ينبوع الغواية الفكرية: غلبة المزاج الليبرالي.. وأثره في تشكيل الفكر والتصورات

by عبدالله صالح العجيري

من أسوأ وسائل التشويه والتشكيك في المنهج السلفي تلك الدعاوى التي تحمل في طياتها ادعاء عدم وجود معالم ومحددات يقوم عليها منهج السلف الصالح، وأنه لا وجود حقيقةً لمنهج يسمى(السلف الصالح) وأن الأمر لا يعدو أن يكون شعارًا ولافتة يرفعها (السلفيون) ليُروّجوا لخطابهم وفكرتهم، عبر التمسّح بالجيل الأول، وخير الناس، وهذه مغالطة علمية خطيرة جديرة بالنقض، إذ لا تستند لدليل، والحق أن المتأمّل لطبيعة الرسالة، وحقيقة التبليغ، وحياة السلف ، يجد منهجاً شرعيًا واضحًا يشتمل معالم نقلية وأصول عقلية ترجع في مجملها إلى تحديد مصادر التلقي وطرق الاستدلال. وقد جاء هذا الكتاب ليُبين أهم تلك المعالم والأصول التي إذا التزمها صاحبها كان موفقًا ومهديًّا، وإذا انحرف أو قصّر كان مؤذنًا بزيغٍ وفساد عريض.

Genres: Religion, Philosophy, Islam

620 pages, Paperback

First published January 1, 2013

About the author

عبدالله بن صالح بن عبدالله العجيري
مدير مركز تكوين للدراسات والأبحاث.
مهندس حاسب آلي.

المؤهل العلمي:
بكالوريوس أصول دين - جامعة الإمام.
بكالوريوس هندسة حاسب آلي - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

Reviews

[نورة · Rating 5 out of 5]

الكتاب بشكل عام جيد، غير مقتضب في قضية تستحق الإطالة، يتباحث في موضوع يلامس الساحة الفكرية اليوم ويعالج الكثير من قضاياها، وهذا أمر جيد وظهور الاهتمام بمثل هذه المواضيع تعد ظاهر صحية يجب أن نسعد بها.
بالنسبة للكتاب شعرت أن الكاتب لديه القدرة في ترتيب مباحثه ترتيبا منطقيا، وجيد في جمعه للأقوال والتي أفادته بل كانت منطلقه ومستنده في برهنته من خلال بحثه وللوصول للنتائج كما يجب.
تصنيف الكتاب: أجده متوسط يميل للسهولة، في الوقت الذي تميز فيه بسعة الاطلاع والشمول وحسن الاستدلال.
ركز الكاتب فيه بشكل كبير على موضوع التسليم لله، ولا ألومه بل أتفق معه، فعدم اتخاذ هذا المبدأ منطلقا لكل مسلم هو سبب الخلل الحاصل في سلم أولويات العقل والنقل، والفرق بين الاستئناس بالعلل وبين جعلها أساسا يعمل عليه حتى تقدم على النص، والانبهار بالحضارة والقوة المادية للآخر وتمييع القيم والنظم الإسلامية في سبيل التوافق معها، والفرق بين فهم المقاصد والتمادي في تقديم فهمها على النصوص الواضحة، وغير ذلك من مزالق هوت بأرجل الناس في هذا الزمن، حتى ماع الدين وماعت معه النظم والأخلاق والقيم، وبعد ذلك طرح هذه المزالق من زاوية أخرى، طرحها كاستشكالات وتساؤلات راجت في الساحة الفكرية، بل بعضها صار يتناول في المجالس العامة وبين عوام الناس، ذكرها مع الرد عليها، وأعتبر هذا الفصل الأفضل والأهم والذي كان إضافة قوية بالنسبة لي، وتميز بالترتيب والهدوء في الطرح، ولكي تعي أهمية الاستشكالات التي ذكرت، فسأطرحها لك من باب التشويق لقراءة هذه المزالق والرد عليها وهي كالتالي:
- منزلق: الدعوة لتقديس النص لا تقديس فهم النص، مما يعني إلغاء قصدية الوحي بإلغاء المعنى، وكيف أدى هذا المنزلق للتأويل الذي يخرج النص من إطاره، والخروج من الدين باسم التأويل.
- منزلق: الاحتجاج بالخلاف في مسألة، يرفع عنها واجب التسليم.
- منزلق: التحرر من أحكام الشريعة باسم المقاصد وفهمها.
- منزلق: التوظيف السيء لقاعدة: تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان، والفهم الخاطئ الذي يجر إلى تحكيم الهوى باسم المعاصرة وتغير الزمن يعني تغير الشرع.
- منزلق: تقديم العقل على النقل، لقطعية الدلالة العقلية مقابل الظنية الخبرية، وادعاء التعارض بينهما، والدخول في متاهة أي عقل نتبع؟.
- منزلق: اتخاذ التفريق بين السنة التشريعية وغير التشريعية مبررا لإخراج الكثير من الأمور الشرعية من حيز التشريع إلى حيز الاجتهاد النبوي القابل للأخذ والرد تحت حديث :(أنتم أعلم بأمور دنياكم).
- منزلق: فتح باب الاستشكالات على مصراعيه، وادعاء مشابهة الصحابة في ذلك، مع توضيح المؤلف للفروق بين بواعث كلا الفريقين.
- منزلق: تزكية النفس عن طريق تزكية الخطاب السلفي وإيجاب التسليم له.
من المضحك والواضح الملفت الذي وجدته في كل منزلق عبر نصوص دعاته، هو اجتماع المزالق كلها على أن مبدأها الهوى، وقد تعجب لو قلت لك أنني أرى الهوى يظهر لي متبسما عبر النصوص التي ينقلها المؤلف عن هؤلاء، ومحاولة هروبهم الكبيرة من قيد الأحكام إلى سجن الهوى الغير مرئي، وإنك لتعجب من قدرة الهوى على تزيينه للباطل وليه للنص عبر ألسنة متبعيه، حتى تشعر بأنه بالفعل لا حل مع قوة كهذه لا يستطيع الإنسان تمييزها إلا باتباع منهج السلف الصالح بتقديم النص وإعطائه حقه من الاحترام والفهم، فإن أول خطوة لضياع الدين باسم الدين، هي نزع القدسية عن النص! أقولها وعلى يقين بعد استقراء لكل مزالق الكتاب.
ولم أجد نتيجة للاستخفاف بأصل من أصول الفقه إلا كانت تجر للعبث المطلق الذي لا يحده قاعدة شرعية، بل فتح لباب الشريعة أمام رياح الأهواء وضعف النفس شهواتها.
وقد أجاد الكاتب -أحسن الله إليه- في ردوده على هذه المزالق، وأطنب وأعطى كل مزلق حقه من الرد بكل تؤدة وحسن تناول لكل نقطة، وما كان يحتاج لإطالة في زاوية معينة قد تخرج بنا عن محاور الكتاب الأساسية وتطيله إطالة مملة تعامل معها بشكل جيد، وأحال الإجابة لبحوث وكتب مخصصة للرد على هذه الزوايا، والكتاب بشكل عام جيد، لجودة النقولات، وأهمية الموضوع، وهو كافٍ وافٍ في مجاله، وقد يعد مدخلا دسما، ومن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع للمراجع التي اعتمد عليها المؤلف في كتابه، فقد تكون أوسع وأثقل، وبالتالي أكثر إفادة وأشد ثباتا.
يشكر للمؤلف سعة اطلاعه، شكرا لأنه احترم القارئ، فاعتنى بالاطلاع على كل ما يمس النقطة التي هو بصدد تباحثها، وقد يقرأ كتابا كاملا ليقتبس منه ما يؤكد كلامه، أو يؤكد عدم صحة ما قاله غيره، وهذا من الجدية في البحث، والهمة المعرفية الحقة والتي يصعب على الجميع في زمن الكسل المعرفي في ظل المعلومات الجاهزة والمعلبة عمله!
تتلمس مع صفحات الكتاب صدق المؤلف -نحسبه والله حسيبه-، وغيرته الصادقة في الدفاع عن الخطاب الشرعي ضد كل من أوله أو حرفه لصالح خطاب آخر، ومحاولته الجادة لإثرائك معرفيا، وإحالتك على مصادر إضافية للاستفادة.
شكرا للمؤلف كذلك لأنه اختصر طريقا ليس بالسهل بجمعه للمزالق التي يعد كل مزلق منها موضوعا يستحق أن يقرأ فيه كتبا ومجلدات، ومع ذلك فقد كان جيدا في عرضه لأبرز الإشكاليات مع معالجتها من أكثر من كتاب، وإعطائها حقها من المباحثة، لذا فكتابه يعد كنزا معرفيا غنيا خصوصا لمن لا يملك الوقت لقراءة المجلدات في كل باب، وإنما معرفة أبرز الشبه العصرية فيه مع الرد الموجز البليغ عليها.
وأخيرا: هذا الكتاب من الكتب التي وأنت تتصفحها وبعد الانتهاء منها تردد: ينصر دينك يا شيخ 💛

[Rahma.Mrk · Rating 5 out of 5]

📌 بعد إطلاع على قراءات اخرى :
انصح ان يُقرأ:
🍂 كامل الصورة 🍂ل احمد السيد قبل قراءة هذا الكتاب. لان نقطة التي يرتكز عليها كتاب الينبوع :
فصل مقاصد الشريعة.
(لخصها احمد السيد بشكل مبسط).
🍂ٍكتاب بدعة فهم النص🍂 لصالح المنجد لانه تلخيص لفصل بنفس الاسم
🍂سلطة الثقافة الغالبة 🍂 ل سكران لانه تعرض لنقطة مركزية وهي التقليد الاعمى . و هذا فصل من هذا الكتاب.


