أصبح من المعروف في علم النفس خاصة , أن النشاط , أي نشاط يمارسه الانسان يسعى بهذا القدر من الوضوح , إلى تحقيق هدف ما . والكتابة , بوجه عام كلون من ألوان النشاط الانساني حصراُ تحمل في ذاتها مثل هذا الهدف ويستطيع القارئ في ضوء ذلك , أن يتبين حتى قبل إطلاعه على محتوى هذا الكتاب الدافع إلى ترجمته والهدف منها . والحقيقة ان ما دفعني إلى نقل هذا العمل إلى اللغة العربية يتمثل في أمور ثلاثة متكاملة .
أولها : إضافة شيء جديد في علم النفس إلى المكتبة العربية التي لا تزال , رغم ما ينشره ويعرض فقيرة بالأدبيات النفسية كما ونوعا.3
ثانيهما : اطلاع القارئ العربي ,و لا سيما المتخصص على جانب أو جزء ليس بالقليل من علم النفس , وما زال بالنسبة له مجهولا وغير معروف تقريبا أو أنه في أحسن الأحوال معروف لدى الأقلية المتخصصة معرفة جزائية ومشوهة في بعض الأحايين . ولا تخفى على الباحث الموضوعي أسباب هذا الوضع . إنها متعددة ومتنوعة .
فمنها ما يرجع إلى الصراع العقيدي وما يعكسه من مواقف تملي على اصحابها نزعة محددة , وبالتالي حكما أو تقويما مسبقا دون النظر في كامل الخارطة السيكولوجية العالمية . ومنها يعود إلى قلة المصادر المتاحة فعلا باللغة العربية , التي تمكن الراغبين ( وهم ليسوا قله ) من الوقوف على مركبات عناصر هذا الجزء المقصود في علم النفس , فما وضع منها أمامهم لا يتعبر كافيا المبتة لمعرفة مالها وما عليها وفق المقاييس العلمية والموضوعية .
والأمر الثالث : يتجسد في الاسهام في زيادة رصيد المعلومات والمعطيات العلمية .و آمل أن يحقق هذا العمل اهدافه فيكون لبنة متواضعة في بناء تصورات وآراء علمية - نفسية , ونافذة صغيرة بطل القارئ العزيز عبرها على الثقافات الآخرين وعلومهم .