تلتقى فى هذا الكتاب ثلاث من أبرز العبقريات فى تاريخ الثقافة الانسانية : ليوناردو دافينشى عبقرى عصر النهضة , العالم , الفنان , المخترع - دستويفسكي عبقرى الرواية الروسية الفذ الذى يعده بعض النقاد الأب الحقيقي للتحليل النفسى لأعماق النفس البشرية - و سيجموند فرويد صاحب الثورة المماثلة للثورة التى مثلتها نظرية التطور , و لكن فى مجال فهم الحياة النفسية .
و من خلال هذا الالتقاء نتفهم الجذور المرضية للعبقرية الفنية , و نتفهم أسس "علم الجمال الفرويدي". فالكتاب يضم أهم بحثين كتبهما فرويد فى التحليل النفسى للفنان - ليوناردو دافنشي : دراسة في السيكولوجية الجنسية - دستويفسكي وجريمة قتل الأب
Dr. Sigismund Freud (later changed to Sigmund) was a neurologist and the founder of psychoanalysis, who created an entirely new approach to the understanding of the human personality. He is regarded as one of the most influential—and controversial—minds of the 20th century.
In 1873, Freud began to study medicine at the University of Vienna. After graduating, he worked at the Vienna General Hospital. He collaborated with Josef Breuer in treating hysteria by the recall of painful experiences under hypnosis. In 1885, Freud went to Paris as a student of the neurologist Jean Charcot. On his return to Vienna the following year, Freud set up in private practice, specialising in nervous and brain disorders. The same year he married Martha Bernays, with whom he had six children.
Freud developed the theory that humans have an unconscious in which sexual and aggressive impulses are in perpetual conflict for supremacy with the defences against them. In 1897, he began an intensive analysis of himself. In 1900, his major work 'The Interpretation of Dreams' was published in which Freud analysed dreams in terms of unconscious desires and experiences.
In 1902, Freud was appointed Professor of Neuropathology at the University of Vienna, a post he held until 1938. Although the medical establishment disagreed with many of his theories, a group of pupils and followers began to gather around Freud. In 1910, the International Psychoanalytic Association was founded with Carl Jung, a close associate of Freud's, as the president. Jung later broke with Freud and developed his own theories.
After World War One, Freud spent less time in clinical observation and concentrated on the application of his theories to history, art, literature and anthropology. In 1923, he published 'The Ego and the Id', which suggested a new structural model of the mind, divided into the 'id, the 'ego' and the 'superego'.
In 1933, the Nazis publicly burnt a number of Freud's books. In 1938, shortly after the Nazis annexed Austria, Freud left Vienna for London with his wife and daughter Anna.
Freud had been diagnosed with cancer of the jaw in 1923, and underwent more than 30 operations. He died of cancer on 23 September 1939.