كل الذين شاركوني في القراءة الجماعية او يعرف خلفيتي سيفهم جيدا جدا معنى هذا إنجاز الذي قمت به ف الحمد الله .
لست بذات علم كي اكتب مراجعة حوله.فأنا مازلت اخطو خطوات الاولى
لكن أشجع الجميع على قراءته مع تأكيد على انه ايه نعم اللغة صعبة نوع ما ،و يحتاج تركيز و تفرغ.
لكن بعد ستخرج بعدة نقاط مهمة :
🍂الرغبة في قراءة اكثر لنفس الكاتب و في ذات المحور.

🍂 الفهم بطريقة شافية و شرح ممتاز لكل الشبهات الملصقة بالشاطبي رحمه الله.

🍂كشف على افكار مغلوطة او ذات توجه الليبرالي .
بشرح ضافي .

🍂سوف يكون هذا الكتاب نقطة مفصلية في تفكيرك :
.لا ادري شئ عن آخرين لكن انتمائي الجغرافي القى بثقله و فعلا هذا الكتاب قام ب رجة لعدة أفكار اسمعها ليلا و نهار في بئيتي و بين الجميع من مختلفة مستويات الثقافية. جزاءه الله خيرا.

اكيد ساعيد قراءته مرة اخرى و هذه سابقة في الكتب.


اشكر الدكتور علي على تشجيع المتواصل و الصديقة
العزيزة أمنية ❤❤ على المشاركة و التشجيع
و استاذ محمود على طرفاته التي شجعتني .
يعيشكم الكل على مشاركة و إن الشاء الله تتكرر.

I did it 🍰🍰🎉🎉🎉🎉

13 /Avril /19 🌸
i celebrate it on 22 avril 19

[أحمد دعدوش · Rating 5 out of 5]

من الكتب التأسيسية المهمة جدا، يعيبه فقط التطويل في مواضع كان يمكن إيجازها.

[Ali Mohamed · Rating 5 out of 5]

بعد الإنتهاء من هذا البحث الرائع لم أجد عندي زيادة على ما سجلته أختنا العزيزة نورة عبد الملك عن الكتاب في مراجعتها . وقد تكرمتْ بالإذن لنا في الإشارة إلى هذه المراجعة، فندعوكم للإستفادة منها لما فيها من نظرة عامة وافية عن مضمون الكتاب وقراءة جيدة له.


أما عن المؤلف؛ فضيلة الشيخ المهندس/ عبد الله بن صالح العجيري، فأحمد الله أن رزقنا هكذا محاميا فذًّا عن دينه، يدرء الشبهات بحد العلم القاطع، فالحمد لله أولا وآخر، واسأل الله له التوفيق والثبات وحسن الجزاء عما قدم في هذا البحث الدسم وأن يجعله في ميزان حسناته وأن يرقى به لشرف المدافعين عن هذا الدين، فإن أعظم وظيفة على الإطلاق أن تعيش خادما لهذا الدين، محاميا عن حصونه، مدافعا عن بابه. ويا له من شرف! ويا لها من مكرمة! والله المستعان.

[Omnia Elsayed · Rating 5 out of 5]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..

كتاب عظيم عظيم .. عظيم النفع ..عظيم الفكر ، كتاب مُمنهج بأسلوب ثري جداً ..مع قلم راقٍ فضفاض ..نفعنا الله به وجعل هذا في ميزان شيخنا ..

الكتاب يدور حول أهمية ترسيخ عقلانية التسليم للنص الشرعي ..
كما يُعالج بعض الإستشكالات التي تحدث خلاف ذلك ، حيث أن أغلب الإنحرافات الفكرية تعود إلى سببين رئيسيين :
1_ سلطة وهيمنة الثقافة الغالبة
2_ ضعف التسليم للنص الشرعي

وأدرج بعد ذلك تفصيلياً ثمانية مزالق أهدر النصوص ، ومعالجة هذه الإستشكالات ..

ربما جاء وقت عليَّ شعرت فيه بإستفاضة الكاتب في بعض النقاط ، مما أزعجني ؛ ولكن بعد ذلك وجدت منفعة ذلك ولامست آثاره فيما بعد ..

كتاب كالبحر غُصت فيه للأعماق حتى ظننت أنني سأغرق من ضآلت علمي وفكري ..ولكن هذا مما تميز به قلم شيخنا ، رغم قوة الموضوع وعِظم الأمر الذي يتحدث عنه ، فكان مُستفيضاً مُكرراً ومُغيراً للأمثلة والشروح والعبارات ، فإن سقطت منك عبارة ، ستجد الفهم في الأخرى إن شاء الله تعالى ..

جزى الله شيخنا خيراً وبارك في عِلمه وكتب أجره وسدد خُطاه ..وبارك الله في كل من سعى لإنارة الطريق للمارين من هذا الطريق ..وتهيئة الدرب للسالكين فيه .

13.04.2019

[جمانة · Rating 4 out of 5]

#كتاب (ينبوع الغواية الفكرية)
أ. عبدالله صالح العجيري

تقوم فكرة الكتاب حول مسألتين:
١- أهمية التسليم للنص الشرعي،
٢- مزالق هدر النصوص الشرعية،
ومهّد الكاتب بحديث جميل عن "محركات الأفكار" وأن تبنّي فكرة أومذهب ما لا يكون فقط نتيجة للجانب المعرفي.. بل كثيرا ما تتدخل دوافع أخرى غير علمية، مثل التكبر أو الحسد أو العصبية..... ويقول كذلك: "مَن تأمل في كثير من الانحرافات الفكرية في هذا الزمان فسيجد أنها عائدة إلى مركّب:
- هيمنة النموذج الثقافي الأجنبي،
- ضعف التسليم لله ورسوله."

ثم ابتدأ الكاتب يسير في اتجاه الحديث عن مكانة النص الشرعي من حيث حقيقته في الوحي.. وثمرته.. وشدة حضوره في حياة أفضل القرون "قرن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام" - والنماذج النقلية التي ذكرها وتناولها بالتعليق والتحليل من أجمل مواضع الكتاب - ثم ذكر أمورا تغذّي وتُعلي من قدر النص الشرعي في النفوس.. مع التأكيد أنه "عمل قلبي، لابد أن يُتطلّب له أسباب الثبات والاستمرارية.

ثم انتقل الحديث لـ(مزالق هدر النصوص) وبصيغة أخرى للشبهات التي ولّدتها الخطابات الحداثية والعلمانية.. وأبرزها ثمانية.. تناولها بالتبيين والرد المفضل، حتى احتلت الجزء الأكبر من الكتاب.

الكتاب جميل.. يستمتع به مَن يهوى هذا المجال، ومَن يهتم بالتصدي للإشكاليات.. غير أني أظن العنوان أكبر مما تناوله المؤلف بالحديث. جزى الله المؤلف خيرا.

[آلاء الحاجي · Rating 4 out of 5]

"المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه، حتى يكون عبدا لله اختيارا، كما هو عبد لله اضطرارا" -الشاطبي
"فالدخول تحت تكاليف الشريعة صعب على النفس، لأنه أمر مخالف للهوى وصاد عن سبيل الشهوات فيثقل عليها جدا لأن الحق ثقيل، والنفس إنما تنشط إلى ما يوافق هواها لا إلى ما يخالفه."
و لذلك عمد الكاتب إلى رد من يعارض مبدأ التسليم بمزالق مختلفة، و أرى أن أكثر المزالق تأثيرا يهدر فيه التسليم زعمهم معارضة العقل للنقل، و قد فصل الكاتب فيه جزاه الله خيرا.
وما أراه أثر في نفسي أقوال بعض علماء المسلمين بعد اشتغالهم بالفلسفة و علم الكلام؛ كما روي عن الرازي أنه قال" ياليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى" ، وكما يقول الجويني: "لقد خضت البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام و علومهم، و دخلت في الذي نهوني عنه، و الآن فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور" .

و إني لأدرك أن فضول النفس يغلب رغبة الروح في الرسو على بر الأمان.. فيا رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

[محمد على عطية · Rating 4 out of 5]

من الكتاب النافعة والهامة في موضوعها...للأسف ليس عندي حالياً الذهن ولا الوقت الكافي لكتابة مراجعة تستحق عنه.

