"هي وطفلها على السرير يعتصرهما الحزن والقلق ، وإحساسٌ ثقيلٌ بالهمِّ يجثم على الصدر، ذبالة المصباح كانت على الأرض أسفل منهما، صنعتْ لهما من الخلف ظلًّا واحدًا كبيرًا ، مدَّ الظل المأتمي نفسه على الحائط وانكسر على جزءٍ من السقف ، منكفئًا عليهما انكفاءً متابعًا مهيبًا ، ريحٌ خارجيةٌ لعبتْ بورق شجرة الرمان القريبة من النافذة المواربة ، سمع الولد وأمه حفيف ورق الشجرة ، كأنه وقع قدمي قاتل يتسلل ، اقتحمت الريح الحجرة ، اهتزَّ لهب المصباح مع الريح ، فاهتز الظل أيضًا على الحائط والسقف وتبدَّل حاله ، إنه الآن كروحٍ مضطربةٍ مذعورةٍ تكافح لتهرب من مكانٍ تُقرأ فيها العزائم ، نظر عاصم للظلِّ المضطرب ، ارتجف قلبه الصغير ، مدَّ شفته السفلى ، همس في أذن أمه بأنه خائفٌ ، نظرتْ للظلِّ ثم وضعت رأس ولدها على صدرها وقالت : وأنا أيضاً. لهذين المرعوبين قصة نُسِجت خيوطها في زمنٍ غير الزمن ومكانٍ غير المكان بأحداثٍ فرضتْ نفسها كما تفرض ريحٌ سريعةٌ عنيفةٌ وجودها مرةً واحدةً ، وتترك بعد هدوئها أثرًا مستمرًّا لاينقضي"
بهذه المقدمة يستهل محمود توفيق رائعته "حجر الكحل" بلغته الجزلة والسلسة في ذات الوقت، لينقلك إلى عالمه الذي أراد أن يحكي عنه
إنتهيت أخيرا من رواية " حجر الكحل " لأديبنا المميز محمود توفيق
وكلمة أخيرا أقولها بحزن يختلط بسعادة غريبة
أما السعادة فسببها مدى جودة الرواية وجمال أحداثتها ورشاقة ألفاظها لدرجة ذكرتنى بكتابات القدامى من أمثال نجيب فى محفوظ ( فى سلاسة القلم طبعا فالكاتب بالإضافة إلى قوة قلمه يمتاز بعقيدة سليمة )
, فما أن تقرأ أول صفحة فى الرواية حتى تختفى معالم المكان الذى تقرأ فيه وتجد عقلك وقد شكل لك كل ما فى الرواية من أحداث
تجد نفسك وهى ترى الشيخ مصبح فى جده وتعبه , ترى سعد وإخوته ببطشه وغلظة قلبه وإخوته من حوله يأتمرون بأمره وينصاعون لرغباته , تشعر بالمرارة التى قاساها " عاصم " حتى أنك لتشعر بطعم الصبار فى فمك كما يشعر هو , يمتلىء قلبك حزنا على " صابرة " وكيف غدا عقلها شيئا غير العقل , وكيف نحف جسدها وشَحُبت ملامحها بعد أن كانت لؤلؤة تخطف الأبصار
وفى رحلة ثأئر غامضة كالحياة وكالموت , تستطيع أن تعرف الشىء الكثير عنه إذا نظرت إليه من الخارج , أما الباطن والجوهر فسر مغلق , ولكن بكلمات متناسقات حاك بها الكاتب روايته جسد كل ما يحدث حتى كأنك تراه رأى العين , فتعيش فى واد مفلح ترقب ما يدور فيها ثم تجد نفسك وقد إنتقلت إلى صدر عاصم ترقب نبضات قلبه المليئة بالرغبة فى الثأئر ووقودها الغضب والحقد تدفعها الكلمات الأخيرة لأمه
لا أريد أن أحرق أحداث الرواية وما ذكرته لا يعد غيضا من فيض منها , والرواية بحق مميزة وممتازة تجعلك تتمنى وأنت تقرأها ألا تنتهى منها أبدا ... ولربما هذا هو سر حزنى الأن ... أننى قد إنتهيت منها
ولكن
كما ذكر الكاتب عن القصة
" لهذين المرعوبين قصة نُسجت خيوطها فى زمن غير الزمن ومكان غير المكان بأحداث فرضت نفسها كما تفرض ريح سريعة عنيفة وجودها مرة واحدة , وتترك بعد هدوئها أثرا مستمرا لا ينقضى "
أقول
وكذلك يشعر القارىء فى نفسه بالأحداث وهى تفرض نفسها على عقله وتنقش بدلالاتها على قلبه فيتأثر حينا حتى تحتشد العبرات فى مقلتيه لما يحدث , وقد يملىء الغيظ من الظلم حتى ليكاد يهتف بــ " عاصم " ألا يلتفت لكلمات " حسان " وأن يمضى فى طريقه الذى رسمه لنفسه حقبا , حتى إذا ما إنتهيت منها تبسمت وأخذت ترسم أحداثها فى مخيلتك وتضع بنفسك نهايات أخرى
وأخيرا
أهنىء الكاتب على قلمه الجميل وأتمنى من الله أن ينفع به وأن يجعل فيه القبول ويمطرنا بوابل من قصصه ورواياته الخلابة
طيب .... هو العمر أقصر والكتب أكتر من إني أضيع وقت وجهد وأعصاب مع رواية زي دي
أنا آسفة يا نفسي إني عرضتك لتجربة زي دي ولأول مرة مش بس اركن كتاب وأقول هابقى احاول معاه بعدين أو أكمله للآخر وأديه لصاحب نصيبه لأنه معجبنيش ... لأ ... هي أول مرة ماكملش كتاب وأنا باحلف جوايا وأقسم إني مش هارجعله أبدا ومش ندمانة ولا هاندم
مش تحامل بأي شكل من الأشكال علشان المزايدين أو اولتراس الكاتب لو فيه منهم
الرواية سيئة متكلفة اللغة والحبكة وهي خليط سيء من أعمال تليفزيونية وسينمائية زي الضوء الشارد والمصراوية ولمحة من عالم ريا وسكينة الماجن وقد يكون فيها تأثر بأعمال يحيى الفخراني الجديدة اللي ماتابعتهاش لأني بطلت أتفرج عالتليفزيون من سنين ويمكن معاهم حاجة من عنف ابراهيم الأبيض اللي أسمع إنه عنيف
مش قادرة اتخيل كم العنف اللي قريته بداية بواحدة ست ببتضرب من ابناء زوجها الراحل الـ ٨!! واللي هي تقريبا ربت واحد منهم وكانت كويسة معاهم .... مشهد فيه عنف غير مبرر تجاه المرأة وكذلك بيتضرب ابنها وبتتعرى على ايديهم وكذلك الإبن
وفي يوم ماطر وبارد وهي على مسيرة أيام من بيت والدها وهي عايزة تمشي هي وابنها كدة في نسف عجيب لفكرة الشرف والأمومة وقارنت موقفها اللامنطقي بموقفي وأنا بافكر أحمم ولادي في البرد ده إزاي يومها الصبح وقلت ماهو الكاتب مش هايجرب أبدا إحساس الأم لأنه ذكر !!! وفي سياق الرواية إن هدف الأم الغير منطقي كان لتأجيج الثأر!!!
