كتابات مهدي عامل التربوية/ التعليمية كانت من أولى اقتحاماته الفكرية في مجابهة الواقع اللبناني بعد عودته إليه من فرنسا ومن الجزائر أواخر الستينات، كما كانت جزءاً من انخراطه في الورشة الفكرية/ النضالية التي أطلقها المؤتمر الثاني لحزبه الشيوعي. وكان تدريسه لمادة الفلسفة، إلى جانب متابعته اليومية الحية لبعض مظاهر النظام التعليمي في لبنان، من الدوافع المباشرة لتلك الاسهامات المتميزة تميز إنتاج مهدي اللاحق، الفلسفي منه بخاصة، والفكري/ النضالي بعامة. لقد شهدت تلك الفترة تفاقماً حاداً لأزمة السياسة التعليمية القائمة في لبنان، رافقه نمو متصاعد للحركة المطلبية الشعبية للتلامذة والطلاب وللمعلمين والأساتذة. وكشف المنهج الذي اتبعه مهدي، من موقعه، في تحليله لآلية السياسة التعليمية للدولة في لبنان، على صرامة هذا المنهج وعلى رهافة أدواته التي عمل على صقلها كما الفولاذ، والتي كان حريصاً على تأكيد ضرورة تميز تلك الأدوات بتميز الحقل الاجتماعي الذي تتصدى لتحليله، كشف ذلك المنهج عدداً من علامات الطريق أمام كل من كانت قضايا التربية والتعليم ومستقبلها من اهتماماته. وعلامات الطريق هذه أكدت إرهاصات الحرب الأهلية أهميتها، كما زادتها أهمية حروب السنوات الست عشرة، ولا تزال تؤكدها سنوات السلم الأهلي القائم حالياً
حسن عبد الله حمدان المعروف باسم مهدي عامل، ولد في بيروت عام 1936، كان مفكرا وطنيا علمانيا لبنانيا ابن بلدة حاروف الجنوبية قضاء النبطية.
تلقى علومه في مدرسة المقاصد في بيروت وأنهى فيها المرحلة الثانوية. نال شهادة الليسانس والدكتوراه في الفلسفة من جامعة ليون، فرنسا. درس مادة الفلسفة بدار المعلمين بقسنطينة (الجزائر)، ثم في ثانوية صيدا الرسمية للبنات (لبنان). انتقل بعدها إلى الجامعة اللبنانية معهد العلوم... الاجتماعية كأستاذ متفرغ في مواد الفلسفة والسياسة والمنهجيات.
كان عضوا "بارزا" في اتحاد الكتّاب اللبنانيين والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي، ورابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية. انتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني عام 1960، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب في المؤتمر الخامس عام 1987.
في الثامن عشر من أيار عام 1987 اغتيل في أحد شوارع بيروت الوطنية، في تلك الفترة، مهدي عامل وهو في طريقه إلى جامعته الجامعة اللبنانية معهد العلوم الاجتماعية الفرع الأول، حيث كان يدرس فيها مواد الفلسفة والسياسة والمنهجيات. وعلى إثر اغتياله، أُعلن يوم التاسع عشر من أيار من كل عام "يوم الانتصار لحرية الكلمة والبحث العلمي".
من مؤلفاته:
-مقدمات نظرية: لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني. 1972 الطبعة الأولى، 1986 الطبعة الخامسة.
-أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية. الطبعة الأولى 1974، الطبعة الثالثة 1989. ... -النظرية في الممارسة السياسية. بحث في أسباب الحرب الاهلية. الطبعة الأولى 1979. الثالثة 1989.
-مدخل إلى نقض الفكر الطائفي - القضية الفلسطينية في ايديولوجية البرجوازية اللبنانية. الطبعة الأولى 1980. الطبعة الثالثة 1989.
-هل القلب للشرق والعقل للغرب. الطبعة الأولى 1985. الطبعة الثالثة 1990.
-في عملية الفكر الخلدوني. الطبعة الأولى 1985. الطبعة الثالثة 1990.
-في الدولة الطائفية. الطبعة الأولى 1986.
