"تدور أحداث هذه الرواية في الدولة العثمانية في القرن السابع عشر حيث يستشري الوهن في الدولة، وتحيط بهاالأخطار من كل جانب؛ صفويون شيعة في الشرق يحاربون تحت راية الأئمة، وبولونيون في الغرب يرفعون الصليب. وبينهما سلطان درويش القفص، وآخر ينقلب على نفسه، وسيرة الغزاة الأوائل تدنست بدسائس الحريم، تطاردها سيوف الإنكشارية وتنكأ جروح شيوخ الإسلام، تكتب بالوجد والدماء فصولاً لا تنتهي من كتاب السراي"
محمد عبد القهار: كاتب ومهندس مصري، من مواليد القاهرة، يكتب المقال على عدة مواقع الكترونية، ونُشرت له روايته الأولى :"سراي نامه: الغازي والدرويش" في يونيو 2013، ونُشر له رواية "غارب" في يناير 2016 صفحة الكاتب على الفيسبوك: https://www.facebook.com/mohameda.elk...
سراي نامِه (وتعني كتاب القُصُور) رواية تاريخية مبنية على أحداث حقيقية جرت أيام الدولة العثمانية، في الربع الأول من القرن السابع عشر الميلادي. تبدأ الأحداث عند وفاة السلطان أحمد الأول (الذي أنشأ مسجد السلطان أحمد الشهير، أو المسجد الأزرق) وتتابع الصراع المحموم على السلطة من بعده. تلك الأجواء التي صار معظم الناس اليوم على دراية بها بعد عرض المسلسل التركي "حريم السلطان"، وهذا هو أول ما أحسبه لصالح المؤلف محمد عبد القهار، فقد أحسن استغلال هذا المسلسل/الظاهرة لتقديم رواية تعرض أكثر من مجرد حكايات وأمنيات وتنهيدات ربات البيوت! فالأحداث تتعرض لصراع مراكز القوى المختلفة: الإنكشارية (العسكر)، وزوجة السلطان، والسلطانة الوالدة، وأبناء السلطان، والباشوات والأغوات وحتى المشايخ! الأمر الثاني الذي أحسبه لصالح المؤلف هو أنه كتب الرواية قبل ثورة 25 يناير، وبالتأكيد قبل انقلاب 30 يونيو، والتفاصيل سوف تُفسد أحداث الرواية بالطبع، كما أفسدها عليَّ بحثي المستمر في تاريخ الدولة العثمانية طوال فترة القراءة. وهذا يقودنا إلى نقطة جديدة في رصيد المؤلف، وهي استفزازه للقاريء حتى يقرأ في التاريخ، ونقطة جديدة تسحب من رصيده! وهي استفزازه للقاريء الذي لا يعرف - مثلي – الكثير عن الدولة العثمانية بتاريخها وسلاطينها وتقاليدها وألقابها التي لا تنتهي! وهو ما يذكرني بالثناء على دراية المؤلف بكل تلك التفاصيل، ويذكرني كذلك برجاء توفير كشاف مصطلحات وشجرة شخصيات للطبعات القادمة. نقطة أخرى أزعجتني قليلا طوال القراءة وهي بدايات الفقرات، فالمؤلف مبالغ في التقديم والتأخير، حتى إنك أحيانا لا تعرف عمن يحكي إلا بعد خمسة أو ستة أسطر. بقيت نقطتان أضيفهما إلى رصيده، وهما قدرته السينمائية على التصوير واستخدام "الفلاش باك"، وتحطيمه للتقديس – الذي صار مملا للغاية – لشخصية الدرويش المتصوف، التي يحلو لكل من هب ودب التغني بحكمتها ونقائها ووقارها، ذلك التقديس الذي لم يبدأ من نجيب محفوظ ولم ينتهِ عنده، والذي مارسه أناس هم أبعد ما يكونوا عن رؤية نجيب محفوظ للتصوف، فضلا عن رؤية علماء التصوف الحقيقيين النادرين، لا الأدعياء المغرضين. نقطة أخيرة أضيفها بحذر حتى لا أفسد الأحداث، وهي العنوان الفرعي للرواية: "الغازي والدرويش". فللوهلة الأولى ظننتُ أنني أعرف بالتحديد من هو الغازي ومن هو الدرويش، لكن نظرة ثانية جعلتني أرى – بالمعنى الأوسع – غازيين اثنين ودرويشين اثنين. فماذا كان يقصد محمد عبد القهار؟ لا أعرف. لكنني أعرف أنني سعيد به، وبسراي نامه، وبدار مدارات التي أخرجت الكتاب في صورة لائقة. وأعرف أنني سأنتظر كتابه القادم، الذي أخبرني أسلوبه بأنه يستحق الانتظار.
في بدايات القرن السابع عشر ,عندما كانت تحكم سلالة الغازي عثمان تحت ظل الدولة العثمانية , وفي أواخر العهد الذهبي للسلاطين العثمانيين .
يأخذنا الكاتب اليافع محمد عبد القاهر الى قصر طوب قاي الذي كان يقيم به السلطان أحمد وحاشيته . الى دسائس هذا العهد وصراعاته .
(Topkapı Sarayı)
في نهاية سنوات حياة السلطان أحمد الأول رحمه الله وهو في عمر ال27 و التي كانت مليئة بالمكائد والصراعات على العرش من بعده .
لمن يذهب الحكم بعد السلطان؟ للأمير عثمان الثاني ولده من جاريته الأولى ؟ أم لأخيه الأصغر المجنون الأمير مصطفى الذي أبى السلطان أحمد ان يقتله تنفيذًا لقانون قتل الأخوة للحفاظ على نظام الحكم من شرور صراع الأخوة ؟ بدلًا من أن ينفذ هذا القانون الدموي فضل السلطان أحمد الإبقاء على حياة أخيه الأصغر في سجن في القصر
يموت السلطان , وتبدأ الصراعات . والدة السلطان أحمد (هاندان) تريد للأمير مصطفى ان يتولى الحكم على الرغم من قدراته العقلية التي لاتتفوق على قدرات طفل , ذلك رغبةً في كيد زوجة ابنها (كوسم) ومنعها من أخذ لقب السلطانة الوالدة وتسليم زمام أمور الدولة لها من الحرملك لحداثة سن اولادها.
على الرغم من كون عثمان ليس من رحمها إلا ان كوسم رسمت خطة لتبقي عثمان على الحكم لبرهة من الزمن لتنقل الحكم لإبنها.
تبدأ الصراعات ويتولى الأمير مصطفى رغمًا عنه الحكم فتتدهور الدولة فيعزل وينتقل الحكم للأمير عثمان الطائش الذي عادى الإنكشارية وأستنزف خزنات الدولة لتحقيق نصر في معركته مع البولونيين لإثبات قدراته وليستحق لقلب غازي.
اما أخو السلطان من والدته الجارية ,الأمير محمد فهو الحكيم العاقل الذي حاول ان يكون عونًا وسندًا لإخيه وناصحًا له لتبدأ شكوك السلطان الصغير عثمان فيه وفي رغبة أخيه بخلعه وتولي الحكم
من سيتولى الحكم ؟ مصطفى الأشقر ؟ ام عثمان ام محمد؟ أم كوسم!!
في البداية أسلوب الكاتب كان يخلو من الملل , مثير للإهتمام , جاذب للقارئ الذي يريد معرفة مالذي ستؤدي اليه دسائس ومكائد القصر العثماني ؟ من القوي ومن الضعيف من الذي سيستلم زمام الأمور ؟
ركزت احداث الرواية على فترة حكم السلطان عثمان الثاني وصراعاته مع الباشوات والوزراء الذين كانوا يقللون من قدراته لحداثة سنه وإستعجاله في قرراته ونتائج أفعاله , ولا ننسى أيضًا مكائد الباشوات والوزراء المعارضين والموافقين للسلطان لرغبات مختلفة . يعد السلطان عثمان الثاني أول سلطان قُتل بسبب الأحداث والثورات الداخلية عليه فدفع الجنود لإقتحام حرمة السراي وخلعه ثم قتله . ازعجني التعمق الكثير في أحداث مكائد الباشاوات والوزراء بشكل كبير جدًا , العديد من الوزراء والباشاوات لدرجة الإضطراب واللخبطة.
والتنقل من محاورة لأخرى فجاءة , فلا تعرف من المتحدث إلا بعد قراءة صفحتين فتحتاج للعودة للقراءة مرة أخرى للإستيعاب .
اما إستحضار بعض الشخصيات التي ليس لها دور ودمجها بالحاضر والماضي هو امر ذكي ولكن ربما لم يحسن الكاتب الكتابة بهذا الأسلوب كثيرًا لخبرته الجديدة في الكتابة .
ولاننسى ان هذه الرواية التاريخية هي أول رواية للمؤلف اليافع السن , لذا يستطيع تحسين كتابته واسلوبه في الروايات القادمة من خلال تركيزه على نقاط الضعف في روايته لأن كتابة الروايات التاريخية أمر ليس بسهل .
ولا شك انني سأضيف روايته الأخرى (غارب ) لقائمتي مع يقين بإذن الله بقلة السلبيات فيها وسيادة الإبداع .
هذا هو العمل الأول لمحمد عبد القهار...و عندما تقرأه ستستشعر شيئين, أولاهما: أن الكاتب واسع الثقافة قد بذل مجهوداً و طالع العديد من الكتب و غاص بحق في التاريخ ليخرج لنا بهذه الرواية, و ثانيهما: أن الكاتب يمتلك حساً أدبياً عالياً..و روحاً إسلامية أعلى هي رواية تستحق القراءة, و قد تدعوك للبحث و القراءة في كتب أخرى بدورها
بغض النظر عن البراعة الأدبية المبالغ فيها :] بس أول مرة في حياتي أقرا رواية تاريخية تحليلية بالشكل ده، مش مجرد سرد تاريخي مؤثر للأحداث و الشخصيات و خلاص، بل توضيح و إن كان بشكل غير مباشر أسباب حدوث كثير من الحوادث و الانقلابات و الفتن، أسباب ضعف الضعفاء، و قوة الأقوياء، و أسباب انهيار سلاطين بعد عظمة و مجد، و ارتفاع مماليك و عبيد بعد ضعف و ذل. الدنيا دوارة :]
فمن لغير الله سلَّ المغمدا .. في صدره السيفُ قد أُغمِدا
السلطة .. ما أغواها ! تفعل بمريديها الأفاعيـل .. تفرقهم ، تشتتهم وتُهلكهم ... تعبث بعقولهم وتقلب كل شئ رأسًا على عقـب... تطمس على قلوبهم وعلى سمعهم وأبصـارهم فلا يرون غيرها ولا يتنسمون إلا رائحتهـا المزيفـة.
