عزيزة المولعة بالأفلام المصرية تفقد بصرها في ليلة عاصفة محمّلة بالغبار. وفي العيادة، تطيل الإصغاء إلى صوت الدكتور أحمد. هي لا تعرف صوت من يشبه، حسين فهمي أو رشدي أباظة أو شكري سرحان؟ بعد شفائها تغرم به. ليس لأنه مصري، هي لا تحبّ اللهجة بل تحبّ الحنان الذي تسكبه لتصبح حديثاً دافئاً. عائلتها تعارض الارتباط به لتصبح قصّتها، كبقية حكايا الحب في شارع الأعشى، من دون ثمر. هل تهرب معه إلى بلاده وتغيّر اسمها كي لا يعرفها أحد، تماماً كما فعلت تحية كاريوكا؟
بدرية البشر روائية وصحفية من السعودية نشرت مجموعة من قصصها القصيرة في عام 1992 تحت عنوان "نهاية اللعبة"، بينما نشرت مجموعات أخرى في 1996 و1999 تحت عنوان مساء الأربعاء وحبة الهال، على الترتيب. وبدرية أيضا مؤلفة هند والعسكر2005، و"معارك طاش ما طاش" 2007، ويتعامل الكتاب الأخير مع الجدل الذي ثار حول المسلسل الكوميدي السعودي الساخر "طاش ما طاش". وروايتها الجديدة نرد النساء في 2010.
عملت بدرية في مجال الخدمة الاجتماعية بعد حصولها على البكالوريوس في الدراسات الاجتماعية من جامعة الملك سعود بالرياض. وبعد العودة إلى جامعة الملك سعود للحصول على الماجستير في الآداب، بدأت التدريس في الجامعة مع العمل بالصحافة في الوقت نفسه حيث بدأت مهنتها الصحافية بكتابة عمود أسبوعي في مجلة اليمامة ثم انتقلت لكتابة عمود يومي في صحيفة الرياض. في عام 2005، حصلت بدرية على دكتوراه في فلسفة الاجتماع من الجامعة اللبنانية في بيروت، وكانت في ذلك الوقت تكتب أيضا في صحيفة الشرق الأوسط. وفي عام 2008 عينت في منصبها الحالي كاتبة في صحيفة الحياة.
شاركت بدرية في ندوات القصص القصيرة والتجمعات الثقافية في مختلف أنحاء العالم العربي، مثل "نادي الشارقة للبنات" وفعاليات في النوادي الأدبية في الرياض والمدينة ومسقط. كما دعيت بدرية إلى الولايات المتحدة لمناقشة وسائل الإعلام الأمريكية ضمن برنامج الزيارات الدولية في يناير 2005.
لا أعرف كيف يمكن للبعض تسمية أنفسهم كُتابا حين يكون مثل هذا الكتاب نموذجا لما يكتبون! الحلقات المفقودة، وتغييب عقل القارئ، والسخرية من دقة ملاحظته، وحشو المحتوى بما يظهر آراء المؤلف الشخصية عارية بلا أدنى خجل، جميعها أسباب تدفعك لركل هذا الكتاب حتى قبل أن تفرغ منه.
أظن أن "بدرية" كانت واثقة من نفسها لدرجة أنها توقعت أن القارئ قد يكمل الحلقات التي تركتها، أو قد يقرأه بذكاء طفل في عمر الثانية ليستوعب قدرة شخصياتها الفذّة على التغير بجرة قلم منها من وحوش في الصحراء إلى رجال أعمال، أو أن يلاحق الأحداث التاريخية أو التغيرات الاجتماعية التي تعمدت حشوها بعقل الجاهل الذي لا يفقه إلى أي مدى تريد منه أن يكون أحمقا ليتجاهل كل تلك التناقضات.
وإنصافا للحقيقة فقد كانت الفصول الأولى مثيرة نوعا ما حين بدأت "عزيزة" - بطلة الرواية حتى منتصفها-وعائلتها المثال لعائلات الرياض التقليدية (الوالدين الجادين، الشقيقات اللاتي تتصرفن بشقاوة المراهقات، الجيران المحبين، وابن الجيران العاشق) تحكي عن مغامراتها مضمّنة قصة شقيقتها عواطف وقصص بنات الجيران ممن يماثلنها في العمر بطريقة جميلة وبأسلوب مترابط، ثم بدأت فصول الخيبة.
صارت "بدرية" -المؤلفة- تتحدث من جانبها عن شخصيات سطحية دخيلة. مرة عن مطربة تدعى وردة تغني في حفلات الزفاف ثم أجدها تعمل في حاشية أم سعود. هذه الأخيرة أيضاً - أم سعود طبعا- لا أعلم ماذا تمثل أو ماذا تريد. ومرة عن عطوى أو عطية الهاربة من قريتها لتعمل مع إحدى السيدات ثم تعود هي التالية لتنضم لذات الحاشية. ولا أنسى وضحى البدوية التي تحولت بين ليلة وضحاها من فقيرة معدمة إلى سيدة السوق بلا منازع. ثم ابنتها مزنة التي تنقلب من فتاة البرقع وسوق الحمام إلى السيدة التي تتسلى بأكل الفستق أمام بركة السباحة.
وبالعودة إلى البطلة عزيزة التي حولتها الكاتبة إلى ضحية بكل طريقة ممكنة -على طريقة الأفلام المصرية طبعا-، مغامراتها الأولى مع شقيقتها ثم مع صديقتها فلوة في السوق، وبعدها مع الطبيب لأكتشف لاحقا أنها طالبة في الثانوية أي بعمر ١٨ سنة على الأكثر. ثم ما نوعية المجتمع الذي يمنعها من كشف وجهها في الشارع ليتجاهل خروجها برفقة الطبيب؟ أو يرغم زوجة السائق للركوب معها في نفس السيارة منعا للخلوة لتذهب وتقابل الطبيب لوحدهما في العيادة؟ تناقض تام فعلا.
الحمد لله أني لم أقتنِ الكتاب بل قرأته كنسخة إلكترونية. أتمنى أن لا ألتقي بأي كتاب مشابه مرة أخرى.