عندنا بقى عنف ضد الست وابنها ... عنف في مشهد الطفل مشروع البلطجي حافظ وهو بيتضرب بعد ما كان هو اللي بيضرب غيره ويبلطج عليهم بسبب ضرب أبوه على مرأى ومسمع منه ... أبوه اللي بيصاحب الـ (نسوان!!) وبيتضرب لأن واحدة اشتكته لجوزها ... فإيه بقى بيتضرب ويتذل وابنه بيتضرب وبقول الكاتب بيتعض في (إليتيه!!)
عندنا طبعا كلمة مَرَة اللي اتقالت عالست الغلبانة الميتة والدة الأم اللي بتموت رغم ان ابنها الأصغر تعرض لنفس الظروف اللي بسببها بتموت ومع ذلك مماتش رغم مناعة الأطفال الضعيفة جدا ويعرف كدة أي أب وأم!!
قول الأم انها مش هتسامح ابنها اللي عنده ٩ سنين إلا لو أخد تارها وبتلحسه الصبار وبتخليه يقول ان ده المرار اللي دوقهوله اخواته من أبوه!!! ودة لا يمكن يطلع من أم ولو الكاتب قرا سيرة جنكيز خان في الجزء الأول هايشوف نموذج الأم المكلومة والمهانة من بعد عزة وتربيتها لولادها عالتار بيكون إزاي !!
وأكثر ما يضايق هو المط والتطويل لدرجة إني جربت أقلب صفحتين مع بعض وعادي مشي الحال ... أما اللغة المتكلفة المبالغ فيها فلم تغن عن انثالت بدلا من انسالت أو أبه ومَرَة ونسوان وأما التعبيرات فدي هاتكلم عليها بالأمثلة، عندنا تعبيرات زي:
تعالى حط خيبتك على خيبتي يا اسماعيل يا دكروري
سال ريالهم من أفواههم
أو عن الجثة المتعفنة : تكاد تسيل عيناه كبيضتين مسلوقتين لم يكتمل نضجهما --- حرام عليك كرهتني في البيض وكنت باحضر فطاري أنا وجوزي وولادي بيض مسلوق
آسفة إن كنت قرفت حد بس انا اتقرفت وجبت آخري بجد !!! خلاص كدة بجد كفاية عليها وهاشوفلها صرفة بعدين
تحديث: لقيتها من مدة في درج المطبخ اللي كانت بتستخدمه الشغالة لحفظ لبس الشغل بتاعها عندي ورغم إني عرضت بعض كتبي للتبادل مهانش عليا أتسبب في أذى لحد بعرض الكتاب ده للبدل!! مممم ... مش عارفة أعمل في الكتاب ده إيه
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، محمدٍ، وعلى آله وصحبه .. جاءتني الرواية على غير ميعاد، وكنت وقتها في شدة غرقي في العمل، كان لابد من تسليم بعض الأعمال خلال أيام كانت بمثابة أيام الموت. فلما رُزقتُ بالرواية فتحتها مستطلعًا فما تركتها إلا وأنا أحد أفرادها.
خطفتني البداية فيها للنهاية،،، وانظر.. كيف أن أمًا وولدها في ليل صباحه مجهول، كان من الطبيعي جدا أن تكون الأم في هذه الحالة مصدر الأمن والدفء لهذا الصغير الخائف وهي تحتضنه، وحقيقة لم أشعر بأمانه في حضنها، وأكد ذلك الشك لديّ رغبته في كلمة تهدئ من روعه من فم أمه، لكنها فاجأته وفاجأتني بقولها: "وأنا أيضًا".
لم أتخيل أن يكون مصدر الحنان والأمن بهذه القسوة والجفوة .. وحقيقةً .. كان هذا رائعًا عندي!!
شدني وصفه للقرية، لدرجة أنني تخيلت أنه انعزل تماما، كنت أتخيل أنه يكتب وهو يسير بين طرقات هذه القرية، يعيش زمانها ويراه رأي عين. وقد علمت فيما بعد أن بعضًا من تخيلي هذا واقعٌ فعلا.
وصْفُ الفسقية كان من أبدع ما قرأت حيث رأيتها عطشى وقد لعب بها الهجر لعبًا قاسيًا ثم فاجأتها الدنيا بغير موعد بجميل الوصل، فانظر لفرحتها بالمطر وانظر لردة فعلها : "إنها منفعلة حقًّا .. تبكي شاكرةً .. وتشرب بغير رويةٍ، فتسكب أكثر مما تعبُّ في جوفها"
تخيل محرومًا من الماء ومن شدة فرحه به تسقط ما يسمى بدموع الفرح، بل من شدة حرة الهجر "تسكب أكثر مما تعب في جوفها".