[معتز الرحمن · Rating 5 out of 5]

كتاب نافع يتناول موضوعات في منتهى الأهمية بعضها قديم النشأة زاد طرحه مؤخرا وبعضها حديث النشأة ، موضوعات مثلت نسبة كبيرة من مناقشات وجدالات أصحاب القلم والفكر على اختلاف درجاتهم العلمية وتوجهاتهم في السنوات الأخيرة لا سيما بعد عام 2011.
ينبع تميز هذا الكتاب في رأيي من عدة أمور:
الأول: الشمولية ، إذ أن الكتاب جمع عددا كبيرا من مصادر الجدل والإشكال التي تحدث هو مسألة التشريع الإسلامي من معارضي الشريعة مطلقا ومن رافعي دعاوى التجديد لا المعارضة ، وذلك يدل على إلمام جيد بالواقع ومتابعة جيدة لما يتم طرحه في السنوات الأخيرة، كما جاء ترتيب عرضها متناسقا ومتسلسلا ، ومما تم مناقشته في الكتاب (القراءة المفتوحة للنص ونسبية الفهم ، الخلاف بين العلماء واستخدامه في هدر مرجعية النصوص ، الطرح المقاصدي ، تغير الفتوى والأحكام بتغير الزمان والمكان ، العقل وتقديمه على النقل ، السنة غير التشريعية ، الاستدلال بسؤال الصحابة واستشكالهم ، دعوى تزكية النفس واحتكار الفهم..) .
الثاني: التأسيس ، إذ لم يبدأ الكاتب مناقشة تلك المسائل ومصادر الجدل تفصيليا إلا بعد المرور الطويل على قواعد تأسيسية لمسألة (التسليم للشرع) وأدلتها وأسسها وبواعثها وأسباب حدوث الخلل فيها ودعوى كونها منافية للعقل.
الثالث: يسر الأسلوب إلى حد كبير وخلوه من التعقيدات الكبيرة بالنسبة للقارئ العامي مثلي حتى في تناوله لمسائل ذات طابع علمي معقد قليلا.
الرابع: الجمع بين الجانب الروحي والعلمي العقلي في التناول وعدم الاكتفاء بالتناول النظري الجاف.
أنصح به كثيرا

[محمّد التميمي · Rating 4 out of 5]

كتاب يشرح فيه العجيري ينبوع الانحرافات الفكرية (وعنوان الكتاب مميز) فيبدأ بمقدمة جيّدة تتحدث عن عدّة نقاط حول التعامل مع النصوص إيمانيًا ومعرفيًا أسس فيها مسألة ضرورة الانقياد والتسليم وكذلك ذم التحريف للنصوص وما يتعلق به.

ثم بعد المقدمة تحدث عن ثمانية مزالق أو أصول ينطلق من خلالها من يريد إهدار النصوص وإزاحتها وإسقاطها وعزلها عن التطبيق كالادعاء بتاريخيتها فهي لا تطبّق إلا في عصرها أو زعم أن الناس اختلفوا فيها فتطبيقها متعذر وباقي الثمانية مزالق.

الكتاب يتميز بشمول قلّما تراه في كتاب إسلامي فكري وهو كتاب ضخم يزيد عن 600 صفحة. وهذا الشمول قابله نفخ يعاب عليه فالكتاب يذكر أمورًا نفخت الكتاب فمثلًا نقل اقتباسًا جميلًا لسيد قطب في أكثر من صفحتين! والنص ليس بذاك الأهمية حتى يأخذ هذا الحجم. كذلك المؤلف ينقل نصوصًا كثيرة ويتوسع وهذا قد يُعاب عليه وقد يكون مناسبًا لبعض القراء.

الكاتب في نقاشه للأقوال ورده عليها أجاد وأدى ما عليه. والحقيقة أن ضعف أقوال الذين يرد عليهم جعلت ردوده ليست بتلك الردود القوية.
أرى أن الكتاب لو يختصر اختصارًا شديدًا فيكون كالمتن والخارطة في معرفة ينبوع الغواية الفكرية لكان نافعًا جدًا.

كذلك لتمام الاستفادة من الكتاب يُنصح بمعرفة أساسيات العلوم الشرعية.

ينصح بقراءته. بل يكاد يكون ضروريًا لمن أراد معالجة القضايا الفكرية الشرعية.

[Abdullah Jazaerli · Rating 4 out of 5]

تكمن أهمية الكتاب في ترسيخ عقلانية التسليم للنص الشرعي، وأهمية التجرد الموضوعي لمعرفة الحق المراد من أدلة الشرع والتسليم له، وعدم التعجل في إطلاق الأحكام والاستنتاجات التي تخالف أقوال جمهور العلماء وتوقع المرء في إشكالات وتناقضات معرفية. لذلك من المهم أن يصارح المرء نفسه عند تطلب الحق، لمعرفة بواطنها ودوافعها وهل هي تريد طلب الحق أم الهوى

إن أغلب الانحرافات الفكرية في الظاهر يكون وراءها محركات تدفعها نحو تبني رؤية معينة مسبقة أو تعصب لموقف معين قبل البحث الموضوعي الهادئ المتجرد لمعرفة المراد من نصوص الكتاب والسنة. كما أن هذه التوجهات المنحرفة تنسف جهود معظم العلماء ببساطة دون أدنى اعتبار لجهودهم ومعرفة تفاصيل إجماعهم والاطلاع العميق على آرائهم واستنتاجاتهم
وأغلب نتائج هذه الانحرافات تتبين من خلال التخبط المنهجي والانتقائية في التعامل مع النصوص
فهم يضطرون إلى محاولة تأويل النصوص المتشابهات حسب أفهامهم. والبحث عن قراءات معاصرة لإخضاع النصوص لأهوائهم ومواقفهم، مما يوقعهم في هذه المشكلات المعرفية

إن كل هذه الانحرافات الفكرية تعود في رأي الكاتب إلى سببين رئيسيين: هيمنة الثقافة الغالبة على الفكر والتصورات، مع ضعف التسليم لله ورسوله

الكتاب فيه تأصيلات شرعية مهمة وعميقة. من أهمها أن مبدأ التسليم للنص الشرعي مطلب شرعي أساسي وليس قضية فرعية هامشية. وهو في نفس الأمر يرتكز على مبادئ علمية وعقلية. فنحن نسلم بالأخبار الصادقة التي تم التأكد من صدقها وصدق المخبر بها من خلال استقراء السيرة النبوية والنصوص الشرعية. حيث يتبين بعد استقرائها دون أدنى شك أن قائل هذه النصوص لا يكذب أبدا. بالإضافة إلى ذلك فهو مؤيد بأدلة الوحي القاطعة التي لا ينكرها إلا مكابر أو متعصب أو من لديه قدر معين من الانحيازات الغير موضوعية
وبالتالي إذا تبين لنا صدق النبي فيما أخبر عنه، وتبين لنا صحة النقل عن النبي، فحينها يكون التسليم قائما على أدلة علمية وعقلية

واستعرض الكاتب في أكثر من نصف الكتاب أهم الإشكاليات والمزالق التي يتم الاتكاء عليها من أجل هدر الأحكام الشرعية. وقد قام بتوضيح هذه الإشكاليات في البداية، ثم بين أساساتها الباطلة وعدم موضوعيتها ومخالفتها للأدلة الشرعية وإجماع العلماء، وقام بذلك بشكل مفصل وشامل في أغلبها، وهذا من أفضل أجزاء الكتاب في رأيي
وأهم هذه المشاكل التي يتم الاتكاء عليها لهدر النصوص الشرعية هي: مشكلة إعادة قراءة النص، ومشكلة الخلاف بين العلماء، ومشكلة المقاصد الشرعية، ومشكلة تغيير الفتاوى والأحكام، ومشكلة تقديم العقل على النقل، ومشكلة السنة غير التشريعية، ومشكلة أسئلة الصحابة الاستشكالية، ومشكلة تزكية النفس


وأحب هنا أن اختصر قدر الإمكان الفكرة الأساسية المتعلقة بكل مشكلة من هذه المشاكل، وإن كان في هذا الاختصار بعض الإخلال نظرا لعمق هذه القضايا والمشكلات المذكورة بشكل مفصل أكثر في الكتاب:

مشكلة إعادة القراءة
تكمن الإشكالية هنا في ظن بعض الحداثيين بأن التسليم هو مجرد الانقياد لأفهام بشرية للنصوص الشرعية. وبالتالي فيحق لهم أن يفهموا ويؤولوا النص كما شاؤوا. فالنص برأيهم مقدس لكن الفهم غير مقدس
وهنا نقع في إشكالية كبيرة، ��النص يصبح بلا قيمة حسب هذا الرأي. فأي فهم للنص يجب أن نعتمد؟ لذلك يجب أن تكون مرجعية فهم النصوص الشرعية بضوابط علمية منهجية. ولا يمكن معرفة ذلك إلا عن طريق العلماء المتخصصين الذين بينوا منهجية التعامل مع النصوص الشرعية، وأساس هذه المنهجية يرتكز على أصول شرعية مستمدة من نصوص الكتاب والسنة وسيرة الصحابة والسلف الصالح. فالصحابة هم الأقرب عهدا للنبي وهم الذين عاصروا نزول القرآن

مشكلة الخلاف بين العلماء
يتكئ البعض على قضية الخلاف بين العلماء في تعطيل مبدأ التسليم للنصوص، بدعوى تعدد الأفهام وتفاوتها
وهنا ينبغي أن نعرف ما هو سائغ في الاختلاف وما هو غير سائغ، وهذا لا يتبين أيضا إلا من خلال أهل العلم المتخصصين الذين بينوا المنهجية الصحيحة في التعامل مع الخلاف
وحتى في حالة وجود الخلاف السائغ، فإنه لا ينبغي للمرء التشهي وتتبع الرخص في الاختيار بين الأقوال، بل عليه أن يتبع ما ترجح له من دليل، وهنا يتبين للمرء في قرارة نفسه هل هو متبع للحق أم متبع للهوى