يبدو لي إن بدرية البشر كانت من عشاق روايات عبير، لذا قررت كتابة رواية مثلها لكن بنكهة محلية، أضافت فيها معلوماتها عن الحياة في الرياض فترة الستينات والسبعينات، ولإضافة نكهة مميزة للرواية أضافت فقرة جهيمان والتشدد وبدايات الصحوة، وهي فترة ملحمية وإشكالية في التاريخ المحلي، بالطبع سردت التاريخ من زاوية معينة ومحددة يحافظ عليها الكثير ويتبناها لتدعم آراءه رواية ضعيفة وتصلح تكون بمنتدى واسم مستعار أو تاريخ الاصدار يكون بالثمانينات أو النصف الأول من التسعينات كحد أقصى ليتم مجاملتها ثم ملاحظة عابرة لا تخص هذه الرواية وإنما الروايات السعودية التي اطلعت عليها حتى الآن، لماذا يرسمون الشخصيات غالبا بنفس الشكل؟ من أين يستوردون نماذجهم لأني حقاً لا أعيش بين أناس مثلهم، فالمتدين له نوع واحد لا ثالث له، الإرهابي المتطرف العنيف الغليظ، بينما نماذج التدين عندنا واسعة جداً وأطياف وفئات كثيرة، اختاروا منها المتطرف وهم أقلية وأظهروها في كل رواية، وقصة قصيرة، الفئات الأخرى متدينين متعلمين تعليم دنيوي، ومتعلمين تعليم ديني نظامي، أو تعليم ديني في حلقات العلم، والبعض يدمج بين الاثنين، وهناك متدينين تدين بدون علم، والمتعلمين ليسوا فئة واحدة، عوالم واسعة أظن أن معظمه لم يكسر التلفاز أو يحرق الصور ربما أمتنع عنها لكن بدون التصرفات العنيفة ضدها، ثم الأمر الآخر الشذوذ الجنسي، المحيميد وكائن مؤجل والآن بدرية البشر وغيرها ماقصتهم مع الشذوذ الجنسي؟ نعلم أنه موجود قديما وحديثاً لكنه مستنكر وشائن وقليل كذلك، لكن أن تذكر هذه النماذج ويتم تكرارها باستمرار في الأعمال الأدبية وكأننا بين قوم لوط! استهبال واستخفاف بالمتلقي
رواية جميلة جدا، سعودية بامتياز، والكتابة متوازنة تقرب صورة المرأة في المجتمع السعودي كما هو الواقع بدون مبالغة أو تهويل لشيء، الرواية تسلط الضوء أكثر علي حال النساء والبنات، والإزدواجية في تعامل الآباء مع أولادهم الذكور والإناث، نفس الرغبات والمواقف التي تحدث للبنات وتقابل بالرفض هي نفسها تلقي الترحيب والموافقة مع الأخوة الذكور وليس عيباً في ذلك لأنهم "رجاجيل" أي رجال،وبالأخص في موضوع الزواج، من الممكن أن تُجبر الفتاة على الزواج برجل في الخمسين من عمره وذلك بسبب رغبة أبيها فقط وهكذا بقية الرواية على هذا المنوال بها صور كثيرة لمعاناة الأنثي في جميع المراحل ، بداية من الطفولة وحتي نهاية حياتها.
عقد السبعينات هو زمن الأحداث التي بدأت فوق سطح أحد منازل حي شعبي من أحياء الرياض وبالتحديد شارع الأعشي نسبة الي الشاعر الجاهلي الضرير وصاحب معلقة من المعلقات العشر، ينطلق السرد على لسان "عزيزة" الفتاة التي تحكي عن عائلتها وعائلات شارع الأعشي وبالأخص عن النساء وجلسات النميمة بينهن، سوق الحريم وقصص الحب التي تولد فيه، بعضها الذي يخرج للنور ويكلل بالزواج والآخر الذي باء بالفشل، تحكي عن شكل المجتمع السعودي في تلك الفترة وأول مرة تشاهد فيها التلفزيون الملون وكذلك المكيف وهواؤه البارد الذي جاء ليطفئ لهيب أغلب أيامهم.. تصاب الفتاة بعمي مؤقت جراء الغبار يعالجها طبيب عيون مصري فتقع في حبه لانه يتحدث اللهجة المصرية وتريد أن تهرب معه الي مصر مثلما فعلت تحية كاريوكا في أحد أفلام الأبيض والأسود، وكما ودع الأعشي محبوبته "هريرة" وكتب أبيات وداعه في بداية المعلقة الشهيرة، ودعت "عزيزة" الطبيب المصري الذي أحبته وانتهت علاقتهما بالفشل طبعاً لان العرف عندهم لايجوز أن تتزوج البنت السعودية برجل مصري أو غير سعودي عموماً.
بخلاف عزيزة وأخواتها يوجد "وضحي" المرأة البدوية التي تهرب من حياتها القاسية والفقيرة الي سوق الحريم في الرياض فتشهد رحلة صعود فيه، يوجد أيضا "عطوي" الطفلة التي تهرب من تسلط زوج أمها وتندمج في سوق الحريم. نلاحظ أن الرغبة في الهروب من حياتهن هو العامل المشترك بين شخصيات الرواية،وبعيداً عن النساء تقاطعت الأحداث مع حادثة احتلال الحرم المكي في أواخر السبعينات حينما احتله أحد المجرمين وقتل الأبرياء مدعياً ان سعادته هو المهدي المنتظر وجاء ليخلص الأمة الي أخر هذه المهلبية وهذه الكوميدية السوداء
أحببت الرواية في المجمل وأعجبني البساطة والانسيابية التي تكتب بها بدرية البشر. التقيم 3.5/5
أول قراءة لي لأعمال بدرية البشر، البشر تكتب رواية تغذي بها الأدب ب - حصتها - من الوجبة الخليجية الثقيلة ، الحصة المعتادة التي قدمها فئة غير قليلة من الروائيين و الروائيات في الخليج و الذين عمقوا صورة نمطية للرواية الخليجية المعاصرة إلا ما ندر بالطبع ، تدور رواياتهم حول الحنين لماضٍ بسيط لن يعود كفسائل لا تنمو في الإسفلت أو التمرد السلبي على الحاضر ، اعتقد بأن البشر منحت الماضي صفة من مواصفات الحاضر الذي تبتغيه عدد من الروائيات و يعمدن لطرحه بجرعة زائدة من التحرر الهستيري الذي يصاحب الإناث والذكور في موسم التزواج ، البشر جعلت الأنثى الماضي متمردة وبعيدة عن التهميش و هذه طفرة لم تستثني منها بدوية أو حضرية و كل أنثى في ذلك النطاق الضيق ذو الإطلاع المحدود وما يترتب عليه من بناء لرؤى شاملة في الحياة تكون كوارثية كما فعلت عزيزة أو السفيرة عزيزة في الرواية حين جدولت قرارات حياتها حول مواقف وسلوكيات شخصيات سينمائية وكبّرت داخلها مواصفات أبطال السينما ومقاييس رجولتهم رغمًا عنها لإنها محاطة برجال إما يُحظر عليها التعاطي معهم أو صورة الأب والأخ أو رجل البيت الذي تجعله الحواجز مهابًا هو قادر على التجاوب والإبتسام ولكن من خلف الحواجز ، لم أعلم سر التغيير الذي انتاب أنثى الماضي في قلم بدرية أمام ثبات فكر الرجل، أهو تشجيع مبطن لأنثى اليوم أم هي أمنية لكمال ناقص ترى أنها أفقد أنثى الأمس أحقية الفوز في الصراع و أخرسها وجعل أهدافها الحالية المتناسلة في بناتها سرابًا لا يستحق الملاحقة ا.. تلك الأهداف التي تُعد على الأصابع و تقتصر على تحرر يُحسب بالخُطى! لذلك هذه رواية لا تنتمي لزمن كتابتها .. هذا يشجع للقادم من قلمها.