هذا الفرويد لا يعرف في قاموس التحليل لديه سوى لغة الجنس، ومتأكدة لو كان حاضراً في يومنا هذا لعزا كل المشاكل السياسية والإجتماعية والحضارية والإقتصادية ... لنفس السبب، فهو لا يملك سبباً آخر يفسر أعمال بني الإنسان :D يبهرك بالربط العجيب في التحليل ثم يبهرك أكثر حينما تكتشف أن الدوافع تتشابه لديه .. وأعتقد أن كل البشر عنده واحد في الإستنتاج النفسي النهائي :))
يسعى فرويد فى المقام الاول الى الاشارة من بعيد الى وجود رابط بين سيكولوجية الشخصية والابداع الفنى وفى النهاية كانت اشكال ودرجات مختلفة من العصاب هى العامل السيكولوجى الابرز فى شخصيتى دافينشى ودوسويفيسكى . وبالتأكيد لم يعتمد الابداع الفنى لديهما على هذا العصاب ولكنه كان العامل الاهم فى تشكيل شخصياتهم والذى انعكس بشكل تلقائى على اعمالهم الابداعية وساعد على تكوين هذه الاعمال بما تنطوى عليه من اوجه التقدم والقصور الفكرى على السواء من جانب ، كما ساعد على ترك بصمة الفنان النفسية من جانب اخر ما يساعد على اعادة قراءة سيرة الفنان واعماله الفنية فى ضوء القليل من المعلومات الموثوقة الخاصة بحياتهم منذ الطفولة . وبينما وجد فرويد لدى دافينشى تفسيرا لعصابه بتتبعه لرؤيا النسر التى طافت بذهن الفنان كذكرى من الطفولة ، وربطها بما يعرف عن طفولته . وربط تحليله لتلك الفتره بتحليله للفترات التاليه من حياته معتمدا الى جانب المعلومات الموثوقة على اعماله الفنية منذ بدايتها ، ومن خلال الربط والتحليل يستخلص فرويد نظرة تطورية لنفسية الفنان تتطور من الكبت الجنسى الى اعلاء للبيدو فى صورة تعطش حاد الى المعرفة . وكثيرا ما كان تحليل فرويد يضفى زيادة موثوقية على بعض المعلومات التاريخية قليلة الموثوقية ويبررها . اما فى حالة دوستويفيسكى فيعتمد فرويد على عاملين اولهما هو حالات الصرع التى صاحبته منذ الطفولة ولم تختفى الا خلال فترة النفى فى سيبريا ، وثانيهما هو تعلقه بالمقامرة ومعاودته للكتابه بعد خسارة كل شئ بصورة مستمرة ، وقد ربط فرويد تحليله لهذه العوامل بتتبعه لها فى اعمال دوستويفيسكى الأدبية كالأخوة كارمازوف والمقامر . وكانت عقدة أوديب وعقدة الخصاء عاملين اوليين فى تطور عصاب دوستويفيسكى منذ الطفولة ، وساهما فى تخفيف حدة كل منهما الاخرى فتصارعت فى داخله السادية والمازوخية وعلى المستوى الفكرى خاض صراعا بين المثالية والمادية كما بين التقدمية والمحافظة . وهنا يوضح فرويد كيف ان المرض النفسى (عقدة الذنب) قد اعاق الكاتب الكبير عن التطور والاستمرار ، كما عن ان يستقر فى جانب الفكر التحررى والتخلص من الرجعية وعقدة الذنب بشكل نهائى . وكان التذكير بالغاية العلمية لهذه الدراسة اساسياً لدى فرويد طوال الحديث وكذلك التحذير ضد النقد القائم على مشاعر التعظيم والتبجيل لكبار رجال الفن . هذا النقد اللاواقعى والذى يبرء هؤلاء العظام فى تاريخ الفن من كل وصف مرضى ، اى ينفى عنهم تأثرهم بالواقعات النفسية المتعلقة بالطفولة والتى يمر بها كل انسان بشكل او بآخر والتى هى ذات طابع جنسى صميم يتشكل بآلية خاصة - يدرسها التحليل النفسى - ولا يرى فيها العلم ما يعيب او يحتاج الى التبرئة . بل لا يرى الا ما يحتاج الى الفهم بغرض المعرفة والقياس .
ليوناردو دافنشي ودوستويفسكي.. وكأنّ رنين الاسمين متتابعين يشحن النّفس بشيء من التّوق.. ! كالعادة هذه الأيَّام كلما وضعت لنفسِي خطَّة ما للقراءة وجدتُنِي انحرفت عنها سريعا وتناولت شيئا عشوائيا لكن ذلك لا ينفِي انتفاعِي من معظم ما أقرأ .. وكما قلتُ سابقا فليوناردُو وفيودور معا فتحا شهيتِي على الفور !
