رسالة ماجستير في اختصاص الفقه والأصول، قدمها الشيخ علي ظاهر في المعهد العالي للفقه والمعارف الإسلامية في قمّ المقدسة - تحت عنوان ترجمه (در آمدى به تاريخ علم الاصول) وقد نال عليه درجة الامتياز.
ولأهميته، كدورة شاملة في تاريخ الأصول، اعتمد من قبل المركز العالمي للعوم الإسلامية لإحدى المراحل الدراسية في مدارس المركز وحوزاته العلمية.
وقد اعاد المترجم تنظيمه وصياغته من جديد وأضاف عليه تعليقات في الهامش وملاحق وجداول بيانية.
الكتاب مختص بتاريخ علم أصول الفقه الإمامي تحديداً.
كتاب رائع جداً، يتميز بالتنظيم الراقي في تسلسل طرح الموضوع من خلال تقسيم مراحل تطور علم أصول الفقه إلى ثمان مراحل منذ عصر الأئمة عليهم السلام إلى عصرنا الحالي.. تناول في كل مرحلةٍ أبرز علماء الأصول و آرائهم الأصولية و الظروف الزمانية المحيطة بكل مرحلة.. كما قارن الكاتب بين تطور علم الأصول الشيعي و السنّي في كل مرحلةٍ من المراحل.. إضافة إلى كتابة ملخصٍ في نهاية كل مرحلة بأبرز النقاط المهمة مما يسهِّل حفظها و متابعتها و الرجوع السريع إليها.. يستحق هذا الكتاب النجوم الخمس دون تردد، و أنصح المهتمين بتاريخ علم الأصول أن يقرأو هذا الكتاب الرائع.
كنتُ قد نشرت دراسة سابقاً معنية بدراسة طرق التأريخ لعلم أصول الفقه الإمامي ومناهجه بعنوان "محاولات التَّأريخ لعلم أصول الفقه الإماميّ: قراءة نقدية للمنطلقات والمنهجية". وحينذاك، كانت الدراسة معنية بالأدبيات العربية؛ فلم أتناول الأدبيات الفارسية أو الإنكلزية أو غيرها إلا في حدود المترجَم منها إلى العربية، على الرغم من الوفرة المتنامية في هاتين اللغتين فيما بخص الموضوع. وقد أشرت في تلك الدراسة إلى مقالة متميزة لمهدي علي بور باللغة الفارسية حاول خلالها إحصاء ما كتب في الموضوع، وها قد تم ترجمة كتابه ـ الأشمل من مجرد مقال ـ إلى اللغة العربية بعنوان "تاريخ علم الأصول" (ويبدو أنه كان مترجماً حين دراستي للموضوع لكني لم أطلع عليه). في تلك الدراسة قسمت مناهج التأريخ لعلم أصول الفقه إلى صنفين عريضين، الأول: النظر إلى علم أصول الفقه كظاهرة علمية مغلقة الثاني: النظر إلى علم أصول الفقه كظاهرة إنسانية مركبة. إذا جاز لي وضع عمل بور في أحد الصنفين، فإني أراه يقع في الصنف الأول الذي يؤرخ لعلم الأصول الإمامي على أنه دائرة علمية مغلقة على نفسها، وبالتالي فجوهر العناصر التي يلاحظها المؤرخ آنئذٍ هي العناصر الداخلية للعلم نفسه؛ كالنظريات والمسائل والتبويب ... الخ. فعلى الرغم من الممارسة الواعية لبور في قيامه بالتأريخ؛ إذ أنه يعي تماماً أنه يقوم بعملية تأريخ لفكر أو علم، إلا أنه يتوقف لو قليلاً عند منهجيات تناول تاريخ الأفكار، وبالتالي تعامل بشكل لا شعوري مع هذا الحقل باعتباره حقلاً علمياً مغلقاً. فكانت النتيجة أن جهده الحقيقي انصب في محاولة زيادة الرصد للشخصيات، والنظريات، والمصنفات، وفي ضبط المراحل التاريخية للعلم. وقد وفق في الأول منهما، حيث أنه رصد أسماء كانت مغيبة سابقاً، وأحصى العديد من المصنفات وشروحاتها، وأعد جداول بيانية وخططات توضيحية. لكن منهجيته في رصد مراحل العلم ستكون ـ والحال