-نقد الفكر اليومي. الطبعة الأولى 1988. (لم ينتهي).
له العديد من المساهمات النظرية المنشورة والتي ستنشر ضمن الاعمال الكاملة.
في الشعر: تقاسيم على الزمان، الطبعة الأولى 1974. فضاء النون، الطبعة الأولى 1984.
في قضايا التربية و السّياسة التعليميّة isn’t similar to any other book I have ever read in my life. First, this book deals with education and it’s something pretty close to me since that’s what I do study. Second, it represents a very very well structured study in every detail of the Lebanese society that has been colonized and actually was pretty dominated by that, which is very accurate to the Tunisian society and system. In this book, Mahdi Aamel deals with two capital problematics related to education : the administrative system and the educational system, which are strongly related to each other. In the part where he disjoints all the part of the administrative system, starting with the university, the way it’s only available for the rich, the way it only follows the rich’s rules and serves its companies and necessities, the author explains how universities in Lebanon were brought out by the colonial community, teaching the bourgeoisie who tend to always have a higher education level than the proletariat. This lead to a whole proletarian revolution that demanded local universities that were established to shut the people up. Now there you go, Education for everyone but of course not with the same level of high studies provided. The author points out that the whole generation of young students were fooled by this establishment of local universities, and schools, killing their revolutionary spirit. He also explains how much politics and universities are related. Universities were found based on certain political approaches. Means we can’t separate them, ever. But students should always fight for the main purpose which is higher local education in universities not dominated by the colonial community, but at the same level of education provided in private universities and schools. which is literally something that can’t be reached without fighting. This leads us directly to the second section of the book where the author explains how there’s no way that the subjects teached could be judged as scientifically fair because all the lessons are well chosen to keep the students at a certain level of education with a certain level of ignorance, away from any revolutionary movement against the system. He also explains the reason behind teaching scientific subjects plus philosophy in the language of the colonial country, the reason why a second and third language are necessary in the colony, how everything connects to lead to a whole system brought out to just dominate all mindsets through education even after independence, and how we’re still living with it. And a lot more details about everything in between what I’ve just said. This book is such a beautiful awakening, it opened my eyes on a whole lot of things we’re living, things every past colonized country suffers from till this day after years and years of independence celebrations. I highly recommend it.
مهدي عامل في هذا الكتاب القصير يضع اصبعه على الجرح، في وصفه لبرنامج دراسة الفلسفة العربية و أزمة المؤسسات التعليمية بمختلف أنواعها التي لا تنتج ثقافة وطنية تحاكي الواقع الإجتماعي للتلميذ بل تنتج اديولوجية استعمارية من أجل الحفاظ و تثبيت علاقات الإنتاج القائمة في المجتمع. كتاب يمكن تصنيفه في خانة الكتب التي من الضروري قراءتها لفهم القضية التربوية و أزمة انتاج الثقافة الوطنية و يمكن أيضاً اعتباره حجر أساس لأي حركة طلابية تهدف إلى تغيير الواقع التربوي في لبنان و بالتالي تغيير نظام الاقتصادي الحالي و لجم علاقة البرجوازية المحلية بالاستعمار.
يُبعثر مهدي أفكارك ويدفعك لإعادة النظر مرتين في تصوراتك عن التعليم في مجتمعاتنا التي تناضل للتحرر من الإرث الاستعماري. كان الاستعمار هو الفاعل الأساسي في تحويل التعليم إلى سلعة تفرز طبقة برجوازية تتبنى أيديولوجيته، وتملك مصلحة عليا في الحفاظ على ذلك النظام. وحتى عندما تحاول هذه الطبقة إجراء بعض التغييرات، فإنها تبقى محصورة ضمن مصالحها، حيث تظل المؤسسة التعليمية أداة من أدوات سيطرتها
لقد شهدت تلك الفترة تفاقماً حاداً لأزمة السياسة التعليمية القائمة في لبنان، رافقه نمو متصاعد للحركة المطلبية الشعبية للتلامذة والطلاب وللمعلمين والأساتذة