إنَّ للأكلِ في حياتنا- حالُه حالَ الجنس- وظائفَ روحيَّةً ونفسيَّةً وعلاقاتيَّةً أكبر بكثيرٍ من وظيفته الفسيولوجيَّة. وكما أنَّ الأكلَ مصدرٌ أساسيٌّ لِلَذَّتنا، فهو أيضًا أحدُ أهمِّ مَصادر شقائنا. إنَّنا قد فشلنا نحن الجنسَ البشريَّ في التَّعامُل مع الجنس، ونفشلُ أيضًا في التَّعامُل مع الأكل. وكما أنَّ حياتَنا مُرَصَّعةٌ بمآسي الطلاق والخيانة والإدمان، ومُوَشَّاةٌ بالاعتداء والانتهاك والدعارة، فهي أيضًا مطرَّزَةٌ بالسُّمنة والإفراط في الأكل وبرامج الحِميَة الفاشلة، وأذهانُنا مشغولةٌ باضطراباتٍ وسلوكيَّاتٍ مثل فقدان الشهيَّة العصابيّ، وإدمان الجوع، والتقيُّؤ بل الموت في سبيل الرشاقة. إنَّ الأكلَ أيضًا هو نافذةٌ نرى من خلالها جوعَنا إلى الحبِّ، ونهمَنا إلى السَّيطرة.
• حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة سنة 1990 • ماجستير الأمراض النفسية والعصبية سنة 1997 • عمل بمجال العلاج والإرشاد النفسي منذ 1992 • عمل بمؤسسة "الحرية" لإعادة تأهيل المدمنين من سنة 1992 ــ 1998 • محاضر في برامج المشورة والإرشاد النفسي في مصر وسوريا ولبنان والأردن منذ 1994 أسس خدمة "الحياة" للمساندة النفسية والتعافي والتوعية سنة 1999 • أسس برنامج القلب الواعي لتوعية المراهقات والمراهقين سنة 2003.هذا البرنامج يقدم التوعية النفسية والتدريب على مهارات الحياة لحوالي 4000 مراهقة ومراهق سنوياً ويدرب حوالي 500 مدرب ومدربة. • أسس برنامج "شفاء الحب" للتعامل مع الميول المثلية غير المرغوب فيها سنة 2005 وهو الممثل الإقليمي لأكبر رابطة عالمية للخدمة في هذا المجال. • مستشار بعض الوقت في برنامج الإيدز بالدول العربية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. • متزوج ولديه بنت 16 سنة وولد 13 سنوت.
️ينطلق هذا الكتاب -والذي يُعد من كتب سلسلة 180 درجة ل د. أوسم وصفي- من فكرة أساسية يمكن اختصارها في هذين الاقتباسين: ❞إنَّ من الطبيعيِّ أن يرتبطَ الطعامُ والأكلُ بأمورٍ نفسيَّةٍ واجتماعيَّةٍ وثقافيَّة وليس من المرَضِيِّ أن يُستخدَمَ أحيانًا للشعور ببعض السعادة والاسترخاء، وربَّما الحنان وكَسْرِ الملل لكنْ إذا ارتبطَ الأكلُ أكثرَ من اللَّازم بهذه الأمور؛ وصارَ هو الطريقةَ الوحيدةَ لتَسديد احتياجاتٍ ينبغي أصلًا أن تُسدَّدَ بصُوَرٍ أخرى، فإنَّ الطريقَ يصيرُ ممهَّدًا لحدوث ارتباطٍ مَرَضِيٍّ بالأكل يؤدِّي إلى نشوء اضطراباتِ الأكل❝
❞ليسَتِ اضطراباتُ الأكل مشكلةً بلا حلّ وليسَ الحلُّ صعبًا إذا كان يخاطِبُ كلَّ العناصر المتعدِّدةِ المتَشابِكة التي تشكِّلُ معًا شبكةَ اضطرابات الأكل فكما أنَّه لا بدَّ من تحدِّي الفكرِ ومراقَبةِ السلوك الحاليّ، يجب على المرء أيضًا أن يُواجهَ جُروح الماضي التي شكَّلَتْ رؤيتَنا لأنفسنا وأجسادنا. وكما يجبُ أن نُراعِيَ الصحَّة الجسديَّة والنفسيَّة، ينبغي أيضًا ألَّا نغفَلَ عن الاحتياج الصارخ إلى الحبِّ والانتماء❝