بدأت الكتاب قبل يومين وسُرعان ما غصت في تفاصيل حياة دافنشِي في أول جزء إذ أن الكاتب قسم عمله إلى جزئين جزء يخص دوستويفسكي والآخر لدافنشي وكان أكبر حجما .. المهم، ما أثار استغرابِي حول دافنشِي هو التحول المفاجئ في مسار حياته بعد انتقاله مجبرا من ميلان الإيطالية.. وبعد فترة عامرة بالمرح والحيوية والإنتاج الفني الخصب ! وجد نفسه وقد انحرف عن مسار الرسم والفن جملة واتَّجه إلى العلوم منافسا كوبرنيكوس وبيكون: اخترع آلات طائرة وأسلحة، شرَّح الحيوانات كالخيل والبشر أيضا، وكان - في الفترة التي سعى فيها معاصروه من الفنانين للظفر بموضع شهرة في عهدهم- غير آبه بمصير فنه ! والأغرب أنه كان في صراع أليم مع عمله كفنان، في فرار مستمر منه حيث وصفه أحد كتاب السير بعدم قابليته لإنهاء أعماله ... استغرق لإتمام أهم أعماله ‘‘ العشاء الأخير‘‘ ما يقارب 3 سنوات !!
وما جعل دافنشي يعيش هذا الضياع هو امتلاكه دافعا جامحا للبحث والاطلاع، حتَّى أنه ترك الفن لأجل البحث فيه ( المنظور، الضوء، تقنيات رسم الأعضاء البشرية .. ) ليجد نفسه من جديد يغرق في فروع لا نهاية لها ويوغل في علوم كثيرة دون أن يشعر مدفُوعا بحبه للبحث ! ولا يمكن لمن يذكر دافنشي ألَّا يربط اسمه بصاحبة الابتسامة المحيِّرة : الموناليزا فيورنتين التي استغرق في رسمها مدة 4سنوات ولم تُسلَّم لصاحبتها مطلقا ! ويبدُو أن دافنشي قد وجد في ابتسامة الموناليزا موضوعا شهيا لبقية رسوماته فجعل منها طابعا خاصا لبقية اللوحات.. ‘‘ الابتسامة الباردة، المخيفة أحيانا والساخرة أحيانا أخرى .. ‘‘ يقال أن من يطيل النظر إليها يفقد صوابه.. لا عجب !! غامضة حقا
ويلي هذا الجزء كشف لخفايا شخصية دوستويفسكي التِي تركت أثرا لا يختلف عليه اثنان في الأدب العالمي .. ويفاجؤك فرويد بتنصيبه لدوستويفسكي مجرما أو بالأحرى في داخله استعدادية للإجرام انطلاقا من اختياره لشخصيات رواياته وأحداثها، وأن بداخل دوستويفسكي نزعة للهدم كان من الممكن أن تجعل منه مجرما بسهُولة لولا أنه وجَّه هذه النزعة إلى ذاته (ضدَّه هو)، فلازمه جراء ذلك نوع من الشعور بالذنب طيلة حياته..وكان مغذيا لإبداعه من ناحية أخرى، ولم يمنعه من أن يكتسب بعض الصفات السادية أو أن يحافظ على جانب رحيم عطٌوف نافع ..
هذا الكتاب مهم لمن أراد أن يأخذ فكرة عن كيف يقرأ علماء النفس الأعمال الفنية والأدبية. عتبي أن الكتاب أفرد فصل صغير لدوستويفسكي مقارنةً بدافنشي! رغم أن المادة التاريخية التي يمكن تحليل شخصية دوستويفسكي منها واسعة أكثر عن الكتابات التي وثقت حياة دافنشي.
عموماً لاحظت أن كتاب "أدباء منتحرون" قد اقتبس أجزاء كبيرة من هذا الكتاب، لذلك إن كنت قد قرأت أدباء منتحرون فلا تحتاج لقراءة هذا، إلا إذا أردت تفاصيل أكثر عن حياة دافنشي الجنسية من خلال تحليل ملاحظاته وفنه.
هههه صدق من قال ان فرويد مريض نفسي يحاول إقناعنا بأننا جميعا مرضى ... باختصار شديد فرويد هو من يحتاج لتحليل نفسي و فني …شخصيا ارى ان فرويد جعل من نفسه أضحوكة في كتاباته حول الأدباء والفنانون.
