ولد عبد العزيز الثعالبي في مدينة تونس بالجمهورية التونسية. جده عبد الرحمن الثعالبي المجاهد الجزائري الذي هاجر الى تونس رافضا العمل مع الفرنسيين الذين كانوا قد احتلوا الجزائر آنذاك. درس عبد العزيز في تونس. وبعد ان نال الشهادة الابتدائية التحق بجامع الزيتونة وتخرج حاملا شهادة التطويع وتابع بعد ذلك دراساته العليا في المدرسة الخلدونية انضم الثعالبي في مطلع شبابه الى حزب تحرير تونس من الاستعمار الفرنسي وكتب في الصحف داعيا الى الاستقلال والحرية. ثم اصدر صحف (المنتظر) و(المبشر) و(سبيل الرشاد). وقد عطلتها السلطات الفرنسية كلها لجرأة محررها ومقاومته للاستعمار. انشأ الثعالبي الحزب الوطني الاسلامي الذي كان يدعو الى تحرير العالم العربي كله وقيام الوحدة الشاملة. فر الثعالبي الى طرابلس الغرب ثم غادرها الى بنغازي ومن هناك سافر الى الاستانة حيث اتصل بأقطاب الحكم العثماني يباحثهم في القضية التونسية. سافر بعدها الى مصر للغرض نفسه وعاد بعد اربع سنوات من التنقل في المشرق الى تونس حيث بدأ صفحة جديدة من الدعوة والاصلاح والتجديد السياسي والديني مما اغضب السلطات التونسية والفرنسية ورجال الدين على السواء وبما ادى الى سجنه. الف الثعالبي بعد خروجه من السجن كتابه (الروح الحرة للقرآن) واشترك مع (علي باشا حانبه) في اصدار جريدة (التونسي) (۱۹۰۶) التي حملت لواء يقظة العرب وتحريرهم. سافر الى باريس بعيد الحرب العالمية الاولى مفوضا من ابناء بلاده للدفاع عن استقلال تونس امام مؤتمر الصلح والتقى هناك بسعد زغلول والملك فيصل ونسق معهم العمل على تحرير البلدان العربية واستقلالها. فاعتقلته السلطات الفرنسية واعادته الى تونس حيث امضى في السجن ثمانية اشهر (۱۹۲۱). ويوم خروجه كانت الجماهير التونسية تستقبله في الشوارع متظاهرة ملتفة حوله. قرر الثعالبي سنة ۱۹۲۳ مغادرة تونس بعد ان عانى من الضغط الفرنسي فسافر الى فلسطين حيث استقر في القدس. فاستقبله الحاج محمد امين الحسيني وكلفه بتحضير المؤتمر الاسلامي الذي انعقد سنة ۱۹۳۲ فوضع نظامه وسهر على تنفيذه. رجع الثعالبي الى تونس عام ۱۹۳۶ حيث وجد الجو السياسي قد تبدل بعد ان وضع الحبيب بورقيبة يده على الحزب الدستوري الذي كان الثعالبي اول الداعين الى تأسيسه وانحسار الموجة الشعبية التي كان يتمتع بها ثانيا. توفي الثعالبي في تونس منهيا حقبة بارزة من الصراع مع قوى الاحتلال وقوة التحرر والقوى المناهضة للتجدد السياسي والديني
الكتاب يصف وضع تونس في ظل الاستعمار الفرنسي مستندا في ذلك على ارقام و احصاءات .كتبه عبد العزيز الثعالبي بالفرنسية و وجهه لاحتلال فرنسي. تالمت جدا للوضع تونس الشهيدة و رغم بعد في زمن تذكرت بعض صور استبداد زمن بن علي. المستبد يتغير في اسم و لكن وسائل هي هي.
لقد اضفت نجمة لاجل عبد العزيز الثعالبي رحمه الله. الشيخ التونسي عاشق للغة العربية و الذي حمل لواءها و دافع عنها . ولاسف شديد تم تصغير و تقزيمه و تجاهل جميع نضالته من كتب تاريخ خاصة بنا في منهاج دراسي بسبب انتمائه السياسي و دفاعه على فكرة مقاومة مسلحة و محافظة على هوية عربية. كان اكتشاف لي بكل معنى كلمة.
الكتاب يصف الوضع العام لتونس في ظل الاحتلال الفرنسي ، مخاطبا في المقام الأول الرأي العام في فرنسا ومعتمدا على لغة الأرقام والمستندات من المصادرالفرنسية نفسها. الترجمة إلى العربية لم تكن موفقة في الغالب.