تتساءل الكاتبة فيها عن المذكرات: من اين تبدأ الذكريات؟ فلا تلقى سوى أجوبة ملتبسة، فالذككريات لا تبدأ من إنسان بعينه، أو مكان محدد أو زمن معاش، بل تتصل بكل الأماكن والأزمان ومن فيها وعليها. وتتصل بالوقائع والتصورات. بالنفس والجسد. بالظاهر والباطن. إنها عالم، اختار لنا الزمن فيه مرقداً مؤقتاً
وليس الختام من صفات الذكريات... فهذه الأسرار والمكنونات تسكننا ونسكنها وطوال عبورنا رحاب الدنيا. ترافقنا مثل ظلالنا دون أن نملكها! فهذه، لا أحد يملكها. ومافي وسعنا سوى الاستذكار
حائزت على ليسانس في تاريخ من الجامعة اللبنانية في بيروت عام 1968. كما حازت الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1984 عن دراستها "مأزق الحداثة" في أدب الروائي السـوادني "الطيب صالح" وهي دكتوراه في التحليل النفسي للأدب. عملت كخبيرة في مناهج تعليم وتثقيف وتدريب الكبار ولها العديد من الكتب في هذا المجال، بالإضافة إلى ذلك فقد نشرت العديد من قصص الأطفال في مجلة العربي الصغير الكويتية في الثمانينات، كما وكتبت عددا من المقالات في جريدة الحياة. هي عضوة في تجمّع الباحثات اللبنانيات، وشاركت في تأسيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ولها اهتمامات في مجال محو الأمية في مصر ولبنان
خذلني الكتاب .. فقد أوهمني عنوانه أني سأقرأ كتابا عن الفكر الشيعي وكيفية ممارسة الشعائر الإسلامية على المذهب الشيعي رغبة مني في معرفة المزيد عن الفروقات بين المذهبين السني والشيعي .. لكني لم أجد أيا من ذلك في الكتاب باستثناء بعض مظاهر إحتفال الشيعة بيوم عاشوراء .. وبخلاف ذلك فالمذكرات عادية جدا لا تحمل أي طابع ديني أو مذهبي!!
قرأتُ العنوان "مذكرات امرأة شيعية" فانتابني الفضول حيث ظننتُ أني سأقرأ قصة لحياة امرأة من منظور أنها شيعية وسط ذلك التمييز الطائفي الذي ينخر جسد الأمة العربية لكن جاء الكتاب على غير المتوقع . التفاصيل التي أوردتها المؤلفة في هذا الكتاب لم يكن لعنصر "المذهب الشيعي "دور فيها ما عدا أنها ذكرت طقوس "عاشوراء" و أسلوبهم في "الطهارة" .و هذا ما جعلني أعتقد أن عنوان الكتاب مضلل و هدفه اجتذاب الناس مستغلة حركة التمييز الطائفي ضد الشيعة في الدول العربية..
ثانيا :حين تقرأ العنوان"مذكرات امرأة شيعية "تظن أنك ستقرأ عن سيرة حياة المؤلفة، لكنها أوردت قصص حياة بعض الأشخاص في حياتها كعمها و والدها و قصة عبدالله الضائع إلى جانب قصتها .. و هذه القصص بعض مراحل حياة أصحابها مبتورة فلم تسرد القصة الكاملة لأي منهم فضلا عن قصة حياتها و خصوصا أنها لم تسرد مرحلة "زواجها" فقد باغتتني فجأة ذكرها أن لديها ابن..!!!
و ما عدا ذلك فأسلوب الكاتبة في السرد جميل و سلس و ممتع . و أغبطها أنها استطاعت مقابلة الكاتبة "سيمون دو بوفوار "!!
العنوان خادع..لا أعتقد أنه يمكن تصنيف هذا الكتاب على أنه مذكرات، وﻻ علاقة كبيره له بإمرأة شيعية! تأكيد الكاتبة على أنها يسارية ﻻيمكن إغفاله..توقعت أن أتعرف على داخليات مجتمع شيعي عربي وبطريقة بسيطة ﻻ تهجم فيها وﻻ تهويل..ولكن خاب أملي من هذه الناحية..لم تكن هناك إﻻ إشارات بسيطة ومتفرقة عن هذا المجتمع.