كيف وصلت الأمـور إلى هذا الانحـدار ؟ لم يعـد أحـد يخشاكم يا سلاطين المسلميـن ، وكيف يخشونكم وأنتم منشغلون بدنياكم ؟ تصارعتم وتنازعتم وتآمرتم .. وخسرتم ! هكـذا تجـد الدولة العثمانيـة التى أذاقت أعداءها الهوان تضعف .. تتكالب عليهـا الأمم كما يتكالب الأكلة على قصعتهم فيغمدون سيوفهم وأنيابهم فى شرايينها وينتزعـون حياتهـا البائسة.
سلاطين ترتفع على جثث وأجسـاد سلاطيـن .. دماء لا ترويهـا سوى دمـاء ..
"ها هى قطعان الغازى تكاثرت ، قصـورًا وذهبًا وفضـة وأراضـى شاسعـة ، لكنهـا جعلت عائلتـه أتعس عائلة على وجه الأرض .. سالت بينهم الدماء أنهـارًا وجعلت الأخ غيـر الأخ والابن غيـر الابن"
ملحمـة الغازى والدرويش .. ملحمة السقوط والارتقـاء .. الذل والعزة .. الخيـانـة والوفـاء .. ملحمة كل شئ. لا أراهـا رواية .. لا .. وإنمـا هى لوحـة فنيـة بديعـة .. ترسم بدقـة فتـرة عصيبـة فى تاريخ إمبراطوريـة تسقـط .. إمبراطورية كانت يومـًا سيد العالم ، وحاكمـه. الروايـة الأولـى ل محمد عبد القهـار .. كيف هذا ؟ لست أدرى ! هذه ليست لغة من يكتب روايته الأولـى .. ليس هذا أسلوب التجربة الأولى .. قـوة وبلاغـة وجمـال .. سلاسـة وخبـرة وجُهـد .. إبـداع خالص. كل ما يُعيبهـا هو كثـرة المصطلحات التى وجدت نفسـى جاهلًا بهـا ، مصطلحات تركيـة لألقاب ورُتب ومناصـب لم أسمع بها من قبـل.
ملاحظـة :
- بعـد بحث مبدأى تبين أن كل شخصيات الروايـة تقريبًا هم أشخاص حقيقيون.. يلزمنـى المزيـد من البحث لأجزم بهـذا.
بعض المصطلحات الغريبة بالرواية :
سراى نامـه : سراى هو القصـر ، ونامه كلمة معناها ( كتاب ) .. أى كتاب القصـر ، أو كتاب الحكم.
الانكشاريـة : كلمة تعنى ( الجنود الجدد ) أو ( الجيش الجديد ) .. وهى طائفة عسكرية من المشاة العثمانيين شكلوا تنظيمًا خاصًا .. لهم ثكناتهم العسكرية وشاراتهم ورتبهم وامتيازاتهم ، وكانوا أقوى فرق الجيش العثمانى وأكثرها نفوذًا ، وكان قائدها يلقب ب ( آغا الانكشارية )
شعارهم :
السباهيه : وهى وحدة الفرسـان فى الجيش العثمانى.
الباديشاه : لقب ملكي من اللغة الفارسيّة مكوّن من كلمة بادي (السيّد) و شاه (الملك)
الصدر الأعظم : هو لقب يساوى ( رئيس الوزراء ) الآن.
آغـا : لقب تركى ويعنى سيد أو رئيس ، وهو لقب مدني وعسكري كان مستعملا في عهد الدولة العثمانية.
طواشى : وهو العبـد الخصىّ الذى كان يقوم على خدمة حريم القصـر.
لدي الكثير من الكلام ولكن سأكتفي بنقاط سريعة: - منبهرة بسعة إطلاع الكاتب، على حداثة سنّه بالنسبة لكتابه الأول ، وإلمامه بالكثير من التفاصيل والروايات للأحداث - مستوى اللغة أعجبني جدا، متمكن من لغته، ولديه براعة في تشكيلها والتعبير - الفترة التاريخية التي اختارها حقبة يصعب الحديث عنها لتداخل أحداثها والتي أجاد اختيارها، ولكن ميزتها أنها يمكن تعميم الكثير من نتائجها .. تحمل الكثير من الوجع لصراعات ومؤامرات لم تنتهِ بعد، بين الكثير من الأطراف، أهمهما السلاطين والدراويش - غلاف الرواية راق لي كثيرا .... * لدي تخوّف من كتابات الكثير من"المحسوبين على الإسلاميين" الجديدة التي تكون أقرب لـ"الوعظية" منها للأدب، وبالأخص الروايات، الرواية بدأت بـ"نتيجة" في صفحاتها الأولى، وحاول إثباتها، بداية "دعوية" بامتياز، (إقرأ كل هذه الصفحات لكي تخرج في النهاية بهذه النتيجة)، والتي لا أظن أن الأدب جُعل لهذا السبب، أو تكون على حساب المتعة أو السرد القصصي * نقطة ثانية وهي نسبة "التاريخي" في الرواية تتخطى درجة "الأدبي" بمراحل .. يمعنى أنها أقرب لكتاب تاريخ عن هذه الحقبة من "صراع السلاطين" في الدولة العثمانية رُبط بينها بـ"بعض" الأدب... رغم تمكن الكاتب من الجانب الأدبي واللغوي وقدرته على أن يضعها في قالب أدبي أفضل من ذلك بكثير و في هذا جزء من الصراحة مع القارئ، وأنه سيشبع لديه الجانبين المعلومات التاريخية في "حُلة أدبية " مرنة ..
* وبناءً على ذلك ظهرت الكثير من المصطلحات في الرواية المبهمة التي كانت تحتاج لتوضيح أكثر في الصفحات الأولى، حتى أستطيع المتابعة والبناء عليها .....
أعترف أن الرواية لمست جانبا مهما جدا وهو علاقة "الدرويش" أو "رجل الدين" بالسلطة، علاقة فضحت الكثير من الأسى الذي نعانيه اليوم في منطقتنا العربية خاصة في هذه الحقبة الزمنية.. والتي تناولها بعمق فني وتاريخي رائع..
لا أظنني سأكتفي بقراءة واحدة لهذه الرواية، أظن أنها ستحتل مكانا في الكتب التي تُقرأ أكثر من مرة.. . شاكرة للكاتب على مجهوده الواضح.. واثقة أنها ستكون باكورة أعمال أدبية أفضل في إنتاجه القادم
لم أستطع منع العبرات و أنا أقرأ الصفحات الأخيرة من هذا العمل..لم يكن ما قرأته حديثا عن بني عثمان - أتعس أسرة في الأرض - ولا عن دولة الترك - التي وسموها بالخلافة أو وصموا الخلافة بها - بل كان عن شئ أكبر بكثير..كان الحديث عن الأمة الأحمدية بأسرها..حديث بدأ في فتنة عثمان ، و لم ينقطع لغوه إلى اليوم.. ليس هذا الكتاب رواية ، بقدر ما هو عرض شبه مفصل للأسباب التي أدت إلى ضياع نظام المسلمين و - الألعن من هذا - الأسباب التي حافظت على ضياعه..قال أحمد خالد توفيق عنها أنها من أفضل ما قرأ منذ سنوات ، و لهذا فلن أطيل الوصف في عبقرية و إجتهاد الكاتب..الرجل بعرف حقا كيف يجعل من لسان العرب الذي تداعت عليه الأمم فنا مبهرا تشعر معه إنك لا تعرف عن العربية و التحكم بمفراداتها و تراكيبها سوى قشور القشور..ناهيك عن المعرفة الموسوعية بالتاريخ , و خصوصا - بطبيعة الحال - تاريخ آل عثمان..دعك من أن الرجل خالي من المرض الشهير في الروايات الحديثة ، و هو " متلازمة حشر الجنس في الروايات "..كاتب بهذه الصفة في هذا الزمن هو رجل جدير بأن تتبعه لآخر العالم !!الخلاصة أن الرجل إمتلك أدوات العبقرية ليخرج عملا بهذه القوة , و قد نجح.. أما عن الرواية نفسها..فالكاتب - في تقديري - لم يهدف منها إلى رواية سيرة عثمان الثاني ، أو حتى إلى عرض مرحلته الزمنية..الرجل كما قلت يهدف إلى عرض أسباب هلاك الدولة العثمانية بعد صراعها الطويل مع أمراضها الخبيثة , و الأسباب التي منعت علاجها..لا يرى الكاتب أن بني عثمان بنوا خلافة - مثلهم مثل بني العباس و بني أمية - و لكنهم بنوا ملكا عضوضا..يرى الكاتب أن نظام الحكم الملكي الوراثي آفة في عقول الشعوب تقصم ظهورها..يرى أن القعود عن الجهاد و الغزو فيه الهلاك..ليس الغزو و الجهاد بالسيف و الضراب و الطعان ، بل فيهما من المعاني ما هو أعمق من هذا بكثير..فيهما من المعاني ما عاش به و عليه و من أجله الأوائل الراشدون المهديون ، أولئك الذين لما تركنا سننهم و خالفنا خطاهم ، صارت الخلافة إيوان أو عرش طاووس , و صار المجاهدون جنود سلطان , و صار أهل العلم أهل ذهب و فضة , و صارت الكفاية كفاف , و صار الدين للمسجد و الوطن للسلطان... بعيدا عن كل الفلسفة و الإطناب..أهم النقاط التي أبرزها الكتاب : أولا. مسألة الدوشرمة..لا أدري من أبتدع فكرة إسلاك القولار مسلك الغزاة ، و لكنهم إما الآيوبيون في مصر ، و اما الغوريون في الهند..على كل ، أثبتت الفكرة فشلها الذريع مع مرور القرون ، فقد كان الينيجارية - الانكشارية - هم من اضاعوا نظام الدولة العثمانية و صنعوا نعشها الذي أرقدتها اوروبا فيه..كانت الهائلة العثمانية المذكورة في الكتاب اول قطرات الغيث الذي اتى بعد ذلك شديدا..أظن أن ما بني على باطل فهو باطل ، و قد كان هذا النظام فاسدا في فكرته من الاساس ، فالشريعة لا تقر هذه الفكرة بهذه الطريقة و ذلك التنفيذ قط..و قد بدا مثال فساد الانكشارية الواضح هو داود باشا الذي لم اتمكن من الاحتفاظ بتعاطفي معه بعد احداث حوتين و قتله لقراقوش باشا..اصابني هذا المشهد بالجنون.. ثانيا. سلطنة الحريم..يعطيك الكتاب فكرة واضحة عن " لماذا لا يجب خلط النساء بالسياسة". تظهر شخصية الجارية كوسم التي اصبحت باش قادين - ثم جعلتها نوائب الدهر سلطانة أم و نائبة عن السلطان- كمدبر و محرك فعال في كافة أحداث الرواية..