غراميات في زمن قاحل تواصليًا، ينشأ بين الجدران و ينتهي بينها، غرام محدود الرؤية و لن يبصر النور وسيقتات قصوره دومًا كألقاب الشخصيات التي تسمى الشوارع بأسمائها، هكذا تشتعل الشوارع بهمسات العشق المذعورة، غرام يصنعه النقص الذي تحتاجه القلوب لا يُعد غرامًا.
تملك البشر سرّ التصور النشط و هالة التحليل الصحيح للمواقف و هي ذات إتزان كتابي ملحوظ و لديها قدرة الهرولة ممسكة بيد القارئ حتى تباشير النهاية، النهاية الغير مقنعة برأيي فشخصية عزيزة لا يناسبها الانصياع ل شرك الرجل حتى لو كانت ستفوز من شركه بصيد عظيم.
السؤال الذي أعتقد أنه يدهش الكثيرين ، ماذا تفعل هذه الرواية في قائمة البوكر ، حسنا ، يمكننا أن نضع الاجابة في عدد من النقاط التي تشرح نقاط ضعف ونقاط قوة هذه الرواية
أولا : الرواية سعودية ( هذا يحسب لها ، ففكرتنا العامة عن الأدب السعودي أنه أدب غير موجود وغير معترف به ، طبعا هي لم تطبع في السعودية أو على الأقل الطبعة التي معي ، يذكرنا هذا ببنات الرياض والآخرون لم تطبعا أيضا في السعودية ) ثانيا : الكاتب امرأة ! نعم يا سادة ، عوالم الحريم السعودية تثير دهشتنا للحظة ، ما الذي يحصل خلف الأبواب المغلقة و النوافذ والسيارات الفارهة ؟ هذا يحسب لها . ثالثا : تتبع الرواية التغيرات الاجتماعية التي تمر فيها السعودية في بداية السبعينات و حتى بداية الثمينات أي عبر عقد من الزمن ، و هذا لشدة دهشة القارىء ومنهم أنا ، يعني أننا سنقرأ عن سعودية مختلفة تماما عن السعودية التي نعرفها ، و سنقرأ عن الأسباب التي أدت لصعود الوهابيين وتمكنهم ويتمثل هذا بتغير وضع المرأة بعد انتشار جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . بعد حادثة الحرم في 79 . وهذا أيضا يحسب للرواية . رابعا : لم توفر الكاتبة فرصة لتأكيد هوية الكتاب ، فهي وصفت الثياب والروائح والعادات وحتى الأغاني ! وهذا يحسب لها أيضا .
اذن ، ما مشكلة الرواية ؟ الحقيقة أن المشكلة الوحيدة لها هي مشكلة السارد ، السارد هو سارد عليم وهو واحد من أسوأ أنواع السراد ، و أدى هذا السرد إلى التوهان بتفاصيل الرواية ، عمن الرواية عن الفتاة التي أحبت مصريا أم عن وضحى البدوية وصعود نجمها وأولادها وانتقالهم من البداوة إلى عالم الحضر والمدينة .وهذا برأيي ما أضعف الرواية جدا و ما سيدمر فرصة وصولها إلى القائمة القصيرة و دمرت تفاعل القراء معها !
ولكن الكاتبة أيضا ذكية فترمي لنا تلميحات ذكية جدا في أثناء تتبعها لتغيرات المجتمع السعودي ، فهي ترمي باشارات إلى كيفية التعامل مع مجتمع الوافدين الفلسطيني و المصري ، على ما يبدو فالفلسطيني مرضي عنه هنا ، أتت عليه سريعا ، أما المصري فهو يشكل مشكلة في عالم بطلة الرواية ، ومن ثم بدأ نجم هذين الشعبين يهبط ليصعد نجم الهنود ، و لم تكتف بهذا بل أتت أيضا على تغير العلاقات الانسانية و اعادة هندستها لتصير مناسبة لحياة المدينة الجديدة ، وعرضت أيضا إلى العلاقات بين الجنسين أو بين الجنس الواحد حتى .
كتاب ذكي فعلا ، ولكن سرده يدمره تماما . ..خسارة فعلا ..
إحساس سيء حين تكمل كتابا لأنك يجب أن تكمله ، هذا ما حدث مع هذه الرواية ، وددتُ أن أمسك بخيط واحد أمشي وراءه فتشابكت الخيوط . كثير من الشخصيات تم إقحامها ولم أجد فائدة من الإسهاب في الحديث عنها، في الرواية محاولة لوصف الحياة في السبعينات الميلادية . الرواية لا تخلو من بعض التعبيرات الجميلة . نهاية الرواية .. يسميها البعض نهاية مفتوحة ولكنها ليست كذلك ، كأن الكاتبة استطردت في ذكر تفاصيل لأبطالها حتى ملت و توقفت عن الكتابة ثم أرسلت ما لديها للنشر ! نجمة واحدة تكفي ، مع تقديري للكاتبة وللجهد المبذول في الرواية لكنها لم ترق لي .