الجانب اﻵخر هو قصة الكاتبة نفسها..ما عرفته عن والدها وجدها وعمها (عن طريق قصص لم تعاصرها الكاتبة بنفسها) أكثر بكثير مما عرفته عن حياة الكاتبة نفسها..باﻹضافة إلى إنسياقها و تعمقها في تفاصيل دراستها في باريس بشكل شتتني نوعاً ما.
البداية كانت سلسة وجميلة بالنسبة لي، ولكن عند وصولها إلى سرد قصة الاحتلال الصهيوني لفلسطين أحسست أنها بدأت تسير على نحو غير مدروس أو مخطط له..راودني شعور أن الجزء اﻷول من الكتاب تمت كتابته على فترات متقاربة، ولكن بداية من هذه النقطة إما أن تكون الكاتبة قد كتبته على فترات متقطعة ومتباعدة جداً، أو أن عملية تقليص للكتاب اﻷصلي تمت بشكل سريع وغير مدروس ولم تتم مراجعتها، أكثر جزء أحسست أنه كتب على عجل وبدون مراجعة هو قصة مقابلتها للأستاذة المشرفة على رسالتها..لم أستوعب إلا بعد فترة أن الكاتبة تعاني من رهاب اﻷماكن المغلقة! النهاية أيضاً لم تعجبني، توحي أنها كتبت على عجل!
أكثر ما أدهشني هو ذكر الكاتبة ﻹبنها بشكل عابر في الجزء اﻷخير من الكتاب..مما جعلني أراجع الصفحات السابقة بسرعة ﻷتأكد أنني لم "أقفز" متخطية فترة مهمة في حياة الكاتبة!!
عندما قرأت ايم الكتاب و الصفحة الاولى ، خُيّل إلي أنا هذا الكتاب سيروي مذكرات امرأة تكون قدوة للفتاة " الشيعية" ، و ان الكاتبة ستروي كيف كان باستطاعة هذه الشابة الشيعية ان تغيّر النظرة السلبية للغرب بشكل عام ( من خلال صديقتها التي التقت فيها باليمن)عن الفتاة المسلمة ب شكل عام، و الفتاة الشيعية ب شكل خاص. للأسف الكتاب لم يكن بهذا المنحى ، حتى أن الكاتبة لم. تتطرق إلى البعد الشيعي لها الا في عدد قليل من صفحات الكتاب . كان من الأفضل أن يكون عنوان الكتاب " مذكرات إنرأة جنوبية" او مثلا لبنانية.
روت الكاتبة في هذا الكتاب بعض الأحداث التي حصلت مع عائلة جدها و كيف هاجر عمها و بعدها والدها إلى الولايات المتحدة. ثم روت أيضا بعض الأحداث المتفرقة التي حصلت معها خلال الفترة الماضية ، من ضمنها أحداث من أيامها التي عاشتها في باريس أثناء تحصيلها العلمي ونيلها شهادة الدكتورا في التخليل النفسي للأدب. ليس هناك ما يمز هذه الأحداث بالنسبة لنا كقراء، رغم ان هذه الأحداث ممكن أن تحون قد أخذت حيزاً مهماً في ذكريات الكاتبة. العبر التي يمكن استخلاصها ب شكل عام قليلة جداً مقارنة مع عدد صفحات الكتاب. نقطة واحدة لفتتني في نهاية الكتاب، حديث الكاتبة عن الظهور المبتذل للمرأة في المجتمع اللبناني في الأجيال الجديدة ، حيث أن ها ما عادت تهتم بإظهار أنوثتها بقدر الإهتمام ب تكبير شفتهها و كشف جسدها , إضافة إلى التفريط الواضح في عمليات التجميل، و هذا بالفعل حقيقي و مؤسف. يهمني أيضاً أن ألفت النظر إلى أن ما تطرقت به الكاتبة بالموضوع الديني إن كان بالشكلايات و الأداء، أو حين تحدث عن عاشوراء، الكاتبة كانت تتحدث عن وجهة نظرها هي ، و ليس عن كنه المعنى الحقيقي لعاشوراء، أو عن تفاصيل تأدية الواحبات حسب المذهب الشيعي. لذلك أنصح المهتمين بالبحث أكثر عن المذهب الشيعي الرجوع إلى كتب و مصادر أخرى .
