها كل معاصريه الواقفين في نفس الجبهة : خيانات.
نشأ أحمد شفيق باشا من حداثة سنة بالقرب من حاشية الخديو إسماعيل، وتعين في المعية السنية للخديو توفيق وكان على علاقة طيبة به، ثم تعين بعد ذلك رئيس الديوان الخديوي مع عباس حلمي. فهو وإن كان مصريا فقد كان محسوبا بشكل كبير على الحاشية الخديوية ومعبرا عن رأيها ونظرتها للقضايا الوطنية. لأحمد شفيق باشا سلسلة حوليات تضم ١٠ أجزاء ضخمة تعتبر من أهم مصادر دراسة تاريخ الربع الأول من القرن العشرين. لكن هذه هي مذكراته الشخصية، مكونة من ثلاثة أجزاء، الجزء الثاني منها على كتابين، فهي إذن في أربعة كتب كبيرة، فيها مشاهداته الشخصية من موقعه القريب من السلطة، وعلاقاته الشخصية وأسفاره خارج مصر للدراسة وللسياحة. ولأنه لا وجود للمصدر التاريخي الحيادي المزعوم، ولأن التاريخ هو مجموع المصادر المتاحة بعد تجميعها ومقارنتها وتمحيصها، لتشكل رؤية يطمئن لها عقل الباحث أو القارئ، فهذه المذكرات وغيرها هي مصدر هام للغاية لدراسة التاريخ أيا كان موقع كاتبها أو قناعاته أو آراؤه. أكتب هذا لأن آراء أحمد شفيق باشا في أحداث الثورة العرابية استفزازية في بعضها، فمنها تأكيده اجتماع العرابيين بالقنصل البريطاني مرات عديدة بالسر، فيزعم أن ذلك دليل على أنهم عملاء للبريطانيين، وهدفهم هو تنفيذ مطالب البريطانيين !!! ومن الآراء الاستفزازية أيضا أن الخديو توفيق عندما بلغه خبر هزيمة العرابيين في التل الكبير أمام الجيش البريطاني وأنباء تقدم الجيش البريطاني إلى القاهرة، لمح أحمد شفيق باشا دموع الخديو توفيق حزنا على ضياع البلاد تحت تحكم الأجانب !! فمن إذن الذي التجأ إلى هذا الجيش، ومن الذي واجهه دفاعا عن البلاد ؟! يضم الجزء الأول فترة دراسته في مدرسة المعية السنية ورعاية ولي العهد (توفيق وقتئذ) لهم، ثم تعيينه في المعية السنية في القلم الإفرنجي، ثم سفره للدراسة بفرنسا وسياحته في أوروبا في فترات إجازاته، فمشاهداته لأوروبا في هذه الفترة فيها الكثير مما يعطي صورة جيدة عن الحياة الاجتماعية العامة.
بانوراما كاملة للحياة في مصر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر تتسم بالصراحة قد يصدمك فيخا حديث غلمؤلف عن عرابي والثورة العرابية لكن لاتنسى انها مذكرات موظف في المعية الخديوية