جروح على جبين الإنسانية: نحو التصالح مع الذات والأرض والسماء، هو كتيّب من 40 صفحة يعالج أزمتنا الروحية المعاصرة بكافة أوجهها. يمكن تنزيله مجاناً على هذا الرابط: http://www.4shared.com/office/SAEc6L4...
طوني عادل صغبيني: مواليد زحلة، لبنان 1985. حائز على ماستر في العلوم السياسية حول أزمة الطاقة وعالم ما بعد النفط. ناشط مدني وبيئي. باحث له دراسات منشورة في عدّة جرائد ومجلّات لبنانية.
كتيب بسيط وصغير، لكنه أشعل في ذهني وروحي شعلة غيّرت مساري لاحقًا سلسلة مقالات نشرها الصديق طوني على صفحات مدونته، ليقدّم فيها احدى اكثر القيم التي نحتاجتها اليوم : التصالح لقد أنشأت الأديان من جهة والرأسمالية من جهة أخرى عداوات بشريّة مع المقدس، الطبيعة، ومع أنفسنا، كان لهذه العداوة أكبر الأثر في عيشنا حياة هامشية، بلا معنى، ذوق، أو طعم.. ألهمني الكتيب كذلك سلسلة تدوينات أعتبرها من أفضل ما كتبت، وأظن أنه لا يزال بإمكاني التفاعل مع هذا الكتيب بمخرجات فكرية، نفسية، روحية أخرى.. شكرًا لك طوني
مع أن الهدف الرئيسي من وراء كتابة هذه المقالات هدف نبيل ما من شك، ورغم أنه تعرض لبعض المعاني العميقة. إلا أنها تبقى مقاربة قاصرة، بل وساذجة لأنه لا يقرأ الأمور كما هي عليه ولا يولي أي أهمية للسياق التاريخي والحضاري. فيه تكرار كثير وتورية كالذي اعتدنا عليه من أحاديث وكتابات مريم نور.
رغم أن درجة تحضّرنا ومعرفتنا اليوم تفوق كل الأجيال الإنسانية السابقة، إلا أننا نعيش أزمة هوية ووعي غير مسبوقة في التاريخ. يمكننا القول بسهولة ان الجيل الذي يعيش اليوم هو أكثر الأجيال المأزومة في تاريخ البشرية… نحن الجيل الوحيد الذي توصّل إلى القدرة التكنولوجية التي تخوّله القضاء على الكوكب برمّته، والجيل الوحيد الذي صعد إلى كواكب أخرى وبحث عن الله وعن مخلوقات أخرى عليها، والجيل الوحيد الذي نقّب باطن الأرض ليكتشف عظام أسلافه ناقضاً بذلك آلاف السنين من الأنبياء والكتب المقدّسة، والجيل الوحيد الذي يخلق الآلهة من كل شيء حوله ويميتها كل يوم أربعون مرّة. رغم ذلك، نحن الجيل الأكثر إلحاحاً – وقلقاً – في بحثه عن إجابة على سؤاله الأكثر جوهرية: لماذا كلّ هذا الوجود يا ترى؟ من نحن ككائنات؟ وبحقّ السماء، ما الذي نفعله هنا على هذا الكوكب الأزرق؟”
طرح للفلسفة الإيكولوجية من خلال "تشخيص" ما يراه الكاتب جروحاً على جبين الإنسانية، والتي هي: 1- نفي المقدس من العالم: باعتباره أن الـ "مقدس" موجود في الإنسان والمخلوقات والسماء معاً لا محصورأً في إله واحد. هذا النفي للمقدس كان -كما يراه الكاتب- عبر: أ- التقنين: من خلال فلسفة الإله الواحد المنفصل عن الكون والوجود! ب- النبوة: مدعياً أن النبوة كانت اختصاراً لعلاقة البشرية بالسماء! ج- فكرة الشر المطلق: والتي يرى الكاتب أنها طُرحت في فلسفات الديانات الابراهيمية التي جعلت الشر مطلقاً لا نسبياً. 2- اعتبار الأرض مجرد خادم مسخر لرغباتنا "الإنسان هو محور الكون": وذلك من خلال الفلسفات الثيولوجية الإبراهيمية والفلسفات المادية التي تلتقي -كما يراها الكاتب- في هذه النقطة! 3- إنكار الذات (مفهوم النقص الجوهري للإنسان): حيث يرى الكاتب أن الفلسفات الإبراهيمية "لا تدعو أصحابها إلى -فهم الذات- من أجل التغلب على نواقصها بل تشجع الإنسان على شن الحرب على ذاته "حيث "تقوم الديانات السماوية في جوهرها على اعتبار الذات البشرية ناقصة، مشوشة، وخطاءة، لتكون علة وجود هذه الأديان هي فكرة الخلاص، خلاص الفرد من النار والخطيئة والمعاصي التي ارتكبها خلال وجوده في جسد أرضي فان".
رأيي في الكتاب لا يختلف عن رأي أحد القراء بقوله "لا يقرأ الأمور كما هي عليه ولا يولي أي أهمية للسياق التاريخي والحضاري"، وأزيد عليه وجود مغالطات منطقية في الطرح كما النقد الخاطئ للديانات الإبراهيمية وفلسفاتها.
أبحث عن الردود الفلسفية -الإسلامية- على هذه الفلسفة عامة وعلى طرح الكاتب خاصة .
عاد طوني صغبيني ليمارس هوايته المعتادة في أسر عقل القارئ بأفكار يمكن أن تكون جديدة على الأقل في المحيط المعرفي الحالي ، كتاب يمكن أن أخالف محتواه على الأقل في نصف ما يحتويه ولكن تشعر وأنت تقرأ فيه أن في داخله إرادة خير وحب أن يحل السلام في هذا العالم وفي نفس الوقت يوسع أفق أي قارئ له ، ابتدأ طوني بفتح الجرح الأول حسب وجهة نظره وهو العلاقة مع السماء وتناول الأديان السماوية والفلسفات المادية من ناحية فلسفية ووجه لها نقودات عديدة ، ومن ثم نكأ الجرح الثاني علاقتنا بأمنا الأرض وانتصر فيها للفلسفة الإيكولوجية ، ومن ثم نقر على الجرح الثالث وهو علاقتنا مع الذات الإنسانية وأن الذات الإنسانية ذات تخطئ وتصيب ليست شيطاناً ولا ملاكاً .
عارضته في كثير مما طرح ولو أوردت نقاط اعتراضي لطال وطال المقال وهذا ما لا أريده ، ولكن يجب أن أعترف أنه كتاب يوسع أفق قارئه ، أحسنت يا طوني .
بسيط وعميق وصادم..أختلف معه في بعض حديثه عن الدين وأتفق معه في أساسيات الجروح التي تحدث عنها..نحن بحاجة لهذا النمط من التفكير ومن الجرأة في الطرح.. جروحنا تبدأ بانكارالمقدس ثم الطبيعة وأخيرا أنفسنا كل هذا برعاية قيم مقدسة حرم علينا الخوض فيها باسم الدين او الحضارة ... تركني بالكثير من التساؤلات..
لم أكن آخذ معنى "تأليه الطبيعة" أو "عبادة الطبيعة" بشكل جدي، حتى وجدته هنا كأوضح ما يكون في سطحية شرحه وهزلية وطفولية تناوله للأسئلة الأساسية لوجود الإنسان وغايته: من؟ كيف؟ متى؟ لماذا؟ أين؟