رحلة اخرى في الاراضي اللبنانية ، و هذه المرة في رحاب عائلة شيعية ، و في التمرد الاسري ، و بين العادات و التقاليد و التطلع للخارج ، تطوف بنا رجاء نعمة في منتصف القرن السابق لتعرض علينا طبيعة الحياة في ذلك الوقت ، روت لنا قصة عائلتها و هجرتهم و استقرارهم في صور ، و التحرر الديني الذي طرأ عليهم في ذلك الوقت بالرغم من تشيعهم ، تحكي لنا عن طبيعة الايشارب الذي كان منتشرا في ذلك الوقت ، و هو لباس اسود (يعجبني في الواقع) ، ثم تروي لنا قصة والدها و عمها وهبي ، و ما تعرض له من تعنيف اسري شديد ، و في الواقع أنا ابدا لا ألوم وهبي ، لأن هناك العديد من الاهالي يضطرون ابنائهم لأن يفعلو ما يفعلونه من عصي و تطاول ، بعض الاهل لا يحترمون ابنائهم ، و لا يعطونهم مساحة اختيارية في حياتهم ، يحبون قولبتهم ، و جعلهم في صورة نمطية تروقهم ، وهبي لم يفهمه احد ، فقرر المغادرة ، و لكم قدرته ...
ثم تذهب بنا رجاء إلى باريس وذكريات دراستها و حكاية اطروحتها للدكتوراه ، و تصور لنا بعد ذلك قصة صديقتها زينة الحمقاء ، انا لا اعرف كيف تفكر فتاة مثلها ، لا افهم بتاتا ما فعلت و لما فعلت ، او ربما هي لا تاخذ الحياة على نفس المحما الذي اتخذه انا ، و لهذا (مخشتليش راس) ، و تروي ايضا لنا نتفا منبعض اعمالهافي خارج لبنان
و قبل ان تنهي كتابها تذكر لنا مذكرات من عودتها لارض الوطن لتكتشف ان الشيعيات قد عاودن لباس الايشارب الاسود ، و ما اعجبني فيها هو انصافها لما رأته على عكس اغلب اللاتي ينتهجن نفس الفكر الماركسي او لنقل المتحرر ، عندما راسلتها احدى صديقاتها من الخارج تخبرها بانهاقد سمعت بعودة الايشارب للفتيات الشيعيات الصغيرات ، و الشابات ، و انها لن تقطع علاقتها بها حتى لو لبست الايشارب ،فارسلت لها رجاء تقول ان الفتيات يلبسنه باقتناع و لم يجبرهن احد عليه ، و طمأنتها انها لن تلبس الايشارب .
و انهت رجاء كتابها بمشهد مسرحي درامي و هو ظهور حبيبة عمته المفاجئ امام بيته في امريكا ، لتتركنا ننسج من خيالنا باقي الاحداث ، في الواقع ما كان عليها أن تجعلنا هكذا ، كان عليها ان تروي لنا القصة كاملة .
في النهاية اعتقد اني بدأت احب كتب السير الذاتية ، فيها نوع خاص من الثقافة ، كأنها سفر إلى زمن و مكان فيما مضى برفقة احدهم مهم .
اشتريت الرواية بدافع الفضول لمعرفة مجريات و وقائع الحياة اليومية لامرأة شيعية لكن الكتاب ذو ال415 صفحة لم يتطرق للشيعة اﻻ في 3 صفحات؛ الكتاب يتحدث عن جدها ثم ابيها ثم حياتها، أحببت الوصف الدقيق لحالة لبنان و وضعه اثناء الفترة الزمنية التي عاصرتها الكاتبة و احببت فيها التنوع الخالي من الرتابة!
