سهيل شحود بطل الرواية، الجميل كأبوللو، والهادئ كسقراط، والقوي كعنترة....لو تعلمون ما فعلت به النساء....النساء وما أدراك ما النساء. هو موظف شرطة في دمشق، سئم كل ما حوله ، فساد زملاءه، خيانة رؤوسائه، قيود زوجته وحماته وضغطهما غير الطبيعي لدرجة أن نشرت رسائل لأصحابه أنه قواد وتاجر بغايا وهو الشريف الوحيد يهم، وعلى حين غرة، فقد الرجل عقله، فأطلق النار على زوجته وأهلها، لم يقتلهم..لكنه حوكم وفُرق عن زوجته التي بقيت تعشقه حتى الموت....ثم ادعى الجنون..ثم هرب من المصح إلى بيروت وغير جلده هنالك. هنالك يتعرف على رجل ذو نفوذ كبير جداً، يحصل على هوية، يتابع دراسته بكلية الحقوق ويصبح محامياً، لكنه كره زوجته والنساء.
وتصر الأقدار على أن تلعب لعبتها دوماً،تزوج طليقته تحت ضغط المجتمع من الزواج من رجل بعمر والدها...لتتوالى الأحداث بعد ذلك....إلى نهاية " سعيدة " كانت برأي غير مناسبة لمثل هكذا روايات.
جمال الرواية أنها تناولت أبطالها بطريقة التحليل النفسي كما فعل ألبرتو مورافيا بروايته ذائعة الصيت " الاحتقار" لكن بدرجة وجودة أقل. الحق أن الرابط النفسي بين الأزواج ما زال بحاجة للكثير من الأبحاث والتحليل، فلا يعلم كنهه إلا خالقه عز وجل. ما يعاب على الرواية ...كثرة التفاصيل والاغراق الشديد فيها، والباسطة الشديدة بالمفردات رغم أهمية الأفكار المطروحة، ولقد شعرت أن من كتب الرواية هم شخصيان أو شخص نقل من مكانين نظراً لتفاوت الطريقة بطرح الأفكار بين الصعود والهبوط، وهذا ما أتركه لأمانة المؤلف.
إليكم بعض الاقتباسات الجميلة من الكتاب.
"عجيب أمر النساء، البكاء صنبور ماء في أيديهن، يفتحنه متى يشأن"
" الضربة التي حلت به جعلته يصنع قوقعة سميكة يحتمي بها من الضربات"
" الانحراف يبدأ بزواية حادة صغيرة ولكنه ينتهي بزاوية منفرجة كبيرة "
" أنا أتكلم عن خبرة وتجربة ولا حكمة كحكمة التجربة، فالنساء يحلفن وهن كاذبات يشهدن وهن غائبات، يمنعن وهن راغبات "
" بعض رجالات الدولة يؤمنون أنهم كلما ازدادوا جبروتاً وبطشاً كانوا أكثر هيبة وقوة، وكلما ازداد عدد المظلومين المقهورين المبطوش بهم كانت أركان الدولة أقوى ودعائمها أشد رسوخاً "
" حقاً الرجال أغبياء..يخيل لواحدهم أن من حقه أن يصل إلى كل النساء..يليق..لا يليق..ليس مهماً.. المهم الوحيد لديه إنه رجل وأن الطرف الآخر امرأة والمرأة هي الأضعف وهي الدون أياً كان الرجل وأياً كانت المرأة "
" الذئاب في البرية تعلم قانون البرية.. ترى قطيعاً من أغنام وهي جائعة، مع ذلك لا تقترب قبل أن تناور وتداور، تتشمم وتستطلع، فإذا ما علمت أن راعي القطيع غائب أو غافل انقضت على القطيع "
" صمت المرأة شيء نادر ندرة الجواهر في الأرض "
" وهكذا تحصن في غرفته يقرأ،يفكر، ينام، وفي مطبخه يطبخ ينفخ، وحيداً من كل الناس بعيداً عن كل العالم "
" ماللنساء في هذا العصر؟ أأفلت زمامهن؟!... "
" لا تزه يا صديقي بما تعرف فعلينا أن نقول إننا لا نعرف شيئاً طالما أن هناك كتاباً واحداً لم نقرأه "
" إنك لكي تميت شهوات جسدك، لا بد من أن تميت ما فيه من طاقة والطاقة مصدرها الطعام والشراب..فأقل من الطعام والشراب تقلّ من الشهوات.. "
" أي جيل هذا؟! أية فتيات؟! تتكلم عن الشوق واللهفة وكأنها تتكلم عن الخبزوالماء.. ماله هذا الجيل؟! ألم يعد يعرف معنى الحياء؟ "
" - أنا لا أخلط بين العمل والعلاقة الشخصية. العمل شيء والعلاقة الشخصية شيء آخر...ثمة هامش. - لكن المرأة غالباً ما تخلط بينهما.....المرأة لا تحب الهوامش، فكل ما هو عام يمكن أن يكون لديها خاصاً، وكل ما هو خاص يمكن أن يكون عاماً.. "
" هي ذي الخدعة التي عمل السياسيون المستحيل من أجل إنفاذها: فصل السياسية عن كل شيء آخر بل فصلها حتى عن الأخلاق، وذلك أفدح خطأ عرفه العالم "
" حقا!! لا وطن كالوطن "
" يا إلهي كيف غدت الكلمة زبداً فارغاً لدى الناس، كيف يفصلون بين القول والفعل فيقولون عكس ما يفعولون؟ "