Jump to ratings and reviews
Rate this book

العصر الأيوبي- قرن من الصراعات الداخلية

Rate this book
عندما توفي نور الدين لم تفقد الأمة المشروع بفقدان القائد، فقد جاء صلاح الدين، الذي كان مسكوناً بروح سلفه، ليحقق الجزء الأكبر من مشروع التحرير، مستفيداً من الوحدة. ولكن البيت الأيوبي، الذي قام حكمه أساساً على مشروع الدولة الموحدة والجهاد للتحرير، تناسى المشروع بوفاة صلاح الدين، وغدت الشام منقسمة، لا تتوحد إلا بتحالفات هشة ضد مصر، ولم يكن صلاح الدين هو من قسم الدولة التي جهد لتوحيدها، ولكن الإقطاع العسكري، وهو النظام السائد وقتها، كان سبب التجزئة، فبوفاة السلطان تتحول الإقطاعيات إلى ممالك، لقد كانت مرحلة الانقسام الأيوبي مرحلة عقيمة على الصُعد كلها، ما منح الفرنجة أعواماً طويلة أخرى، أمضوها في بلادنا، ليس لقوتهم التي ارتَجَّت بعد حطين، بل لضعف الكيانات السياسية الأيوبية وتخاذلها، لكن من جهة أخرى، ومع أن ملوك البيت الأيوبي تخلوا عن السياسة الهجومية للتحرير، فلا بد أن نشير إلى دفاعهم القوي في وجه الفرنجة، حيث تمكنوا من صد حملات كبرى، كان ممكناً أن تقلب وجه الشرق العربي المسلم، وعلينا أن لا نحملهم كل أوزار زمانهم، فقد كانوا جزءاً من مجتمعهم بكل ما فيه من فضائل ونقائص، ومع أن الأيوبيين كانوا أكراداً في أصلهم، فقد عدّوا أنفسهم عرباً بثقافتهم ودينهم، فأحبوا اللغة العربية، وقربوا إليهم الشعراء والأدباء، وعقدوا مجالس الفقه، وكانوا رواة، تسند إليهم بعض الأحاديث الشريفة، كما تميزوا بالبساطة، وربما التقشف، فلم تعرف بلاطاتهم التقاليد الملكية، أو أبهة الملك، إن تاريخ البيت الأيوبي لا يبدو واضحاً من سير ملوكه، أو تدوين أحداثه، بل يحتاج على نحو ضروري إلى دراسة العلاقات الداخلية بين ملوك البيت وسلاطينه وتحليلها، ودور الأمراء، والقوى العسكرية، وشبه العسكرية، وتأثير كل هؤلاء في تلك العلاقات، وهذه هي المزية الجديدة التي انفرد بها هذا الكتاب، والتي لم يتطرق إليها البحث سابقاً وفق علمي.

392 pages, Paperback

First published January 1, 2011

3 people are currently reading
65 people want to read

About the author

منذر الحايك

48 books43 followers
كاتب ومؤرّخ سوري ، من مواليد حمص 1944 م ، حصل على الاجازة في التاريخ من جامعة دمشق

وشهادة الماجستير ، والدكتوراة من الجامعة اللبنانية في العام 1978م في
تاريخ العرب والإسلام في

يعمل أستاذاً في مادة التاريخ - كلية الآداب - جامعة البعث - حمص .
وهو صاحب مشروع ثقافي كان في البداية
مهتما بدراسة العلاقات الدولية فرسالته للدكتوراه كانت بعنوان “العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية” وقد أعدد بعدها سلسلة من أربعة كتب عن العلاقات الدولية في العصور الوسطى ثم أخذ اهتمامه يتوسع بدراسات الأديان حيث بدأت من الهند مع كتب عن.. الهندوسية والجانتية والبوذية ثم الزردشتية وبعدها أصدر كتابا عن البهائية كما قدمت عددا من الدراسات التاريخية والتراثية مثل.. العصر الأيوبي- نهاية الدولة العثمانية -ابوفراس الحمداني وقبيل نحو سنتين وبعد استفحال أمر التطرف الديني قرر البدء بمشروع متكامل في علم الأديان المقارن من خلال دراسات نقدية مقارنة لبعض الكتب المقدسة.

أما مشروعه الحالي وهو عن علم الأديان المقارن ويصدر تباعاً في سلسلة بعنوان سلسلة كتب مقدسة ، تكمن أهمية هذا المشروع من كونه يهدف من خلال التحليل والنقد العلمي وإعادة ترتيب الأفكار والمعتقدات بكل شفافية وتجرد ليصل مع القارئ إلى نتيجة كاملة الوضوح بأن الأديان جميعها من منبع واحد وأن روحها هي الأخلاق وأن غايتها راحة النفس البشرية.. وأطمح من خلال هذا العمل أن أتمكن من تشكيل نواة أو أساس لعلم أديان مقارن بعيدا عن التعصب والآراء المسبقة وأنا أرى أننا الآن كما في كل المجتمعات المعاصرة بحاجة لهكذا عمل إذا أردنا أن نستمر في العيش معاً في هذا العالم.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
3 (42%)
4 stars
1 (14%)
3 stars
2 (28%)
2 stars
1 (14%)
1 star
0 (0%)
No one has reviewed this book yet.

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.