كمثل قوم في فلاةٍ قطعت بهم السبل، وهددهم الموت عطشًا فمنَّ الله عليهم بماءٍ على غير موعد، فإذا بهم من شدة الفرح قد نسوا قربهم من الموت عطشًا فأخذوا يمرحون بالماء ويلعبون ولا يشربون.
"فتسمع منها نخعًا، كمواء القطط الرضيعة؛ يبدو أنه في الفجر، حيث تظن الأشياء أنها منفردةً بنفسها بغير متابِعٍ، يمكنها أن تفعل فعل الأحياء عرضًا.." تدبرها.
ومما أدهشني فيها: ترابطها العجيب، شخصية تلو الأخرى بلا منازعة ولا نشاز، دخولا لأبطال الرواية وخروجًا منها.
وانظر لشخصية "عثمان" الذراع اليمنى لرجل القرية الأول "مصبح" كيف أدخلها الكاتب لصراع الأحداث؟ ".. أخذ التل المتواضع ينمو ويتراكم، وتحسس العائلة من جيئة وذهاب الجمالين الأغراب آخذ في الضمور، ولكن بوتيرة ضعيفة، وتلك الفترة، شهدت استعانة مصبح بعثمان، وهو رجل من خارج العشيرة .." سطرين فقط لإدخال الرجل الثاني لمحيط الأحداث، مع أنه رمز قوي في إظهار طبيعة هؤلاء المنُغلقين، فهو وإن كان تحت كل شجرة، إلا أنه يبقى " رجل من خارج العشيرة ..". واحفظ هذه الجملة فهي خبيئة من المؤلف.
ثم شخصية بهلول، وأثره في أولاد مصبح، ثم مقتله العجيب.
وحافظ! وما أدراك ما حافظ، درس عملي، وعلاج سريع، وتصويب في وقته.
وذلكم الفتوة، والذي كانت نهايته على يد من لا يؤبه لأمره، والعجيب أنهما عاشا معًا وقضيا معًا.
وحسان وما كان من أمره، وهزة نفسه في لحظة ضعف، وهو صاحب ثأر واقع بين ناره وبين نار الاشتياق والرحمة.
وجنود عاصم وما فعلوا به ورضوخه رغم ما به من صفات لا تقبل ذلك، ولكن الكمال لله.
سر جمال روحها لدى قارئها أن المؤلف خطّها بانسيابٍ في الأحداث، وذائقةٍ في الكلمات، فهي عربية رائقة، سلسة، لا تقعر فيها ولا ابتذال، ولا تفريط. وقد طعمها بالحكم التي يعرف من عاين الدنيا والناس وخبرهما أنها صحيحة: ღ حجرُ الكُحل ღ الناس! .. أتعرف أن هؤلاء الناس عجبٌ.. لي زمن وأنا أذبح مع مطلع هلال كل شهرٍ عجلا للمساكين .. وتسمع عندي ضجةً عظيمة .. يتزاحمون عندي ويتصايحون، ولولا رجالي حولي لأُوقعتُ أرضًا من تدافعهم. كلٌّ ينادي: وأنا .. وأنا .. وأنا، ولم أجد أبدًا من قال: وهذا .. وهذا .. وهذا، ولو شخصًا أخذ لفافته. وحوشٌ هم حتى في بؤسهم.
ღ حجرُ الكُحل ღ الليل لصالح أهل الوادي الذين يعرفون مداخله ومخارجه وحصينه ومجروحه، فسيكونون فيه كالقطط، بينما الليل للغرباء عَمايةٌ ومَعْثَرة.
ღ حجرُ الكُحل ღ داو قلبك بالنسيان لا بالصبار، النسيان أسهل، ووعده صادقٌ وحاضر، والصبار ليس كذلك، فقليل من البشر هم من تساعدهم الظروف على إنجاز الثأر، وقلة منهم تنعم بعد ذلك بسلام النفس ولا يستيقظ فيها الوحش المقيَّد في الصدر.
ღ حجرُ الكُحل ღ الرجال القساة يعرفون النعمة ويقدرونها ويحافظون عليها، ويورِّثون أبناءهم ميراثًا طيبا. أما اللينون الطيبون فليس لهم إلا قبض ريح.
ღحجرُ الكُحل ღ الظالمُ ظالمٌ لفنسه، ولكن لا يدري مريضٌ ولا يشعر منتنٌ ولا يشتمُّ ولو للظلم رائحة لأنكر الجبابرة أنفسَهم، من شدة النتن. بعض الظالمين هم جيفٌ حيةٌ، وربما أشد نتنًا من الجيف، ولكن لا يعرفون ولا يشمون.
ღ حجرُ الكُحل ღ الألم.. الألم يموت .. إن أردتَ .. أو بموتك يموت.. والأفضل ألا ترافقنا آلامنا حتى باب المقبرة.. اغفر للناس ما تستطيع من الجهالة.. ليس من أجلهم، بل من أجل الله ،، العفو الكريم الذي يحب العفو.. ثم من أجل نفسك .. فليس من الحكمة أن تجبرك جيرة السوء في الأرض أن تفكر فيهم للأبد.
ღ حجرُ الكُحل ღ وبشاشةُ بلدتنا - وكل بلدات الصحراء - فيها شيٌ من حزنٍ وحشمةٍ، وابتسامتها كابتسامة من يمسح دمعه مسامحًا. وهذه الأخيرة قاموس من المعاني قد وضع في أحرفِ جملته: " وابتسامتها كابتسامة من يمسح دمعه مسامحًا". فتخيل!!
كنت أتساءل: لماذا أعلنت الأم خوفها؟ إلى أن قرأت جوابًا شافيًا في سطر موجز لما ينتظرها وولدها من مجهول: ".. زوجته الشابة الغريبة التي ليست من جماعته، ولا بنت حيٍ من العرب.. ". فهي وعثمان "من خارج العشيرة". حتى وإن كانت "ليست ردّ ملح وخل".
