يقدّم هذا الكتاب دراسة نقدية لنشأة علم الاجتماع الثقافي والتيارات الفكرية المختلفة التي أسهمت في بلورة مفاهيم علم الاجتماع ومنهجياته. وتركّز أغلبية الفصول على تطوّر سوسيولوجيا الثقافة ومناهجها عبر الزمن في السياقات القومية لكلٍّ من ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا والولايات المتحدة. يستعرض المؤلّفان الفرضيات التي قدّمتها بعض مناهج السوسيولوجيا الحديثة في المسائل الثقافية عن طريق تقويم أعمال علماء الاجتماع الكلاسيكيين وأعمال "مدرسة فرانكفورت"، التي تعدّ من أولى المحاولات المنظّمة في مجال سوسيولوجيا الثقافة في أواسط القرن العشرين وبعض رموزها المجلّين، من أمثال هابرماس وماركوزه وبنيامين. ثم يناقش أفكار المُتخصصين بالبنيوية والدراسات السيميائية.
مدخل ممتاز جدا لاجتماعيات الثقافة باستعراض المدارس المختلفة ونقدها وتوضيح مواطن قصورها ومواطن نجاحها
الكتاب من خلال عرض المدارس السوسيولوجية المختلفة لدراسة الثقافة يحاول اجابة ثلاث أسئلة : ما هي الثقافة ؟ ما هي علاقة الثقافة بالمجتمع وبالعوامل الاقتصادية والاجتماعية ؟ (اي العلاقة بين البنية الاجتماعية والفاعل الاجتماعي) هل تقسيم الثقافة إلى عليا (حقيقية) او دنيا (جماهيرية ) ذا قيمة او حقيقي ؟ ام هو نتاج قوة وعوامل اجتماعية معينة ؟
تستعرض المدارس والمفكرين الذين طرحهم الكتاب هذه الأسئلة (وغيرها) من خلال مناهج بحث مختلفة , ولكنها في حقيقتها تنطلق وتنقسم بشكل او بآخر (وبتبسيط مخل نوعا ما ) من التقسيم الأول في الكتاب إلى تنويريين او رومانتيكيين , فالأثار الباقية لهذه السوسيولوجية الكلاسيكية ستُلقي ظلالها على مُجمل المدارس والمفكرين الذي سيدرسون الثقافة والذين يدرسهم الكتاب بعدها , فمقارباتهم في نتاجها النهائي تقتربها منها ولكن طبعا بمناهج دراسة تختلف وبمقاربات أكثر تخصصا لدراسة الثقافة من قبلها.
وهذه الدراسة الشاملة والمدخل لاجتماعيات الثقافة ومناهجه ومدارسه , لها فائدة جمة في صياغة التفكير بأي ظاهرة من حولنا , بل بأفكارنا ذاتها , من خلال سعينا لمعرفة التحيزات التي أنتجتها وكيف أنتجتها وتقويمها , وإعادة انتاجها وهكذا وايضا إلى التأني في النظر إلى علاقة العوامل الاقتصادية والاجتماعية في تحليلنا لظاهرة ما ونتائجنا حولها
يعرض الكتاب للمدارس الأشهر في علم الاجتماع، وأفكارها حول الثقافة بصفتها نشاطًا أو منتجًا اجتماعيًا. يعرض في كلّ فصل لمدرسة ويقارنها بغيرها، ثم يعرض لأبرز الانتقادات التي وجّهت لها. شخصيًا؛ لم يكن هذا ما أردته من الكتاب. فأنا لا أحبّ الكتب الأكاديمية الطابع. كنت أبحث عن عرضٍ أكثر إيجازًا في ذكر آراء الغير، وأكثر تفصيلًا في طرح الرؤية التي يتبناها الكاتب معتمدًا على ما سبق ومن سبق (اعتماد قبول أو رفض). وحتى لا أنتقص الكتاب حقّه فلربما كان هذا ذوقي في اختيار الكتب في مثل هذه المواضيع. لا يخلو الكتاب من فوائد جمّة في أثناء تجواله بين الآراء المتجادلة. غير أني وجدتها بالنسبة لي فائدةً منقوصة. أعرف فيها الفكرة والمصطلح دون اعتراكٍ مع الفلسفة المتكاملة التي أنتجتها. لو قدّر لي فسأعاود قراءته مجزّءًا إن شاء الله، بانتقاء المدرسة الفكرية أو العالم الاجتماعي واحدًا واحدًا، في سبيل تلخيص فكرهم لا لمعرفة فلسفتهم.
وا حرّ قلباه شكرا لمن أهدانيه ولو كان لي من الأمر شيء لأهديته لأصدقائي نفرا نفرا. وكما يقول من لا فض فوه : إن مهمة عالم الاجتماع أن يقول مايعرفه الناس بلغة لا يعرفونها. ليس هذا بالضبط ما حدث في هذا الكتاب ، لكنني لن أشعر بكثير آسف لو تم صلب عدد من علماء الاجتماع من باب تزجية الوقت وطلبا للعظة.