عنوان الكتاب أوحى لي بأني سأجد الكثير من المعلومات عن الطائفة الشيعية وما قد يواجه المؤلفة من مواقف طائفيّة جيدة كانت أم سيئة، ولكن من المؤسف أن العنوان يختلف عن مادة الكتاب، كسيرة روائية فهي ليست بالسيئة، فعلًا أشبه ما تكون إلى مذكرات رجاء الشخصية، تحمل معها توجهاتها السياسية "القومية" وآرائها الشخصية وبعض من ثقافتها وبعض الأحداث البسيطة التي حصلت لها في مسيرتها الحياتية، والكثير من الأحداث التي لم تعاصرها بطبيعة الحال.
العنوان خادع.. ولا أدري لماذا إختارته الكاتبة لمذكراتها! تسويق في ظل الطائفية ربما!
كرهت الفصول الأولى وكانت ثقيلة على قلبي وعقلي، مملة جداً وكأنني أشاهد باب الحارة! اكره تلك الحياة مع إحترامي للكاتبة ولحياتها ولكنني أكره ذلك النمط الذكوري السخيف وذلك المجتمع المغلق المحدود. ظلت تتكلم عن اجدادها وحياتهم ومشاكلهم وطبيعة الحياة بتلك الفترة تقريبا حتى منتصف الكتاب ثم بدأت الفصول تصبح أجمل..، تمنيت حقا لو أن المذكرات كانت عنها وعن حياتها في فرنسا ودراستها الأدبية وتمنيت لو أنها زودتنا بثقافتها الأدبية أكثر فالحديث عن الأدباء والمفكرين ممتع جداً، مرت بعض الفصول التي أعادت الملل مجدداً مثل حديثها عن القضية الفلسطينية وبعض الشعائر الدينية في يوم عاشوراء. المذكرات تعطينا معلومات كثيرة عن الفترات التي عاصرتها الكاتبة في لبنان ونرى مدى الإختلافات الثقافية والسياسية بين فترة وأخرى. من الأشياء التي أزعجتني قليلا بالمذكرات هي تحدث الكاتبة كثيراً بصيغة المستقبل لكثير من الأحداث التي قد حدثت وانتهت.
أبهرتني الكاتبة و أسلوبها، لا أدري أفي الأمر تحيز؟! أسلوبها و طريقة سردها و ربطها لأطراف القصص المتداخلة يدل على براعتها و يجعلك تعجب بشخصها مع تحفظي على ما رأيت فيه من تحامل مبالغ فيه على الحجاب قد يكون استمتاعي بالسيرة سبب إحساسي بغياب بعض الفترات الزمنية التي قد تكون مكمل جيد لها مثل مرحلة ما بعد المراهقة و تفاصيل لشخصيات أساسية فعلى الرغم من أني دائماً أرى الجزء الثاني لأي سيرة هو عمل تجاري بحت هدفه استغلال نجاح الجزء الأول فإنني أتمنى هذه المرة أن أقرأ تكملة ما نقص من هذا الكتاب
توقعت أن تتكلم الكاتبة عن نظرة المجتمع لها كأمراة شيعية في مجتمع يحمل ارثاً كبير في التنوع في المعتقدات والدينات كلبنان عنوان الكتاب بعيد كل البُعد عن محتواه الذي لم تترق فيه إلى التشييع إلا في بضع صفحات أما الباقي مذاكرات عادية لأمراة عاشت فترة السينيات وفترة بزوع الشيوعية وتأثيرها على المجتمع اللبناني بمثقفيه ومدينيه
مذكرات امرأة شيعية....رجاء نعمة ------------------------------لم يسبق لي ان قرأت او سمعت عن رجاء نعمة......،و لذا فلولا عنوان الكتاب لما كنت قررت قراءته،و حيث تعرف كاتبة نفسها بأنها قومية يساريه،فقد كنت أتوقع ان تحوي هذه المذكرات الكثير من الثورة علي تقاليد في المذاهب الشيعية،احدها تدخل المراجع الدينية في حياة الناس يشكل أراه انا يشكل قيدا علي حرية التواصل بين الانسان و ربه و هي في نظري اجمل ما في الاسلام،و ثانيها ما يروج بيننا نحن السنه من شيوع زواج المتعه في أوساط الشيعة ،الزواج الذي لا أراه متوافقا مع كرامة المرأة و قدسية الزواج،.......