محمد علي الخضور شاعر سوري حائز على جائزة دبي الثقافية للإبداع في الدورة السابعة 2010\2011 "المركز الأول في الشعر" شعره جميل ، وهذا بعض مما أعجبني: موغل في الرؤى\أفتش عني\ كلما قلت ها أنا \ضعت مني\أدفع بالشك اليقين\ وألقي ريشة الوهم\في مهب التمني. ....................... أنا وحدتي\ لاشيئ ثنّى تفردي\تحدثني ذاتي إذا شفّها ضعف\يحاصرني الترحال\في كل موطن\فروحي خيام الرملِ \بددها عصفُ
....................... وبقلبي من البكاء أيامى \وبصدري من الصهيل خيول\أيها الدرب قد موطئ روحي\"أنت قصدي..وأنت..أنت السبيلُ" ....................... ضلَّ رشدي أم الرَّشاد ضلالُ؟\تاهت الروح..حين تاه الدليلُ. ....................... كتبت على ليل الغياب مواجعي \ومرت رياح الحبِّ\فتألق الحرفُ ...................... تخطفني من صحوة الروح أنني ترابٌ\ولكن (لايذاع له سرّ) ..................... وشى بي الليلُ \والبيداءُواشيةً\كأن كل فضاءاتي جواسيسُ \الخيل والسيف والأقلام تصرخ بي\مُتْ دون حبرك \يصرخ فيك قديسُ. ..................... كأنَّ عراقَ الحزن معصمُ أمَّةِ\ينزُّ دماءً\والحسين أساورهْ ..................... في الجنازة موتى يسيرون خلفك\يبكون حيّ\في الجنازة موتان\موتٌ شديد الوضوح\وموتٌ خفيّ\والجنازة خيطٌ من البشر الغافلين\تمدد بين الوجود\وبين العدم الجنازةُ \خطٌ وحيدٌ على صفحة الذاكرة\والفناءُ قلمْ.
يبرز في هذا الديوان ميل الشاعر إلى الكتابة الكلاسيكية العمودية التي يوزع أبياتها على فراغ الصفحة بحسب تقطيع قراءتها فتبدو كسطور الشعر الحر (معروف أن أول من فعل هذا كانت نازك الملائكة لغرض طباعي بحت فبدأ الشعراء بتقليدها ثم اكتسب الأسلوب معنى وتبناه عديدون أشهرهم حاليًا الشاعر أحمد بخيت).
الشاعر يكتب بسلاسة في بحور البسيط والطويل والخفيف التي تمثل جل قصائده، مما قد يدل على ميله إلى الموسيقى المركبة وتمكنه من أدواته العروضية، إلا أنه على مستوى الإيقاع الداخلي لا يقدم الجديد لأن التراكيب تأتي كلاسيكية وكذلك الصور، ويسهم في ذلك التزامه بالشكل العمودي وأحيانًا بالقوافي المضمومة التي عادة ما تقود إلى شكل معين للجملة نتيجة التقديم والتأخير لجلب المبتدأ أو الفاعل في آخر الجملة.
يبدو فقط في النص الأخير من الديوان تطلع الشاعر إلى شكل مختلف من الكتابة حين يكتب شعر التفعيلة وينطلق أكثر إيقاعيًا. نرجو أن يكون هذا إرهاصًا بكتابة مختلفة تستفيد من قدراته الموسيقية واللغوية وتحرره من قيود الشكل الكلاسيكي، ولعله يدخل البحور المركبة في الشعر الحر ليزيد من العمق الموسيقي.
لا شك أن محبي الشعر الكلاسيكي سيطربون لهذا الديوان لكننا نطمح إلى ما هو أكثر