◽️ تكوين الكتاب وبعض أفكاره:
يتكون الكتاب من ثمانية فصول إلى جانب المقدمة والخاتمة. 🔸️ في الفصول الأربعة الأولى: يركز د. أوسم على التمييز بين الأنواع المختلفة من اضطرابات الأكل وتحديدًا الأنوركسيا والبوليميا والإفراط القهري، ويوضح أن هذه الاضطرابات الثلاثة تقع في متصل خطي أسماه "خط اضطرابات الأكل"، والتي تكون الأنوركسيا "فقدان الشهية العصابي" أحد طرفيه، والإفراط القهري في الأكل هو الطرف الآخر بينما تتوسطهما البولميا. وبشكل مبسط يشرح لنا كل نوع ومسبباته، ومدى ارتباط ذلك بالعوامل المختلفة مثل العلاقات الأسرية، الجنس.. وغيرها، مع ذكر الدراسات التي أُجريت.
🔸️الفصول الأربعة الأخيرة: تشمل طرق التعافي من تلك الاضطرابات، وهنا يركز على 4 نقاط أساسية يُفرد لكل منها فصلًا، وهي:
1️⃣ القرار وكسر الإنكار: وذلك من خلال إدارك وجود الاضطراب وعدم إنكاره، وضرورة مواجهة الحقائق المؤلمة ومسببات هذا الاضطراب، وطلب المساعدة مع توضيح الجهات التي يمكن طلب المساعدة منها، وفي هذا الفصل انطلق من نقطة محورية هي أن "كلِّ السلوكيَّات القهريَّة (الإدمانيَّة)، لا يبدأ المصابُ بها في التفكير في التغيير إلَّا عندما تصيرُ خسائرُ السلوكِ أكثرَ من مكاسبه".
2️⃣ العلاقات الصحية بالنفس والآخرين: من منطلق الإيمان بأنه "كما أنَّ التَّعافي يبدأُ بمُواجَهة الحقائق، فإنَّه يبدأ أيضًا بالعلاقاتِ الصحِّيَّةِ الآمنة"، فقد ركز في هذا الفصل على توضيح مدى تأثير العلاقات، وإن كان قد قدم بالفعل بعض النماذج في الفصل الثالث من الكتاب، إلا أنه هنا لم يكتفِ بالعلاقات الأسرية، وإنما مختلف أشكال العلاقات، واهتم بوضع معايير لتقييم صحة هذه العلاقات، ومن أهم معايير التقييم بالنسبة له هو ما لخصه في قوله: ❞إنَّ ما نحتاجُ إليه لِتَكوين علاقاتٍ صحِّيَّةٍ ليس -كما يحلو للكثيرين أن يقولوا دائمًا- أن "نَجِدَ الأشخاص المناسبين"، بل ما نحتاجُ إليه حقًّا هو أن نُنَمِّيَ في أنفسنا التوجُّهاتِ السليمةَ.. تَوجُّهاتِ القبول والانفتاح والصراحة والشفافيَّة والمخاطرة. إنَّنا نحتاج أيضًا لأنْ ندرِّبَ أنفسَنا على مسائلَ مثل الاستماع، والصبر، والتريُّث في إصدار الأحكام، والاستعداد للغفرانِ وإعطاء الفرص الجديدة.❝
3️⃣ الاتزان ما بين احتياجات الروح والجسد: وهو ما عبّر عنه بتسميته الفصل "روحانية متزنة لا تُنكر الجسد"، ومؤكدًا على أنه ❞من الضروريِّ أيضًا أن ندرِكَ أنَّ العلاقة بين الروح والجسد مُتَبادَلة: فكما يؤثِّرُ الروح في الجسد، يؤثِّرُ الجسدُ أيضًا في الروح. ولهذا السبب، فإنَّ الروحانيَّةَ الحقيقيَّةَ ينبغي ألَّا تُغفِلَ دَورَ الجسد.❝ وقد دعّم هذا الفصل بشواهد روحانية من المنظور المسيحي.