بل وإن كانت هي ترى أنها أهلٌ للنعيم، ولو ظنت أنها امرأة قادرة، فهي تظل "من خارج العشيرة". فيا غورية ! يا ليتنا ما رحنا ولا جئنا.
تعا .. تعا نداء ذُكر مرتين: في الأولى كان هروبًا من تحطم هدفه، فلم يُجب إلا "لن أجيء .. لن أجيء"، وفي الثانية كانت إجابته حاضرة: "لقد أتيت". لن أحرقها لك، فقط أردت أن أنبهك لخبيئة أخرى خبأها أديبنا، لا تدعها دون تأمل.
هناك كثير من الأسرار لا يمكن أن يصفو بصرك لها إلا برؤية حروفها. ولو وقفت مع كل ما فيها لما انتهيت.
وحسبي هذه الوقفات العابرة. فما أنا إلا متذوق جرى عبيرُ ما قرأ على ريقه بأعذب طعم.
ما بين خوف من مجهول وذكريات شاحبة وأخرى هادئة وقصة كفاح وغزل مستعذب خفي يصرخ في قلب نقي وقسوة مطمئن على غريب مقهور وغدر بعهد من لا يُغدر بعهده وعينٌ مستعطفة وحنو قلبٍ مكلوم، بفراق حبيبٍ، وبحياة محبوب. صراع بين الضمير وبين الرغبة في نسيان مر الصبار. مع ما امتزجت به من قضايا. منها عصب الحياة. وفوق هذا .. ثبات الأمل. حتى وإن لم ينجب مصبح مثله. إنها روايةٌ لم يغب عنها نبض الحياة.. كتاب الله وسنة نبيه.
رواية مختلفة في شكلها و مضمونها الأسلوب بليغ متكلف و مختلف عن السائد، يتماشى مع الحقبة الزمنية التي تتحدث عنها الحكاية العنوان غامض و لا يدرك كنهه إلا قبيل النهاية بقليل الأحداث فيها بعض الإطالة و التمطيط لكن المعاني جميلة، الدروس و العبر رائعة و السيرة النبوية موظفة توظيفا موفقا في تسلسل الأحداث كل التوفيق للكاتب، و في انتظار جديده :)
لم أقرأ منذ مدة رواية تحمل تلك اللغة الرائعة .... لغة رائقة نظيفة بليغة تحمل من المفردات مايروق أي محب للغة وتصارف القدر فيها ومعها .. كاتب يمتلك موهبة غير عادية في إستخدام لغته وألفاظه وتعبيراته الثقيلة والمُركبة والغريبة أحياناً ذهنياً ، كل ذلك يستعمله بأسلوب غير مرهق للذهن ولا للعين .. ولا يتفلت منه الموقف فيميع بسبب اللغة العميقة التي يكتب بها .......... إستمتعت أيما إستمتاع باللغة والمفردات والألفاظ والتعبيرات ... ولكن ,,, ... إعتمد الكاتب على تيمة عادية وهي تيمة الثأر ، فكانت هي المضمون الرئيسي والمحرك الفعال لبقية القصة ... الحكاية عادية وليست هناك مفاجآت قصصية هائلة ، بل ربما أن المفاجأة القصصية في رأيي أضعفت القصة وليس العكس .. المهم لايعيب التيمة إنها مُستهلكة بقدر ما يكون عيبها إن كانت ضعيفة وهربت من بين أيدي الصانع .. ولكنها لم تهرب منه إلى حدا ما ... في رأيي أن الكاتب حاول أن يضع كل فلسفته وكل أفكاره في قصة واحدة .. حاول أن يجمع فيها كل مايريد وكل ماسمع وكل ماقرأ وكل ما أراد أن يقول !!! وفي عالم الأدب والروايات ذلك خطأ كبير... كان من الممكن أن يكتبها بكما يريد ولكن ينسج الكثير من الخطوط داخل الرواية .. كان بإمكانه أن يجعلها 500 صفحة أو يزيد .. كانت هناك شخصيات وأحداث يمكن أن ينالها الكثير من الكتابة والأحداث ولكنه لم ينفعل معها !!!
أعيب عليه تسطيح بعض الشخصيات ، مثل سعد وهو شخصية محورية ، فكان صفحة واحدة من الشر حتى النهاية ظهر له وجه آخر .. وهذه تيمة لم تعد تصلح إلا في حكايات الأطفال !!! أيضاً تسطيح أو تسذيج بعض الشخصيات مثل "السفير" الذي أشار لتسمية السفير بسبب لباقته التي ظهرت ساذجة جداً في الرواية !!! في موقف في الرواية أشار الكاتب إلى أن سعد سيظهر لهم في كل مكان وهكذا عندما رأوا رئيس الغفر الذي يشبه سعدا ، في الروايات لا يجوز أن نشير مثل هذه الإشارة ، ثم لا نأتي بما يعضدها بعد ذلك ف الرواية .. !!!! أي قاريء روايات متمرس ينتظر أثر تالي لمثل هذه الجملة ولكنه لم يحدث !! ... القصة كانت تتأرجح من جو الأساطير إلى جو الواقع ولذلك سأقبل أيضاً فكرة لحس الصبار الساذجة طوال عمر الفتى سأقبل أيضاً جو العبرة والعظة لأن كاتبها من فصيلي :)
في المائة صفحة الثانية تبدأ القصة الحقيقية و تبدأ الذروة في الإنطلاق .. شخصية حافظ وعاصم .. من أفضل ما فعل الكاتب وربما هما الشخصيتان الوحيدتان اللتان إمتلأتا بالعمق .. وتعدد الجوانب الشخصية
لم أر وأقرأ وصف أروع من ذلك للأماكن والنسل والتواجد منذ عبد الرحمن منيف ومحمد مستجاب ولكنه في بداية القصة كان يهتم جداً بوصف الأماكن أكثر مما يهتم بوصف أحاسيس الأبطال بالقدر الكافِ
أبدع بعد ذلك بالرغم من دخوله في عالم نجيب محفوظ المفضل .. عالم الفتوات .. ولكنه كتب عن عالمهم باسلوب رائق ومُقرب إلى النفس ...