هذه ـ غير موفقة لاقتصارها على العوامل الداخلية للعلم مستبعدة تماماً المحيط الخارجي للعلم والعلماء الأصوليين. وفي مطلق الأحوال، فهو يرى أن علم أصول الفقه الإمامي مرّ بثمان مراحل، الأولى؛ وهي مرحلة التأسيس، من عصر أئمة الشيعة إلى أواخر ما يعرف بالغيبة الصغرى (أي في حدود 250 هـ)، الثانية، وهي مرحلة التوسع والتدوين الشامل، منذ عصر ما يعرف بالغيبة الكبرى إلى وفاة الشيخ الطوسي 460 هـ، الثالثة وهي مرحلة الركود الأولى، منذ وفاة الشيخ الطوسي إلى زمن ابن ادريس الحلي 598 هـ، الرابعة مرحلة التكامل، والتي تبدأ مع ابن ادريس الحلي وتنتهي زمن مع الشيخ البهائي زمن 1030هـ، الخامسة وهي مرحلة الركود الثانية، زمن ظهور الحركة الاخبارية إلى قبل بروز الوحيد البهبهاني، السادسة وهي مرحلة الانتعاش والتحولات العلمية، تبدأ مع الوحيد البهبهاني 1150 إلى قبيل الشيخ الأنصاري، السابعة وهي مرحلة التعمق في علم الاصول، منذ زمن الشيخ الأنصاري 1240هـ إلى العصر الحاضر، الثامنة مرحلة العصر الحاضر. في كل مرحلة كان يحاول المؤلف أن يقارن وضع علم الأصول الفقه الإمامي بنظيره السني، وفي رأيي أنه لم ينصفه وبقي على انطباع واحد يكرره بتكرار مقولة انسداد باب الاجتهاد وانحسار علم الاصول. في تقييمه لوضع علم الأصول الإمامي المعاصر، توقف المؤلف عند جملة من الإشكاليات ومحاولات التجديد والتطوير. وقد وضع يده ـ فيما أظن ـ على أهم تحول واجه الفكر الشيعي المعاصر، وهو مسألة الدولة، إلا أنه لا يرى فيما قُدم حتى الآن في علم الأصول ما يفي بمتطلبات هذا التحول أو التحدي. لكن ما يلاحظ على رصد للجهود أنه اقتصر على جهود البيئة الإيرانية بعض العراقية، ولم يلتفت لجهود مدرسة كربلاء ولبنان والخليج. وفي المحصلة، فإن الكتاب جهد مشكور وإضافة كمية لحقل علم "تاريخ علم الأصول"، ويصلح ـ مع بعض التحفظات ـ ككتاب تعليمي للمراحل الأولى في دراسة هذا العلم.
الكتاب حول تاريخ علم الأصول عند الشيعة وكذلك يتطرق لتاريخ علم الأصول عند السنة.
المميزات التي لفتتني في الكتاب: 1- تسلسل جميل في عرض تاريخ علم الأصول من عصر الأئمة وحتى عصرنا الحاضر
2- إتبع الكاتب أسلوب ثابت في عرض معلومات كل فصل من فصول حقب تطور علم الأصول، حيث يدرج مقدمة حول الحقبة والمميزات التي طرأت على العلم خلالها، وسيرة أبرز مطوري العلم و نبذة مبسطة عن آرائهم خصوصا الجديدة والمبتكرة من ، وأخيرا يستعرض ملخصا عاما للفصل.
3- أسلوب الكاتب بسيط وجميل ومشجع على القراءة
بعض الأمور التي لم تعجبني في الكتاب: 1- لم أقتنع كثيرا بأسلوب الكاتب في طرحه لتاريخ الحركة الإخبارية والفرق بينها وبين حركة الأصوليين، في حين أن أسلوب السيد محمد باقر الصدر في كتاب "المعالم الجديدة للأصول" أكثر جاذبية وإفهاما للقارئ لهذا الموضوع.
أمور أخرى تسترعي الانتباه: - في صفحة رقم 444 ذكر المترجم أن عبارة ( .. الانتفاخ الوهمي للأصول .. ) فهل يعني هذا أن علم الأصول توسع بحيث وصل لمرحلة أن بعض مكوناته لا فائدة منها وهي في دائرة الفرضيات مثلا؟!! - بشكل عام الكتاب أعتبره مرجعا مهما لأي شخص يريد التعرف على فكرة وتاريخ علم الأصول