شعرت بالقرب والإنسجام التام وأنا أقلب صفحات هذة الرواية, فقد بدت المشاهد فيها مألوفة وحميمة وتذكرني بأسلوب معيشي قد مررت به, وبذكريات جميلة قد عبرت بها, وبخطوط حياة وبشر قطعوا الطريق بجانبي في أوقات بعيدة كل ذلك البعد عن الذاكرة وقريبة كل ذلك القرب من الخاطر والفؤاد, أحببت البساطة والطابع المحلي الذي ينغمس فيه السرد, وأحببت أن النص جاء على طريقة عفوية, لينقل لنا صور مقتطعة من تاريخ الأسرة النجدية, بطباعها وعادات بناتها وشبابها, وبأدق التفاصيل التي جعلت من الحكاية مكاناً مألوفاً للتمشية والمطالعة والتأمل والتوقف عند مشاهد كثيرة شبيهة بماضينا القريب, وحاضرنا الذي ما زال فيه شيء من شوائب ذلك الماضي.
طريقة "بدرية" في السرد لذيذة وشهية.. وسهلة, فهي لا تسقط في عمق الإنسان, بقدر ما تحب أن تخلق لك بيئة محببه وقريبة منك, وتحيل بشخصياتها لوحات عبثية وملونة بألوان قرمزية, وتتخذ أشكال ذات بعد واحد, ونفسية متوحدة, رغم ذلك تخلق فيك ذلك الشبق للمواصلة لإتمام قراءة رواياتها, وتتركك دائماً متحمساً لما سيأتي في الصفحات المقبلة من النص, وتخلق لك حدث مألوف ولكن بطريقة سرد مختلفة, وتصنع لك فاجعة.. ولكنها لا تفاجئك بقدر ما تخلق فيك شعوراً ما يصل حد الدهشة بقليل, وتستبق مراحل وتعيد مراحل في خضم أحداث لولبية, وشيقة.
كل التفاصيل في هذة الرواية تبدو قريبة من القلب جداً, ولصيقة بجدار الروح, فنسائم سطح البيت, ومرايل المدرسة الملونة بالكحلي والرمادي, وسيارات الـ "بيك آب", وأشرطة الكاسيت, وسوق الحريم, وعيسى الأسمرني بائع اللانجري, والمطر, وشارع الأعشى, ومجمع شارع الخزان, والطرقات الملئ بالبشر والوجوة المألوفة والكادحة, وحكايا نسوة الحي, ومغامرات رجال الحارة, كل هذة التفاصيل جعلت من النص حيوياً بإمتياز, وخلقت جواً من الحركة, والألفة المستديمة, فأفلام الأبيض والأسود المصرية, وجلسات السمر في الأسطح المفتوحة لنسائم الصيف, والأحاديث المشتركة حول موقد الشتاء, ذكرتني بأوقات كنت أعيش فيها ذات اللحظة, وذات الذكرى.
راقت ليّ الكثير من الشخصيات في تركيبتها المحليّة والقريبة جداً من الشارع, وأحببت شغف "عزيزة" بالحياة والبشر, وحبها لأفلام الأبيض والأسود, وعلاقتها الغير مكتملة مع "الدكتور أحمد", وتولعها بشكل الحياة في مصر, وبسيرة بنات الحي, وبتطلعها الدائم لإكتشاف كل الأسرار التي تدور في الحارة, كذلك راق ليّ حب السطوح, وكيف ظهر التلفاز الملون والهاتف في بيت "أبو إبراهيم", وكيف كان الحب مشتعلاً بين "عواطف" و "سعد" حتى أنتهى بتغير "سعد" الجذري وإلتزامه, أحببت قصة ظهور "وضحى" في الحي, وحكاية بنتها مع عاشقها الفلسطيني, وحكاية متعب مع "محل تسجيلات الكاسيت", وقصة "ضاري" وتمرده وتعلقه بِـ "ورده مطربة الأفراح" وحبه لِـ"عطوى", وظهور "أم فراج" في حياة "وضحى", وسيرة "عطوى" مع الألم الذي عاشته منذ خلقت في قريتها البعيدة, حتى وصولها إلى بيت "أم فراج", ونساء السوق.. وحكايا بقية نساء الحي.
جاءت التغيرات في الفصول الأخيرة سريعة وفجائية, إلا إنها نقلت إنقلاب الشارع وشكل الحياة المفاجئ في ذلك الوقت بالذات, فما عادت الشوارع الجديدة مليئة بالبشر وضجيجهم, وأصبح الكل منغلق على نفسه كلياً, حتى الأسرة أصبحت لا تجتمع على طاولة طعام إلا نادراً, وأصبح لكل شخص فلكه الخاص يعيش وسط محيطه, فتغير "إبراهيم" من الفتى العاشق الولهان, إلى الصارم الباحث عن كل فاتحة للذنوب حتى يبيدها, وما عادت "عزيزة" تخرج إلى البقاله مشياً على الأقدام كما سبق.. فصارت كل المشاوير تلزمها الركوب مع سائقٍ خاص, وما عادت "وضحى" تجد في سوق النساء سعادتها وأمتع ساعاتها, وأصبح الشارع والسوق والبشر متوترون بعاصفة إلتزام تعسفي بأهواء داخلية قامعة, على العموم الرواية بمجملها جميلة, وخفيفة, ومشوقة, وقد تنقلت بين مراحل متعددة وسريعة, إلا أن الإنحراف الفجائي الذي جاء في نهايتها كان مدمراً جداً ولا يمت للشخصية الرئيسية بصلة.