تستغرق أحداث الرواية ما بين خمس إلى ست سنوات ،أريقت فيها من الدماء ما من شأنه أن ينفع منسوب المحيط الأطلنطي نفسه ، تحمل وزر معظمها هذه المرأة الفاضلة..فقط رسالة و كيس من الدوكات او صندوق خشبي فيه ياقوتة خضراء صغيرة تكفي و تزيد لتزهق نفسا أعز عند الله من أحجار الكعبة ، و ترمل أمرأة بريئة و تيتم أطفال بلا ذنب سوى انهم ابناء ابيهم..لا عجب في ذلك ، فيما بعد ستتآمر السيدة المهذبة كوسم تلك لقتل ابنها السلطان لانه هددها بعزلها عن أمور السلطنة..كم هن حلوات المعشر ، هاته النسوة جواري سلاطين آل عثمان المتسلطنات الشابعات بعد جوع..بالمناسبة لا أعتقد ان هذه هي "أوسخ" عاهرة في التاريخ العثماني الملون بلون رايته ، بل أعتقد أن من يحظى بهذا الشرف الرفيع السلطانة روكسلانة التي جعلت القانوني يقتل "ابنه" الامير مصطفى زاد..قرأت أكثر من مرة أنه لو - لو - ورث مصطفى عرش أبيه ، لتغير تاريخ العالم كله ، و ليس تاريخ الدولة العلية وحدها...تحية إلى نساء آل عثمان .. ثالثا. مسألة قتل الإخوة..هالني أن عرفت أن من بدأ هذه العادة المحببة هو السلطان بايزيد الأول ، صاعقة العثمانيين !..لطالما اعتبرت هذا الرجل غازيا من الفاتحين قتله كلب من التتر ، ثم عرفت أن السلطان بايزيد يلدرم قتل أخاه الأكبر يعقوب بعد " استشهاد " ابيهم في معركة قوصوة بقليل..قتله مخافة ان يزاحمه على العرش و حفظا لنظام الدولة..هل تذكر بايزيد اخاه يعقوب و هو ماثل بين يدي تيمورلينك الذي دك العرش المصون و دك نظام الدولة المصون و سوى الدولة نفسها بخشاش الارض ؟! ثم اي منطق هذا ؟! لقد بدأ ت دعوة بني العباس بأبناء محمد بن علي بن عبد الله بن عباس و كانوا اكثر من عشرين ، غير اولادهم و ابناء عمومتهم و عشيرتهم ، فكانوا قوة شديدة المراس جمعت الأنصار و بدأت الثورة القاضية الخاتمة..الكل يعرف ان الاخوة عضد و قوة ، فلم خالف العثمانيون فطرة الخلق ؟!..يذكر الكتاب ان السلطان محمد الثالث قتل 19 اخ له !!..( قطعان الغازي تكاثرت قصورا و ذهبا و فضة و اراضي شاسعة لكنها جعلت عائلته اتعس عائلة على وجه الارض ، سالت بينهم الدماء انهارا و جعلت الاخ غير الاخ و الابن غير الابن )... رابعا. الفرق بين الملك و الخلافة..هناك عقيدة عند الكثيرين أن مصطفى كمال أسقط الخلافة الإسلامية..خطأ..الخلافة الإسلامية أسقطها عربيا من بني أمية..أما "الدولة" أو "الإمبراطورية" العثمانية فقد أسقطها العثمانيون أنفسهم..من السلاطين , و زوجات السلاطين , و أمهات السلاطين , و الصدور العظام , والأغوات , و الجواري , و شيوخ الإسلام , و غيرهم..هذه نقطة..النقطة الأخري أن الخلافة ليست على شئ مما كان عليه النظام الشاهاني العثماني..ليس فيها ذهبا ولا فضة و لا طواشي و لا جواري و لا طوبكابي ولا "مولاي" ولا توريث..أول خليفة عثماني كان السلطان سليم القاطع , صاحب الأمجاد العسكرية و صاحب انتصارات مدوية كانت كلها - بلا استثناء - على اقوام تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسوله..بالاضافة الى هذا ، تجد كل البذخ و الترف و القناطير المقنطرة المكنزة في سرايات السلطان و الباشاوات و الاغوات ، بينما خزائن الدولة خاوية , فيفتي السادة شيوخ الاسلام بجمع الضرائب لجهاد الكفار او الروافض ، و من يتعسر من الفلاحين الاوباش يجلده باشا ولايته - ذلك الذي يسكن في سراي - ليقر نظام الدولة و يجمع الضرائب..لاحظت كذلك أن آخر شيخ إسلام في القصة - و هو رجل حقيقي يرغب في وجه الله و صلاح الدولة - يتحدث برعب عن ضياع نسل آل عثمان و خطر ذلك على الدولة ، أي أن فكرة الوراثة كانت متأصلة حتى في الصالحين من العلماء أنفسهم..ثم يقولون الخلافة العثمانية بحق الجحيم !.. خامسا. من اكثر ما لفت انتباهي في الرواية ، ذكرالكاتب لاثر الفارق العلمي بين العثمانيين و بين الغرب , و أن " لو سمعت ما يفعله الكفار لصيانة ملكهم لعلمت أن المسافة بدأت تبعد بيننا و بينهم "..الكاتب يبرز في أكثر من موضع - على لسان الأمير محمد - فكرة أهمية التقدم العلمي و اثرها..و لكن للاسف " أنى للمبضع ة الاسطرلاب أن ينالا الحظوة و قد وقر عند بني عثمان أن العمامة لا يرفعها إلا سيف مشهر او رغبة جارية تؤثر "..ليس هذا فحسب ، بل يتسائل الكاتب تساؤلا دار بذهني مرة و لم أقرؤه قط قبل اليوم ، "ألا تري الأسبان يقتحمون عالما جديدا و يخوضون بحارا واسعة يأتون منها بالخيرات و الكنوز بينما نحن لم نستطع سد جوع الأناضول من قمح الشام و مصر..لماذا لا نذهب إلى العالم الجديد فنحوز ما حازه الإسبان و البرتغاليون و غيرهم ؟!.."..تساؤل ممتاز..أرهق العثمانيون أنفسهم قرونا في حروب مع كل جيرانهم في كافة الاتجاهات ، فلماذا لم يحاولوا أن يجربوا شيئا جديدا في أرض الله الواسعة ؟!..العثمانيون في تقديري يتحملون مسئولية تآخرنا العلمي المزري - أس كل ماصئبنا و بلائنا - مناصفة مع المماليك.. سادسا. شخصية الخوجة عمر و فكرة الآخيان..الآخيان كما يبدو هم أقرب شئ للصحابة - عليهم رضوان الله - و هي فئة بشرية منقرضة بطبيعة الحال..عاش عمر و أخوه على امل إحياء الفكرة نفسها في الامراء الصغار المقدر لهم - او لاحدهم - ارتقاء العرش ، فقد آمنوا أن السلطان يحمل المفتاح لنظام العالم و بصلاحه يصلح ذلك النظام ، و هو مبدأ صحيح في تقديري..لكن الخطة الجيدة فشلت ..كان نظام العالم اقوي من السلطان..لا يكفي أن تحارب البولونييون او الهابسبرج او الرافضة لتكون غازيا مجاهدا في تقدير الخوجة عمر ، بل إن الأمر أعمق و أرقى من هذا..لطالما آمنت أن الحياة بالهدي النبوي و الخطى الراشدية المهدية حلما عسير المنال لكنه ممكن ..ليس على المستوي الشخصي فحسب ، بل على المستوي المجتمعي , ثم اثبتت لي سنواتي القليلة انني كنت احمقا..و يبدو ان الكاتب يوافقني الرأي..
و اخيرا.. للعثمانيين ما لهم ، و عليهم ما عليهم ، مثلهم مثل العباسيين و الامويين و المماليك.. و غيرهم..منهم من اخلص - حقا - سعيه لوجه الله و جاهد و اجتهد في الحق قدر ما استطاع..يذكر التاريخ ان سلاطينهم كانوا من افضل و اقوى حكام المسلمين حتى زمن القانوني ، بل حتى بعده لم تنقطع الرجال عن ساحة الدولة عكس ما توحيه سوداوية الحديث ، و إلا ما بقت قرابة القرون الثلاث .. هم من جعلوا القسطنطينية إسلامبول ( و إسلامبول مثلها مثل اسلام اباد ، كلمة تعني مدينة الاسلام ) و انهم - و هم فقط - من وصلوا اسوار فينا عاصمة الهابسبورجيين ليس مرة واحدة ، بل مرتين..هم نالوا نصيبهم من مداولة الايام بين الناس ، فقط تذكرهم الناس بوضوح لأنهم كانوا آخر اقوام ظلمت نفسها و شقت عليها بما لا تستطيع ، فكتبوا على ابوابهم انهم خلافة رسول الله و امراء المؤمنين..لكنك ستجد مثل هذا او تنويعا عليه لدى كل من حكم المسلمين بعد سيدنا علي كرم الله وجهه..و أنا لا أتحدث عن السلاطين وحدهم ، بل أتحدث عن كل فئات الدولة العثمانية بلا استثناء..كان منهم الصالح المصلح و الفاسد المفسد..إلا أنه - لحسرة السملمين - كان الشر و الفساد و اعوانهما هم الغالبون..ليس مسئولية العثمانيين - ليس وحدهم - أن نظام العالم الذي ارساه رسول الله و من بعده صحابته الأجلاء قد انقطع..و ان الناس قد تركت العمل بالكتاب و السنة في أمورها العامة..بل ان المسئولية تتوزع على الكثيرين من يومها و حتى اليوم..حكام المسلمين - للانصاف - كان فيهم رجال عظماء وصلوا ما يمكن للعظمة من سبيل ، و كان منهم صعاليك و اوباش..مثلهم مثل غيرهم..نحن فقط نأكل و نقرع في أنفسنا و نقرأ في تاريخنا و نتناوله بالنقد سلبا و ايجابا لأننا نملك دليلا شاملا للطريق القويم تركناه دون سبب.. آخر ما أود قوله ، هو أنني أتمنى أن يوظف الكاتب أستاذيته و أدواته العبقرية في رواية سعيدة !! تحدث يا سيدي عن عمر بن عبد العزيز..تحدث عن عبدالرحمن الناصر..تحدث عن اورنجزيب عالمكير..تحدث عن يوسف بن تاشفين..بلاش ، تحدث عن اي شخصية مضيئة تشاء ، تحوي صفحات من البهجة و السعادة..و هذا - صدقني - لا يتعارض مع العمق و الرسالة و كل شئ..بارك الله فيك و أكثر من أمثالك و من كتبك.. و السلام...
