كتاب حمة الهمامي يشهر فيه سيفه على الإتجاه الإسلامي بتونس ... وكذلك يطرح فيه فكره الماركسي اللينيني الذي يتبناه ويبين الفرق بينه وبين الأفكار الرجعية التي تتبناها حركة النهضة و رئيسها راشد الغنوشي .. يعتبر حمة الهمامي الفكرة الدينية خادمة للبرجوازية و ان إعتماد الدين في السياسة ما هي إلا طريقة مقنعة للإمبريالية حتى تشرب من كأس الكادحين وتكبح طاقاتهم و تلجم قدراتهم على التقدم و التحرر من القيود المفروضة عليهم. فكرة كادت تكون مصيبة لو أنها لم ترتكز على الفكرة الغربية للدين المسيحي أو على مجموعة من الأساطير التي تحكى في المقاهي و في صفحات الكتب الهزلية كزواج الحسين بن علي بثلاث مئة من النساء و غيرها من الخزعبلات التي لا ترى لها أثرا إلا في كتب "اليسار" العربي. أعجبني نقد حمة للحركة الإسلامية لأنه قد يكون مفيدا لها في ظل غياب نقد ذاتي جدي و هادف إلا أن وجدت أن الكتاب إفتقد للموضوعية في العديد من الأحيان ...
يوجه حمة الهمامي نقده للحركة الإسلامية عموما ويعلن معاداتِه للإتّجاه الإسلامي في تونس ( النهضة حاليا ) و يرى الهمامي أنّ الدين هو مجرد وسيلة لخدمة الإمبرياليّة و سبب مباشر في إيهام الطبقة الكادحة لإضطهادها و حرمانها من حقوقها. يرى الهمامي أن الحل يكمن في الإشتراكية و يشرح كيف أن فكره الماركسي اللينيني الذي يتبناه هو الحل الوحيد لمقارعة الإمبريالية.
كُتِبَ هذا الكتاب منذ مدة طويلة و المراقب للساحة السياسيّة في تونس يعلم جيدا أن اليسار كما صوّره الهمامي في كتابه قد تخلى عن العديد من مبادئه و قد خنقصت حدّة الخطاب ( خاصة في ما يتعلّق بنقد الأديان فمنذ مدة قصيرة ظهر الهمامي على شاشة إحدى القنوات حريصا على الإسلام و الحضارة العربية الإسلامية ! ) أمّا حركة النهضة من جهتها فقد تطور خطابها و تغيّر موقفها منالدولة العلمانية رغم ومعارضة التّيار المتشدّد داخل الحركة