الروايك باختصار تحكي عن خيبات النساء من الرجال والمجتمع. الرواية كانت ممتعة، تحكي عن السعودية في زمن الخمسينيات او الستينيات، حيث كان انبهار السعوديين بالثقافة المصرية من موسيقى وأفلام ومن ثم التدرج نحو مجتمع يحكمه النظام السلفي ويطوق الخناق عليه. أعجبني في الرواية التركيز على الجانب النسائي وحياتهن الاجتماعية والتي هي في معظم الأحيان مجهولة وخاصة في المجتمعات الخليجية. ظننت في بداية الرواية أن البطلة هي عزيزة إلا أن هناك عدة شخصيات نسائية هن من أبطال هذه الرواية. النساء في هذه الرواية يصبن بالخيبة في كل علاقة حب فلا الانقياد للرجل ولا التمرد لأجله منحتهن السعادة الكاملة، فإما يواجهن جبروت الرجل نفسه او جبروت القواعد الاجتماعية. الشخصية التي أحببتها في هذه الرواية هي وضحى. رغم جهلها، إلا أنها ذكية وقوية وصبورة. لم يعجبني في الرواية الفصل الأخير خاصة لان النهاية مبتورة كما ان مصير بعض الشخصيات مثل عطوى وضاري وعزيزة والجازي لم يكن واضحاً. لم يعجبني ان الرواية لم تكن متجانسة في الأسلوب فعزيزة كانت تتكلم بلسانها في الرواية بينما استخدم أسلوب السرد والوصف مع باقي الشخصيات.
دفقات الذاكرة ولوعة الحنين إلى أمسٍ أناره البحث عمّا رحل
قد تكون هذه الرواية من أكثر الأعمال التي قرأتها وشعرتُ كأنّ قطار الزمن قذفني إلى الأمس البعيد... حيث كانت الحياة أبسط وهموم البشر أقل تعقيدًا ممّا هي عليه اليوم. رواية رائعة بتفاصيلها البسيطة التي عايشناها قبل أن تغتال الحداثة يوميّاتنا البريئة التي تربّينا عليها. هذه ليست حكاية سعوديّة فقط في شارع الأعشى، بل حكايات من كلّ بيت عربي. هناك، في ذلك الزمن الغابر، حيث كانت أحلامنا صغيرة ومتاعبنا صغيرة قبل أن تفترسنا لوثة الانترنيت والفيس البوك والتويتر. قصص عشق وهيام، عوائل وصراعات ونزاعات، دفئ غريب تشعر به وأنت تتنقّل بين منزل عواطف وأم سعد وأم جزّاع ووضحى. كم اشتقنا لتلك الأيّام وكم اشتقتُ لأن أقرأ رواية كهذه منذ سنوات. كم هو جميل أن تقرأ شيئًا تجد تفاصيلك بين أسطره.
رواية غراميات شارع الأعشى للكاتبة السعودية بدرية البشر ، ��هي الرواية التي دخلت القائمة الطويلة لجائزة البوكر للعام الحالي . الرواية تحكي عن جيل السبعينيات ، الجيل الذي عاش التحول الحقيقي في حياة الأسرة السعودية ابتداءً من التلفزيونات الملونة والهاتف و المكيفات المنزلية . بطلة الرواية هي "عزيزة" المولعة بالأفلام المصرية القديمة والتي تقيس أي حدث جديد بحياتها بمشاهد لسعاد حسني في أفلامها . تكتب لنا عزيزة عن حكايات الحب العفيف البريئ ، حكاية عواطف التي تتسلل للسطح كل ليلة من أجل الإلتقاء بحبيبيها سعد ، حكاية مزنة والشاب الفلسطيني رياض الذي أسر قلبها و قررت الفرار معه ، حكاية عزيزة و الشاب الحضرمي "عمر" الذي أسرها بسمرته ، و حكايتها مع حذاء سعاد حسني الذهبي . الرواية مليئة بالأحداث الأخرى ، والبعيدة عن الغرام ، رواية جميلة ، وسرد منظم . بدأتها اليوم ولم أستطع إلا أتمامها في ذات اليوم ، يستهويني هذا النوع من الروايات ، ولكن فيها وصف زائد في اجزاء كثيرة من الرواية ، حشو لا داعي له ، لا يجلب غير الملل أحيانًا ، كما أن نهايتها مفتوحة لا تفضي إلى شيء . لا أظن أنها ستفوز بجائزة البوكر لأني لا أجد رسالة أو هدف سامي خلف الكلمات .
صراحة، الرواية هاي وجعتلي قلبي. “غراميات شارع الأعشى” ، هاي رواية عن تحدي المجتمع والتقاليد اللي بتحاصر البنات من كل جهة. رواية بتحكي عن ثلاث بنات كل وحدة فيهم حاولت تكسر القيد بطريقتها. بين الحب، والتمرد، والرغبة في حياة مختلفة، واجهوا مجتمع ما برحم ولا بيسامح. رغم اختلاف شخصياتهم، جمعهم حلم واحد: إنهم يعيشوا بحرية. لكن الطريق كان صعب، والنهاية كانت حزينة، لأن الواقع أقسى من الحلم أحيانًا.
رواية مؤلمة، جريئة، وبتحكي وجع كثير بنات بمجتمعاتنا
الكاتبة بتحكي عن الرياض بأيام الستينات، وبتوصف كيف البنت ما كان إلها أي صوت أو حرية. الحب في الرواية مش زي القصص الرومانسية العادية، هو كان تمرد، وكان تحدي، وكان محاولة للهروب من الواقع.
النهاية كانت حزينة بالنسبة الي. جد. الحب اللي حلموا فيه انكسر، واللي كانت مفكرة إنه رح يكون خلاصها صار سبب ألمها الأكبر. الرواية بتتركك بحالة صدمة، بس بنفس الوقت بتخليك تحترم قوة البطلان ومحاولتهم في مواجهة قيود المجتمع رغم كل شي.
بالمختصر، غراميات شارع الأعشى مو بس قصة حب، هاي صرخة ضد الظلم، ضد الكبت، وضد التقاليد اللي بتخنق البنت من أول يوم بحياتها. رواية بتظل معك، وبتخليك تفكر كثير، وخصوصًا إذا كنت عايش بهيك بيئة.
