لا يُحبُّ الإنسانُ الألَمَ، كما أنَّ الله لا يُحبُّ الألَمَ أيضًا. فقد خلَقَنا الله للفَرح واللَّذَّة، وأهَّلَ كِياننا لكي يتحرَّكَ نحو السعادة والتَّناغم. غير أنَّنا- في عالَمٍ تُصيبُ فيه الأمراضُ الجسدَ- نحتاج إلى الألَم لكي نتنَبَّه لهذه الأمراض ونتعاملَ معها. وفي عالَم تصيبُ فيه الأمراضُ الإرادةَ والأخلاق، نحتاج إلى الشعور بألَم الذَّنب وتأنيب الضمير لكي نتعامَلَ مع فيروسات الطمع والشهوة والعدوان قبل أن تقتُلَ أرواحنا. وفي عالَم مُنقَسمٍ تَكسَّرَتْ فيه العلاقات، نحتاج إلى ألَمِ الوحدة وغياب المعنى، فنرفعَ أعيُنَنا من على اهتماماتنا الضيِّقة لنَرى الله الذي يفتِّشُ عنَّا ليَرُدَّنا إلى الحياة، كما نرى الناسَ ونكتَشفَ أنَّ حالَهم هو حالُنا: قلوبٌ عطشى إلى الحبِّ تبحَثُ عن الحقِّ والحرِّيَّة والسعادة. إنَّ الألَمَ هو مُكبِّرُ الصوت الذي يتحدَّثُ به الله إلى بشريَّةٍ ثَقُلَ سماعُها، وفقدَتِ الحسَّ والحسَّاسيَّة. ليس المقصودُ بهذا الكتابِ أن يجعلَنا نحبُّ الألَم، فنحن لن نُحبَّه أبدًا، لكنَّنا سنَظلُّ نشكرُ الله من أجله.
• حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة سنة 1990 • ماجستير الأمراض النفسية والعصبية سنة 1997 • عمل بمجال العلاج والإرشاد النفسي منذ 1992 • عمل بمؤسسة "الحرية" لإعادة تأهيل المدمنين من سنة 1992 ــ 1998 • محاضر في برامج المشورة والإرشاد النفسي في مصر وسوريا ولبنان والأردن منذ 1994 أسس خدمة "الحياة" للمساندة النفسية والتعافي والتوعية سنة 1999 • أسس برنامج القلب الواعي لتوعية المراهقات والمراهقين سنة 2003.هذا البرنامج يقدم التوعية النفسية والتدريب على مهارات الحياة لحوالي 4000 مراهقة ومراهق سنوياً ويدرب حوالي 500 مدرب ومدربة. • أسس برنامج "شفاء الحب" للتعامل مع الميول المثلية غير المرغوب فيها سنة 2005 وهو الممثل الإقليمي لأكبر رابطة عالمية للخدمة في هذا المجال. • مستشار بعض الوقت في برنامج الإيدز بالدول العربية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. • متزوج ولديه بنت 16 سنة وولد 13 سنوت.
