لا أرى مناسبة بين العنوان الذي يبدو ساخراً والمضمون المسقى بمأساة تدور عليها عقارب الساعة. إيقاع الرواية في البداية بطيء جداً إلى الحدث الذي يلقي بفكرتك في إكمالها جانباً؛ لكنها تدريجياً تعود لتمسك بك وتدلك طريق نهايتها. التدوير الذي أحدثه الروائي كان جيداً في الشخصيات المتعلقة بالحادث؛ لكنها دون ذلك التدوير كان من الأنسب لها أن تكون قصة قصيرة، إذاً نستنتج من ذلك أن فكرة الرواية قائمة على صنع دائرة ما لتتبع حادث سير وأطرافه، غير ذلك لا شيء، وهذه تقنية لا بأس بها؛ لكنها لم تكن عميقة بما يكفي هنا، نعم نحنُ نتعاطف مع أيوب وحزنه على إيليف؛ لكننا لا نتتبعه في الشارع، ولا نراقبه وهو نائمٌ في غرفة انتظار المستشفى، ولا نتخطو قريباً من شال إيليف الذي يسلم عليه الهواء حين راقبت روحها وهي تصعد للسماء. هنالك شيءٌ ما في الرواية ينأى بها عن أن تكون متأخرة كثيراً في هذا الفن، وهناك أشياء لا تجعلها في صفوفٍ بارزة؛ ولكنه الأمل في أن يظهر لنا المؤلف شيئاً بارزاً مستقبلاً متطوراً من تجربته هذه.
إختار أحمد البشري المسكون بالتفاصيل الخفيّة، أن يشير إلى الوقت هنا مستحضرا تكاته في خلفية الحياة، في كتابه ( خيانات السيد وقت) وهو المُـؤلف الثاني الذي اقرأه للكاتب بعد فصل آخر في حياة الأشياء).
والسؤال الأول الذي سألته وأنا أمسح بعيني نقطة نهاية النص في الصفحة الأخيرة هو: لماذا يُحَمّلُ العُنوان المَلامَة للسيد وقت؟ رغم أن الوقت من أكثر الكائِنات وضوحاً ومنذ بداية الكون، وهو لا ينتظر أحداً، وأكاد أجزم أيضا بأنه الكائن الوحيد الذي لم يستثني أحداً، وبأنه فعلا ركض بعيدا عن من تقاعس في متابعته، فلماذا نلقي باللآئمة عليه؟ أليس من الجدير أن نفكر بأخطاء الإنسان وإهاناته للسيد وقت؟ التي -وعلى الرغم من ذلك- لم تؤثر على الطريقة المحترمة التي يعاملنا بها.
شعرت في مواقع بأن الرواية ليست واضحة الأوقات فيها متخبطة لا أعرف أين أنا من خط زمن القصة، وتمنيت لو أن الكاتب لم يلمح لشكل النهاية منذ الفصول الأولى، فالقصة قصيرة شيء من الغموض كان سيزيدها جمالاً.
أحببت قلم البشري في أول مصافحة بيننا من خلال كتابه الأول، فتفاصيله لازالت حاضرة معي، أسماء قليلة مقارنة بعدد الكتاب الذين قرأت لهم من أستطاع أن يحصرني داخل منطقة قصته مأخوذة بكل ما يحدث، وأحمد البشري واحد منهم، كنت أتمنى لو أسهب بالحديث عن البطل وحياته في إسطنبول عن تفاصيل هجرته وغيرها، لأنه ورغم محاولاته بإضافة بعداً جديداً على قصته إلا أنها للأسف في نظري كانت مجرد قصة.
الفكرة لم تنضج في عقل الكاتب كما بدى لي ، التكرار في المشاهد فظيع ! لا توجد أحداث ... على الرغم من حشو الكلام إلا أن الكثير من الأمور ظلت معمّاه .... رواية سيئة للغاية !