تصاعدت الذروة منذ بدأ الرحلة وظهرت عمق الشخصيات في المحاروات النفسية والشخصية .. وحتى ذروة الذروة إن جاز لي تسميتها بذلك .. بعد الإستيلاء على البلدة أو النجع .... إستطاع الكاتب بلغته الرائعه وحماسه أن يرقرق الدمع في عيني ، ليست هذه المرة فقط ولكن على مدار القصة كلها ....!! ثم أتت النهاية التي أرى أن الكاتب أضعف بها قصته ... وهي تلك المفاجأة التي دسها الكاتب دساً من أجل المزيد من الغموض و الإنبهار ... ولكن في رايي لم تكن ذات حيثية أبدا في الرواية .. ولكنه ربما كما قلت أراد أن يجمع كل فلسفته وخبرته وإرادته في لؤلؤة يخرج بها إلى القُراء .... ........... بالرغم من كل هذا .. فإن الرواية رائعة .... الرجل قاص لُغوي ماهر للغاية ... وأتشرف بقرائتي تلك
رواية لن تنمحي من الذاكرة :) . . تعودت في كل مرة أذهب فيها إلى العمرة أن أصطحب معي كتابا إلكترونيا حيث أن رحلتي في العمرة تستغرق حوالي 14 ساعة ذهابا ومثلهم إيابا .. نعم رحلة برية .. من داخل المملكة .. مصري مقيم بمدينة حائل .. المسافة بيني وبين مكة تقارب الالف كم أحاول أن انتهز فرصة الوقت الطويل في القراءة .. إن وجدت في نفسي المقدرة والعزم في بداية قرائتي للرواية قلت لنفسي أني سأكون ذو عزم شديد لو انجزتها خلال رحلتي ذهابا وإيابا .. ولم أشعر بنفسي إلا وقد وصلت لمدينة رسول الله من أجل الإحرام .. وقد وصلت في الرواية إلى رسالة حسان لعاصم .. عندما كان زايد يقرأها على عاصم وسعد وباقي الأخوة .. الرسالة التي في نهاية الرواية .. في العُشر الأخير من الرواية تقريبا :) رواية جميلة وجذابة وذات أسلوب أدبي بليغ وتعبيرات جبارة وماتعة تشعر فيها بما يختلج في صدور أفراد الرواية جميعهم .. تشعر فيها بثأر عاصم وحسرة قلب صابرة وقوة وعزم مصبح وعنجهية حافظ و تدين حسان وجمال فطرةهالة وجمال دينها وزايد وحسن تربية هالة له ..
سامح الله الكاتب .. لو كنت علمت أن روايته بهذا الإبداع لأخذت احتياطي واصطحبت المزيد من الكتب في هذه الرحلة :) فبراير 2015
قرأت الرواية المختلفة رواية حجر الكحل لا أنكر أنني ممن يتأثرون بالغلاف في الحكم على الروايات ، ولا أنكر أن تصميم الغلاف وحجمه لم يعجباني كثيرا ، فحكمت على الرواية أنه لن تكون أكثر من متوسطة. والحقيقة أن الرواية مختلفة ولاتشبه شيئا .. لقد كانت (متسبكة) بتعبير المطبخ ، اشتغل فيها الكاتب على مهل وبحذر ودقة .. لا توجد فيها صفحات تشعر أن الكاتب مر فيها بحالة ملل او فتور ، كل فقرة كل سكر نابض بالإحساس. الرواية مختلفة من ناحية مستوى اللغة الرواية مختلفة من ناحية المكان والزمان الرواية مختلفة من ناحية نظافتها وبعدها عن العبث العمل ريادي كأدب كتبه أديب محسوب على الإسلاميين يناسب ذوقهم إن فكروا في قراءة رواية وفي نفس الوقت لن يشعر القارئ العادي بأن العمل لا يناسبه ، العمل سفير الأدب الإسلامي عند قارئ الروايات . والعمل تصويري جدا ، يساعد القارئ على تخيل كل تفاصيله حتى هو قابل لأن يتحول لعمل درامي أو سينمائي ويحتوي العمل على صور مدهشة تضاهي اساليب كبار الأدباء في تكوين الصورة العبقرية فعلا هذا العمل مثل سجادة او اي شيء يدوي اشتغل عليه صانعه بصبر وهدوء وحب
"تصرفي كوليدة إذاً.. لا حول لها ولا قوة.. فيحييك الله".
عندما يولد لديك ذاك الشعور بأن ما سيحدث أسوء بكثير مما أنت عليه الآن، ولا تفعل شيء سوي الإنتظار و الخوف هذا الأخير كافي ليُنهي حياتك..
عندما تكون فكرة الرواية مكررة، يضع الكاتب نفسه في إطار المشتبه به.. عليه أنا يضيف جديدًا ليجعل القاريء ينسي كل عمل يشبه ما يقدمه هو.. أو لا يُضيف شيء. و ربما يحاول ليصل .. و هذا ما فعله الكاتب .. مبدئيًا محاولة جيدة الرواية تلقي الضوء علي مأساة تمثل الواقع الأليم من الفقد والألم والخوف والحنين والصدمة والحزن والفرح و الثأر.. ! أسلوب الكاتب يفتقد السّلاسة، فكرتها لم تكن جديدة، و لكن الكاتب أضاف إليها الكثير... الكثير لدرجة إن المقاطع الوصفية كانت طويلة بشكل مفرط. إطالة في بعض الأحداث بدون داعي! و مع ذلك يُشعرك بالنقص. دعنَّا من الأحداث .. النهاية راقت ليّ مليئة بالحكم و المواعظ لم أكن أريد لهذه الرواية أن تنتهي وتترك في ذهني هذه الصورة عنها! لكنّها في نهايتها أصبحت أجمل بِكثير ولا أعلم كيف تم هذا ..