القسم الأول - الفصل الأول مناقب ليوناردو في بضع صفحات يليه الفصل الثاني مهزلة فرويد التحليلية الروائية ويظهر فيها مهذارا فبعد ان أقر بانه معلوم الا القليل فيما يتصل بشباب ليوناردو و الخبر الوحيد المحدد عن طفولته هو وثيقة قانونية ترجع الى عام ١٤٥٧ وهي تسجيل لضريبة ذكر فيها ليوناردو بين أفراد العائلة كطفل غير شرعي لسير بييرو (ولَم تكن تلك سبة كبيرة شائعة في ذلك الوقت -المؤلف-) يعرج على كلامه في الفصل الثاني من القسم الاول -ليوناردو دافينشي دراسة في السيكولوجية الجنسية - و يذكر [ ان ليوناردو لم يكتب شيئا عن طفولته الا مرة واحدة في شروحه العلمية ففي فقرة يتحدث فيها عن طيران النسر، يقاطع نفسه فجأة ليتتبع ذكرى من سن حياته المبكرة جدا طرأت على ذهنه. <<يبدوا انه قد قدر علي من قبل ان اشغل نفسي تماما بالنسر، فانه يطرأ على ذهني كذكرى قديمة جدا، فحينما كنت لا ازال في المهد، هبط علي نسر، فتح فمي بذيله، وضربني عدة مرات بذيله على شفتي>> ]. بناء نموذج نظري تحليلي كرونولوجي لنفسية ليوناردو يمتد لمدة ستة فصول من الكتاب مبني على أساس تلك الذكرى او الحلم او الفانتازيا كما يحلو لفرويد تسميتها يعقد عليها ان ليوناردو كان "مثليا مثاليا" بالفرويدي يحب الغلمان الحسان (وهم اكثر من صاحب و تلّْمَذ -كما زعم المؤرخين المتأخرين من دون يقين كما يقرر المؤلف نفسه!!) لا ارى داعيا لنقل ما أجاد و أفاد فرويد من شرووووووووحات و نقوووووووولات و تحليلااااااات و نظريااااااات الى ما يرمز الذيل و رأس النسر و الفم!! احيل القارئ المهتم لهضم ما يربو عن ١٥٠٠٠ كلمة تحلل في رجل عظيم ذنبه انه مات اعزب.
القسم الثاني - دوستويفسكي و جريمة قتل الأب : اربع و عشرون صفحة يشخص فيها حالة دوستويفسكي النفسية انطلاقا من روايته الشهيرة الأخوة كارامازوف و رواية المقامر وبعض الشهادات الغير موثوقة بانه كانت تنتابه نوبات الصرع بالنسبة لفرويد فقد شكك بكون هذه النوبات من الصرع نتيجة اختلال عضوي، بل ردها إلى أسباب نفسية وجعلها أقرب إلى الهلوسة فيدعي انطلاقا من نظرياته الفرويدية بأن دوستوفيسكي مجرم -سادي ماسوشي- من الداخل و اقتبس له من صفحة ٩٦-٩٧ " ان غريزة الهدم القوية عند دوستويفسكي، التي ربما كان يمكن ان تجعل منه -بسهولة- مجرما، كانت موجهة في حياته الفعلية أساسا ضد شخصه هو((الى الداخل بدلا من الخارج)). وهكذا كانت تجد تعبيرا عنها كنزعة ماسوشية وإحساس بالذنب، ومع ذلك احتفظت شخصيته بقدر كبير من السمات السادية، التي تظهر في انفعاليته وحبه للإيلام، وعدم المسامحة، حتى نحو الناس الذين يحبهم٠ تلك السمات التي تظهر أيضا في الطريقة التي يعامل بها -كمؤلف- قراءه. وهكذا كان في أشياء قليلة ساديا نحو الاخر، وفِي أشياء كثيرة ساديا نحو ذاته، اي انه كان في الحقيقة ماسوشيا، وبعبارة اخرى انه كان ارق و ارحم و أنفع شخص يمكن تصوره"
يقول د. خاليد فؤاد طحطح باحث و كاتب و أستاذ اجتماعيات في مقال له نشر في مجلة الفيصل العلمية بعنوان - مطبَّات التحليل النفسي التاريخي -
"تعدّ محاولة الحصول على المعلومات هي إحدى المهامّ الأساسية للمؤرّخ، بينما المحلّل النفسي الذي يعمل في مجال التاريخ النفسي غالباً ما تكون لديه ميول لإعطاء تأويلات معينة لبعض الأحداث، التي يجعل منها مفتاحاً لفهم أفعال الشخص الذي يجري التأريخ له من الناحية النفسية، وهذا الأمر هو أحد أهم مكامن القصور والضعف، بل إنه من أهم مطبّات التحليل النفسي التاريخي "
اتضح لي من هذا الكتاب التحليل النفسي لدى ليوناردو دافينشي، بأنه طفل غير شرعي و من المحتمل أن يكون ذا طابع بالمثلية الجنسية، أما الشق الآخر من الكتاب فكان للكاتب الروسي دستويفسكي يتحدث عن تحليلة النفسي في علاقته بوالده و أنه ذكر بأحد رواياته وهي الأخوة كارامازوف وصف لمقتل والده يبعث ذلك الإحساس النفسي حول ماهية علاقته بوالده؟ يستحق ثلاثة نجمات.