مشكلة المقاصد الشرعية
أغلب الحداثيين الذين ينادون بتحقيق مقاصد الشرع إنما هدفهم إسقاط أحكام الشريعة من خلال التفريق بين المقاصد والنصوص الشرعية. فهم ليس لديهم معالم واضحة لهذه المقاصد. فمقاصد الشريعة مستنبطة في الأصل من خلال استقراء النصوص الجزئية التي يحاول الحداثيون هدر قيمتها
إن هدف المقاصد الشرعية في الأساس هو الأخرة. وهذا غير حاضر أصلا في من ينادي منهم بتحقيق المقاصد. إن هدفهم هو تحقيق مصالحهم الدنيوية التي تبنوها مسبقا، وحاولوا أن يلبسوها لباس الشريعة من خلال بوابة المقاصد

مشكلة تغيير الفتوى والأحكام
الشريعة تتسم بالثبات والشمول، وهي مناسبة لكل زمان ومكان. وتحتوي الشريعة على الأصول التي يتم الانطلاق منها في محاولة تحقيق المناط المتعلق بكل حكم من أحكامها في الواقع. فأحكام الشريعة مرتبطة بتحقيق شروطها ومناطها، مما يعني أن تغير الأحكام ليس متعلقا بتغير الزمان والمكان
كما أن هناك مساحة هائلة في الشرع للاجتهاد والإبداع خاصة في الأمور الدنيوية التي لم يرد فيها دليل شرعي
وهذا الأمر هو رد على من يعتقدون بـ"تاريخية النص الشرعي". أو من يفهمون قاعدة "تغير الفتاوى والأحكام بتغير الزمان والمكان" بشكل خاطئ وكأنه هدر وتمييع لأحكام الشريعة

مشكلة العقل
يمكن أن نقول أن مشكلة العقل هي أساس كل مشاكل التعامل مع النصوص الشرعية. فالعقل إن لم يكن مهتديا بالشرع فلن يكون هناك معه سوى الهوى
العقل هو الأداة التي بها عرفنا صدق الوحي، ولكن ذلك لا يعني أن العقل هو أصل الشرع. فإذا سلمنا عقليا بصدق الوحي، فإن ذلك يقتضي ضرورة أن نصدق ما جاء به الوحي من أخبار حتى وإن كان في ظاهرها ما يحير العقل. وإذا أنكرنا الوحي بعد أن سلمنا بصدقه عقليا فهنا سوف نقع في تناقض عجيب! وهذا الأمر أكبر شهادة على أن العقل قاصر في معرفة الحق بشكل كامل ومفصل، وعليه فلا يمكن أن يكون هو أصل الشرع
والوحي الصحيح لا يمكن أن يعارض العقل الصريح، وإشكالية التعارض بين العقل والنقل يمكن حلها من خلال معرفة القطعي والظني في كل منهما، والمسلك الصحيح في هذه المسألة هو تقديم القطعي منهما حال التعارض الواضح

مشكلة السنة غير التشريعية
الأصل في أقوال النبي وأفعاله أنها تشريعية صادرة عن الوحي، وطاعة الرسول التي حث عليها القرآن جاءت مطلقة لا يمكن تقييدها إلا بنص شرعي. هذا الأصل موجود بكثافة في نصوص الوحي من ناحية الأمر بطاعة الرسول والتحذير من معصيته ومخالفة أمره والرد إليه عند التنازع وغيرها الكثير. وقد اعتبر
الصحابة التشريع هو الأصل في أوامر النبي، وهذا واضح في أمثلة كثيرة تم ذكرها في الكتاب
وحتى في الأمور التي اجتهد فيها النبي اجتهادا محضا فهي من باب التشريع في نهاية الأمر، لأن الوحي يأتي مصححا له في حالة الخطأ فيُعلم بذلك الصواب في كل الحالات
والاستثناء الوحيد من هذه القضية هو تصرفات النبي العادية والبشرية المحضة، والتي لا يكون الأصل فيها تشريعا ولا تعبديا إلا بدليل

مشكلة السؤال والاستشكال
أساس هذه الإشكالية هو توهم التعارض بين بعض النصوص، واتخاذ استشكال الصحابة والسلف الصالح حولها ذريعة لهدر هذه النصوص
والحقيقة أن استشكال بعض الصحابة لبعض النصوص نابع أساسا من تسليمهم لنص آخر يبدو معارضا للوهلة الأولى. وإنما تم السؤال والاستشكال لرفع وهم التعارض بين هذه النصوص بغية التسليم لها جميعا

مشكلة تزكية النفس
مبدأ التسليم للنصوص الشرعية هو مبدأ أصيل في الإسلام. وليس الأمر مجرد تزكية لفئة من المسلمين تبنوا هذا المبدأ برأيهم وزكوا أنفسهم من خلال دعوى الالتزام بمنهجهم

[Esraa Adel · Rating 3 out of 5]

قراءته تحتاج إلى صبر كبير!!

[مَجْد · Rating 5 out of 5]

تم بحمد الله.
مبحث ضخم في عرض وتفكيك أبرز المزالق والمقولات المنحرفة في التفكير الحداثي، مذكرًا بمبدأ التسليم لله عز وجل كقاعدة أساسية يقوم عليها الإسلام.
فائدة الكتاب للباحثين وطلبة العلم الشرعي عظيمة، لكنه لا يُعدَم من فائدة لعامة الناس، إذ فيه من القواعد والأصول ما بحثت عمّن يشرحها ويفصّلها بهذه الطريقة ولم أجد من قبل.
يوجد بعض الإطالة في بعض الفصول وذلك لكثرة الاقتباسات، والتي يمكن تجاوزها دون التأثير على الفهم العام للفكرة، إذ يبدو أن الشيخ جعل من الكتاب مرجعًا متكاملًا يمكن الرجوع والإحالة إليه في حال استشكال بعض السؤالات ذاكرًا جميع أدلته من القرآن والسنة وأقوال العلماء.
من أعظم القراءات التي قرأتها في حياتي، ويمكن تعظيم الفائدة بسماع بودكاست الشيخ على اليوتيوب باسم "بودكاست نقطة" حيث يشرح الشيخ الكثير من الأفكار التي ذكرها في هذا الكتاب وكتبه الأخرى.

[طارق حميدة · Rating 4 out of 5]

- درست هذا الكتاب كجزء من دورة -صناعة المحاور للرد على الشبهات التي تتناول القران و السنة و الرد على الاطروحات الالحادية
مقدمة من مركز تكوين للدراسات


الكتاب بالاساس يناقش مركزية التسليم للنص الشرعي في التصور الاسلامي
و المزالق التي تناقش في سجالات الحداثيين و الاسلاميين
و الرد عليها
و الكتاب جيد في بابه

خصوصا مناقشته لاستغلال مفهوم المقاصد الشرعية و مفهوم انتم اعلم بامور دنياكم

مفيد جدا لمن يمتلك طول نفس في قراءة هذا السفر المبارك

:)

[فادي · Rating 4 out of 5]

رغم أنّه قديم نسبياً إلا أن مجمل أفكاره لا تزال صالحة ، ويزداد أهمية بعض هذه الأفكار بعد موجات التشكيك التي استطالت ونمت في ضوء وسائل التواصل الاجتماعي.
شكراً لمنصة مساق التي أتاحت لنا مدارسة هذا السِفر البديع

[عمر · Rating 5 out of 5]

ممتاز جدًا، فيه عرض ونقد لثمانية مزالق تُهدر فيها نصوص الشريعة على أيدي الحداثيين والليبراليين المنتسبين إلى الإسلام

[عبيد الظاهري · Rating 3 out of 5]

جميل ، لكن فيه توسع كبير جدا

[Eddie B. · Rating 4 out of 5]

قرأت اختصاره ضمن كتاب صناعة المحاور (المستوى الثاني) ولعله أكثر مواد الكتاب أهمية ووضوحًا.

[Samia Belabbas · Rating 5 out of 5]

بسم الله

المراجعة الأولى بتاريخ 17 رمضان/10 ماي 2020

اسم الكتاب: ينبوع الغواية الفكرية " غلبة المزاج الليبرالي ..وأثره في تشكيل الفكر والتصورات"
اسم الكاتب: عبدالله العجيري
عدد الصفحات: 620
زمن القراءة : 21 يوما
درجة الصعوبة: متوسط
التقييم: 4 نجمات ونصف

الكتاب عبارة عن رسالة علمية كتبها الشيخ عبد الله العجيري لمعالجة جملة من الانحرافات المعاصرة في المجال العقدي والفكري والثقافي عبر محاولة ردها إلى أصولها، رغم كل الادعاءات التي قد يدعيها أرباب هذه الأفكار من دعوة للتجديد ومحاربة التجمد الفكري والعمل وفق روح الشريعة ومقاصدها، كمحاولة منهم لتفريغ المنهج السلفي من أصوله وقواعده، وإعادة تشكيل وعي الحاضنة الشعبية حسب التوصيات (الراندية) دون مصادمتها، ويحضرني هنا قول لكاتب نسيت اسمه أرجو أن يحضرني:" محاولات أمثال محمد أركون وأضرابهم في تجديد الخطاب الديني كحصان طروادة يحاول تفجير حصن الإسلام من الداخل"
ورد الكاتب كل تلك الادعاءات إلى مركب: هيمنة النموذج الثقافي الأجنبي مع ضعف التسليم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وبين المزالق التي يهوي إليها من اجتمع فيهم هذا المركب.