اختصارا أنصح بهذا الكتاب للمبتدئين من أمثالي والله الموفق والمستعان
مدخل شامل ومرجعي للموضوع , و جهد كبير في التكثيف والربط , وترجمة ممتازة (وإن كنت أفضل ترجمة أخرى لبعض المصطلحات). ومشروع ترجمان للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات , يبدو أنه سيكون إضافة مهمّة لأجيال في المكتبة العربية .
من اكثر الكتب الي كنت مستمتع و انا بقرأها، جهد عظيم في تقديم المدارس المختلفة التي درسة الظواهر الثقافية و بيان مواضع قوتها و ضعفها فعلا كتاب ذو فائدة كبيرة جدا
ذكر الناقد الأدبي رايموند وليامز أن كلمة الثقافة هي أحدى الكلمات الأكثر تعقيدا في اللغة الانجليزية ، لأنها تحمل الكثير من المعاني التي تتغير كثيرا مع مرور الزمن . و من ضمن التعريفات الحديثة للثقافة منها : 1- الثقافة العليا و الفن و الحضارة و الثقافة الشعبية (الدنيا) ا 2- الحياة الكلية لمجموعة من الأفراد من قيم و أفكار و معتقدات و رموز و فهم و أنماط فكرية
و تناول الكتاب الذي يتكون من 8 فصول الدراسات الاجتماعية و علاقتها بالثقافة ، و ما هو تأثير الثقافة على المجتمع و صناعة الإنسان ، و كذلك علاقة الثقافة بالعوامل الأخرى المؤثرة على الفرد في المجتمع كالعوامل الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الدينية . و عرض الكتاب أهم المدارس و المناهج و شرح النظريات الاجتماعية المتعلقة بالثقافة منذ القرن الثامن عشر و حتى نهاية القرن العشرين . و أهمها : 1- التنويرية و الرومانتيكية و كذلك الثقافة و العلوم الطبيعية 2- الماركسية و الشيوعية و الرأسمالية و الشمولية 3- الثقافة الجماهيرية في أمريكا 4- الثقافوية في انكلترا 5- السيميائية 6- مدرسة فرانكفورت في ألمانيا 7- مابعد الحداثة و العولمة 8- صناعة الثقافة و استهلاكها
إن ما نتوصل إليه بعد الانتهاء من قراءة الكتاب اكتشاف مدى التحول الثقافي الذي تمر به المجتمعات فبعدما كان انتاج الثقافة فرديا تظهر من خلاله أعمالا أصيلة تحول إلى آليات و صناعة تخرج منتجات استهلاكية في الاعلام و السينما و دور النشر و الفنون . بل أصبحت الثقافة مدخلا لأدلجة المجتمعات حسب السياسات المتبعة في الدول .
الكتاب غزير و ترجمته رائعة جدا ، يستحق القراءة أكثر من مرة خاصة للمهتمين بالشأن الاجتماعي و علاقته بالثقافة
دراسة نقدية موسعة لنشأة علم الاجتماع الثقافي والمدارس والتيارات الفكرية المختلفة التي أسهمت في بلورة مفاهيمه ومنهجياته. وتركز أغلبية الفصول على تطور مجموعة معينة من موضوعات سوسيولوجيا الثقافة عبر الزمن، في أحد السياقات القومية الأربعة التي ظهرت فيها معظم مناهج سوسيولوجيا الثقافة، وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة
يشير الكتاب إلى أن الدراسة السوسيولوجية للثقافة في غاية الأهمية، لا لفهم الجماعات والمجتمعات فحسب، بل لاستيعاب ما يدور حولنا وفهم علاقات القوى، ضمن جماعات ومجتمعات معينة، فالثقافة في غاية الأهمية ويستحيل فهم الحياة الاجتماعية والإنسانية ما لم نفهم العوامل المختلفة كلها المحيطة بهذا المفهوم. يتناول الكتاب المناهج التي تهتم بفهم العلاقة بين العوامل "الاجتماعية"، "الثقافية"، عند دراسة الثقافة، موضحا مساهمات السوسيولوجيا التي تركز على العوامل الاجتماعية والثقافية. فهي مساهمات مهمه ، ويستعرض الكتاب بداية تأسيس حقل علم الاجتماع الكلاسيكي والثقافة، فلا يمكن فهم القضايا والنقاشات والخلافات المعاصرة عند دراسة سوسيولوجيا الثقافة ما لم تؤخذ بالاعتبار المساهمات التي قدمها السوسيولوجيون، في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. تهتم فصول هذا الكتاب بتحديث المعالم الرئيسة للموضوع، ودراسة نقاط قوته وضعفه خصوصا، في ضوء المعايير الثلاثة، وهي العلاقة بين: "النظرية" و"البيانات" وعلاقة "البنية الاجتماعية"، و"الفعل الاجتماعي"، وعلاقة "الثقافة"، و"المجتمع".