هذا ما يحدث حينما يغيب المقصد الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، وتحل محله أهداف أرضية متباينة نسميه نظام العالم؟ ، نعم ، هو نظام العالم ، نعم هو نسيج يتكرر لكنه على نول كسرى وقيصر ،لا على نسج محمد وأبي بكر وعمر
لم أحب الغازي ، ولم أحب الدرويش وإن كنت أشفق عليه ،فقط أحببت محمداً وشيخه
يمكن للكاتب عن الدولة العثمانية أن يتخير أحد عصور الامجاد ليتغزل فيها وفي رجالها، كعصر تأسيس عثمان الغازي للدولة ، أو عصر الفاتح ،او حتى سليمان القانوني لكن لم لا يختار الكاتب عصراً قصيراً متأخراً كاشفاً لأسرار الدولة والصراعات التي تكررت عبر عقدها المنظوم؟
أعجبتني الملاحظات الدقيقة عن الإنحراف الأول الذي بدّل دولة محمد إلى دولة كسرى ، وعلى الصوفية الراقصون الزاهدون اللاهثون خلف الذوق والفناء
الرواية غاصت في التاريخ وغاصت في النفوس ، شخصية داوود مثلاً كانت مرسومة بعمق وبدقة ،وإن كنت تمنيت غوصاً أكبر في نفس الغازي عثمان كنت أتمنى وقتاً أطول بصحبة الأخيان ،بصحبة عثمان الغازي الأول الشهم الكريم ربما أثقلت خطوط التاريخ الحكاية قليلاً عن الاستغراق في ذلك ، والتي بدت في بعض الأحيان أصعب من أن يحيط بها الذهن
ربما يكون المؤرخ قد جار على حق الراوي هنا ، بعض الخطوط التاريخية لم أفهم سر ذكرها ولم أشعر بارتباطها بباقي خطوط الرواية
كم أنني لم أستطع التقاط المراد من بعض الفقرات ،كالفقرات الأولى من الرواية مثلاً
المهم أننا أمام رواية أولى رائعة ، تنبيء بأن العمل القادم سيكون أكثر إتقاناً وتأثيراً
إذا وضع أمامي كتاب تاريخ ورواية تاريخية سأختار بلا شك الرواية ذلك لأنني لا أحب أن اقرأ التاريخ بل أعيشه :)) أحب أن أعيش التاريخ بداخل صفحات رواية , أشعر أنني مع القائد في المعركة أراه يحارب , يُطعن , ينزف , يموت أو ربما ينتصر أتجول مع النساء في الحرملك , أرى مكائدهن , خططهن , غيرتهن أعيش كُل هذه اللحظات وأكثر وكأنني أنتقل إلي هذه الفترة من التاريخ بآلة زمنية
قرأت قبل ذلك قصة عن رجل قرر الانتقال بآلته الزمنية إلى زمن ما , لكن عند وصوله وجد أنه لا يعرف لغتهم وبالتالي هم أيضاً لا يعرفون لغته فظنوا أنه من جيش الأعداء فقتلوه وخسر الرجل حياته مقابل فضوله يبدو أن هذا ما حدث معي في هذه الرواية , فقد انتقلت بآلتي دون أن أتعلم لغة الرواية ( أو لغة الكاتب إذا صح التعبير ) إلا أني والله الحمد لم أخسر سوى وقتي ولم تصل خسارتي كهذا الرجل المسكين الذي خسر حياته
لا أعرف تحديداً أأنا التي لم أفهم لغة الرواية أم هي التي لم تفهمني ؟ الكاتب في الرواية يستخدم لغة وأسلوب في منتهى الصعوبة مفترضاً أنني أفهمها وأعي قراءتها كان هناك بعض الكلمات التي تُكتب معناها في نهاية الصفحات لكن كان هناك عشرات وعشرات الكلمات التي لم أفهم معناها وأضطر للبحث عنه
الأحداث من بداية الرواية وحتى منتصفها تقريباً لم أكن أفهم الأحداث ومجراها وكنت لا أزال تائهة بين الشخصيات الشخصيات كثيرة والأحداث قليلة والكاتب يأتي بمشهد واحد فقط لكُل شخصية ثم في النصف الثاني من الرواية أصبح لكُل شخصية دورها وأصبحت أتعرف عليهم أكثر أعتقد أنه كان من الأفضل أن كل شخصية يكون لها مساحة أكبر في بداية الرواية على الأقل نتعرف على الشخصيات ونفهم مجرى الأحداث
من الواضح أن للكاتب خلفية ثقافية كبيرة وأنه غزير المعرفة ولديه من المعلومات الكثير لاسيما في مجال التاريخ الإسلامي لكن هذه المعلومات لم تطوع بشكل جيد لتُخرج رواية تاريخية ملحمية
ما الفرق بين الكاتب والقارئ إذن كُل منهما لديه معلومات غزيرة , حتى أنه يوجد كثير من القراء قد يكون لديهم معلومات أكثر من كُتاب كثيرين لكن ما يميز الكاتب عن القارئ هو قلمه قلمه الذي يستطيع به تطويع معلوماته , رسم مشاعره , وصياغة أفكاره على الورق لتخرج في شكل ملحمة أرى أن الكاتب لم يوفق في تطويع معرفته في الجزء الأول من الرواية
الجزء الأول مُبهم وممل ولولا نصيحة صديق بإكمالها وأن نهايتها ستختلف لما أكملتها
الحقيقة أن آخر 100 صفحة كانوا في منتهى الإبداع نهاية ملحمية تنافس بين كُل القوى قتل مُفجع وأحداث في منتهى الغرابة نجمتين للجزء الأخير منها
الغازي و الدرويش، ثنائية تدور حولها أحداث الرواية...الغازي الطموح الذي يريد أن يعيد مجد الآباء و عصر الفتوحات و لكن وجد نفسه منغمساً حتى رأسه في المؤامرات و الدسائس لتثبيت أركان ملكه الذي لم يُبنى إلا على أحلام واهية لا تجد ما يُدعمها على الأرض فلا هو كالأجداد و لا جيشه كالمجاهدين حتى يستعيد مجد الأجداد الفاتحين (فمن لغير الله سل المُغمدا...في صدره السيف قد أغمدا)...و درويش أُبعد عن المعارك و الشقاء بين بني البشر فاستسلم لفردوسه و غيبوبته ليبتعد عن قسوة الحياة التي لم يفهمها و لا يريد أن يفهمها
منذ فترة لم أقرأ رواية تاريخية تتناول حقبة من تاريخ المسلمين تحاول أن تضع يدها على مواضع الوهن و الضعف الحقيقية التي كسرت شوكة المسلمين...بعد أن كانوا ملئ السمع و البصر...كثيرا من نجد الروايات التاريخية يطغى عليها الطابع العبثي على لسان الأبطال...لكن في هذا الرواية دارت حوارات كثيرة داخلية على لسان أبطالها لتكشف الجانب الحقيقي للوهن و الضعف الذي أصاب العلماء و حكام المسلمين فوهنوا وضعفوا
بعض الحكايات لا تنتهي أبداً، بل تظل تحدث وتحدث مرة تلو أخرى، لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ من جديد ربما تختلف التفاصيل، تختلف أماكن الأحداث، تختلف أسماء الشخصيات، ولكن جوهر الحكاية يبقى كما مستمراً، كما لو كان صدى لا يتبدد لصوت قديم د. أحمد خيري العمري -
اختار الكاتب حقبة صعبة من تاريخ الدولة العثمانية الممتد .. حقبة عنوانها الدسائس والمؤامرات، الكل يخطط ليثبت سلطته، يشتري الأتباع، يخدع، يحتاط من القريب قبل البعيد وطبعا لابد من الدماء..الكثير منها
ستجد في الرواية كل عوامل السقوط رجال دين جاهزون بالفتاوى دائماً إما بعزل سلطان أو موالاته* باشاوات لا يهمهم سوى اكتناز المزيد* عسكر تميزه الشللية، كل قائد وأتباعه، ولا تسأل عن إعداد الجنود* سلطان لا يهمه سوى حكمه وولي العهد وبطولات زائفة يتغنى بها الشعب*
ستسأل نفسك في خضم كل هذا: أين الشعب؟ .. لا أدر إن كان فات على الكاتب ذكر دور الشعب في هذا الجو الفاسد من الدسائس و الدماء أم أنه تجاهله عمداً لأن الشعب فعلاً لم يكن رقماً صعباً في أي معادلة تخص الحكم، فالعامة تتعاقب عليهم السلاطين، فيقتل البعض ويعزل البعض بفتوى شيخ الإسلام (لقب للمفتي) أو بانقلاب من أغا الإنكشارية (قائد الجنود)، ويبقى حالهم على ما هو عليه، ما دام الفم يُطعَم، والأجساد تٌكسى، فلا يهم من هو السلطان وكيف جاء .. وليحيا السلطان والحقيقة أن لا أحد يعرف من هو السطان الفعلي
هالني قانون الفاتح الذي "استن" قتل السلطان لإخوته حتى لا تثار الفتن وتحفظ الدولة!! ولتكتمل الكوميديا السوداء، يقوم بدفنهم كما يليق بمقامهم الرفيع! (قرأت فيما بعد أنه كان يتم خنقهم بمنديل من الحرير!) أي منطق هذا؟ أين الإسلام الذي حاربوا تحت رايته من هذه الفطرة المشوهة؟ كل شيء هان من أجل السلطة والجاه والملك العضوض
ملاحظات على الرواية جاء بالرواية ذكر العديد من المصطلحات العثمانية: الإنكشارية - الصدر الأعظم - شيخ الإسلام - الطغراء وغيرها، ربما كان على الكاتب توضيحها أكثر
كان من الأفضل ذكر بعض التواريخ، بصراحة وجدت نفسي وجهاً لوجه مع السطان أحمد الأول ثم مصطفى ثم عثمان ولم أعرف ترتيبهم أو في أي السنين تدور هذه الأحداث
كذلك الحال بالنسبة للمدن التي أتى ذكرها، "أرضوم" مثلاً، لم يتم ذكر موقعها، كان من الأفضل لو تم إلحاق خريطة موضحة لأهم المدن والحروب التي جاء ذكرها في الرواية
أيضاً بعض التجليات الخاصة بمصطفى كانت تحكي أحداثاً تاريخية لم تذكر بالتفصيل، كحادثة قتل السلطان سليمان القانوني لابنه.. فبدت مُقحمة وأدت للإلتباس
الرواية جاءت ثرية بالأحداث وإن كانت الأحداث "أثقلتها" على حساب الشخصيات، لكن يحسب للكاتب تسليط الضوء على هذه الحقبة من تاريخنا دون تمجيد في الفتوحات العثمانية ورصد مفاسد الدولة، اكتفينا من قيود التمجيد والتهليل التي كبلتنا وغشيت أبصارنا، فما نحتاجه هو قراءة منصفة لنقر بالأخطاء ولنتعلم منها
في حاجة أخيرة، مين الموجود على الغلاف؟! في طبعات بنجوين مثلاً، يكون هناك تنويه عن الصورة التي تزين الغلاف، فهل تركها لحدسنا؟ (في الطبعة الثانية تم التنويه أن البورتريه للسطان مصطفى اﻷول)
صديقي محمد عبد القهار أصر بقوة أني أكتب تعليق على روايته "حريم السلطان" .....عذراً أقصد "سراي نامه" ..