يمكن تقسيم لكتاب إلى ثلاثة أقسام:
الأول: محركات الأفكار في حوالي 30 صفحة
الثاني: التسليم للنص الشرعي ( أساسياته ومرتكزاته، مغذياته، نماذج عملية من حياة الصحابة لمبدأ التسليم) في حوالي 125 صفحة
الثالث: مزالق هدر النصوص ( جعلها ثمانية مزالق) وأخذ هذا القسم حوالي ثلثي الكتاب.

محركات الأفكار:
اذكر أن هذه الفكرة كانت أول ما حرك في نفسي إرادة الاطلاع على هذا الكتاب، فكل من حاور ولو لمرة واحدة أي شخص متشكك في أصل من أصول الدين أو في نفسه حرج من تشريعات الدين، لا يمكن ألا شعر أن المحركات الأساسية لهذه الأفكار لا تكون في الغالب علمية معرفية، يشعر أن هناك جزء مخفي من جبل الجليد، أو أن ما يتم عرضه على أنه حجج عقلية فلسفية ما هي إلا حجاب يخفي تحته أسباب أخرى يجدر بمن يعالج هذه المواضيع أن يضعها في حسبانه، ولا يهدر جهده ووقته في جدالات لا طائل منها.

ابتدأ الكاتب هذا القسم بفصل الوحي وحديث المكاشفة،
" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
فخطاب الوحي رد عوامل رد الحق والإقبال على الباطل إلى مفهوم مركزي وهو الهوى
" فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
وأدرج تحت هذا المفهوم عدد من الممارسات والصور:
العصبيات، سلطة الأقران في تشكيل الفكر، الكبر، الحسد، الحرص على الجاه والمال ...وأدرج نصا قيما لابن القيم لخص فيه أسباب الإعراض عن الحق



وعقد فصلا نفيسا لما كتبه العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني في كتابه "القائد إلى تصحيح العقائد" وعد الكاتب هذا الكتاب متنا منهجيا مهما للتعرف على أسباب إعراض الخلق عن الحق، من خلال كشف الأبعاد النفسية التي تقف خلف الكثير من الانحرافات وذكر طرق علاجها، وكان من أمتع ما قرأت، أنصح بالرجوع له كاملا .






وختم هذا القسم بذكر أهمية التعرف على محركات الأفكار لتحديد منهجية التعاطي معها ومعالجتها، والتأكيد على تعدد أسباب الانحراف فهي غير منحصرة في خطأ في النظر العقلي أو الاجتهاد المعرفي.

التسليم للنص الشرعي:
1- أساسيات ومرتكزات النص الشرعي
من الله البيان ومنا التسليم والإذعان

بين في الفصول الذي تلت حقيقة التسليم وثمرته = الصديقية وأنه موقف عقلاني من خلال موقف سيدنا أبي بكر في حادثة الإسراء والمعراج، فتسليمه كان قائما على الصدق في النبي صلى الله عليه وسلم وعصمته فحكم العقل بتصديق الخبر عنه.

2- مغذيات التسليم للنص الشرعي:
* التسليم هو ثمرة معرفة الحق سبحانه وتعالى "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ"
* ذكر نماذج لتعظيم السلف للوحي وموقفهم ممن خالفه
* مفهوم الاستعلاء الإيماني وتقويته للعبودي والتسليم
* التسليم عمل قلبي يستوجب تطلب الثبات عليه، من خلال الإقبال على القرآن الكريم قراءة وتدبرا، ومن خلال إتيان المأمورات الشرعية والانتهاء عن النواهي، عدم الاستهانة بالأفكار والقناعات...

3- حياة الصحابة أنموذج عملي لمبدأ التسليم:
من أكثر الفصول متعة يمكن التعرف على مجماليته من خلال محاضرة للمؤلف "كيف تألق جيل الصحابة"
قدم في هذا الفصل ثلاثة حوادث في التربية على مبدأ التسليم
1* حادثة الاسراء والمعراج التي تألق فيها الصديق رضي الله عنه
2* ملابسات تحويل القبلة
3* واقعة صلح الحديبية التي نالت نصيب الأسد، وأبدع الكاتب في عرضها من زواياها المختلفة وعرض ملابساتها، كمحاولة لوضع القارئ في الصورة ليستشعر عظم ما وقع بالصحابة الكرام ورغم كل ذلك ختمت الواقعة بتأكيد الصديقية للصديق رضي الله عنه وتسليم الصحابة رضوان الله عليهم مع عظم غمهم وهمهم، وكما قال الكاتب أن القراءة في هذا الحدث واستخراج عظاته ودروسه يشكل متعة عقلية وروحية عظيمة.
ذكر مواقف أخرى تبين سرعة استجابة الصحابة لما أمروا به وسرعة انتهائهم عما نهو عنه كتجسيد وتفعبل لمبدأ التسليم.

مزالق هدر النصوص:
قدم لكل مزلق بفقرة تلخص ادعاءات العلمانيين والحداثيين وأمثالهم

1- مشكلة القراءة
الادعاء: ليست المشكلة في مبدأ التسليم ولا هي مع النص، لكن تكمن في التسليم لفهم فصيل من الفصائل للنص
المعالجة: عرض الكاتب أقوال المدعين، وبين كارثية مآلات هذه الأقوال التي تحيل النص القرآني كله إلى طبيعة سيالة لا يمكن استثبات معانيه، ومن الإشارات اللطيفة التي أشار إليها الكاتب مبينا تناقض وتهافت هذا الادعاء، إذا سلمنا بنسبية القراءات، وأن لكل قراءته وفهمه للنص، فكيف يمكنهم اتهام البعض بالغلو ؟؟؟ إلى أي معايير يتحاكمون؟ ألا يعتبر هذا إقصاء وتحجيرا للناس في فهمهم للنص؟
عالج الكاتب هذه المسألة عبر تبيان مراتب التفسير كما قررها ترجمان القرآن عبد الله بن عباس، وتبيان المنهجية التي قدمها الوحي للتعاطي معه بين المحكم والمتشابه، وتبيان شروط أهلية المفسر (وربما مسألة التخصص والتأكيد عليه أصبحت تتكرر حد الضجر، فلا أدري كيف لمن لا يسمح لأحد من غير المتخصصين في العلوم التطبيقية أن يتكلم فيها، وكيف أن حمى الشريعة مستباحة لكب من هب ودب حتى لمن لا يستطيع لسانه أن يقيم تلاوة آية واحدة من كتاب الله ... والله المستعان)
وضبط منهجية الفهم بضرورة متابعة الصحابة ومن تبعهم في فهم النص واتباع هديهم في ذلك وبين أسباب ذلك من عدة أوجه
وبين لوازم التأويل الفاسد وأماراته الذي قد يصل في صورة من الغلو إلى المطالبة بإعادة قراءة النص كلية، ومن ثمار هذه القراءة الجديدة يمكن إدراك حجم العبث الذي يصل إلى ابتكار دين جديد لا علاقة له بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
وختم المؤلف هذا الفصل بذكر عدد من المؤلفات التي عالجت هذا المزلق وقرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي بشأن القراءة الجديدة للقرآن والنصوص الدينية.

2- مشكلة الخلاف
الادعاء: موجب التسليم اتفاق الكل، وجود الاختلاف في مسألة يرفع عنها واجب التسليم.
المعالجة: تبيان أن الإشكال ناتج عن خلل في تصور أنواع الخلاف ودرجاته ورتبه والموقف الشرعي من كل النوع، فالاختلاف سنة ربانية ماضية لا ترفع ولا تزول ولا تعدم من الوجود بنص القرآن.

3- مشكلة المقاصد
الادعاء: التسليم مبني على مراعاة المصالح ودرء المفاسد وتحقيق مقاصد كلية، استنادا على تنظيرات الطوفي المصلحية وتقريرات الشاطبي المقاصدية
المعالجة: يمكن جمعها في نقاط
* حصر المدعين للمصلحة في المصالح الدنيوية فقط واستبعاد مفهوم المصالح الأخروية التي أجمع العلماء على تقديمها على المصالح الدنيوية.
* تبيان مفهوم المصلحة وتقسيماتها وسبل الوصول إلى معرفتها
* تبيان حقيقة الاحتهادات العمرية والخلل الواقع في تصورها
* الطوفي في ميزان الشريعة والحداثة
*الشاطبي في ميزان الشريعة والحداثة، وأخذت معالجة هذه الجزئية نصيبا كبيرا من الكتاب حيث عالج من خلالها المؤلف عدة إشكالات ارتبطت بالشاطبي وكتابه الموافقات وهو منها براء
بداية من معالجة توهم تساهله الفقهي، وتقليله من قيمة الجزئيات، وموقع المصالح الدنيوية من تقريراته، زما يسمونه بالقطيعة الفقهية/الأصولية عن الموروث السابق
ويتبين من خلال هذه المعالجة حجم الجهل المدعين بالشاطبي ومؤلفاته واستهتارهم بعقول من يقرأ لهم، إذ يقول الشيخ إبراهيم السكران أنه ما من أحد يدندن حول الشاطبي وكتابه الموافقات متخذا إياهما وسيلة لإهدار النص، يقف متلعثما أمام سؤال: هل قرأت الموافقات ؟ فغالب الحال أن الإجابة تكون بلا... والله المستعان
* الدفاع عن الشافعي.