بداية حجر الكحل :هذا الاسم الذي طالماشدني وحيرني طيلة الرواية حتي انجلت حيرتي فى آخرها تتنهد حينها وتقول "تعذيب المؤلف للقارئ ولكن من نوع لذيذ ""
هذه الرواية قابله ان تكون سناريو متكامل :)
بدأ الكاتب القصة من بعد بدايتها تحريكا للعقل ثم نشر خيوط العنكبوت خيطا خيطا حتي تشكلت الشبكة فتتأهب نفسك الي الصفحه التي تلي الاخري
هي ليست قصة هي مجموعة خيوط عنكبوتية فعلا متشابكة ان دلت فانما تدل علي حبكة الرواية وعبقرية صاحبها ولا تزال تتفاجأ فى جنبات الاحداث وطرق الرواية
دائما تكون الرواية فى قمة روعتها وتدل علي انها من الروايات النادرة التي يجب ان تقرأ ان كانت تحرك جميع ومختلف المشاعر من قلق وكره وحب وغيرة وصبر ....... وهذه الرواية منها
تتميز الرواية بان نهايتها غير قابلة للاستنتاج لان كل سطر فيها يدل على ان ما وراء الاحداث احداث اخري
نهاية القصة نهاية غير عادية لاي رواية من هذا النمط لربما يرجع الامر الى النزعة الدينية لدي المؤلف فلم تأتي نهاية الرواية انتقاما من الظلم والظالمين ونكالا بهم بل اتت النهاية مليئة بالحكم والمواعظ لذلك اراهن اى احد يقراها ولا يتاثر بشخصية زايد هذا الطفل الرجل المفوه المتدين اللبق أسرني كما اسر ((عاصم))كاد ان يبكيني حديثه لاسيما ترداده :"أخ وابن عم حليم رحيم" أثر في وفي عاصم وفى اهل النجع كانك تراه راي العين وكانك مع اهل النجع تستشعر مشاعرهم
عادةً مـا أحاول تجنب أي نقد إيجابي أو سلبي لأي عمل أدبي أنوي قرائته ، ولكن قرائتي هذه المرة للرائعة (حَـجَـرُ الكُـحل) سُبقت بموقف نبيل - لا يسعني ذكره الآن- من مبدعها الأستاذ محمود توفيق ، ولكن أزعم ان الرواية بمفردها ودون أي مؤثر خارجي تحلق منفردة في سماء الإبداع الروائي !
ويمكن إجمال نقاط إعجابي بهذه الرواية في 4 نقاط : 1- الأداء اللغوي الراقي والأسلوب الأدبي المتميز الذي يجعلك تتنشق الرواية كلمةً كلمةً وحرفاً حرفاً ، أضف إلى ذلك التصويرات المبهرة التي حتما ستوقفك لتتأملها ملياً . 2- الحبكة الدرامية المحكمة ، والانتقال السلس عبر الزمان وبين الأحداث والأماكن . 3- الرواية -تقريبا- منزوعة الحشو ، وهذا من النادر هذه الأيام ! 4- دائما ما كنت أنفر من الروايات التى تدور رحى أحداثها داخل مصر ، ولم اكن أستطيع تنسم رائحة المكان فيها للأسف ، ولكن حجر الكحل نجحت في أن تجعلني اتعايش مع صحراء مصر وقاهرة القرن التاسع عشر .
تبقى ملحوظة أخيرة : استدعت الرواية في ذهني أحداثا سبق أن عشتها في روايات أخرى ، فطرد عاصم ورابعة من القرية نكأ جرح المهاجرين من غرناطة في الثلاثية ، واستدعى لجوء عاصم لقاهرة إسماعيل إلى الذاكرة بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال ، وعندما هب الفتوات لنجدة عاصم أثارت في قلبي حمية محمد السليم في رواية التركي يشار كمال ( محمد يا صقري )! أظن هذه الرواية تشكل طفرة في عالم الروايية ، لأول مرة ييمكن قراءة أدب نظيف بحبكة فنية عميقة وأسلوب رائق بدون نمطية او تقليدية بعيدا عن تناول المواضيع التاريخية . محمود سمك الأثنين 13-5-2013
إن كنت من محبي اﻷدب واللغة فهاك إحدى لآلئه.. كامرأة عربية جميلة قد ارتدت ثوب اللغة العربية وتحلت بالبلاغة.. من أبدع وأرقى ما قرأت في اﻵونة اﻷخيرة.. لاتقل في نظري عن روايات الكبار القدامى كمحفوظ والعقاد.. ملاحظتان.. (اﻷولى): الفصل اﻷول -بالنسبة لي- به بعض الملل.. بعد ذلك أسرتني الرواية تدريجيا حتى عشتها كأحد أبطالها حتى دمعت عيني في ذروة أحداثها قرب نهايتها.. (الثانية): الرواية عميقة.. عالية اللغة سلسة رغم بلاغتها.. مترابطة متلاحقة اﻷحداث.. (كان يمكن للكاتب أن يجعلها أطول لو أراد.. لكن لعل الكاتب تعمد أن يجعلها خالية الدسم عالية القيمة الغذائية) .. لذا لا تصلح للقراءة في المواصلات مثلا أو في وجود أشخاص حولك.. فاﻷفضل أن تقرأ في سكون الليل لتحلق بخيالك بعيدا عن واقعك.. وتنتقل من عالمك مباشرة إلى قلب اﻷحداث حيث القاهرة القديمة وحي اﻷزهر ورائحة البخور المختلطة برائحة العطارة.. حيث عبق الريف الخلاب في زمان غير الزمان.. لتتذوق اﻷحداث وتحيا مع أبطال الرواية.. قرأتها كنسخة الكترونية.. وسأقتنيها وقتما تقع عيني عليها ﻷزين مكتبتي بإحدى كنوز اﻷدب العربي.. إلا أن هذه الرواية بالنسبة لي قد تطيل موعد البدء في رواية أخرى.. كمن أكل أكلا شهيا ولا يريد لطعم فمه أن يتغير بغيره..