تصميم الغلاف الرائع من المبدع عبد الرحمن نجم الدين .. منسوج من حروف الرواية بإتقان .. الرسالة التي تبثها الرواية مهمة للغاية و تصل إلى كونها رسالة دعوية و إن افتقدت بعض عناصر الدعوة ..أعجبني جداً الجانب المتعلق بالمشاهد السينمائية في الحروب تشعر بقرع السيوف حولك و تسمع أصوات الحرب و أنت تقرأ ..أيضاً التوصيف الجيد الذي يركز على التناقضات العملية و النفسية لدى أبطال الرواية ... أدهشني الإضطلاع الواسع على الحضارة الأوروبية في تلك الفترة بل و توصيف الحالة النفسية لقادة تلك الحقبة ..
أمّا تعليقي النقدي : الجانب الأول هو التركيز المقصود على النخبة الحاكمة في الدولة العثمانية , الذي لم يعجبني هو عدم الإنتقال تقريباً بين الحالة المجتمعية و حالة النخبة الحاكمة هناك إحساس عام في الرواية بأن مسار الأحداث لا يأتي إلا من جانب واحد هو جانب السلطة .. على الرغم من الإنتقال الخاطف بين المساحة المجتمعية و مساحة السلطة الحاكمة إلا أنه قارئ الرواية يشعر أن التيار لا يأتي إلا من جانب واحد هو جانب السلطة .. لا مقاومة لا تأثير لا تأثر .. ----------- النقطة الثانية : بعض التشتيت في مسار الشخصيات و عدم الربط بين تصرفاتها داخل الرواية و بين شخصياتها ..هناك شخصيات تأتي و لا يتم التركيز عليها ثم تغير مسار الرواية .. ----------- طبعاً بداية مبشرة على الرغم من أنه مجبليش نسخة موقعة ..و إضطريت أسرقها ..
تنويه لمن لم يقرأ الرواية : هذه المراجعة بها حرق لمحتوى الرواية
سراي نامه الغازي و الدرويش ل محمد عبدالقهار
ما الذي يظل يحلق فينا غير تعاليمنا ؟ طبيعتنا وتكويننا حرمونا من هبات كونية كالتحليق ! لكن تعاليمنا ترفض هذا النوع من الإستكانة! ومن القادر على بث التعاليم القادرة على التحليق غير معليمنا؟ و مالذي يتحكم بمعلمينا سوى خلفية دينية أو فكرية محمولة في صدورهم يحاولون خلق طلاب على مقياسها ؟ يؤمنون أن ماهو محمول في الصدور .. يُزرع في الصدور ! يعتبرونهم تدوينهم ضد الفناء ! يحولونهم لأزاميل تحفر وجه التاريخ . حمدًا لله أن طبيعتنا حينًا تتكرم علينا بقبول التحليق و حينًا تتشكر رافضة هكذا عروض لا عقلانية ! فيبقى الغازي غازٍ غير كامل و الدرويش يشاطره نقصه.
ما الذي يبني السلطان ؟ العلماء أو المشايخ أو الجيش أو تكتيكات الحريم ؟ أم يتبادلون أدوارهم تباعاً في خلق المناصب ؟ رواية تعريفية بتاريخ العثمانيين جهد البحث فيها فاق جهد الخلق ، لأنها استحضرت عملاق يحفّه الوقار و وقفت أمامه شبه عاجزة ف بدت متفرجة كما نحن نتفرج دون مشاركة ، فالعملاقة كعملاقنا هذا - التاريخ - يأتي بطابور من الدروع لا يتخللها ضوء الخيال إلا من ملك الجلد و العدة والعدد( << تأثير الرواية :) ) ، الأدب التاريخي ناحية مطلوبة في مسيرة أي روائي ولكنها ناحية عقيمة لأن أوجهها محددة ، وغالبيتها مستهلكة .. بمجرد قراءة عمل كهذا تسأل نفسك مالذي سيكتبه الكاتب بعد هذا ؟ ماذا ستتوقع منه ؟ أنت تخشى على هكذا إبداع ألا يستمر ، إذاً أنت ببساطة مشكك في مصداقية الإبداع ! العمل الثاني غالباً يحدد مصداقية إبداع هكذا إصدار أدبي .. و شخصيًا أتمنى له التوفيق .. لأنه أدب مناور يستفز شيء في عقل القارئ يدفعه للفهم و المحاورة والبحث عن المعلومة فيتوجب علينا استفزازه بدورنا ليستمر .
بوّب عبدالقهار العمل بخليط لعدة ثقافات عثمانية ( سراي ) وفارسية ( نامه ) و صوفية ( درويش ) و برأيي أن الخلط جاء نتيجة تحسس من الفارسية ( زرداشتية كانت أو علوية - صفوية ) و من الصوفية و تعاليمها بقدر ماهو تولع بالعثمانيين و طلاسم علاقاتهم .
بداية يرتكز - وبروعة مبهرة -هذا النص على استبعاد الأمور القطعية و اليقينة كالمعجزات النبوية ( الطوفان في زمن النبي نوح / تيه قوم النبي لوط و قدوم الملائكة في ضيافته / النار التي تحولت لبرد وسلام لنبي الله إبراهيم / انفلاق البحر لنبي الله موسى -عليهم السلام جميعاً) المعجزة هنا باعتبارها قاعدة كونية ماهو الجانب المنسي منها ؟ الرؤية لعالم لم تتحقق فيه كما يجب وخالفت إرادة النبي و ما يتبعها من تفتيت ليقين النبي الذي سيفقد معجزته ، وما سيتبع ذلك من فراغ اليقين في قومه و فراغ إلى يوم الدين ، التاريخ كان مطيتنا اليقينة لحدوث هذه المعاجز ! ماذا لو خارت المعاجز عن التحقق و انعكست آياتها ؟ هذه القاعدة يجريها عبدالقهار على قانون السلطان محمد الفاتح الذي يُحلل قتل السلطان إخوانه ليستفرد بالحكم ويورثه أولاده من بعده ، ماذا لو عجز أحدهم عن قتل أخوه ؟ أي كوراث ستتلو خرق هذه القاعدة الكونية ؟
كتاب ( الأخيان نامه ) هو سلاح المعلمين الخفي لبرمجة عقول طلابهم على تعاليمه ولكنهم يتبعون مبدأ التعريض في بثه في عقولهم .. إي البعد عن التصريح به قدر الإمكان /و - هدف - هذا الكتاب تربية الغازي على التجلي في عقل السلطان برغبته بالجهاد وتسخيره لطاقات البلاد لذلك ..و تكبيل السلطان بعبيده وخدمه و كسله عن الظهور في شخص السلطان / و الآخيان هم أقليات روحية تتواجد في كل مكان ، أخيان سراجين أو حدادين وما إلى ذلك ، هدفهم مساعدة الغازي والفقراء و دحر الظلم ، -هذه الفئة التي أفرغ لها الكاتب مساحة بهدف تسليط الضوء عليها لبيان تناقض يراه في تعاليمها و أولوياتها - ولهذا بوّب حقبة العثمانين ببابين إما الغزو أو الدروشة .