4- مشكلة تغير الفتوى والأحكام
الادعاء: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان
المعالجة: ليس معطى الزمان والمكان موجبا لتغير الأحكام الشرعية، بل الموجب النظر في الأدلة الشرعية، والبرهنة والتدليل علو موجب التغير مع النظر في تغير المناطات المؤثرة في الواقع والتي تستتبع أحكامها الشرعية الموضوعة اللائقة بها
وأن قصارى ما يريده أهل العلم من هذه القاعدة هو الإلماح أن من طبيعة الشريعة السعة والشمول في إعطائها للأحكام المناسبة لظروف الواقع، مع ثباتها ورسوخها ومراعاتها عدم التفريق بين المتماثلات أو الجمع بين المختلفات
*مغالطة فقه الشافعي بين القديم والجديد إذ لا تتعلق بواعث هذا التغير الفقهي بالزمان أو المكان، وإنما باتساع دائرة المعرفة والعلم خاصة بعد رحلته إلى مكة في طريقه إلى مصر، واعتماده على اجتهاد وقياس ونظر جديد في أدلة الشريعة، ولدت قناعة بمرجوحية الرأي الأول ورجحان الثاني وساق لتبيان هذا أمثلة كثيرة مما ورد عن الشافعي نفسه وتلامذته.

5- مشكلة العقل
الادعاء: قطعية الدلالة العقلية وظنية النصوص الخبرية فيستلزم تقديم الأول على الثاني
المعالجة:
*ذكر عدد من المؤلفات التي عالجت مسألة العقل والنقل على رأسها مؤلفات ابن تيمية
* مقدمات حول العقل ومنزلته في الشرع ومجالات عمله التي تبين محدوديته، وأن مفهوم العقل المثالي تجريد لا وجود له، فالموجود هو عقل مفكر له طريقته في التعقل وله نوازعه الخاصة التي يتوهم عدم تأثيرها في عقله.
* ذكر ما يتصل بالمسألة من نقول عن ابن تيمية من مؤلفات مختلفة أهمها "درء التعارض" وابن القيم "الصواعق المرسلة"
*ختم هذا الفصل بذكر مآلات المعارضة العقلية وتمني أرباب واساطين الكلام أن يختم لهم بإيمان كأيمان العجائز

6- مشكلة السنة غير التشريعية
الادعاء: تقسيم ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى سنة تشريعية وغير تشريعية وعدم التسوية في الوجوب بالأخذ بهما.
المعالجة: تبيان أن السنة وحي مع أهمية أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته فيما أمر ونهي بل والرضى والتسليم لحكمه
*تبيان التلاعب بمساحة مجالات السنة الغير التشريعية
* تبيان طبيعة اجتهادات النبي صلى الله عليه وسلم
* ذكر نكوذج تطبيقي في شأن السنة السياسية التي قد تؤدي إلى علمانية بمفاهيم أصولية ( نموذج سعد الدين العثماني)

7- مشكل السؤال والاستشكال
الادعاء: مناقشة الأحكام الشرعية واستشكالها لا يناقض مبدأ التسليم ولنا قدوة في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم
المعالجة:
*طبيعة استشكالات الصحابة والتي تتضمن في طياتها مبدأ التسليم للنص الذي هو مبعث السؤال، مع تطلب لتكميله، السؤال للتأكد من دلالة النص وتثبيته
* البون الشاسع بين من يورد الإشكال طلبا للانقياد والاذعان للنص ومن يستشكله لهدره.
وذكر مواقف كثيرة للصحابة لتبيان كل جزئية.

8- مشكلة التزكية: الكلام عن التسليم متضمن على تزكية ذواتكم وهو محظور
المعالجة: دعوة الناس إلى تحقيق مبدأ التسليم والتذكير به والتأكيد على أهميته واجب شرعي يتعاون الجميع على تحقيقه والدعوة إليه.

النصف نجمة:
- أسهب الكاتب في بعض جوانب هذا الكتاب في عرض الردود، ربما يكزن ذلك مفيدا لمن لديه شك في تلك المسائل ويبحث عن إجابتها، فكان يمكن اختزال الكثير من النقول.
- ربما لي عتب على الكاتب، هل من يستطيع الرجوع مباشرة إلى مؤلف ابن تيمية درء التعارض، سيقرأ هذا الكتاب ؟
بعض النقولات كانت تحتاج إلى تبيان خاصة لمن لم يبلغ بهم المقام لفهم عبارات ابن تيمية واسلوبه في المعالجة، فربما كان على الكاتب إعادة صياغة معانيها بأسلوب مبسط.

ختاما:
كانت رحلة ممتعة، خاصة وأنها كانت بمثابة تحدي لنفسي بعد فتور طال أمده، فلله الحمد من قبل ومن بعد.
بعض الفقرات كررتها مرارا، لترسخ معانيها في قلبي قبل عقلي
ضرورة التعرف على الله بأسمائه وصفاته وتحقيق العبودية له بها، فمن عرف الله وعظم في قلبه، سهل عليه الانقياد لشرائعه
تقليب النظر في سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسير صحابته لنحفظ لهم مكانتهم ورفعة قدرهم وكيف نالوا تلك الدرجات والمنازل
عدم الاستهانة بأعمال القلوب واللهج بطلب الثبات وعدم الزيغ.

والله المستعان

تمت ولله ال��مد.

[فراس الصغيّر · Rating 5 out of 5]

تعزيز القناعات، و إكتساب المهارات الإستدلالية في الخطاب مع من يتوجه إليهم هذا الكتاب بالخطاب..
و أكثر من ذلك تلك النشوة التي تحتويك حين تجد الكثير من تساؤلاتك التي أعيتك و أرقتك قد بسط فيها الكاتب البحث و أجاد في تبيينها و تجليتها..
كتاب معرفي متميز يصلح أن يكون مرجع لكل مسلم عموما و لكل متبحر في المسالك الفكرية و الأصول العقدية..
بحق أمتعني الشيخ المهندس عبد الله العجيري نسأل الله له التوفيق

[Abbas · Rating 5 out of 5]

من الكتب الممتازة جدا للرد على الفكر الحداثي و العلماني و الليبرالي، و أعتبره ضرورة لكون هذه الأفكار في حالة إنتشار اليوم، و بالتالي أصبحت الحاجة ملحة لبناء حصن ضد هذا الفكر.

أول الكتاب جزء بسيط يتحدث عن البواعث النفسية لهذا الفكر، و يتخذ أسلوب شبه موعظي قد يمل القارئ منه، لكنه رغم ذلك مهم جدا لأنه يعطي القارئ خلفية جيدة تساعده على معالجة بعض هذه الأفكار.

أما النصف الآخر، و هو لب الكتاب، هو عرض لما يسميه الكاتب "مزالق هدر النصوص", و هي أكثر الحجج إنتشارا في جعبة الفكر الليبرالي\الحداثي\العلماني. كثير من تلك الحجج ليست مقنعة في حد ذاتها (و هذا طابع موجود في نفس الفكر)، لكن رغم ذلك أستطاع الكاتب من عرض ردود قوية متماسكة منطقية على تلك الحجج مع عرض الأدلة بوضوح، و أستطاع فعل ذلك بنجاح.

ما يعاب على الكتاب أحيانا هو تفصيله الشديد في الرد على بعض المزالق، مثل رده على توظيف العلمانيين لأقوال بعض العلماء توظيف خاطئ، و يتوسع بشكل كبير في ذلك. و ما عدا ذلك، فالكتاب جدا ممتاز و أنصح به كل من أراد أن يطلع على ساحة جيدة للسجال بين الليبراليين و العلمانيين و الحداثيين من جهة و الإسلاميين من جهة أخرى. كما أن لغته غير صعبة.

[Heba Albaba · Rating 5 out of 5]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات :D
الكتاب رائع بكل ما تحمله الكلمة من معاني !
سمعت عدة محاضرات للشيخ وكان هذا الكتاب هو أول ما أتم قراءته من كتبه ، ولم أجد ذلك الاختلاف الكبير فلازالت دراساته تدهشني حقا فيما يتعلق بعناصر كثيرة : كأسلوب السرد والترتيب والسلاسة والموضوعية واختيار العناوين واهميتها في توضيح الموضوع

أما عن الكتاب فهو يناقش أهم مداخل الانحراف الفكري الإسلامي عن طريق ايضاح 8 مزالق قد يقع فيها المسلم -أو بمعنى أصح يتم استخدامها- تحصل له بها استشكالات تهدف إلى هدر النصوص الإسلامية او التقليل من هيمنتها في السلوك الإسلامي المعاصر ، سبق ذلك بمقدمات عن محركات الأفكار بشكل عام وما هي الأشياء التي قد تؤثر على انحراف فكر الانسان ، يعقبه سرد لأهم الاساسيات التي تعين المسلم على التسليم للنص الشرعي وذكر لحياة الصحابة كنموذج عملي لذلك التسليم وهو من أروع ما برع الشيخ في توضيحه في هذا الكتاب حقا

Totally blew my mind !