و أتوقع ان المثقفات الشيعيات اللواتي نشأن خارج مظلة رجل الدين سيبدين نقدا شديدا له........،لكنني و عبر صفحات هذه المذكرات الفاتنة لم أر لكليهما أثرا و لا ذكرا......و ربما لان الكاتبه ولدت في عصر التدين الأخلاقي بمعني نمط الحياة المحافظ لا الانتماء السياسي و لا تدين الهوية ،ثم نشأت في اجواء ما بعد التحرر من الاستعمار العسكري و شيوع التفكير اليساري فلم يكن في حياتها توسع لسلطة رجل الدين و لا لهذا النوع من الزواج الذي ربما عادت ممارسته بعد عودة التدين في العقدين الماضيين. و علي اي الأحوال فان الكاتبه قد نجحت في اخراج كتاب ادبي فاتن ،عميق ومضيء لعصره. خرجت السيرة بصيغة روائية و خاصة في ثلثيها الأولين ،و ثلثها الأخير الذي عنونته حكايات من باريس لم يفتقد النفس الرواءي و ان أخذ شكل الخاطرة الأدبية التي استفادت من قدرة المؤلفة في السرد الرواءي، كما و تضمنت النهايات المفتوحه للبدايات القصصية التي شغلت الرواية،و لم يعق متعة السرد ما ذكرته من بعض النقاشات العقلية المجردة ،رغم انها كتبت عن المربع السيميائي بأركانه العلمية ، و هذا دليل علي تمكن الكاتبة من أدواتها الفنيه. اما لماذا اختارت الكاتبه عنوانها فلان احدي العاملات الفرنسيات معها في اليمن فوجئت بكونها مسلمه و أصرت علي معرفة تصنيفها الطائفي، ر غم ان الكاتبه كانت تعتبر انه حتي هذه اللحظة ان المخزون الثقافي الذي تورثه البيئة لسكانها يجعلهم متماهين لدرجة عابرة للفروق الدينيه، مجتمع صور الذي كان البطل في نصف الرواية الاول لم يشذ عن ما رأته المؤلفه ،الا انها لاحظت ان ذات المخزون الثقافي يختزن كل الفروق غير الودودة احيانا بين الطوائف حيث تبدو في احيان لا يتوقعها احد فيها،كحادثة هرب عم المؤلفة مع الفتاة القبطية للزواج خارج أعراف الطائفة،تتحدث الكاتبه عن سفر أفراد العائلة الرافضين لسلطة الأب ،او الباحثين عن الرزق الي العالم الجديد،..... يمضي بعضهم في مغامرته ليرتاد آفاق الوهم بينما يبقي الآخرون مشدودين الي الوطن......و تتحدث الكاتبه عن تطور الحجاب من طبقات الحجاب المسمي بالتركي الي الايشارب الي خلع الحجاب و التمرد عليه كرمز علي استعادة المرأة لقدراتها،و لكنها تري بعد عودتها من حياتها الباريسية عودة الي الحجاب لا تتعلق بالطائفة ، و تلاحظ ان الحجاب الجديد لا يشكل ذلك القيد علي لابسته ، القيد الذي كان عائقا للأمهات ،بل اختير عن طواعية و اصبح رمزا للهوية، و تستغرب موقف الاوروبيات منه بينما لا يشغلهن انتهاكات حقوق الانسان التي تقوم بها دولهم في مجتمعاتنا ،بل و تكاد الكاتبة تقترب من مفهوم ان العري ربما كان هو الرق ذاته . تتعرض الكاتبه لحياة الفتيات من عمرها اللواتي نشأن في أربعينيات العصر الماضي و علاقاتهن باسرهن و قصص هربهن للبحث عن زواج مستقر او انتحارهن هربا من خطيئة ارتكبت باسم الحب او إنهاء حياتهن فيما يعرف بجرائم الشرف. في حديثها الممتع عن تعلمها في باريس تتحدث عن ولعها بالمدينه، و نظم تعليمها المتطورة التي تعيقها احيانا أوتوقراطية غير مفهومه، كما و تلتفت بذكاء الي ان ما ورثه اليسار العربي عن ماركس الذي أعلن في أخريات حياته ان نظريته لم تتكامل بعد .....