مصطفى غازي و معلمه عزت أفندي : عزت أفندي هو أخ الخوجة عمر الذي تناوب على تشريب تعاليمه للسلطان أحمد ثم إبنه عثمان ، عزت كان معلم صريح و ابتعد عن التعريض مما أدى لكشفه و ارباك عقل مصطفى و إصابته بالعته ، فنراه أخ سلطان فقط ( تأخذه الجلالة في لحظات التجلي فقط) خارجها هو لاشيء ، عقله عقل غازي محلق بتعاليمه ولكنه عاجز عن الكشف عنها متذبذب في الاستفادة من علوم معلمه ، يرضيه حبسه الإرادي فهو مأمن له بصحبة مصحفة الأحمر ، يسلم رقبته لأخوه ( السلطان أحمد ) حين يأتي ليقتله وهو عالم بنية السلطان المبيتة لقتله ، وذلك دليل عقله التام بإمكانية استبدال كبش إسماعيل بإسماعيل عليه السلام منذ البداية مما جعل النبي إسماعيل واثق وهو يسلم رقبته لأبيه إبراهيم عليه السلام أنه ليس الهدف بل الكبش ( انعكاس الآية أو المعجزة كما ذكرت ) بعجز السلطان أحمد عن قتله ، يتولى الحكم ولكنه أضعف من هذه الخطوة فعلياً ، فتعاليمه وحدها المحلقة. أروع ما يقوله ( لقد كنت مخطئاً يا عزت أفندي أحيانًا ينتصر الإنسان على السلطان )
عثمان غازي و معلمه الخوجة عمر : بعد قتل عزت أفندي معلم مصطفى لإنكشاف مخططه في تلقين عقل طالبه مبادئ الأخيان نامه ، يواصل الخوجة عمر-في فكر المعلم الهادي - مع عثمان غازي الذي سيتحول للسلطان بعد وفاة أبوه السلطان أحمد بن محمد الفاتح و خلع العلماء لعمه مصطفى من المنصب لأنه معتوه ، عثمان عقل متجبر ومتمرد وستفشل تعاليم الخوجة في تهذيبه أو تحقيق مآربها من خلاله ، سيخوض بالبلاد معارك عديدة هدفه السلطة والجهاد الغير مدروس مما يؤدي لاغتياله على يد آغا الانكشارية ( داوود ) وهم الجنود .
الأمير محمد أخ عثمان ومعلمه سليمان أفندي : ميول سليمان أفندي الصوفية -المغايرة لمبادئ الخوجة عمر و عزت أفندي -تنشأ عقل متذبذب آخر ، ربما يتمسك بتعاليم معلمه ولكنه يشكك بها بنهاية المطاف و ترهقه الروحانية ويلجأ للشيخ برهان الدين الذي يمتلك تعاليم معاكسة للمعلم سليمان ، الأمير الدرويش صاحب القلب الطيب لا يسلم من مطامع الحياة فيسعى لتهذيب نفسه دون أن يثق كلياً بتعاليم الشيخ أو المعلم الصوفي .
صراع آخر حول السلطان بعيد عن العلماء والمشايخ هو صراع الجنود باختلاف مذاهبهم و انتمائاتهم فمنهم داوود آغا الانكشارية الذين يدينون بالبكتاشية وهؤلاء مشكك في ولائهم العسكري وذلك لأصولهم المذهبية ، هم العسكر المشاة و المالكين للإقطاع ، وهناك صراع حاد بينهم وبين السباهية المتمثلين في الجنود الفرسان ( محمد قاووش باشا ) أو العسكر الفرسان ..وهذه الصراعات تأتي أحيانا لتبحث عن مصالحها دون الإلتفات لهوية الجالس على العرش ، داوود الذي يخفي أصله الرومي يشترط عليه ذلك الإخفاء ردود أفعال عنيفة و دموية و هو أكثر الشخصيات إتقاناً برأيي و أحداثه مع زوجته صفية كانت غاية في الصدق و الإجادة ، العنصر النسائي الذي ترَفَعَ عبدالقهار عن تفعيله في الرواية ، جاء عذباً رغم قلته كان كفيل بخلق توازن وتمثل في / كوسم /صفية /هندان / شخصيات تحركها العواطف و أخرى منزوعة العاطفة .
( السلطان يتبعه المقهورون و الغازي يتبعه المهتدون ) حصيلة العمل / الذي أحببت إلقاء الضوء على شخوصه المتشابكة ، أما الأحداث فهي أكثر و أروع .. وهي بإنتظاركم في الرواية
الأصوات الأدبية لا تخشى المسائلة لذلك تمتع بكامل الحرية لتقول ما تشاء .. عمن تشاء !
المرة الأولى التي أقرأ عن "حكايا القصر" الرواية مدهشة وخرافية جدا خاصة أنها كانت بعد رواية الرئيس اقتراب الزمانين والمكانين مثير للاهتمام أحببتها من قلبي :) فاتنة .. إذا اعتاد الملوك على الهوان * فذكرهم بأن الموت دانِ. ومن صُدَفٍ بقاءُ المرء حياً * على مر الدقائق والثوانِ. إذا كانت النساء في السياسة فاعلم أنها فاسدة فساداً فاحشاً مع استثناءات قليلة.
أولا الأسلوب : كون هذه هي الرواية الأولى للمؤلف فهذا شئ يدعو للإعجاب ، فالإسلوب يضعها في مصاف المقارنة مع أعمال كثلاثية غرناطة من حيث السبك و الأسلوب عن الرواية : قام المؤلف "كعادة المهندسين الأزلية" بإختصار الرواية في ثلاثة مشاهد أولية افتتاحية تدرك منها المغزى الاساسي الذي تدور حوله الرواية و هو "صورة الأعمال دون حقيقتها لن تؤدي إلى النتائج المرجوة" ثم دارت الرواية كلها حول تثبيت هذا المفهوم بين عمل عثمان و أخيه محمد تعليقات : 1- كنت أحبذ أن تقسم الرواية لثلاثة اقسام رئيسية يوضع كل مثال من الأمثلة الافتتاحية على بدايتها ليستصحب القارئ المغزى طوال الرواية لأنه يُنسى في خضم الأحداث
2- تطويل ال"فلاش باك" عن مصطفى غازي و مآثره
و بصورة عامة إذا كان هذا هو العمل الإحترافي الأول للمؤلف ، فأتوقع له أن يكون ذي شأن في المستقبل القريب بإذن الله
كنت أتمنى صدقا أن تعجبني الرواية.. أحب كاتبها.. وكثير من الأصدقاء قد أثنوا عليها.. لكن للأسف الرواية أقل بكثير من مستوى توقعاتي ولم استطع إكمالها للنهاية.. واضح حجم المجهود العظيم المبذول بها.. وجميل أن تلقي الضوء على حقبة تاريخية مهمة نساها الأدباء.. لكن في النهاية الرواية جاءت مفككة وغير مترابطة.. أسلوبها الأدبي مليء بالتقعر وعدم المباشرة.. شخصيات كثيرة تنسي بعضها بعضا.. وبدون قالب يربطها جميعا.. يُقال أن الكاتب قام بجمع العقد المفروط طوال الرواية في آخر مئة صفحة.. ولكن هل على القارئ أن يتحمل مئتان وخمسين صفحة من التوهان من أجل تلك المئة؟؟ لا أنصح بها..
السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ..السلام عليك ياوارث (موسي) كليم الله "..السلام عليك يامن اوحيت لمحمد عبد القهار ليكتب هذه الرواية .!
السلطان هو ظل الله في الارض ، حاكم البرين والبحرين ، حاكم المشرق والمغرب ...بني عثمان حماة الدين الاسلامي .!
تحكي الرواية اسرار السلطنة ، وظل الله الخليفة او السلطان ، من يحكم بي اسم الله ، وليصف ..مابعد سقوط الخلافة الفعلية ..من بعدك ياعلي لم تعد الخلافة ..!
مات السلطان احمد ، ولم يقتل اخاه مصطفي الدرويش ، هتك السلطان احمد قانون الفاتح ...هو قانون ينص ع قتل الاخوة عندما تحصل ع عمامة السلطان ، ترك سلطان احمد ابناء عدة ، لتنافس بينهم للحكم ، رواية
حقبة أحمد الثاني بن إبراهيم الأول ،الذي مات ليبدا سباق ع العرش ، ويحصل ع العرش اخوه الدرويش مصطفي ...يحكي عن الغلو سلاطين الذين لايعرفون طرق الجهاد ، بل يجاهدون في غرف النوم الحريم ،بين الجواري والحسناوات ، ولايعرفو جبهات بولينا وكسري واعداء الاسلام ، خلافة بالكلام فقط ،
لاتعرف من الحاكم الفعلي ، لان الجواري نفسهم ليسُ جواري بل قادة محنكين ، دولة يتحكم فيها احيانا النساء ،
يسلط الكاتب فى الرواية الضوء على دسائس الحريم التى اودت بالدولة و على قانون الفاتح الذى ينص على ان يقتل السلطان اخوته تجنبا للفتنة أوليست الدماء نفسها فتنة !
الرواية تبين الواقع المرير و فساد الحاشية و النخبة المسيطرة على الدولة و مهادنة شيخ الاسلام للسلطان و تقربه إليه , غازى طموح هو سلطان شاب يطمح فى إسترداد امجاد الغزاة الفاتحيين و لكنه يكتشف انه منغمس فى المؤامرات و الدسائس التى تورط فيها ليثبت ملكه و يسترد امجاد اجداده .
"أحيانا" .. ينتصر الإنسان على السلطان ...واحيانا يقتل الاتباع السلطان ، وانتصر الانكشارية في قتل السلطان ، ومات الامير من كان يتمني ان يحكم بالعدل والمساواة ، الاخ يقتل اخاه ، وذلك الصبي الذي تم سبيه من بقاع ارض النصاري من يدي امه ، اصبح الصدر الاعظم وقتل السلطان .
عظيمة جدا الرواية ، تاريخية ، اثرت فيا بشدة ، كيف تنقلب الامور بين يوم وليلة .. امر دبر بليل ،،ليصبح جحيم في النهار ....لاثقة في احد ،شيوخ السلاطين مااكثرهم اليوم ، يقولون من اجل فلسطين ونحن سلاطين الغازي لتحرير القدس ..كم من حاكم عربي قتل شعبه بقانون الفاتح ولكنه مشعب اكثر فقتل شعبه ليحكم هو وحده ..هو ظل الله محرر القدس في الاحلام ...!
قال صديق ...هذا ابن عبد القهار كتب رواية اولي بهذا الشكل ، اعتقد ان رواية ثانية ستحصد البوكر ....!
انه امر سطر في الكتاب ...اذهب هدي الله بك الصواب .