عندنا في السعودية يكفي أن تكوني إمرأة لتحركي عواصف القدور المغلقة، ويكفي أن تقول أي شيء في وجه مدًعي التدين ( كيف يكون متدين من يتصف بالأخلاق التالية: القذارة الجسدية العقلية والأخلاقية ويرى قتل الناس منهج ديني؟). السيدة بدرية البشر لفتت نظري لأنها هوجمت بشدة من قبل تيار الفساد والبدعة الدينية, السؤال الذي كان يطرح نفسه علي هل السيدة البشر سيدة تملك منهج وفكر متقدم يستحق وضعها في مركز قيادي؟ أم أن كونها إمرأة والغباء وضعف الفكر والمنطق المتسم به متدعي التدين هو ما خدمها. كنت أريد أن احبها وأن يزيد إحترامي لها مجرد أن أطلع على الكلمات القادمة من عقلها. وهل أعجبني الناتج؟ لتلخيص القصة أو مضمونها بإمكانكم قراءة الآخريين لكن هنا أريد قول جملة واحدة "بدرية تعتبر عقولنا صغيرة ومستعبطانا" لا التواريخ الازمان ولا الاحداث متراكبة إن قررت حساب التواريخ والازمان. مستعجلة بكل شيء ومستسهلة الامور، مستعملة السهل الموجود أمامها من عيوب دون محاولة لفهم أو تورية تجميلية أدبية. الجمل اللتي تحاول أن تجعلها فنية وجمالية تليق بحصة التعبير في ثالثة متوسط. لو أستسهبت فبإمكاني ملء أوراق عن الطفلة اللتي تولد وبعد شهرين تشد فستانك وتسئلك "ماعندك عيال ؟" وأول مرة رجال ما أدري أيش يسوي؟ لكن والدها عسل معهم فكيف يذهلها ما رأته قبل من والدها. كل الاحداث غلط ومستسهلة.... وبعدين هذه دليل على ان البوكر في جيب السعوديين النساء وأن دار الساقي تبحث عن النساء السعودييات لعلهن يقولوا أي شيء غير مهم ان يكون له معنى المهم ان يقلن شيء. هذا كتاب قص لصق من الكتب السابقة للروائين السعوديين في آخر عشرين سنة. لكن وينها عن الشميسي؟ وعبده الخال؟ و و و و و قراءة سلسة وقصة غير موجودة و احداث غير مقنعة. هذا تلخيصها.
ترددت كثيرًا في البداية اذا ماكنت سأقرأ الكتاب او لا نظرًا لقصة الكتاب ولكن تحمست لقراءته عندما تم تحويله لمسلسل وعلمت انه فاز من الاساس بجائزة البوكر ولو انه كان قبل حوالي عشر سنوات (تزيد او تنقص) لا اعلم لما ولكن وضعت فوقه العديد من التوقعات. فاجأني الكتاب بسلاسته وسهولة قراءته لعدم صعوبة لغته المكتوبة ولكن يفاجئني الكتاب بسلبيات كبيرة تصادفني في كل صفحة، اولها سرعة الزمن في الكتاب عجيبه، احيانًا اشعر بأن الصفحة تلخص مضمون خمس سنوات من تسلسل الاحداث السريع. ثانيها كثرة ترددها بين الزمن يخلط احيانًا القارئ بينهم ليستوعب الفترات الزمنية، فمن غير المعقول ان تتكلم عن فترة الثمانينات ومن ثم تعقبها بقصة وضحى. ولا ادري لماذا اقرأ قصص الشخصيات من المنتصف ومن ثم اقرأ نهايتهم بسرعه وتليها بداية قصتهم او تنعكس الايه فأصبح اقرأ البداية ومن ثم النهايه. وأسوأهم هو نهايه عطوى التي لا ادري ماذا افعل بها ولا بأفعال ضاري التي ايضًا كانت سيئة. نهاية وضحى ايضًا سيئة ولا افهم سرعة غناها الى تلك الدرجة غير ان الصفحة بخمس سنوات كما ذكرنا سالفًا. نقطة ايضًا اخيره لم اجد لها جوابًا حتى الآن، كيف فازت بجائزة البوكر رغم ضعف نص الرواية؟
لا يمكننى أن أقـول أن الرواية جديدة ، أو تحمـل فكـرة ما لم أرهـا من قبل ، ولكن رغم هذا أحببتها بصدق. سعـد الهادئ الخجول الذى تحول إلى ذلك الشخص المتجهم المتعصب رأيته من قبـل.. وضحى ، المرأة المكافحة المخلصة التى انتشلت نفسها وأولادها من الدرك الأسفـل للفقـر إلى حيـاة تنبض بالكرامة والأمل، رأيتهـا من قبـل. عواطـف ، البريئة النقيـة التى تحب بصـدق ولا تكـره ، رأيتهـا من قبـل .. وحتى عزيزة ، التى تبنى خيالاتها الخاصـة وترتبط بهـا مُهملة كل واقع ، رأيتهـا من قبـل. لا جـديـد .. فقط الصدق والحميمة التى تُروى بهـا جعلاها تخترق كل الحواجز لتصـل إلى قلبـى بكل سلاسة. رواية قادمة من عمق مجتمع النساء السعودى حاملةً بين طيّاتهـا حنقًا خفيـًا على الوضع الذى تعيشه النساء هناك ، ولاعنةً القيـود التى ترزخ تحت أثقالها المرأة السعـودية. تجـربـة جيـدة ، واختيار جيـد لقائمة البوكـر الطويلة.
لم أستطع إكمالها وللاسف أنني اقتنيتها لأرى عمل يليق للوصول الى قائمة البوكر، أي فوضى هذه بالكتابة؟!
شخصيات لا داعي لها ، حشو كثير، مع احترامي للكاتبة الا انني اراها رواية لم تقدم لي كقارئة شيء، مجرد ثرثرة.. على الرغم من بدايتها المشوقة الا انني وجدت نفسي تائهة وارى ان الكاتبة ايضا تاهت بين الشخصيات والحشو واللغو..
اللغة السردية ججججدا ضعيفة، الاسلوب لا بأس به مشبّع بثرثرة، الاحداث غير متسلسة وغير محبوكة ..
