تقف المرأة المسلمة اليوم في منعطف جد خطير ، فتيار التقليد الأعمى للمرأة الكافرة ، وصرخات من يسمون بدعاة تحرير المرأةالتي تصم الآذان ، ومخططات التضليل الرهيبة ، كل ذلك يكاد يعصف بها ، ويلفها في تياره ،بل قد فعل ذلك بالكثير الكثير من المسلمات.
ومن هنا كان لا بد لدعاة الإسلام الناصحين لهذة الأمة ، المشفقين عليها من عذاب الدنيا والآخرة ، أن يتكلموا وأن يكتبوا وأن يبينوا ،ومن هنا كان هذا الكتاب القيم ، الذي أضاء شعاعا من نور أمام المرأة المسلمة وهي تتخبط في ظلمات الجاهلية الحديثة ، فعرفها بحقيقتها ومكانتها الرفيعة ،ورسالتها وواجباتها وحقوقها ،وبأمور فقيهة تخصها ، وبما يرضي ربها عنها ، وبين لها سبل الضلال ، ومنعطفات الغواية ، ومكامكن الخطر .
ومؤلف هذا الكتاب عالم فاضل ومرب جليل ، تخرج من الجامع الأزهر ، وعمل في حقل التربية والتعليم . ودار القلم إذ تنشر لهذا المؤلف الجليل كتابه هذا ، وتدعو الله له أن يثيبه على عمله أجزل الثواب وأن ينفع بكتابه أتم النفع .
وهبي سليمان غاوجي الألباني الدمشقي الحنفي، (1923م - 2013م)، عالم دين سني سوري، ومن أبرز فقهاء الحنفية فيها. ولد في شكودرا في شمال ألبانيا في شهر أيار عام 1923م وهي ذات أغلبية مسلمة من بين باقي بلدان ألبانيا ونشأ بها وترعرع، تربى في كنف والده الفقيه الحنفي الشيخ سليمان بن خليل غاوجي، وكان والده إماما كبيرا يخطب في جامع (كوتشت) بألبانيا، وأسهم في بناء مسجد كبير عامر في حي جاروتس في مدينة شكودرا حيث كان يجمعهم ويقرئهم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام، وفي سن الخامسة من عمره أدخله والده الكتاب، وفي سن السابعة دخل المدرسة الابتدائية الحكومية، وكان في استراحة الظهيرة يذهب إلى الكتاب ليتابع تعليمه للقرآن الكريم، كما كان يفعل ذلك في الصيف، وتعلم قراءة القرآن وبعض مبادئ الإسلام فيما يسمى (علم الحال) العقائد - العبادات - وبعض مكارم الأخلاق. بعد انتهائه من المرحلة الابتدائية عام 1936م لم يتابع الدراسة لأن الملك أحمد زوغو كان قد أصدر أمرا بسفور النساء عن وجوههم، ووضع الطلاب والموظفين للبرنيطة على رؤوسهم، فمنعه والده من متابعة الدراسة.