4️⃣ وأخيرًا: العلاج النفسي والدوائي حيث أوضح في بداية الفصل أي الاضطرابات أصعب في علاجه، والأساس الذي يبدأ منه العلاج، ومن ثمّ العلاج النفسي والذي يرتكز -بحسب ما ذكر- على: - العلاج المعرفي cognitive therapy - العلاج السلوكي Behavioural therapy - شفاء الطفل الداخلي Inner child Work - العلاجات الجماعية وتحديدًا العلاج الأسري، والمجموعات المساندة. ويختتم الفصل بالعلاج في المستشفى الذي قد يُلجأ إليه مع بعض حالات الأنوركسيا وهنا أكد على ضرورة اتخاذ هذه الخطوة جنبًا إلى مع العلاج النفسي.. ❞إنَّ التحدِّيَ الذي كثيرًا ما يُواجِهُ الفريقَ العلاجيَّ هو أنَّ الاهتمامَ بالجانب الصحِّيِّ الذي يرتبط باستعادة الوزن، قد يجعَلُ المعالِجين يركِّزون على الوزن، في حين أنَّ الاضطرابَ نفسَه ناشئٌ من التركيز الزائد عن اللُّزوم على الوزن لذا، بِمُجرَّدِ أن يزدادَ الوزنُ إلى الدرجةِ التي يُسيطَرُ فيها طبِّيًّا على الموقف وتتحسَّنُ أعراضُ الاكتئاب، يجب عندها أن يبدأَ العلاجُ النفسيُّ، ولا سيَّما المعرفيّ.❝
◽️ تقييمي للكتاب: ⭐️⭐️⭐️ كتاب جيد جدًا بعنوان جاذب للقاريء ناقش الأفكار بشكل مناسب وبصورة مختصرة حتى وإن اشتمل على بعض التكرار إلا أن هذا التكرار لم يكن مزعجًا بل داعمًا لما أورده الكاتب من أفكار.
◽️ترشيحات مرتبطة بالكتاب: سماع مخلص الكتاب على قناة أو تطبيق "أخضر". ✅️
كتاب اقل ما يقال عنه انه راااائع .. على الرغم من قرابتى لكتير من كتب د اوسم وغيره في الموضوعات النفسية الا ان الكتاب فعلا مختلف ومريح .. بيخرج من اطار التعامل معاك كحالة مش عارفة تسيطر علي بطنها لابعد بكتير لشخص عنده جوع للحب ! بداية الاكلات الصحية بتبدى من علاقات صحية الكل نعمة مفرحة من الله والجسد جزأ اصيل منى وبعد الموت هقوم بيه مرة تانى في صورة بهية اهم حاجة لازم نعرف نتعامل مع دماغنا وافكارنا صح ولازم نحاول كل مرة وكل يوم ونصحح افكارنا عن نفسنا والحكاية اشبل بفيلم "كليك" بيعدى علينا اوقات مش حابين نعمل افعال معينة غصب عننا مع اننا رافضينها بس عقلينا "اتبرمج"عليها وعلشان نوقف البرنامج ده لازم نبرمجه ببرنامج جديد صحيح والحكاية مش في يوم وليلة ولازماها مثابرة ربنا يسندنا ويعينا علي دماغنا
I read this book in one setting and I seriously loved it, It is so to the point, I don’t consider this book a full review to any eating disorder but definitely an overview of the basics which you need to know. I highly recommend to anyone who faces any kind of eating disorder or anyone who deals with someone who has it and definitely if you are a counselor of any kind.
ولكن يظل التصالُح مع الله هو المدخل للتصالح الأعمق مع كل شئ، لأنه هو أصل كل الاشياء ومصدر وجودها. بأختصار هذا هو الحل .. ولكنه اول خطوه :)) .. كان يجب اعطاء معلومات اكثرعن العلاج على الاقل مساويا لشرحه للمشكله.