بداية نحن أمام قفزة أدبية مُبشرة أنعشت روحي وتفاؤلي بأدبيات جيلنا، محمد عبد القهار في ( الغازي والدرويش ) يتناول فترة من حكم بني عثمان حيث يموت السلطان ويخلفه أخوه المجذوب ( مصطفى ) لأن الأول لم يُنفذ قانون الفاتح الذي يُجبر كل سلطان على قتل إخوته حتى لا ينازعه أحد على العمامة الشاهانية، وتستطيع الحريم أن تلعب لعبتها وتعزل مصطفى بمعاونة آغا الإنكشارية ( داوود باشا ) حتى تُسهّل الطريق أمام حكم ابنها ( مراد )، فيتولى عثمان ابن أحمد الأكبر السلطنة والذي كان يبلغ من العمر حينها اثنا عشرة عاماً فقط، هذه هي الخطوط العريضة التي تدور داخلها أحداث الرواية، أما بالنسبة للأسلوب الأدبي ، فما هذه اللغة التي أوتيت يا رجل؟!، لك من العربية ما لشيخ طاعن في السن زهد في دراسة الأدب حتى تملّلك سلطنة اللغة واعتمر عمامتها عن جدارة لا وراثة ، وفي الرواية ينتقل الكاتب برشاقة على أسلوب مدرسة نجيب محفوظ في رواية الأحداث من وجهة نظر كل شخصية ، فتعيش مع المقتول والقاتل والمعشوق والعاشق و��لمَلك والمملوك على حد سواء، وقد أثرت النصوص الصوفية المحتوى ببعد سماوي تلقفنا فيه الرومي والخيام في رباعياته وأبكتنا مراثي الشيعة على الحسين كما لو أنها استشهد للتو! .في التقييم الأخير احترت بين أربعة نجمات أو ثلاث، فقد أربكني الكاتب حتى الصفحة 60 في مجريات الرواية ولم أستطع تناول الخيط إلا بعدها، ولكن الاستثناءات ما وجدت الا لمثل هذه الحالة، سأعطيها أربعة نجوم راضية مرضية.
الرواية التاريخية تختلف عن اي كتاب تاريخ عادي في الاسلوب وسرد الكاتب فبتكون سردها ولغتها تشدك انك تكملها وتستفاد معلومات تاريخية بطريقة اسهل نوعا ما من معلومات في اي كتاب تاريخ الكاتب بالرغم من مجهوده الواضح في الرواية ليكتب عن جزء من تاريخ الدولة العثمانية لكن اللغة صعبة جدا، السرد وتنقله في اجزاء بين الماضي والحاضر خلتني اتمني اخلصها في اقرب وقت من الملل طبعا اللغة ده ناس بتحبها وسهلة ليها لكن كنت اتمني اني اقرء عن الدولة العثمانية باسلوب اسهل شوية
لقد عذبتني هذه الرواية ! فكرة القصة جميلة وزاد حبي إليها أنني من المحبين للروايات التاريخية. و الأسلوب الأدبي قوي جدا فجعلني أغوص به بكل معنى الكلمة ولشدة قوته جعلني أنسى في بعض المواضع فكرة الرواية وأتنعم بالكلمات الرقيقة التي أقرأها. لذا لقد تعبت كثيرا بقراءتها، ولكن تعب جميل :) احترامي كبير جدا للكاتب العبقري الذي ألهمني بطريقة كتابته واطّلاعه الشديد. لذا تستحق خمس نجوم بجدارة !
حقيقة الرواية تستحق 5 نجوم وليس 4 كما قيمتها خاصة وأنها الرواية الأولى للكاتب وأنها تدور في فلك المنطقة المحببة لي ((الروايات التاريخية)) ولكن ربما لأني قرأتها في سنة كانت حافلة بقراءة الروايات التاريخية العظيمة مثل (الطنطورية - قناديل ملك الجليل - القرصان) ولكنني أكتفيت ب 4 نجوم فقط لعدة أسباب ففي رأي تحتاج تلك الرواية إلى عدة (كماليات) ستضيف كثيرا من محتواها ولا أعتقد أن هذا يستعصي على كاتبها الدارس المتميز للتاريخ والجغرافيا السياسية (بالمناسبة ... لمن لا يعرف م/محمد عبدالقهار فهو أحد المشرفين على موقع الفهرست http://alfehrest.org/ الذي هو عبارة عن خريطة زمنية للحضارة الإسلامية من سنة 700 م إلى سنة 1500 م) ألا وهي:
1-خريطة للأحداث والمعارك وامتداد الدولة العثمانية في هذا العصر والدول المجاورة لها في آسيا وأوربا وأماكن المعارك وأسماء المدن قديما وحديثا. 2- رسم توضيحي بشجرة العثمانيين من عثمان غازي المؤسس إلى أبطال الرواية (السلطان أحمد - السلطان عثمان - الأمير محمد - السلطان مصطفى - السلطان مراد) كالذي استخدمته رضوى عاشور في رائعتها الطنطورية. 3- كشاف بوظائف العاملين في السلطنة بدلا من أن يتوه القارئ في التسميات والكلمات التركية طوال أحداث الرواية 4-تعريف بالدول والشخصيات التاريخية التي شاركت في الأحداث خاصة في الدولة الصفوية أو في بولونيا والقازاق يضاف إلى التذييل. 5- المراجع التي لجأ لها الكاتب في دراسة تلك الفترة الهامة من تاريخ الدولة العثمانية لمن أراد الإستزادة كما فعل إبراهيم نصر الله في رائعته قناديل ملك الجليل.
الرواية تستحق النجوم الخمس للغتها الفصيحة، تناسق البناء وهندسة الأحداث وتماشيها مع الخط التاريخي، جرأة الكاتب وموضوعيته في نقد الدولة العثمانية فلا هو أظهرها بمظهر الدولة الملائكية المفترى عليها كما يفعل المؤرخون الإسلاميون خاصة في العصر الحديث، ولا هو أظهرها بمظهر الدولة الظالمة الغاشمة الجاهلة المدمرة التي قامت على استعباد الشعوب كما كتب عنها غلاة العلمانية والاستشراق مع أعدائها كما أنه يحلل لأهم أسباب سقوط الدولة العثمانية شأنها شأن الدول السابقة لها خاصة الدولة العباسية والمتمثلة في: 1- صراعات ولاية العهد والأبناء والأشقاء نتيجة الوراثة 2- تدخل النساء في شئون الحكم وزواج السلاطين من الجواري 3- تدخل علماء السلطان وأشباع العلماء في الحكم 4- استغراق السلاطين في حياة الترف وإنشاء القصور واتخاذ الجواري والاهتمام بالعمران على حساب بناء النفوس 5- العامة ... الغائب الحاضر في المعادلة ... دائما كانوا مفعولا بهم لا فاعل 6- صراعات القادة والأمراء على الأمجاد في القتال بدلا من القتال من أجل غاية. 7- الاعتماد على العسكر ممثلة في الإنكشارية بعد تجارب المماليك - الترك - .... والتي تسببت في سقوط الدولة العباسية كما فعلت مع العثمانية خاصة مع تدخل قادتهم في شئون الحكم وانصرافهم عن الغزو والقتال إلى التحكم في الأموال واجتلاب المزيد من الأتباع. 8- وأخيرا....حالة الدروشة والتصوف الزائف التي حكمت الدولة العثمانية من واستحكمت من منتصف عصرها حتى نهايتها
أعيب على الكاتب الإفراط أحيانا في الحديث عن خيالات الدرويش السلطان مصطفى واتخاذه نموذجا للدرويش
أخيرا أعتقد أننا نحتاج لمثل هذه الرواية كنموذج للأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تتناول تاريخنا على نسق ثلاثية الأندلس الشهيرة على الأقل لإيقاف زحف الخلط بين السم والعسل كما في مسلسل حريم السلطان
نبدأ بالكاتب أغلب الكتاب الجدد يلجؤون للبدء في أعمالهم بأبسط عمل ممكن لتجنب النقد السلبي ولضعف قدراتهم الكتابية فيكون الناتج إما قصص قصيرة أو خواطر أو رواية تكاد تزحف على الأرض من فرط سطحيتها
ولكن "محمد عبد القهار" كسر القاعدة تماما في أول عمل له , هي رواية رائعة , محكمة المفاصل والأحداث , أسلوب عبقري شخصياته عميقة عُمق المحيطات مُجيد في استخدام المواقف لإبراز عقليات شخصياته كافة
أما عن الرواية نفسها فالرواية التاريخية من اصعب الروايات , فأنت إما محكم بأحداث التاريخ فلا تستطيع اطلاق العنان وإما تخترع أحجيات ومواقف وجب أن تكون متماسكة فتكون الأحداث الحقيقية حكما عليك
الكاتب أبدع في تناول الحقبة التاريخية بدون أن تتحول الرواية لكتاب تاريخ سيء , وبدون أن تغلب ثنايا الشخصيات وصراعاتها على أحداث التاريخ
بعض التيه في أحداث الرواية وتوصيل العلاقات ببعضها البعض هو المشكلة الوحيدة اللغة فخمة ومتينة وذاخرة بألفاظ محكمة
رواية مختلفة بكل ما تحمله الكلمة من معان ! غير تقليدية بحق. تعيش بها أحداثاً بين غازٍ طامح و طامع و متهور و بين درويش رفض أن يتلوث بالواقع فعاش في واقعه و عالمه الخاص تنتقل الرواية من البلاط الملكي فتشعر أنك تتناقش مع السلطان و من معه.ثم إلى ساحات القتال فتشعر أنك تقاتل
معهم.. ثم إلى غرف المؤامرات ..دون أن تشعر بالملل و لو للحظة معها. المجهود المبذول فيها واضح ! التركيز على التقلبات النفسية للشخصيات و أغراضهم المعلنة و أغراضهم الحقيقية لما يفعلونه, و إظهار نقاط
الضعف و القوة في كل شخصية بشكل مميز, ( مع ملاحظة أن هناك بعض الشخصيات التي لم تخصص لها
مساحات كافية و لم نعلم عنها الكثير لنفسر أفعالها أو نفهمها, و اختلاط الأمر في بعض المشاهد و عدم وضوحها). سيخرج كل من يقرأ هذه الرواية بمعنى مختلف عن الآخر فهي تحمل الكثير..والكثير! بداية مبشرة لكاتب أحسب أن له مستقبل رائع في عالم الأدب إن شاء الله..
