إذا كان الفقهاء قد اتسموا بالتسامح، ومراعاة اختلاف الألسنة، والبيئات، والأزمنة، في مجال الفقه، فهل كان موقف الفقهاء يتصف بنفس القدر من التسامح في مجال العقيدة ؟ هل سمح الفقهاء بتعدد القراءات للعقيدة الإسلامية ؟ هل سمح الفقهاء لغيرهم أن يروما الإسلام في ضوء السياق الثقافي والاجتماعي، والحضاري الخاص بهم ؟ ما هي الأسباب التي تقف وراء الموقف العنيف للفقهاء اتجاه علم الكلام. هل هذا الموقف يرجع إلى رغبة الفقهاء في سيادة صورة بسيطة فعالة للعقيدة الإسلامية عمل بها السلف، وبها غيّروا تاريخ شبه الجزيرة العربية، بل تاريخ العالم في مرحلة معينة تتناسب مع القريحة العربية، وتركز على العمل والممارسة أكثر من الجدل واللجاج ؟ هل هذا الموقف المتشدد من الفقهاء تجاه علم الكلام هو نتاج الخوف من أن الاختلاف حول العقيدة يؤدي إلى الفرقة والتشرذم، وهو ما يُضعف المسلمين ؟
بحث رائع ومتقن بإيجاز وإقناع .. ولطالما علم الكلام كان محط جدال كبير بين الفقهاء والعلماء بين الأخذ والرد .. وقد قدم الكاتب نظرة شاملة من الناحية التاريخية والتفاعلية للموضوع .. انطلاقاً من الأئمة الأربعة مع تعريج بسيط على الصحابة واستمراراً إلى ظهور الطوائف وتأثيراتها .. خلاصة الكتاب النهائية توزن بالذهب لعلميّتها وإنصافها وإلمامها .. مفيد جداً.