بينما اليسار العربي استزرعها في بيئة لا تتوفر فيها شروط نجاح النظرية ،فاقتصاديات العالم العربي ليست اقتصاديات تراكم الثروات الرأسماليه التي قامت الماركسية لإصلاحها...... ،كما وترصد الكاتبه عجز الدراسات و الدارسين الأوروبيين لمجتمعاتنا عن فهمها فهما صحيحا،تورد مثلا ان المستشرق الفرنسي جاك بيرك كان يتعامل باستعلاء الفاهمين علي تبشير الشاب ابي الحسن بني صدر بقيام ثوره في ايران ،ليفاجأ بيرك بعد عام واحد بان بني صدر- الذي لم يفهم مجتمعه الإيراني! - و قد اصبح اول رئيس لجمهورية الثوره الإيرانية ،كما و تتحدث عن عجزها امام صخرة أينشتاين التي ترمز الي رفض كل مناهج اعادة التفكير في النظريات التي تكتسب قوة واقعيه علي نحو ما رغم بقاءها في عالم النظرية . الظاهره الوحيدة التي أخذت من الكاتبه جهدا تحليليا من ظواهر الحياة الشيعية ،هي ظاهرة العزاءات في ذكري كربلاء و ما يصاحبها من مظاهر إيذاء للنفس،و لولا ان المشرف علي دراستها في باريس طالبها بدراستها لما فعلت و هي التي انشغلت كغيرها بالظواهر المستحدثة في عالم الثقافه .......و هنا تتحدث عن هذه الممارسة و ما طرأ علي أسلوب أداءها في مجتمع صور المدنيه ،و تري انها مثل ظاهرة الصلب في العقيدة النصرانيه، او ظواهر اخري في مجتمعات لا دينيه (سبارتاكوس )بمعني انها رمز علي الفناء من اجل عدالة لن تتحقق الا في العالم الأخروي ،و لا تتوقف الكاتبه عن عدم وجود أصل ديني لها في الاسلام،و لكن طريقة تحليلها تدل علي انها لا تري لها أصلا في الدين،....... و حين سال احد الجنود الإسرائيليين تاجرا في صور عن هؤلاء الذين يؤذون أنفسهم ،رد التاجر (انهم يتدربون علي الألم لكي لا يتخاذل اي منهم، من يتخاذل سيكون مصيره النار في الآخرة ، و الاقتصاص في الدنيا) يتساءل الجندي الاسرائيلي : من يقتص من من.؟ ( الله يقتص من الظالم، و من كل من يتخاذل عن مقاومة الظلم)، و تكتمل أسطورة اهل صور بين أساطير حياتهم الكثيرة بان الجندي الإسرائيلي كان ممن أعلن عن انتحارهم في الأيام التأليه. تختم الكاتبه ذكرياتها بتجميع خيوط النهايه، فقد ابتدأت الذكريات بعمها الذي هرب الي امريكا من وجه ابيه بعد ان فشل في أخذ حبيبته القبطية ،ها هي ذي تزوره في امريكا بعد عشرين عاما، و الطفل عبدالله الفلسطيني الذي يضيع من أهله خلال الهجرة و لا يتذكر الا اسم مصطفي عمه الذي قتله اليهود فينشأ مع أسره ارمنيه هاجرت من فلسطين و اصبح مصطفي الأرمني و يعود الي عائلته بعد ثلاثين عاما،ثم تشدك الكاتب الي نهايه كل حي و التي يشهدها الناس و لا يشهدها هو و هكذا...... مذكرات لم تتحدث عما توقعته و لكنها فتنتني، و هكذا الحياة فتنتها في .....كبدها
عندما شاهدت هذا الكتاب على رف المكتبة شدني عنوانه والتقطته وأنا أبني في مخيلتي بعض الافتراضات عن جنسية الكاتبة وخمنت وقتها أنها ستكون إما كويتية أو بحرينية ولكن بالتأكيد ليست سعودية. المفاجأة الأولى التي طالعتني بعد أن بدأت في قراءة الكتاب أن المؤلفة لبنانية وهو أمر خيب الآمال التي بنتها مخيلتي والتوقعات التي كنت اشوق نفسي لمطالعتها في هذا الكتاب من كاتبة من نفس مذهبي ونفس المنطقة الجغرافية التي نشأت بها؛ لكن في نفس الوقت اعطتني هذه الرواية صورة تاريخية لزمن ومكان لم اطلع عليه من قبل.
