يسعى هذا الكتاب إلى تقديم تحليل مختلف لمسألة الطائفية، يقطع مع التحليلات السائدة التي ترى فيها استمرارًا لتقاليد أو قيم ثقافية خاصة، وينظر إليها باعتبارها إفرازًا من إفرازات حداثة مشوّهة ورثّة، وإخفاق الأمم والشعوب التي حاولت ولوج الحداثة، وفي صلبها بناء دولة حديثة، دولة أمة، في الوصول إلى أهدافها. ويدافع الكتاب عن طرح يفيد أن تصدّر هذه الظاهرة، المشهد السياسي في الكثير من المجتمعات العربية، وانفجارها على شكل حروب يختلط فيها الدين بالسياسة، لا يعبّر عن التمسك الأعمى بأي إرث ثابت قديم، ثقافي أو ديني أو اجتماعي، وإنما يعكس إضاعة رهان الدولة الأمة الحديثة، الملحوظ منذ نهاية القرن الماضي، وخراب البنية السياسية أو فسادها، مع نجاح النخب الحاكمة، ومجموعات المصالح الكبرى الملتفّة حولها، في اختطاف الدولة وتملّكها، ودفع طبقات الشعب الأوسع كلها خارج دائرة أي فعل أو قرار أو مشاركة سياسية.
مفكر سوري ولد في مدينة حمص أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس، خريج جامعة دمشق بالفلسفة وعلم الاجتماع، دكتور دولة في العلوم الاجتماعية والإنسانية من جامعة السوربون يعتبر من أبرز المعارضين لنظام بشار الأسد يشغل حالياً منصب رئيس المجلس الوطني السوري
ثالث كتاب أقرأه للأستاذ برهان غليون وهو افضلهم من ناحية توصيف الحالة الإجتماعية والسياسية في الأقطار العربية. وبعد كل كتاب تنتابني حسرة كبيرة على خسارة سوريا لرجل كالأستاذ برهان .يجب الآن ان تتخلى نفسي عن جبنها لأستطيع قراءة كتاب عطب الذات.
كتاب جيد ومفيد لفهم أسباب تصاعد التوترات الطائفية في المنطقة العربية بعد قيام الدول الوطنية، ويطرح الكاتب أن الحل لعلاج قضية الأقليات والطائفية هو بناء هوية ثقافية وطنية في الدول الوطنية من خلال إيجاد ثقافة عليا جامعة تعكس كل المكونات السياسية والإجتماعية والثقافية والدينية في الدولة، كما أكد الكاتب أنه لا يمكن البحث عن حل للنزاعات الطائفية من خلال الدعوة لتبني العلمانية أو التسامح الديني، لأن قضية الأقليات والطائفية هي قضية سلطة أي علاقة افراد المجتمع ككل بالدولة، لذلك لا بد من تطوير آليات المشاركة في السلطة حتى تنشأ ظاهرة التعدد وقبول الاختلاف وبالتالي الوصول إلى الإجماع السياسي.