فرويد مُحير في بعض الأفكار يكون مدهش، وفي أخرى غير منطقي أبدًا، تحليله لعلاقة دافنشي بأمه وبشكل عام علاقة الطفل الأصغر أو الوحيد بأمه ذكرني برواية "الحياة في مكان آخر" لكونديرا، يبدو تحليل صائب.. لكن فيما يخص ديستويفسكي أعتقد أنه يستحق تحليل مستفيض أكثر ولم يوفق فيه.
ها نحن ذا مع خزعبلات علامة التحليل النفسي الذي يستطيع تلفيق تحليل يجمع بين حلم دافنتشي بذيل النسر مع إلهة مُوت عند قدماء المصرين ثم حين تجد كل هذا مستهجنا و مستبعد إلى أقصى حد، يزيدك فرويد حديثا عن إيحاءات جنسية في هذا الحلم و إن الذيل، بطريقة ما غرائبية، يحيل إلى العضو الذكري............ إذا كنت تجد هذا التلفيق لا يصلح حتى قصة مهما كانت حدود الخيال الإبداعي، فدعني أقل لك ان هذا إلى وقت قريب كان يعتبر علما بل و إن طبقة من مدعي الثقافة من أشباه الأمين، يعتبرونه فتوحات علمية يطرحها صاحبنا ب"رصانة".ـ.
ما يستحق النظر هو دفاع فرويد عن عفة دافنتشي و تبرئته مما وصم به من انحراف عن الفطرة.
بعيدا عن اراء فرويد الشخصية الا ان الكتاب يسلط الضوء على المراحل العمرية لدافنشي الذي يعتبر عبقري البشرية الأول، عبقريته التي لم تأتِ من فراغ حيث انه كان طفل غير شرعي لسييبيرو دافنشي و امه الفلاحة البائسة كاترينا التي انتزع منها في عمر ما بين الثالثة و الخامسة، ليستمر بعد ذلك بمراحل الفقر و الكبت و الحرمان فحاربهم بفنه بعقله بعبقريته التي لاتزال و ستبقى تسحر البشرية.. "لقد وهبت الطبيعة الرحيمة الفنان القدرة على ان يعبر في انواع انتاجه الفني عن أصفى مشاعره النفسية الخافية حتى عليه و التي تؤثر تأثيرا قويا على الأخرين، الذين هم غرباء عن الفنان دون ان يكونوا قادرين على أن يقرروا متى تأتي هذة الإنفعالات.
يعود بعد ذلك فرويد ليسلط الضوء على دستوفيسكي و شخصيته الخصبة التي كانت تتميز بوجود اربع سمات لها و هي : الفنان الخالق، و الأخلاقي، و العصابي و الأثم. ان التعرض لمواقف الكراهية و حب الأب لم تجعل دستوفيسكي يتحرر اطلاقا من شعور الذنب الذي كان ينشأ عن نيته في قتل ابيه! مما جعل هذا الشعور يحدد مواقف دستوفيسكي نحو سلطة الدولة و نحو الأيمان بالله، الذي انتهى فيه الموقف الى خضوعه الكامل لأبيه البديل، و حرية اكبر في مجال الدين، و ظل من غير الممكن حقا لذكائه العظيم ان يتغلب عليه.