أن تقرأ رواية وتنهيها في يومين فهذا بحق قلم يحمل خيالا واسعا حملتني معه بدرية البشير لعوالم حارة سعودية في رواية محلية لم تنتهي من قلبي وفكري سأكتب عنها مراجعة وفكرة آعتقد انها مهمة لماذا للأدب درما سطوته العليا تأتي قبل العمل الدرامي والأهم من هذا كيف لمكون الخيال بكل ما بحمله من جموح أن يخلق عوالم تحاكي الواقع؟ واقعية المشاعر رغم اختلاف الحقبة في تلك الرواية ورغم مرور اكثر من عشر سنوات على إصدارها؟ هنا ن الخيال أدى وظيفته الممجدة وغايته القصوى في ترميم المسافة بين ما هو كائن" واقع فرض على الشخص" وبين ما ينبغي أن يكون " خيال نتنفس من خلاله ونحلم"
سأكتفي بهذا حتى استجمع كلماتي وأكتب ما تبقى في فكري نجاه هذا العمل الأدبي البديع
كنت أنوي قراءتها قبل عرض مسلسل ش��رع الأعشى المستوحى منها؛ ولكني لم أستطع تأجيل مشاهدة المسلسل فكنت أقرأ واشاهد المسلسل بالوقت ذاته. أعجبتني الرواية أكثر من المسلسل بطبيعة الحال. الرواية جيدة لا بأس بها؛ ولكن يعيبها أنها تهدف لتوجه معين بشكل واضح وفج.
الرواية تتحدث عن شارع الأعشى بحي منفوحة في الرياض؛ في منتصف السبعينيات الميلادية وحتى منتصف الثمانينيات وتتحدث عن وضع الناس والحياة في بدايات الطفرة وظهور جماعة جهيمان وتأثير ذلك على الناس وحياتهم وعن التعددية في المجتمع وكيف يتعامل معها الناس ؛ الحضارم والبدو وغيرهم
وكما تحدثت عن قصص الحب الخفية التي تحدث في البيوت ؛ والمراسلات بين أبناء الجيران والذي حل محلها الهاتف والذي وسع رقعة العلاقات وغيرها ولم تعد صادقة فأنت لا تعرف من تهاتف وكانت الرواية جريئة في حديثها عن قصص لا يتحدث الناس عنها إلا بالهمس؛ وربما لو تسأل جدتك أو قريباتك الكبار بالسن لأطلعوك على تفاصيل مشابهة لفتيات تزوجن من جنسيات أخرى وأكثرهم من اليمن وهربن معهم ، وبعضهن تبرأ منهن أهلهن وذويهن
من أجمل الروايات التي قرأتها هذه السنة رواية غراميات شارع الأعشى للدكتورة بدرية البشر . الكاتبة تطرقت لزمن عاشته أمهاتنا و جداتنا زمن الستينيات و السبعينيات حين دخل التلفزيون الملون لأول مرة البيوت و فرحة الناس بالهاتف وبهجة دخول المكيف ليطفىء لهيب الصيف. حقبة الحب فوق السطوح و الحب على طريقة فاتن حمامة و سعاد حسني . الرواية بها شخصيات نسائية مختلفة البنت الخنوعة و تلك المتمردة و الأخرى الخجولة . المرأة القوية و المكافحة و الضعيفة المستسلمة كلهن يشتركن بشارع الأعشى الذي احتضن قصص حب بعضها لم ير النور لأسباب ستعرفها من خلال قراءة الرواية. الرواية تحمل في طيها رسالة وهذا ليس بغريب من الكاتبة الدكتورة بدرية البشر فهي تكتب بلسان المرأة لقضية المرأة العربية عموما و السعودية خصوصا. رواية ممتعة تستاهل خمس نجوم.
هذا الراي بعد قراءه 100 صفحه من الروايه وبعدها لم استطع اكمالها، الروايه تفتقد لادنى اسس كتابه القصه. اولا مشكله الراوي، مرة بضمير المتكلم ومرة بضمير المخاطب وهذا يسبب ارباك للقارئ. ثانيا لم استشعر بوجود هيكل للقصه ، ونتيجة لذلك جاءت الحبكة ضبابية ، والاحداث تتقافز بدون سبب، تنقطع هنا وتستئنف هناك لا تدري أهمية المشاهد وسببها ! ، ولم اعرف ما الصراع/العقدة التي تحاول الشخصيات حله وما اهدافها ودوافعها. وما هي الحبكه الرئيسيه والحبكات الفرعيه. واعتقد افضل حل هو نظمها في الهيكل المتسلسل (Episodic Structure) فهو مناسب لقصص كهذه فيحل الكثير من المشاكل اما الحوارات فهي سيئه فهي عباره عن نقل ثرثرات الناس في الحياه وكتابتها في الروايه.
الغريب ان الرواية رشحت لجائزة البوكر العربيه ونصح بها احد اكبر النقاد في السعوديه 😆
كمعظم أعمال نجيب محفوظ ،، يمثل المكان ف تلك الرواية البطل الأساسى حيث ترتكز فيه المحاور الأساسية للرواية وتقع الأحداث داخل شارع الأعشى من غراميات واحداث عاطفية بين البطلات المتعددة للرواية ومن يختاره قلبهن . الرواية كانت ف البداية وحتى قبل النهاية بقليل تسير بشكل جيد ولكن الأحداث الأخيرة جعلت تقييمى ينخفض إلى نجمتين فقط ،، فيبدو أن بدرية البشر فقدت قدرتها ف النهاية ع إنهاء الرواية فأصبحت كل مهمتها حشو الفصول ومنح نهايات للأبطال بشكل لا يليق بما جاء ف المقدمة ، فأتت النهاية ضعيفة وباهتة للغاية . فكرة الرواية ف مجملها جيدة ولكن جاءت معالجة بدرية لها بشكل سيئ ومن هنا يثير تساؤلى كالعادة كيف وصلت تلك الرواية إلى قائمة البوكر حتى لو كانت الطويلة ؟!
مصافحة اولى سيئة لي مع بدرية البشر امتازت روايتها بالحشو والسرد الكثير ، قفز في الاحداث ثم العوده إلى ماضي كان .. كرهت تصويرها لبعض النساء البدويات في انسامجهم بالحديث بداية ً مع الرجال على اشباهها من النساء گ وضحى مثلاً ! اكملت الرواية الى اكثر من النصف رغبةً في أن اخرج ب احساس ملموس او عالاقل رأي ايجابي ولم اجد ، النجمة الوحيدة اللتي منحتها للروآية كانت لـ بدرية لجعلي استمر بالقراءة حتى هذا الحد !