بعترف انى قلبى قاسى و دمعتى عزيزة ،و بأقر بلا خجل ان هذه الرواية رقرقت الدموع فى عينى ، لم اتمالك نفسى عند حوار الحفيد مع الجد مذكرا اياه بالنظر لحاله مع الله ، ربما يحبك انت!!!! ازاى مجتش فى بال الواحد طول الرواية ، فعلا الواحد ساعات كتير بتحصل ليه مواقف و يقول لربنا اشمعنى انا وهى جت على انا ، يطلع فى الاخر ان علشان ربنا بيحبة حصل معاه كده عده ملاحظات بعد طول قراءة على التابلت رجعت للكتاب الورق تانى تشجيعا للكلمة الحلوة ، بس بصراحة كان سويتش صعب اوى وزغلله وكمان لازم النور يكون مولع ، بس الصراحة الرواية بتسحب وتخليك تفصل . تانى حاجة قعدت شوية الين لحد ما اطبعت مع الفصحى تالت حاجة ، مش ها اسامحك ابدا يا محمود يا توفيق يا حسين اذا مستواك قل عن الرواية ده رابع حاجة ، الدفع بقيم الاسلام و الدين المعاملة كان مثالى ان شاء الله بالتوفيق يا توفيق
فيه صديق اداني الرواية دي عشان اقراها وللعلم مكنتش هقراها فعلاً لولا انه اشاد بجمالها وقوة لغتها ودي أول مره فعلاً اسمع عن كاتب اسمه " محمود توفيق " بس بعد الرواية دي مش ممكن تكون اخر مره
الرواية ممكن تكون احداثها اتكررت كتير قبل كده قريت زيها ، وشفت مسلسلات زيها كتير بس الرواية دي فيها حاجه مختلفه تشدك ليها كده من اول سطر انا فعلا مسكتها مكنتش قادره اسيبها الا لما اخلصها
ده غير ان لغتها قوية جداً جداً يعني وبقالي كتير اوي مقرتش حاجه جداً لغتها بالقوة دي
في المجمل رواية ممتازه يعني أي حد يقراها لازم تعلم معاه :)
بعيدا هن فلسفة الكلمات وتحميل اللغة اكثر مما تطيق\حيث ان بعض الكتاب يأبى الا ان يستعرض عضلاته وقدراته الكتابية على القراء في كل كتاب وكل مقال يكتبه\ تأتي (حجر الكحل)باسلوب سلس يجري على لسان القارئ بسلاسة نهر جاري فالكلمات تستقر في عقلك وقلبك بدون اي مجهود منك ولكن هذا لا ينفي بلاغة الاسلوب وفصاحة العبارات المستخدمة .... ف(حجر الكحل)تذكرة سفر للقاء الحروف وهي في ابهى صورها وكأنها عروس على مسرح الورق ....عروس تخطف ولا تفتن.
اخيرا رواية رائعة لا تشعر بالملل الشديد منها في اي جزء من اجزائها مع اسلوب راق و جميل للكاتب مع خروج عن التابوهات التي اصبحت مفروضة علي القراء (جنس - خمر - مخدرات)رواية ممتعة فعلا
لطالما جال في خاطري وأنا أقرأ روايات كبار الكتاب الغربيين: متى يصل مستوى الرواية العربية إلى هذه الدرجة؟ ومتى يمكننا إنتاج أدب يحسن توصيل قيمنا ومبادئنا إلى القارئ ويزرعها فيه؟ وقد رأيت الأمل في ذلك مبثقًا من صفحات رواية حجر الكحل لكاتبها الأستاذ/ محمود توفيق، ورغم أنها أول رواية تُنشر له إلا أنه حاول خلالها اقتحام مجال طالما اتسم بالجمود وضعف القيمة الفنية، إذ بسبب ضعف الروايات الهادفة إلى تعزيز القيم الإسلامية رسخ في ذهن كثير من القراء أن الرواية حتى تكون ممتعة لا بد وأن تحوي شيئًا من الانحلال، والحق أن الكاتب نجح إلى حد بعيد في كسر هذه الصورة النمطية، وأنا آمل أن تكون روايته تلك بداية لحركة أدبية إسلامية تجديدية ونهرٍ من الإبداع يطرد مياه الأدب الحداثي النجسة الآسنة.
في الفصل الأول من الرواية يصحبنا الكاتب إلى نجع آل مفلح في البادية - وهو المكان الذي جرت فيه كثير من أحداث القصة - معطيًا وصفًا دقيقًا للمكان في جو من الظلمة التي سببها المطر وذكريات المكان الأليمة، وخلال فصول الرواية يعود بنا الراوي إلى منتصف القرن التاسع عشر، طفلٌ يولد لرجل نبيل زعيم في قبيلته من زوجته الثانية، فينشأ على الترفه والغنى، يموت أبوه وهو بعد في الثامنة من عمره، فيقرر إخوته من أبيه أنه لا مكان له ولا لأمه بينهم بعد الآن، ويُطرد معها من بيتهم بصورة مهينة، تموت ولدته بعد فترة قصيرة متأثرةً بما حدث فيعاهدها عند وفاتها على الثأر ممن تسببوا في ذلك، ويعيش حياته لإنجاز هذا العهد، تنتهي الرواية بمشهد مهيب ومؤثر وبعدها خاتمة لم يكن القارئ ليتوقعها على الإطلاق.
خلطة موفقة هي بين روح البادية وعبق القاهرة القديمة مع الأحداث الدرامية والقيم الأخلاقية، تتجلى فيها قدرات الكاتب على السرد والوصف وإدخال القارئ في جو القصة، ولا شك أنه بعد قراءتي لهذه الرواية سوف أكون إن شاء الله حريصاً على متابعة أ. محمود عن كثب منتظرًا أي إبداع جديد.
"تصرفي كوليدة إذاً.. لا حول لها ولا قوة.. فيحييك الله".
"ولعله هناك من البشر أيضاً من تراهم كائنات علوية أخرى بهيئة مفزعة، على عكس ما نراه نحن حين نمر بغفلة بجانب هذه الجثث الحية".