لولا الالم الجسدي لما استطاع الانسان حماية جسده ولولا الالم النفسي لما استطاع الانسان تدريب روحه. ان الالم يمر عبر مراحل الصدمة النواح الغضب الحزن وتستمر هذه الدورة الى ان تاتي مرحلة القبول. كلما طالت مرحلة الصدمة او الانكار او كتم الغضب كلما طالت مدة الشفاء وتحول الالم الى مشكل نفسي او جسدي ان التعبير عن الالم عبر النواح او البكاء او الغضب يسرع من عملية الشفاء والانتقال الى مرحلة القبول "طوبى للحزانى فانهم يعزون"
"إن الله يتكلم بطرق مختلفة، وهو وحده الذي يختار الطريقة التي يتكلم بها، ويلفت بها نظر الإنسان. غير أن الإنسان لا يلحظ دائما. قد يتكلم الله بحلم، وقد يتكلم من خلال الألم والمرض." كتاب صغير الحجم أجلت قرائته وقت طويل واستغرقتني قرائته وقتاً لا يتناسب مع حجمه. ربما لأن الحديث عن الألم مؤلماً بالتبعية ! د.أوسم وصفي طبيب نفساني وباحث يقدم لك تشريحاً معملياً لشيء لا يخضع لمعايير الإختبارات المعملية والعملية؛ لذاك الشيء المبهم المخفي في القاع والذي لا يبدو أبداً على السطح إلا من خلال أعراض لا تلاحظها إلا العين الفاحصة .. الألم الذي يفحصه د.أوسم ليس الألم الجسدي فحسب ولكن الألم بمعناه الأشمل والذي يتضمن الجانب النفسي في المقام الأول. يقولون أن المجهول هو عدو الإنسان الأول. فالإنسان يخاف ما يجهله وإن كان قطعة من روحه ! أظن أن ذلك ينطبق تماماً على الألم النفسي. لماذ نتألم؟ ما هي فائدة الألم؟ كان هذا هو السؤال الأول الذي أجاب عليه الكاتب في الجزء الأول من كتابه .. وفي الجزء الثاني تناول مراحل عملية الألم وكيفية مواجهته. استخدم الكاتب قصة سيدنا أيوب عليه السلام كدراسة حالة case study وأوضح من خلالها المراحل التي مر بها النبي أيوب في ابتلاءه. أعجبني استخدام قصة النبي أيوب كمثال. مأخذي على الكتاب هو أن الكاتب قد اختار أن يستخدم أمثلة إنجيلية وانطلق في بحثه من قاعدة التسليم بالإيمان بالله الخالق المدبر لشئون الكون. كنت أفضل لو استخدم الكاتب لغة وأمثلة أكثر شمولية تصل لأكبر قدر من الناس مع تباين مواقفهم من الأديان والقضايا الإيمانية.
لدكتور أوسم وصفي سلسلة تسمى 180 درجة يمر في كل كتيب منها عن موضوع من موضوعات علم النفس ويعرضه بشكل سلسل وبسيط يناسب العامة والحقيقة أني استفدت من عدد من إصدارات هذه السلسلة إلا هذا الكتاب، لماذا؟ لأن الكتاب من أوله إلى آخره يدور حول نصوص مسيحية ويشرح موضوع الكتاب كله من خلالها.. قد لا أبالغ لو قلت أن النظرة النفسية لم تظهر إلا في عشر صفحات أو أقل من واقع مائة صفحة. لقد قرأت في هذه السلسلة كتيبات أخرى وكان في كل واحد منها فصل أو فصلين يتحدث فيها الكاتب بنصوص مسيحية عن الموضوع وقد تقبلت ذلك فأنا أقرأ لكاتب مسيحي وأنا التي اخترت التعرف على عرضه للموضوعات ولكني لا أتقبل أن أقرأ له كتابا أظن أنه في علم النفس "في معظمه" لأجد أنه كتاب وعظ مسيحي دون تنبيه مسبق! وأنا أكتب هذا الآن كي يحتاط من أراد أن يقرأ الكتاب ويظن أن سيعرف عن وجهة النظر النفسية للألم أقول له لا بل ستقرأ وجهة النظر المسيحية عن الألم إلا في صفحات قليلة كما قلت من قبل قد لا تتجاوز العشر صفحات.
مفيد ولطيف…. ❞ يأتي الألَمُ هنا ليَكسرَ دائرةَ المتعة، ويعطِّل- ولَو وقتيًّا- سيطرةَ الذاتِ المزيَّفة على الإنسان؛ لأنَّه يجرِّدُها من أهمِّ سلاحٍ لَها، وهو اللذَّة. في هذا الوقت، يمكنُ للرُّوح أن تسمَعَ صوتَ الله وتتجاوب معه. ❝