المفاجأة الأكبر التي حيرتني مع مطالعتي لفصول هذه المذكرات الروائية أنها قليلاً ما ارتبطت بالبعد الشيعي للكاتبة. المذكرات هي مقتطفات من ذكريات اجيال سبقت الكاتبة من افراد عائلتها أو وصف لمقابلات بين الكاتبة وأشخاص مرت بهم في حياتها كطالبة مغتربة أو لبنانية تعيش في مدن بلدها. قليل من الفصول يصف مظاهر حياتية حميمة للمذهب الشيعي كالزي النسائي وكيف تغير بين الاجيال القليلة التي سبقت الحربين الكونيتين ثم مروراً بالحرب الأهلية إلى ما بعدها من سنوات الصراع مع إسرائيل. مثل ذاك الفصل يوجد آخر عن مراسم العزاء العاشورائي.
لا أعرف ما كان هدف الكاتبة من وضع هذه المذكرات الروائية بهذا العنوان الذي لا يكاد يعكس من أمر الرواية شيء لكن خيالي اقنعني أنها كانت تريد القول أن كونها شيعية لم يكن له هذا التأثير على فصول تاريخها وحياتها ورحلتها وهي بذلك تقول أنها إنسانة لبنانية عاشت في فترة زمنية تأثرت بالأحداث التي مرت بها كأي فرد آخر في ذلك المجتمع وفي تلك الحقبة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
سيرة روائية للكاتب رجاء نعمة؛ تتحدث فيها الكاتبة عن مقتطفات من حياتها.. طفولتها، والتعايش السلمي؛ الفريد؛ بين الطوائف؛ في لبنان، وتصف موضوع هروب عمها؛ وسفره للأمريكا، ولقائه بها بعد زمن؛ في أوروبا... الكاتبة؛ تلوح أحياناً بموضوع الحجاب؛ بالنسبة للمرأة، وتحاول أن تدافع عن تكرها الحجاب، وأن الحجاب الواقع الآن؛ إنما هو ثقافة عثمانية؛ أيام الخلافة العثمانية، وفي نفس الوقت؛ تتحدث عن هذا الموضوع؛ عندنا كانت باليمن، وقيام بعض الفتيات؛ بدافع الهروب من الحجاب؛ بدخول الجامعات مبرقعات، وخلع حجاب الوجه، والتعامل مع الآخرين؛ كأنها شخص، ثم في نهاية اليوم الدراسي؛ تعود، وتضع الحجاب؛ كتلك الطالبة؛ المحجبة... وكذا قصة الفتاة اليمنية؛ التي حاولت التحرر من الحجاب، وتركه نهائياً (البالطو)؛ حتى تستمع بلبس ما يعجبها أمام الناس، وتأخذ حريتها؛ لكنها تأتي بعد فترة؛ وتعود إلى ارتداء (البالطو)؛ عندما أدركت قيمته؛ في أن للمرأة أن تلبس ما أرادت؛ تحت (البالطو)؛ مما لا تستطيع لبسه أمام الناس؛ في الشارع، ولكنها؛ عندما يبدأ وقت التفرطة (الزيارات النسائية)؛، وتكون بين النساء؛ في البيوت؛ تخلع (البالطو)؛ مبدية ما يروق لها من لباس... هكذا الكتاب... وهو يستحق القراءة.
