د. علي فهمي خشيم، كثيراً ما اعتذر عن لقاء صحفي، لإيمانه بأن الكلمة مسؤولية، وأن على من يتصدى للكلام أن يدرك بما يترتب على رأيه من تبعات حسب تداعيات أسئلة المحاور .. ورغم ذلك، كانت عديدة، الحوارات التي أجراها صحافيون مع المفكر الكبير، لكبريات الصحف والمجلات المحلية والعربية والدولية. ويحتوي هذا الكتاب على مجموعة من هذه الحوارات، التي تعالج أطروحاته اللغوية وأبحاثه في علم اللغة المقارن، يُبرز فيها تأكيده على عروبية اللغات، التي كرس لها د. خشيم ما يربو عن ثلاثة عقود من الزمن مدللاً عليها بالحجج والبراهين .. كما اشتملت الحوارات على جملة من القضايا والمشاغل الأخرى، بينها موقف د. خشيم من بعض القضايا المعاصرة التي تعيشها ثقافتنا العربية.
لطالما كانت لدي مشكلة نفسية مع الدكتور علي فهمي خشيم نتيجة آراءه السياسية و تطبيله الغير مبرر للعقيد القذافي ، هذا الإشكال حال دون تناولي لما كتب بالدرس رغم إمتلاكي لجزء جيد من كتبه ،واليوم بعد أن توفاه الله وتغمده برحمته رإيت أنه لابد من أن أفرغ وقتي لهذا الجهبذ العلامة ، ابتدأت بهذا الكتاب الذي جمعه الأستاذ عبدالله مليطان لأنه يحتوي بين دفتيه لقاءات عدة وحوارات متنوعة للدكتور علي ، وأي مكان خير من المحاورة ، أذهلني الدكتور بحق ، وما زادني فخرا ان العديد من القضايا المتعلقة باللغات وأصولها كنت قد كونت فيها رأيا نابعا من دراسة التاريخ واللغة المجردة وجدتني فيها متوافقا مع الدكتور فزادت الفرحة وعم الفخر ، مجموعة حوارات تستحق القراءة وإلى مشروع الدكتور نشد السير عسى أن ننهل مما نهل منه