رائعة و سلسة و صادمة . في الحقيقة ستدفعني هذه الرواية لبحث تاريخ هذه الفترة و التعمق اكثر في تاريخ الفرق العسكرية العثمانية فقط ما يمكن أن يكون أكثر كمالا في الرواية هو أن تكون أكثر إسهابا وطولا من هذا بقليل و أكثر دخولا في تاريخ هذه الحقبة من هذا , فكم رواية طويلة قرأتها وقد ملئت بهراء لا طائل و متعة من وراءه , ولكن هذه الرواية كانت تستحق وقتا افضل من هذا . وفشخصيات كبرهان الدين و الشيخ يحيى و الخوجة عمر و كمانكاش على كان يمكن أن يتسع لهم المقام في الرواية وتزيد من صقل وخدمة الجو التاريخي للرواية , و السلطان احمد كذلك .
ولكنها رواية كتبها كاتب بارع و متقن , وصديقي المؤلف محمد عبد القهار , سيكون لهإن شاء الله مستقبل باهر في عالم الرواية بإذن الله .
الخمس نجوم للكاتب ذي الإطلاع المعرفي الواسع. ظهر ذلك بقوة في الرواية، فأنت لا تقرأ لمجرد شخص موهوب في البناء الدرامي يصيغ لك حكاية تشدك من بدايتها إلى نهايتها دون أن يؤثر في أفكارك أو يصدم معتقداتك وتصوراتك بأخرى فتخرج بفكرة جديدة تبني عليها حياتك، كما أنك لن تقرأ لمجرد كاتب يضخّم بلغته وسرده مستوى مبتديء من الأفكار فتبدو موهوماً منذ اللحظة الأولى ثم تخرج في النهاية "على مفيش"!، لا، بالعكس تماماً، الكاتب بهرني بتمكنه من معرفته وعدم تكلفه في الروح العامة التي عكستها ألفاظ حكايته، وعلماً بأن الرواية مكتوبة في 2009 وقدرتها على رؤية واقع 2014 بهذاالوضوح فهي تعكس تلك المعرفة التي تفيد القاريء لا المعرفة التي تعكس غرور الكاتب.
الكتاب الشباب كثيرون، لكن، محمد عبد القهار من القليل الذي أشجّع قراءة أعماله، أراه في المستقبل روائياً عظيماً حتى وإن كانت لديّ تحفظات جوهرية (من القراءة الأولى والتي قد تتغير من قراءات تالية) على روايته الأولى "سراي نامة" والتي أسردها في مجموعة من النقاط -أتمنى أن يستفيد منها الكاتب في عمله القادم- :
1. إخراج المشاهد بدا لي مفككاً بعض الشيء (في المقدمة وفي النهاية)، يبدأ القاريء مع كل منها، ليبذل جهداً في وصلها مع غيرها، صحيح أن البداية كانت غير خطية والشخصيات كثيرة، لكن لا يمنع أن تصنع الرابط القوي الذي يربطها ببعضها البعض. لكي تكون كاتب جيّد يجب أن تكون مخرج جيّد، ولكي تكون مخرج جيّد يجب أن تكون كاتباً جيداً، لهذا تخيّل حكايتك مصوّرة يشاهدها الناس، وتصور مدى سهولة/صعوبة الانتقال بين المقاطع/المشاهد. الرواية كانت تحتاج إخراجاً أفضل من هذا حتى لا ينزعج القاريء ويكمل حكايتك
2. لا تقل لي المعلومات دفعة واحدة وبطريقة مباشرة. لو أردت ذلك اكتب مقالاً أو تدوينة. في الرواية يجب أن تغلب الأحداث والشخصيات على المعلومات. كثير من المواضع التي سردت فيها أفكارا ومعلومات بشكل مباشر كان من الممكن أن تخلق لها بذكائك سياقاً خاصاً، كالحوار، خاصةً وأنت لديك الكثير من الشخصيات التي تساعدك على ذلك لكنك لم تستفد من أغلبها. بينما فعلت ذلك مع شخصية كداوود في أغلب مشاهده
3. نقاط التحوّل لم تكن إلى حد ما واضحة، ولم تفرد لها مساحتها الخاصة، بل مرّ أغلبها بسرعة خاطفة، في النهاية قُتِل الكثير، وبالنسبة لي كمُشاهِد مرّت حوادث القتل جميعها متشابهة إلى حد ما ولم أتأثر بأغلبها، في حين أنك كنت تحتاج أن تعكس الكثير من المشاعر في هذه النقاط. بينما فعلت ذلك مع مصطفى وتجلياته
4. لا تجعل عبد القهار المؤرخ يغلب عبد القهار الروائي، الرواية فقدت جمالها في بعض المواضع لأن المؤرخ كان يتحدث إلينا، فتجلى بشخصه في الكثير من المواضع، ولم يستفيد من وجودالكثير من الشخصيات، المؤرخ يريد أن يقول للقاريء معلومات وأفكار، لا تفعل ذلك، اجعل القاريء بذكائه يستنتج أفكاره من خلال مواقف الشخصيات والأحداث الواردة، لا تملأ الرواية بالاقتباس تلو الآخر والحكمة تلو الحكمة، لا تعظ، لا نعظ، لا تعظ. الفن ضد الوعظ
5. الرواية من نوعية ال plot-driven أي أن الشخصيات لا وزن لها في سير الأحداث، والحكاية أو الحبكة هي التي تقودهم، بينما الروايات من نوعية character driven فالشخصيات لها وزن وتأثير قوي في سير الأحداث. النوع الثاني هو الذي يحوز الجوائز، وهو الذي يؤثر في الناس، اخلق شخصيات لها ملامح مختلفة عن بعضها البعض، اجعلني أتخيلهم، واجعلهم يحملون أفكاراً مختلفة، والصراع هو الذي يحسم في النهاية من ينتصر/يتغير/ أو يرفض التغيير
#سَراي_نامة (رواية القصور) رواية تاريخية تعرض حقبة من تاريخ الدولة العثمانية عن الرواية: هي من ذلك النوع الذي يُعيد لك الدهشة و يُشعل فيك رغبة الخيال؛ لك أن تتخيل التاريخ وتعيشه وليس فقط أن تكتفي بالقراءة ، يمكن الرد على كل من يُراهن على عبثية قراءة الروايات بأن قراءة مثل هذة الرواية العظيمة كفيلة بتغيير رأيه عن ماذا تُقدم الروايةُ لقارئها!؟ هنا يمكنها أن تقدم الكثير وأكثر من ما يمكن أن تقدمة الكتب التاريخية ذات السرد الطويل والحشو الزائد الباعث للمل فهناك فرق كبير من أن تقرأ عن ذلك السلطان الدرويش المعتوه الذي كان يرى الحياة في قفصه في عالمه الذي رسمهُ لنفسة بعيداً عن عالم السلطة و غاوية السلطان و مهالكها ؛ يمكن قراءة سطر واحد عن ذلك الدرويش وتمّر مرور الكرام على سيرته آما هنا لا يمكن إلا أن تتوحد معه احياناً وتحاول أن تتحدث معه وتحثه على فعل الشيء او أن تتأمل بعالمه السرمدي هذا أن تركض معه بجنون حين ركض خائفاً مهزوماً أو أن تهم بنفسك لتغلق عليه قفصه حين عاد إليه للمرة الأخيرة ... وكذلك قراءة التاريخ على شكل عمل أدبي يحفزك على البحث أكثر وأكثر ويشحذ همتك للتعمق بتلك الفترة المليئة بالتناقضات والوهن والقوة . الكاتب عبقري بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ واسع الإطلاع موسوعيّ المعرفة بالعثمانين ، اللغة عظيمة والأسلوب شيّق و باعث على الإستمرار بالقراءة دون أي توقف وعلى الرغم من صعوبة المصطلحات في الرواية إلا أن الكاتب كان يذكر توضيحاً لها في الحواشي او في مسرد المصطلحات في نهاية الرواية واحياناً لابد للقراء أن يبحث بنفسة عن مصطلح ما او عن حادثة وشخصية ما . أكثر ما يُثير الدهشة هي أن مثل هذة التحفة الأدبية هو أول عمل للكاتب محمد عبد القهار الذي أخشى أن يكون قد ظلم نفسه بتلك الرواية القوية العظيمة التي لن نرضى بعدها بعمل أقل عظمة وقوة منه أنتظر بشغف قراءة روايتة الجديدة غارب :)
يمكن تلخيص تلك الرواية عن طريق الأية الكريمة " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ، ويمكن تلخيصها أيضًا عن طريق الجملة التي قالها أمل دنقل " لا تحلموا بعالم سعيد. فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد ".
السلطة ما ألعنها، لا تكتفي بإشعال الفتن بين الرئيس والمرؤوس، بين الحاكم وأعوانه، بين الحاشية وبعضها البعض، بل وأيضًا بين الأخ وأخيه..
بوفاة السلطان أحمد اشتعلت الأمور في الدولة العثمانية لعدم قيامه بقتل أخيه " مصطفى " طبقًا للأمر المتوارث عليه حيث من المعتاد أن يقتل السلطان أخوته حتى يترك السلطة لأبنائه دون أي صراعات، هنا اشتد الحقد بين والدة السلطان أحمد من جهة وزوجته أم أبنائه من جهة أخرى، من يمسك السلطة؟ وكيف يروض الآخرين؟ بالعقل أم بالمكيدة؟
" مصطفى " الدرويش الذي رفض السلطة ورغب في ترك الحياة الدنيوية والعيش مع روحه السماوية، " مصطفى " الذي شعر بالجنون بعد أن أجبروه على أن يصبح سلطانًا ورفض ذلك بكل قوته وربما هلاووسه!
" السلطان محمد " أو الطفل " محمد " الذي تغيرت طفولته بعد أن تولى مقاليد الحكم وأصبح دمويًا وكأن الكرسي يعلم من فوقه أصول الدهاء والدماء! قتل أخيه " أحمد " حتى يخلو له الحكم بمفرده ولكنه لم يكن يعلم أنه على مقربة من القتل أيضًا ليلحق بالأمير.
في تلك الرواية من يقتل سُيقتل ولو بعد حين! الجميع أعداء حتى إذا كانوا من دم واحد، فالدم يجلب الدم ولا نهاية لذلك سوى تدمير التاريخ!