بديت الرواية مع مشاهدتي للمسلسل ولما خلصت الرواية استغربت كيف ممكن تكون بمسلسل! الاحداث عادية وسريعة ومافي عنصر المفاجأة بالاحداث حتى النهاية عادية لأول مره يتفوق مسلسل على رواية تمنيت حكي وضحى بالذات يكون بالبدوي حتى اتخيل واسمع صوتها وانا اقرأ الرواية جيده من ناحية ان لي فتره طويلة ماقريت لكن هالرواية قريتها بيومين خفيفه سريعه
تقع أحداث الروايه في السبعينات في السعوديه، حيث شارع الأعشى و سكانه و قصصهم. في محور الروايه عزيزه، فتاه مرحه، لديها آرائها الخاصه حول كل شي، وهي تعشق الأفلام المصريه و تحب تقليدها. مخيلتها ملئيه بأحداث ربما تحدث لها و كلها شبيه بالأفلام. حتى عندما فقدت بصرها أخذت الموضوع بمرح و بدل ان تحزن و تخاف أخذت تفكر في الدكتور المصري و صوته و طريقة كلامه و من يشبه، حتى أقنعت نفسها أنها تحبه. و بين سطور قصة عزيزه نجد قصص الناس من حولها، أختها عواطف، ابن الجيران سعد، وضحى الصلبه و أبنائها. في البدايه أحببت وصف الزمان و المكان، و كيف دخلت الأشياء حياتهم تدريجيا و غيرتها، المكيف، و التلفزيون الملون، و اهم شي الهاتف الذي كان السبب في بدايه انقطاع الزيارات و التفكك بين الجيران. لكن مع تكاثر الأحداث و كثر الشخصيات بدأ جمال الروايه يضيع و بدأت أيضاً الأخطاء بالظهور.
الكاتبه اختارت ان تبدأ الروايه من وجهة نظر عزيزه يعني - First Person Narrative - لكن مع تشعب القصه و ظهور قصص الشخصيات الأخرى تغير الأسلوب و صار أسلوب بعض الفصول اسلوب سرد - third person narrative - ولا اعرف ان كانت هذي الحركه مقصوده أم لا، لكنها أدت إلي بعض الخلل في الاندماج. و الشي الناقص من طريقة كتابة الفصول التي تسردها عزيزه ان نحنا لا نعرف حقيقة شعور أحمد! انا شخصيا اعتقد ان مجرد ان بنت سعوديه كانت مهتمه فييه هو الي كان السبب من وراء علاقته معها و ليس الحب.
كان في بعض الخلل اعتقد في الترتيب الزمني، و بعض الأشياء المذكورة الي حسيتها ملخبطه: يعني كيف عزيزه ما تعرف تحيه كاريوكا و نجوى و فؤاد و هي التي تعشق الأفلام المصريه و ممثلينها، وبعدين لما سألت أخوها عنهم كانت سنة 1980، يعني حاطين صورتهم في المجله و هم شابات ليش؟؟ و ما كان في مقاله أو اي شي علشان تسأل أخوها عن الأسماء؟! وبعدين عطوي راحت سكنت قصر ام سعود، الي فييه جناح خاص للخدم، بس ليش ورده الي اتغني في الأعراس ساكنه بيت ام سعود بعد؟؟
والصراحة ما حبيت النهايه، ليش لم يتقدم احد لعزيزه غير أبو فهد؟ مع أنها ما كانت صغيره، يعني في سن زواج.
و الصراحه ما كان في داعي لحركة - Grey's Anatomy - لان كل الي كنت افكر فييه البكتريا و الوسخ الي في ارض الحمام ونسيت أزعل على عزيزه!
الشخصية الوحيدة الي حسيت أني كنت أريد ان اقرأ المزيد عنها هي وضحى، تستاهل روايه خاصه فيها الصراحه، على الأقل انعرف كيف تفكر.
انا الصراحه مع كل الانتقادات الي قدميتها إلا ان المؤلف تقدر تكتب بأسلوب جميل، يمكن لو قللت عدد القصص الجانبيه و ركزت شوي في الأحداث كنت حبيت القصه أكثر.
ياريت كان في المزيد من وصف الحقبه الزمنية و صعوبات الحياه فيها، بدل ما تركض و راء التطور.
ان شاء الله ما راح يكون آخر كتاب اقرأه لبدريه البشر.
- رواية تحمل زمناً جميلاً نشتاق له الآن أكثر من أي وقت , حيثُ الطيبة , و البساطة و الدهشة الدائمة ... بطلاته يرشون الوسائد بالماء صيفاً و يغازلن أبناء الجيران في السطوح .. أما رأيي فيها - رواية عادية ,الشخصيات كثيرة و الكاتبة تقفز في الأحداث , و تترك للقارئ نسجَ الفراغ بخياله , أظن الكاتب الذي يطمع بإعجاب قارئه هو من يجرهُ إلى خياله لا يتركه لخياله وحده و ينسجَ من نفسه و حين ينتهي يشعر بإنتصاره على الكاتب ..! - فعلاً الكاتبة قفزتَ فقبل صفحة واحدة كانت البطلة خريجة و بدون مُقدمات وجدتها تعود من الجامعة في الصفحة الثانية .!
- البطلة أنسانة مرهفة الحس , لها أراءهَا و عالمها لكن الكاتبة لم تركز عليها .. بس ظلت تعوم في أوصاف الشخصيات الأخرى. - لا أنكر قصة البطلة عزيزة ليست مبتذله , لكن الكاتبة زاحمتها بشخصيات أخرى و لم تطفوّ بالشكل الذي يميزها . - الكاتبة وفقتَ في الحقبة الزمنية , و أختارات زمناً يحمل الكثير من التغيرات , لكنها كتبت الرواية بنفس سريع ليتها تمهلت أكثر .! -النهاية .. ظلمتَ وقت القارئ , فكيف تنتهي بحدثَ لشخصين فرعين في الرواية , بطلين تم ذكرهم في خضم الأحداث بشكل بسيطَ .. تكشف النهاية عن ملل الكاتبة أذ أنهته بهذا الشكل الأقل من عادي و دون أية أبداع! -نادراً .. ما أكتب رأيي في كتاب أو كاتب .. لكن الأخطاء بدت واضحة :). - أظنها ألطف رواية سعودية قد أقرأها ..