[إيمان شايب · Rating 5 out of 5]

رغم أن الكتاب مادة علمية يتوقع أن تكون جافة إلا أن الشيخ العجيري استطاع أن يعالج الموضوع بطريقة قريبة إلى تزكية النفوس و مخاطبة للوجدان قبل أن تكون مخاطبة للعقل و المعارف..
يدور الكتاب حول مناقشة ماتعة لثمانية مزالق أو شبهات جامعة كانت وراء هدر النصوص الشرعية و التي يتبناها الخطاب الحداثي و العلماني و يبثها بصورة مستفحلة في شباب المسلمين.. و قبل الشروع في المناقشة يقدم الكاتب بين يدي ذلك مقدمة في معرفة محركات الأفكار - و هي لفتة ذكية جدا- و في معرفة ينبوع هذه الشبهات و هذا الينبوع يتفجر من غلبة المزاج الليبيرالي من جهة و ضعف التسليم من جهة أخرى.. ثم يأتي الحديث عن التسليم و هو حديث لو لم يكن في الكتاب غيره لكان كافيا.
في النهاية أقول أن الحق أبلج و الباطل لجلج، و متى ما قيض الله للحق لسانا كهذا يحاجج عنه و يصقل ما ران عليه، استحال الأمر لذة لا تتصور

[يوسف حاتم · Rating 4 out of 5]

أول كتاب افتتح به عام ٢٠٢٣ بمعنى أصح كانت نهايته في عام ٢٠٢٣
من نعم الله علي أن عرفت البناء الفكري وهو الذي فتح لي نافذة إلى عالم شرعي غير ذلك العالم الصغير الذي كنت أعتقد أنه كل شيء فلله الحمد أنه قبل أن تفقد الإجابات التي كانت معي بريقها و أقع في شراك العالمانية والليبرالية وقد كان هذا المصير الحتمي إذا ظللت في الإجابات التقليدية التي عرفتها من الوعاظ، فقد رزقني الله -عز وجل- بهذا البرنامج لأتعرف من خلاله على هؤلاء الباحثين أمثال الشيخ العجيري ليفندوا لي تلك الأطروحات بمستوى علمي يناسب مستواي الآن فلله الحمد والمنة
الكتاب يناقش إشكالية أراها في غاية الأهمية وهي إشكالية محاولة هدر النصوص الشرعية وهي للأسف أصبحت منتشرة بين العامة في محاولات منهم للتملص من الأحكام الشرعية وللأسف كنت امارس بعضها فيما قبل دون ان اشعر فسطوة الثقافة الغالبة علينا شديدة، ولهذا يعد الكتاب في غاية الاهمية
يعيب الكتاب كثرة الاستشهادات والتي هي في غاية الاهمية ولكن كان يكفي ذكر بعضها ثم التعليق عليها وشرحها للقارئ الذي لا يفهم اللغة التراثية بشكل جيد.
أيضا اتصف الكتاب بشيء من التطويل ولا أدري إن كان يمكن اختصاره ولكن كنت أشعر أنه يعيد في نفس القضية كثيرًا ولكن قد يعود ذلك لتفنيدها بشكل كامل
الكتاب يحتاج لقراءات عديدة ولذلك أرسلت في شرائه ليكون في مكتبتي

[Mohamed Abdel Maksoud · Rating 5 out of 5]

هذا الكتاب من الكتب المحورية والمركزية والتي انتظرت كثيراً لقراءتها.
فهو يعالج فكرة محورية سائدة في المجال العقدي والفكري والثقافي المعاصر وهي فكرة الانحرافات المعاصرة.
يبدأ المؤلف في معالجة هذه الانحرافات بوضع يده على سبب الداء وهو المحركات التي تقف خلف المشهد وتسهم في تشكيل كثير من القناعات والتصورات المنحرفة ثم يبدأ في معالجة هذه المحركات من خلال المنهج الشرعي ومن خلال فقه الصحابة وأيضاً من خلال فكرة محورية هامة وهي تأسيس وتأصيل مقام التسليم للنص الشرعي وبيان أساسيات ومرتكزات هذا التسليم ومغذياته ويستعرض نماذج من حياة الصحابة شاهدة على هذا التسليم.
ثم يعرج المؤلف إلى الفكرة الثانية للكتاب وهي مزالق هدر النص الشرعي ببيان أشهرها حيث يعرض المزلق ويفككه ويناقشه فيوضح ضعفه وعواره ومن ثم يجليه تلية تامة وكاشفة موضحاً المنهج الشرعي الذي يتسق مع العقل والفطرة.
يوضح الكتاب فضل الاستمساك بتفاصيل الشريعة والانقياد والخضوع والتسليم لمعطياتها ويجلي المنهج الشرعي في التلقي والاستدلال مما يؤسس لعقلية علمية تحترم واجبات البحث والاجتهاد ولا تناسق لدواعي الهوى ومحض التشهي.

[Tariq Al Refaie · Rating 5 out of 5]

- أقل ما يمكن القول في حق هذا الكتاب أنه " رائع " ! تأصيل علمي شرعي و منهج معتدل و ثابت ضد الانحرافات الفكرية المعاصرة .

- الكتاب تناول عدة موضوعات و عدة محاور " أجاز في بعضها و تبحر في البعض " و في المجمل لاشك أن هذه الورقة جديرة بالاحتفاء و التقدير .

- ابتدأ الشيخ عبد الله العجيري الكتاب بـ التمهيد و الكلام حول محركات الافكار و ماهي أكبر اسباب الانحراف الفكري في الواقع الاسلامي ( جلها نفسي نابعة من الهوى النفسي الذاتي ) و عوامل أخرى أيضاً .

و من بعدها انتقل إلى اساسيات و مرتكزات التسليم للنص الشرعي فتكلم عن حقيقة التسليم و أهمية التسليم و أن التسليم موقف عقلاني و أنه ليس مجرد تسليم نابع عن كمكمة أفواه أو تغييب للعقل أو حتى مجانبة الواقع , بل على العكس تماما .

و أعطى الشيخ في 60 صفحة تقريباً أمثلة جميلة جدا للتسليم و التربية النبوية التي عاشها الصحابة رضوان الله عليهم و كانت من أروع المشاهد التي تجسد عمق التربية الإيمانية التي كانت في نفوس صحابة النبي صلى الله عليه و سلم .

و من ثم ندخل إلى " لب " الكتاب و هي المزالق الثمانية في هدر النصوص الشرعية و الانصراف عن التسليم و الانقياد لله و لرسوله صلى الله عليه وسلم و سأستعرض بشكل سريع ما مر عليه الشيخ في الكتاب :

1- المزلق الأول : مشكلة القراءة

- استعرض الكاتب في هذا المزلق اشكاليات القراءة للنصوص الشرعية و ما يتعلق بالمحكم و المتشابه و ما هي منهجية الفهم المعتبرة و التي من وجهة نظر الكاتب المدعمة بأدلية شرعية " المنهجية الصحيحة هي بفهم الصحابة رضوان الله عليه و التابعين و تابعي التابعين و من تبعهم بإحسان من العلماء الثقات رحمهم الله جميعا " و من ثم انتقل إلى ما يتعلق بتأويل النصوص الشرعية وناقش ايضا النقطة الاخرى والأكثر حداثة " إعادة قراءة النص الشرعية " .

2- المزلق الثاني : مشكلة الخلاف

بيّن الشيخ في البداية بأن الاختلاف سنة ربانية و من بعدها بيّت تفاوت المسائل و أن ليس كل مسألة في الدين هي بنفس الرتبة وبنفس المزلة بل هناك تفاوت , فهناك المسائل الفقهية و الشرعية والعقدية و المسائل الظنية و القطعية الخ ... , و أيضاً تطرق إلى مسألة خطورة توليد الأقوال و عدم اعتبار أقوال الأئمة السابقين ومن وافقهم و إجماعهم على أمر قطعي و محاولة توليد اقوال جديدة بحجة تغيّر الواقع , و اخيرا تكلم عن مسألة الاحتجاج بالاختلاف للترخص و للتهرب من المسائل الدينية و البحث عن أي وسيلة " لعدم الانقياد " للواجب الرباني الشرعي

3- المزلق الثالث : مشكلة المقاصد

وهو اطول مزلق في الكتاب , تكلم فيه عن مقاصد الشريعة في الاسلام و مشكلة الخطاب الحداثي المقاصدي , و بعدها ذهب لمناقشة الحداثيين حول محاولتهم تأويل كلام الإمام نجم الدين الطوفي و أخذه على على المعنى الحداثي الغربي , و بعدها تناقش الشيخ نقاشاً ماتعا حول الامام العلامة الشاطبي رحمه الله بما يقارب الـ100 صفحة بكثير من المواضيع و المباحث .