"فإننا ننسى -في سرور- أن من الحقائق أن كل شيء في حياتنا عرضي من أصلنا الأول عند تلاقي الحيوانات المنوية مع البويضات، فالصدقة تشارك مع ذلك في قوانين الطبيعة وأقدارها، ولا ينقصها إلا الإرتباط برغباتنا وأوهامنا." -
*الجزء الأول، والأكبر:- تحليل نفسي حول شخصية ليوناردو دافنشي كفنان، وكانسان..ومباحثات حول مثليته الجنسية كأحد عواقب تعلقه الشديد بأمه، وتأثير هذا التعلق على لوحاته كالموناليزا والقديسة آن.
*الجزء الثاني:- دراسة لنفسية الكاتب دوستويفسكي، وتأثير مقتل والده الذي يتضح في أعماله بالأخص "الأخوة كارامازوف"، ومرجعيته على الطبيعة الجنسية له.
جميل...كان فيه بعض الأجزاء اللي الدنيا بقت متشابكة عندي أثناء القراءة لكن برضه الأسلوب مبسط و مفهوم و كتابات فرويد عامة مبتبقاش مستحيلة الفهم حتى مع شخص مش متعمق في دراسة علم النفس زيي.
تحليلات فرويد لا تمل طبعا كصحة يمكن ان لا تكون صحيحة لنسبة كاملة لكن بلا شك هو يلامس جزء كبير من الحقيقة
فرويد يبدو لي يتعامل مع الثقافة و القضايا كطبيب يتقنص الاعراضو يحللها الفرق انه هو من أسس العلوم التحليلية التي يعتبرها و وضع بعض القواعد لها قد يكون بعضه خاطئ لكن تبقى قدرة فرويد على التحليل و الرؤية مصدر اعجاب و متعة كبيرة لي انا
كتاب سيغموند فرويد ، وهو إحدى الكتب المشهورة التي استخدم فيها منهجه ( التحليل النفسي ) في سبر أغوار عالمين عظيمين ، هما : ليوناردو دافنشي ، وكذلك دوستيوفسكي . يبتدأ فرويد كتابه في الحديث عن دافنشي ، وفي الحقيقة فإنه أسهب في تحليل دافنشي ، وعرض حياته ، وأعماله ، وهذا ينم عن إعجاب بهذه الشخصية ، ومن ثم يبدأ في فقرة جديدة وبصفحة جديد ليخوض في نفسية هذه الهامة ، ويعطي واحدة من الذكريات التي يعتبرها فرويد ، وغيره أنها مستحيلة ، وانها غريبة إلى أبعد حد ، وكانت هذه الذكرى موجودة في المخطوطة الأطلسية ، والتي يقول فيها دافنشي : (( يبدو أنه قد قدر علي من قبل أن أشغل نفسي تماماً بالنسر ، فإنه يطرأ على ذهني كذكرى قديمة جداً ، فحينما كنت لا أزال في المهد ، هبط علي نسر ، فتح فمي بذيله ، وضربني عدة مرات بذيله على شفتي )) ، وينطلق فرويد من هذه العبارة ، وعدد مما قيل عن دافنشي ممن كتبوا عنه في سيرته ليثبت أن هذا الرجل كان يعاني من حالة عصابية ، وانفصامية ، وانه كان شاذاً . والحقيقة يقول فرويد أن هذه الذكرى أغرب ما يكون ، وأثناء تحليله يثبت مما قبل عنه في حياته انه كان يجتذب الشبان الصغار ذو الملامح الوسيمة ، ويعتني بهم ، وهذا كما جيء في إحدى مذكراته ، ثم يربط فرويد من كون دافنشي ابناً غير شرعي ، وعلاقته بأمه . وفي الفصل الثاني يأخذ فرويد دوستيوفسكي وروايته الشهيرة ( الإخوة كارامازوف ) ، ويحللها . يضع فرويد في بادئ الأمر عن حياة دوستيوفسكي كما قيل عنه ، وقد قيل أنه كان كارهاً لوالده ، وكان يريد