إن هذا الديوان يسير صاحبه عليه السلام على نهج جده أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فهو من أول بيت في الديوان إلى آخر بيت مليء بالحكم، المواعظ، تحذير، ترغيب، ترهيب، وهذا هو ديدن آل البيت عليهم السلام لرفع المستوى الخلقي والثقافي بين ابناء الأمة الإسلامية. الديوان في حدود 150 بيتا مرتبة على حروف القوافي لكل حرف خمسة أبيات وعد حرف اللام-ألف حرفا مستقلا تنعكس في أبيات شعر الإمام أمور كثيرة عل أبرزها آثار فاجعة كربلاء وما أدراك ما كربلاء ومدى الأثر والجرح العميق الذي تركته بدون إندمال في نفس الإمام عليه السلام..
منذ أول قصيدة وحتى آخرها، انجذبت حقا لأسلوب الإمام السجاد عليه السلام في صياغاته الشعرية وأساليبه البلاغية الرائعة، كيف لا يكون كذلك وهو حفيد سيد المتكلمين نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قصائد رائعة ومواضيعها جميلة للغاية، كل كلمة وكل موضوع يطرق في النفس أمورا شتى ويلامس اوتارا في القلب شديدة الحساسية. زهد، حزن، ألم، وعظ، عبادة وغيرها أحببت حقا هذا الديوان وسعدت أكثر بقراءته.. في مراهقتي كنت -لازلت بالواقع- منبهرة من أساليبه في الدعاء حيث الاستكانة والخوف والخشوع والخضوع لفاطر السموات والأرضين في الصحيفة السجادية الشهيرة والآن اقرأ له ديوانا أقل ما يُقال عنه أنه رائع. سلام الله عليك يا سيد الساجدين ويا زين العابدين، لله در صبرك..
ما بين أبيات الحزن والألم الشديد وبين أبيات الزهد بالدنيا أغلبه لغة سهلة لكن بعضه يحتاج لقراءة الحواشي وطبعًا بعض الأبيات تحتاج لخلفية تاريخية رغم إنها قليلة. - ليت شعري أعاقل في الدياجي بات من فجعة الزمان يناجي أنا نجل الإمام ما بال حقي ضائع بين عصبة الأعلاج ---
ألا أيها المأمول في كل حاجتي شكوت إليك الضر فاسمع شكايتي ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي فهب لي ذنوبي كلها واقضِ حاجتي فزادي قليل ما أراه مُبلّغًا أللزاد أبكي أم لبعد مسافتي أتيت بأعمال قباح رديئة فما في الورى خلق جنى كجنايتي أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي منك أين مخافتي؟