4- المزلق الرابع : مشكلة تغير الفتوى

ناقش الشيخ في هذا المزلق مسألة الثبوت و التغير في الشريعة و تحرير قاعدة القول بتغير الأحكام باختلاف الزمان والمكان وناقش أيضاً موضوع فقه الإمام الشافعي القديم و الجديد وكان بحثاً مبهراً .

5- المزلق الخامس : مشكلة العقل

خاض الشيخ في هذا المزلق نقاشات عدة في مواضيع منزلة العقل في الاسلام و مجالات العمل العقلي و من أهم النقاشات هي سؤال التعارض بين العقل و النقل و حقيقة أنه هناك تقريبا 4 صفحات في هذا المزلق ناقش الشيخ فيها سؤالاً يطرحه بعض الإخوة و هو " أما لديكم علماء سوا ابن تيمية ؟ أكلّ تراثكم هو نفسه التراث التيمي ؟ " ناقش هذا الاستشكال بطريقة بارعة و وضح أن هناك لكل مجال علماءه و مبدعيه و ثقاته .

6- المزلق السادس : مشكلة السنة غير التشريعية

هذا المزلق نوقش فيه تفاصيل طبيعة التصرفات النبوية من اجتهادية وغير اجتهادية و هل السنة جميعها وحي ؟ و عدة استشكالات حول هذا الموضوع .

7- المزلق السابع : مشكلة السؤال و الاستشكال

هذا المزلق تكلم فيه الشيخ باختصار حول طبيعة استشكالات الصحابة و أنها كانت نابعة عن عظم التسليم للنص الشرعي و ليست نابعة عن ثورة أو تهكم على النصوص الشرعية

8- المزلق الثامن : مشكلة تزكية النفس

وهو من أقصر أقصر المزالق :D صفحة واحد فقط
وتكلم فيها على ان أي شخص يدعو إلى مبدأ التسليم ليس بالضرورة أنه يزكي نفسه و أنه هو الانسان الكامل الذي لا يعتريه نقص , بل يحاول كلٌ منّا أن نكون مشاعل نور في طريق هذا الدين .

ختاما .. هذا الكتاب من أروع و أجّل الكتب الحديثة في هذا المقام الجليل و العظيم من مقامات ديننا و أنصح كل من لديه استشكالات ولو كانت بسيطة أن يقرأ هذا الكتاب ولو بعض المباحث منه .. و حقيقة مما أحسبه على الشيخ عبد الله أنه و مع بعض الاختلافات مع بعض الائمة من أمثال الامام الجويني و الباقلاني و لكنني أرى أنه يستدل بأقوالهم بشكل كبير , وهذا مما يدل على أنهم علماء أجلّاء في مباحث أصول الفقه و غيره ولو كان هناك اختلافات معهم في مباحث علم الكلام , فليس هذا موضعه , و هذا مما يدل على دقة المنهجية العلمية لدى الشيخ و عدم رد علم العالم بالكلية اذا وقع اختلاف منهجيّ او فكريّ و لا أقصد أبدا التقليل من اهمية الاختلاف ولكن ليس هذا موضع بسطه

و الحمد لله رب العالمين

[أحمد حلمي · Rating 4 out of 5]

اسم الكتاب:ينبوع الغواية الفكرية
المؤلف:عبدالله بن صالح العجيري
دار النشر:مركز البيان للبحوث والدراسات
سنة النشر:١٤٣٤هـ
عدد الصفحات:٦٢٠ص

إن تعظيم الوحي، ولزوم الاحتكام إليه، وتحريم ضرب بعضه ، ووجوب ببعض الإيمان بالكتاب كله، ورد متشابه الكتاب والسنة إلى المحكم منهما وتمييز مراتب الأخبار ومصادر المعرفة، واعتقاد الموافقة بين المنقول والمعقول، ومعرفة قدر السلف وتقديم فهمهم وهديهم، وعدّ العربية أساساً للفهم وفق معهود الأميين وغير ذلك، كل ذلك هو في حقيقته أصولُ ومنارات لمنهج قرره السلف الصالح عبر أقوالهم وأفعالهم، وتم نقله جيلاً بعد جيل، ليسير الخلف على طريقة السلف، ويتحقق للآخرين واجب الاتباع للأولين فيكون لهم الفوز العظيم: وَوَالسَّابِقُونَ الأَرْلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأنصار والَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تَجْرِي خَهَا الأَنْهَارُ خَالِدينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظيم} [التوبة: ...]
 وهذه الورقة معنية ببيان واحد من أهم تلك المعالم والأصول، بل لعله أسسها وأصلها، والذي متى ما التوّ كان صاحبه موفقا مهديا، ومتى ما انحرف عنه أو قصر فيه كان ذلك مؤذناً بانحراف وزيغ وفساد عريض . .
ينبوع الغواية الفكرية:
 الفكرة المحورية التى تحاول هذه الورقة معالجتها، فكثير من الانحرافات المعاصرة في المجال العقدي والفكري والثقافي ليس عائدا في حقيقته إلى إشكالية معرفية علمية تدخل في إطار الشبهة، وإنما ثمة محركات أخر تقف "خلف المشهد هي من يسهم في تشكيل كثير من القناعات والتصورات المنحرفة، ومن تأمل في كثير من الانحرافات الفكرية في هذا الزمان فسيجد أنها عائدة إلى مركب: هيمنة النموذج الثقافي الأجنبي،مع ضعف التسليم لله ورسوله..
ثمة كتابات حول إفراد الانحرافات الفكرية ونقضها,وثمة كتابات أُخرى حول تعميق الإيمان والعقيدة في النفوس, ولكن هذه الدراسة تميزت بالتنقيب عن العلاقة الرابطة بينهما, عبر تسليط عدسة البحث على ذلك الشريان الذي يربط القلب العقدي باللسان الفكري, ويصعد بأهمية الدراسة بأنها جاءت بعد أن أنجز المؤلف دراستين تطبيقيتين لللانحرافات الفكرية في حقلين مختلفين: حقل الرواية وحقل تطوير الذات, في كتابيه "من عبث الرواية" و"خرافة السر" وكلاهما مطبوعان" .

[عبد الرحمان · Rating 5 out of 5]

هذا الكتاب رائع جدا ولا يضاهيه كتاب آخر في موضوعه، والذي يرتكز على مسألتين أساسيتين هما:
- مبدأ التسليم للنص الشرعي المتمثل في القرآن والسنة
- وأصول وينبوع تحريف النصوص الشرعية وهدرها
الكتاب يفصل بشكل رائع أهم الحجج التي يتكئ عليها العلمانيون في هدرهم لنصوص القرآن والسنة سعيا في تمرير أفكارهم وإلباسها لباسا شرعيا، أنصح بشدة كل مسلم مهتم بقضايا الأمة أو متأثر بخطاب العلمانيين أن يطالع هذا الكتاب الذي أحسن مؤلفه بشكل كبير في عرض محركات أفكار هدر النصوص الشرعية.

[Faisal X · Rating 4 out of 5]

الكتاب في العموم كتاب جيد ، ليس مفصلا تفصيلا كاملا لكن يعتمد على اجابات بسيطة وعرض افكار سريع بأسلوب جيد وايات قرآنية تعزز الموقف مع الاحاديث وأقوال العلماء

[وفاء احمد · Rating 4 out of 5]

#مراجعة
كتاب "ينبوع الغواية الفكرية "
العجيري ،
الكتاب بيتكلم عن الشبهات الفكرية التي تعتري الواقع الاسلامي في الوقت الحالي ، المشكلة التي يراها الكاتب ان الاخر ينطلق من الفكر الاسلامي لانه مجبر علي ذلك لان الواقع حوله لم ينفصل بشكل كلي عن الاسلام ، فسياسته القاء الشبهات تكرارا معتمدا علي ضعف المسلمين في تفقه دينهم ، مع تزيين الاخر العلماني ، يساعدهم في ذلك سحره الاعلام وضغط العولمة الحالية ،فهم يطفئون شمعة غيرهم لكي تظهر.شمعتهم ،. وذكر ان ذلك حصل اثناء التاريخ الاسلامي ولكن في الجهة الاخري حيث ضغطت الحضارة الاسلامية علي اصحاب الديانات الاخري بسبب علو شأنها وكان الاخر يعاني من انبهار غير المسلمين بالاسلام وثقافته .
عرض الكاتب الشبهات بشكل منظم جدا ، اعتمد علي الإقناع الفكري في بحر من النقولات من السلف .
من الجوانب الجيدة التي خرجت بها من الكتاب هي ثراء الثقافة الإسلامية ، مع عدم علم الجيل الحالي بكنوز ثقافته ، للاسف بسبب الواقع العلماني للدول العربية وضعف اللغة ، وان كنت اتمني عرض التراث الاسلامي بشكل عصري اي لغة تفهم من الجيل الحالي بحيث لا يحرم من تراثه .
الكتاب اظنه للمتخصصين او قراء لديهم خلفية جيدة في العلوم الشرعية ولغتهم قوية ، هم يستوعبوه بشكل أفضل ، كقارئة لم افهم محتواه بشكل كامل لضعف ثقافتي واللغة