هل كان لليهود وجود في ليبيا، متى، وأين؟ هل تم اضطهاد اليهود وطردهم من ليبيا، وكيف؟ كيف يمكن مواجهة الحملة الصهيونية العالمية ومطالبة عشر دول عربية بالتعويض عن أملاك سابقة؟
كتاب غزير بمعلوماته يكشف لنا عن طائفة مهمّة في تاريخ بلادنا ليبيا التي يغفل عنها الكثير ، والتالي جزء ممّا ذكره الكاتب : المجتمع الليبي كغيره من المجتمعات الأخرى التي احتضنت على مدى قرون طويلة جالية يهودية امتد وجودها إلى ما قبل الميلاد ، وجدت في هذا البلد الأمن والأمان ، وتعزز القبول لهذا الطرف المضطهد في البلدان الأوروبية خلال القرن الخامس عشر بعد ان استطاع الإسبان طرد العرب ، وتعرض اليهود للاضطهاد ما دعاهم إلى اللجوء إلى شمال أفريقيا ومن بينها ليبيا ، كما شهدت في أواخر القرن السابع عشر موجة أخرى لهجرة جديدة من يهود تونس والجزائر والمدن الإيطالية الجنوبية ، ولتتشكل من مزيج هذه الهجرات المتعاقبة تجمعات يهودية ، انتشرت في العديد من المناطق والمدن الليبية على طول الساحل وبعض المناطق الجبلية ، حيث تمتع يهود ليبيا بعلاقات طيبة مع الفئات الأخرى ولم تسجل أية توترات ذات معنى بين الطرفين إلا بعد ما ظهرت القضية الفلسطينية على المسرح وبرز علانية الدفاع التام ليهود ليبيا في المساهمة في بناء الوطن القومي في فلسطين ، وتمت عملية هجرة الجالية اليهودية في ليبيا جهارًا وتحت سمع وبصر وموافقة السلطات البريطانية ومن قبلها السلطات الإيطالية بعد أن باعت أملاكها وقطعت كل الروابط بماضٍ متسامح تجاهها ، لتشتري به حلم ووهم العيش في مملكة داوود الثانية ولكنها بعد أن استقرت هناك ، وجدت مرارة الذل ونظرة الاحتقار من نخبة يهود أوروبا الذين رأوا فيها مستوى متدنيا من التحضر ، فها هي ماثير عندما كانت وزيرة للخارجية تقول : "عندنا مهاجرون من المغرب وليبيا وإيران ومصر ومن بلدان أخرى من مستوى القرن السادس عشر فهل يمكن أن نرتفع بهؤلاء المهاجرين إلى مستوى مناسب من الحضارة ؟ ". الكتاب ملئ بالحقائق والإحصائيات التي لا يمكن تجاهلها ويتناول مختلف النشاطات التي قاموا بها اليهود سواء ثقافية ، تعليمية ، اقتصادية ، دينية ، إلخ .. وأن يهود ليبيا قاموا ببيع أملاكهم عن رضا تام وانظمامهم للحركة الصهيونية الاستيطانية في فلسطين و ينفي ما روّج به البعض أنه تم طردهم و هجرتهم هجرة قسرية ، و ذكر العديد من التفاصيل الموثقة بأدلة دامغة ، اقرأوه لتعرفوا :)
-كتاب يهود مدينة طرابلس الغرب تحت الحكم الإيطالي 1911-1943 ، خليفة محمد سالم الأحول منشورات مركز الدراسات التاريخية طرابلس .
- كتاب برقة ... اليهودية فى اقليم برقة تحت الاستعمار الايطالى ، د. سليمان سويكر من منشورات مكتبة قورينا بنغازى .
كذلك هناك دراسة علمية لنيل درجة الماجستير للدكتور الطيب حمادى بعنوان اليهود ودورهم فى دعم الاستيطان البطلمى والرومانى فى اقليم برقة ، منشورات جامعة قاريونس"بنغازى" ويتناول وجود الطائفة فى العصور القديمة .
كما توجد دراسة قيمة لاستاذ مصطفى عبدالله بعيو بعنوان المشروع الصهيونى لتوطين اليهود فى ليبيا غير متوفرة الا فى مكتبات الجامعات او مكتبة مركز الدراسات التاريخية .
توصيتى بقراءة هذه الكتب حول تاريخ الطائفة اليهودية فى ليبيا لأنها بالاساس دراسة علمية لنيل درجة الدكتوراه ، واللغة المستخدمة دقيقة ، والطرح علمى خالى من التوجهات والاهواء الشخصية او التوظيف السياسى لمثل هذه الأبحاث ، وتوضح الكثير من الحقائق عن هذه الطائفة.
اليهود .. ليبيا .. التعويض .. هذه الكلمات الثلاث هي مفاتيح هذا الكتاب
اليهود: وهم من ينتمي إلى الديانة اليهودية وهم موزوعون في كثير من دول العالم. ويطرح الكاتب في طيات كتابه سؤالا مهما، ألا وهو "هل يحق "لإسرائيل" قانونا تمثيل يهود العالم؟ وبمعنى آخر: هلى تسمح قواعد القانون الدولي "لإسرائيل" بحق تمثيل يهود العالم؟
ليبيا: وكان من ضمن سكانها يهود ليبيون وغير ليبيين. وقد أفرد الكاتب الفصل الثاني للكلام عن الجالية اليهودية في ليبيا، عن أصولها ونشأتها وأوضاعها. وفيه إحصائيات من سنة 1907 إلى 1963 تبين أعداد اليهود وأماكن تواجدهم. وفيه ذكر لأحوالهم المعيشية وتنظيمهم الطائفى، وتعليهم، ونشاطهم الثقافى والاقتصادي.. وغير ذلك ولمن أراد المزيد فعليه بقراءة كتاب "يهود مدينة طرابلس الغرب تحت الحكم الإيطالي 1911-1943" للدكتور خليفة محمد سالم الأحول https://www.goodreads.com/book/show/2... كما تناول بعجالة أطماع اليهود في ليبيا. وللراغبين في الاستزادة فعليهم بكتاب "المشروع الصهيوني لتوطين اليهود في ليبيا" لمؤلفه مصطفى عبد الله بعيّو https://www.goodreads.com/book/show/2...
التعويض: قضية التعويضات برعاية الصهيونية العالمية تحت مظلة ما يعرف بدولة إسرائيل، وهي كما أشار الكاتب في الفصل الأول من الكتاب مرتبطة ارتباطا وثيقا بالصراع العربي الصهيوني. وخلص إلى نتيحة لخصها كما يلي:ـ ـ*ـ إسرائيل: تطرد عرب فلسطين للخارج (لاجئين) وترفض عودتهم أو تعويضهم ـ*ـ إسرائيل: تجذب يهود الدول العربية للداخل (مستوطنين) وتطلب تعويضا من الدول العربية وهي حسب وصف المؤلف معادلة خارج إطار المنطق والقانون
أما بخصوص دعاوى يهود ليبيا في التعويض فقد تم طرحها ومناقشتها في إطارها القانون في الفصل الثالث من الكتاب
ولا يفوتني أن أبدي إعجابي بالتقديم الذي كتبه المحامي د. جمعة أحمد عتيقة والذي عنونه بـ "إثارة .. وإنارة"ـ