"كان دائماً ما ينصحه أن يداوي قلبه بالنسيان لا بالصبار، النسيان أسهل، ووعده صادق وحاضر، والصبار ليس كذلك، فقليل من البشر من تساعدهم الظروف على إنجاز الثأر، وقلة منهم تنعم بعد ذلك بسلام النفس ولا يستيقظ فيها الوحش المقيد في الصدر".
"التعاسة أن تكون ظالما.. الظالم ظالم لنفسه، ولكن لا يدري، مريض ولا يشعر، منتن ولا يشتم. ولو للظلم رائحة لأنكر الجبابرة أنفسهم، من شدة النتن.. بعض الظالمين هم جيف حية، وربما أشد نتنا من الجيف، ولكن لا يعرفون ولا يشمون"
"لمَ يبدو ولو بعض التنازل عارًا؟!"
"وآمن بأن طالب العلم والداعية في رغد إيماني بين أصحابه يدلل به نفسه، ولا يُختبر إيمانه وقوة تحمله إلا بخروجه للناس على علاتهم".
"سأنتظرك في هذا الحوش حتى تعود، وأنا خائف من الوجه الذي ستعود به، خائف من أن تعود بوجه قاتل".
في كل فصل من الرواية تزداد يقيناً بأن المعركة الحقيقية كانت تدور رحاها في صدر عاصم، والتناقض في كل شيء فيها يمنحها بعداً وطعماً آخر .. بين حسان الهادئ وعاصم الناريّ . وبين معاني الصفح والثأر .. العفو والعقاب، وبين بيئتين تختلفان كلياً، البدو والمدينة.
كانت المعركة دائماً في قلبه ينام ويصبح عليها .. وهذا ما أدركته مُوحِيَتُه أمُّه مبكراً حين قالت : "أعدّ نفسك منذ الآن لثأرنا .. أعدّ قلبك"
وإن من أشد أجزاء الروا��ة تأثيراً، مشهد عاصم حين فقد أمه، واجتمعت عليه هموم الدنيا بجميع تناقضاتها، فأبدع الكاتب فيما كتب :
"وحبس نفسه في البيت أياماً مكتئباً وقد اكتملت عليه المواجع، لايدري من سيكون هو، لايدري ماذا ينتظره، وماذا سيدق بابه، هل سيظل بصره حديداً على هذا العالم الذي مضى بما فيه من شقاء وأشقياء، أم سينساهم وينسى المكان ويرمي ما فات وراء ظهره ؟ هل تدب فيه روح الوحشية التي سرت في إخوته، أم سيرقق الحزن فؤاده ويمضي في الدنيا هيناً طيباً كما مضى عثمان. كلها أشياء مؤجلة في وعد الصبار المرير البعيد، الوعد الذي يعطي كل شيء وقد لا يعطي أي شيء."
رواية رائعة جداً قرأتها في ليلتين متعجلاً على غير عادتي .
عن مجموعة من بدو سيناء نزحوا الى محلة هارون وهناك اختلطت البداوة بفجر الغجر والغيرة والكراهية والشهامة,يطرد الاخوة أخاهم من زوجة أبيهم بعد وفاة الأب طمعا في الارث الى القاهرة القديمة حيث يعيش هناك بعد وفاة أمه المتهمة في شرفها فتلقنه وصيتها "بلعق الصبار" كل ليلة حتى يظل شبح الانتقام جاثما على صدر عاصم - لم يكن مستساغا ذكر لعق الصبار- وليعود الى اخوته فيأخذ بثأره بعد أن ينجح في التجارة ويصادق الفتوات ويدخل الى عالمهم.
شخصيات الرواية بها أبعاد كثيرة الا أنني شعرت أن هناك أبعاد أخرى تم اختزالها , استطاع الكاتب ببراعة أن يزيل الغبار من على سطح عقول شخصياته وكان عليه أن يغوص أكثر .
مشهد دفن بهلول الغجري كان حيا متجسدا مع نباح الكلاب .
وصف الأماكن حي , وتصاعدت وتيرة الرواية بشكل جيد لكن الكاتب باغتنا بنهاية غير متناسقة مع باقي الرواية حيث تم العفو والصلح وترك الثأر ! وكان سماع صوت الوعظ وكلام الله أكبر الأثر لهذا , لكن هل الانسان يعفو بهذه السرعة "في فصلين؟!"
روايةٌ جميلة بأسلوب بليغ وفصيح، تأثرتُ بها وتفاعلتُ مع أبطالها، وكنتُ أعرف في قرارة نفسي أن المظلوم لا بدّ وأن يُشفى غليله في النهاية، وراقتني جدًا النهاية، كنتُ أترقب وأخاف أن تضيع عذوبة المظلوم وأتمنى من داخلي ألّا تنقلب الخاتمة وألا تتغيّر عواطفنا تجاهه. تفاجأت لبعض الأحداث التي لم نكن نتوقعها إطلاقًا، وكان التشويق كبيرًا، وإسقاط بعض مواقف السيرة كان موفقًا جدًا. شكرًا للكاتب لبراعته في وصف وسرد تلك الحكاية، ولوفائه بوعد قطعه للشيخ الكبير.. سعدتُ جدًا بهذا الحرف، وسأتابع القادم بإذن الله.
انتهيت لتوي من رائعة أديبنا الرائع بل الاكثر من رائع محمود توفيق " رواية حجر الكحل " في البداية شعرت اني أقرأ لعلي أحمد باكاثير.. فالألفاظ فخمة عبقرية.. فصيحة دون تعقيد.. ثم ما لبثت ان تبينت ان الأسلوب له خصوصيته الواضحة.. ولعلها التجربة الذاتية هي من طبعت تلك الخصوصية.. يخسر كثيراً من سمع بالكاتب ولم يتابعه.. ومن بلغه خبر الرواية ولم يطالعها
فى بدايتها ظننت انها من ذوات النهايات المكرره البداية مثل القصص التى نراها فى الأفلام القديمة فتتخيل انها نفس النهاية لكن نهايتها جميله وغير متوقعه وبها حبكه جميله وبسيطه فى نفس الوقت