في رحم ذلك المدعو "فيس بوك" كان جنين ثورة 25 يناير. ومن رحمه أيضًا كان هذا العمل. فالكثير من نصوص المجموعة كانت قد تم نشرها على الفيس بوك قبل عصر الخامس والعشرين من يناير. وننشرها الآن، متبوعة بتعليقات الأصدقاء (رفاق الفيس بوك)، والتي تشكل في مجملها ضمير شريحة من المثقفين الذين شاركوا في صنع تلك الثورة، قبل أن تسطو عليها قوى ظلامية تدعي اشتراكها في الدعوة إلى الثورة.
تنقسم المجموعة إلى 3 أجزاء. الأول؛ يقدم مدخلا لأجواء النصوص التالية التي يشكل جوها الغرائبي والرمزي تمهيدا لحلم الثورة كما هو استلهام له في الوقت ذاته. وتحيا قصص الجزء الثاني من المجموعة (سيرة فيس) بنبض الكثير من رفاق الفيس البوك عبر تعليقاتهم التي تعبر عن الحالة الشعورية للعديد من المثقفين قبل ثورة 25 يناير. ولذلك كان الإهداء إلى رفاق المقهى الأكبر في تاريخ المصريين "الفيس بوك". وقد تم ترتيب قصص هذا الجزء من المجموعة طبقا لنفس ترتيب نشرها على الفيس بوك سنة 2010 حيث المخاض الذي شارك الكثيرون في اقتسام آلامه وشجونه. أما القسم الثالث فيثير، عبر القصة المحورية له "كانزرو .. با .. بيكا"، قضايا ومسائل عديدة جعلتنا نراود القصة عن اسمها ليكون عنوانا للمجموعة قبل أن نستقر على الاسم الحالي.
وتتسم أجواء قصص المجموعة عامة بالتصاعد مما يجعلها أقرب لمتوالية قصصية يمثل الترتيب الحالي لقصصها جزءا أصيلا من بنية المجموعة، وبالتالي فقراءة قصص المجموعة بالترتيب الذي هي عليه قد يعني لك، رؤية ما أو متعة ما، أو فكرة ما.
محسن رشاد أبو بكر / باحث وكاتب ، حاصل على ماجستير في إدارة التنمية ، عمل مع مجتمعات محلية في ريف وحضر مصر واليمن وعُمان ما أتاح له فرصة للتواصل الانساني مع فئات وطبقات مختلفة ، ويظهر ذلك جلياً في أغلب كتاباته . صدرت له رواية : بمب لأ " حكاوي الرصيف " ، وهي دراما حوارية أبطالها من الباعة الجائلين بمنطقة وسط البلد ، كما شارك في كتاب : أنطولوجيا القصة العربية القصيرة مع أدباء من سوريا ومصر والمغرب .
كما هو مذكور بمقدمة الكتاب , أن أغلب النصوص كان قد تم نشرها على صفحة الكاتب على الفيس بوك قبل الخامس والعشرين من يناير , يقوم الكاتب بنشرها في الكتاب متبوعة بتعليقات الأصدقاء ( القراء ) والتي كما يقول أنها تشكل في مجملها ضمير شريحة من المثقفين الذين شاركوا في صنع تلك الثورة . عجبتني الفكرة جداً , ولأني كنت أحد المتابعين للكاتب , فأستعدت الذاكرة وإستمتعت بتأريخ الأحداث عن طريق التعليقات المنشورة، أما بالنسبةللكاتب فأنا من المعجبين به وبأسلوبه وبالرمزية في كتاباته ....