مذكرات دسمة بعض الشيء ، ولا شك أنها غنية بالتفاصيل ، كُل التفاصيل التي لا علاقة لها بالشيعة ! ، نعم الكاتبة وصفت وضع لبنان الأجتماعي والسياسي بشكل دقيق لكنها أسهبت عن الحديث عن الشيعة (الذي من المفترض أن يشغل الحيز الأكبر في كتابها)! . كمية التفاصيل المتعلقة بلبنان كثيرة وهائلة ، أحببت الفصول التي كانت تتحدث فيها عن لبنان ، ببساطة لإنني لا أعلم الكثير عن لبنان ، الآن شغفي بلبنان زاد و أود اي كتاب متعلق بلبنان ، شعب متعدد الأديان والأطياف () تقريباً الكاتبة في مذكراتها ،روت حياة عائلتها "نعمة" بشكل كبير بدلاً أن تروي حياتها "هي " !. مع ذلك ، أستمعت جداً أثناء قراءتي لهذا الكتاب .
تمتلك الكاتبة رجاء نعمة في كتابها هذا اسلوبا جميلا شدني الى ان اكمل هذه السيرة الروائية كما صنفتها هي ولكن هناك فجوات كبيرة في هذه السيرة ولم تكن سيرة شخصية للكاتبة وانما سيرة لعائلتها .. اما العنوان فهو عنوان مضلل اذ لم تتحدث الكاتبة عن كونها شيعية الا في اماكن قليلة حتى انها قد اوردت قصة للاحداث واقعة عاشوراء غير موجودة بالتراث الشيعي والذي يعكس ضعف انتمائها المذهبي.. بصورة عامة قرأت رواية جميلة بلغتها السردية وانتقالاتها السلسة وايضا ما اثار اعجابي هو اشاراتها لطبيعة تكوين المجتمع اللبناني ووضعها اليد على مضمرات اللاوعي الجمعي المسيطر
مذكرات امرأة شيعية… حينما تقرأ العنوان يتبادر في ذهنك مباشرة بأن الكاتبة ستتناول سيرتها وتأثير المذهب الشيعي على حياتها. ولكن ما إن تقرأ الكتاب كل ذلك يتلاشى.،أعتق أن العنوان أُختير فقط لشد القراء ولكن المضمون مختلف كلياً عما هو متوقع لأول وهلة. مذكرات لحياة رجاء نعمة ذات الاسم الذي يلتبس فيه الجميع ولايستطيع أحد تحديد هويته مباشرة،تأثرت بقصة عبدالله الضائع،وسيمون. المأخذ الوحيد هو أن الكاتبة ذكرت احداث تاريخية مختلفة دون ذكر اعوامها وهو ماسبب لي التباس لاسيما ان كان القارئ ليست لديه خلفية عن حروب لبنان المستمرة.
أتفق مع كثير من الأخوة في أن المذكرات لا تمت للعنوان بصلة و ببعض التشتت في التنقل بين المواضيع، الا انه و باعتقادي ان الكاتبة تعمدت هذا العنوان بهكذا محتوى لتقول ان مذكرات امرأة شيعية هي كمذكرات اي امرأة في العالم فهي لا تختلف كثيرا عن نساء العالم اللائي يتأثرن بمحيطهن الذي يرسم شخصياتهن. و كان هذا المقصود جليا في بداية الكتاب عندما ردت على زميلتها الفرنسية في اليمن: و هل تعتبرين نفسك ممثلة للدين المسيحي؟
الكاتبة يسارية ومن جيل الستينات او قبل ذلك وايضا قضت جزء كبيرا من حياتها مغتربة فلذلك لم تتأثر بالتحول الكبير الذي حدث للشيعة في لبنان وان كانت اشارت اشارات مختصرة في الكتاب عن هذه التحولات التي حدثت للمرأة الشيعية في لبنان ذكرني الكتاب بصخرة طانيوس لامين معلوف خاصة في الحديث عن جد المؤلفة وعمها ولكن يظل امين معلوف افضل بكثير
عنوان خادع لكتاب ممتع ، لا أنكر أنني أشتريت الكتاب وكنت أتوقع أن أقراء مذكرات أمرأة شيعية ملتزمة بمذهبها وليست أمرأة لا تنتمي الا أسماء للشيعة .... على العموم أستمتعت بقرأة الكتب وتعرفت على كاتبة ذات قلم رشيق أستطاعت أن تجذبني لأن أكون من قرأها بالتأكيد ، ربما أستحقت مذكراتها أكثر من ثلاث نجمات لكن خيبة أملي من العنوان جعلني أعطيها النجمات الثلاث