قتله ، ولهذا يقول فرويد ولا غرو ان تكون أعظم ثلاث اعمال ادبية هي : ( مأساة أوديب لسوفوكوليس ، وهاملت شكسبير ، والاخوة كارامازوف ) وهذه الاعمال كلها تتحدث عن قتل الأب من اجل امرأة . ويقول فرويد أن مقتل أبا دوستيوفسكي كان بمثابة النقطة المهمة والمفصلية في مصير حياته العصابية ، فقد عانى بعدها من نوبات صرع يقول عنها فرويد بانها ( نوبة هستيريا حادة ) ، ويأتي فرويد باحد النصوص المنقولة عن إحدى إخوة دوستيوفسكي والتي يقول بها أن فيودر كان عندما يشعر بقرب هذه النوبات يجمع الأوراق بجانبه ليكتب وصيته ويقول بانه سوف يموت ، وفي الكتاب يقوم فرويد بالتحليل ويثبت أن ما يحدث هو أن الانا العليا قد تقمصت صورة الأب المعاقب لأبنه المريد لقتله ، وهذه صورة سادية تظهر بشكل ضئيل في أعماله ، وافعاله ، وأن الأنا تقوم بدور المعاقب لفيودر فلهذا كان يقوم بمعاقبة نفسه بصورة مازوخية مرضية ، وكانت تظهر بشكل كبير ، مما يعني انه كان مازوخياً إلى حد كبير . وفي الأخي يقول فرويد ان ما قام به هو مما جادت به قريحته وما توصل له التحليل النفسي ، وقد يكون مصيباً وقد يكون مخطئاً .
رغم أن سيجموند فرويد هو الأب الروحي لعلم النفس الحديث، ورغم أنني قرأت له عدة أبحاث ونظريات خلال مرحلتي الجامعية. إلا أنني اختلف معه وأعارضه بشدة في عدة أمور منها ما أنسبه في هذا الكتاب عن ليوناردو دافنشي وفيودور دوستويفسكي. ولأكون واضحًا صريحًا؛ لا أعلم حقيقة بحثه عن حياة دافينشي التي لا أعلم منها شيء غير لوحة موناليزا، ولا أعلم بأي معيار حكم عليه بالجنسية المثلية. ولكن اسقاطه لدوستويفسكي باضطرابات جنسية بسبب أنّه أخذ دور المساعد مع زوجته الأولى وعشيقها بدلًا من أن يأخذ دور المحارب أو المنتقم لا يأخذ بعين الاعتبار، فدوستويفسكي ما فعل ذلك لأنه يعاني من اضطرابات جنسية مثلية، بل فعل ذلك بدافع الحب العميق الذي يجعله يضحي حتى بنفسه في سبيل سعادة محبوبه. ولا يمكن وصف دوستويفسكي بالأثم المجرم لانه كان لا بحب أباه، ولأنه جعل ديمتري كارامازوف يرتكب جريمة قتل الأب في رواياته الخالدة الأخوة كارامازوف، وأيضًا لا أعلم بأي وجه قارن فرويد هذا الأمر في الرواية بعقدة أوديب في الاسطورة اليونانية والتي تنص على قتل الأب لأباه الذي يراه يقف في طريق حبه لأمه، فيقتله ويتخلص منه ليفوز هو بحب الأم له وحده. لم يعطيني هذا الكتاب أي دليل علمي من قبل فرويد، بل زاد حيرتي في أمره وبحثه الجنسي. ولم أخذ منه حرفًا واحدًا بعين الاعتبار.
الكتاب : التحليل النفسي و الفن الكاتب : سيجموند فرويد نوع الكتاب : تحليل ، فلسفة ، أدب ألماني عدد الصفحات : 119 تقييم الكتاب : 4 من 10
📎 الكتاب شقين؛ شق يتكلم عن ليوناردو دا فينشي عن التحليل الفني و السيكولوجية الجنسية و الشق الآخر لدوستويفسكي و جريمة قتل الأب.
📎 حلل الكاتب في القسم الأول شخصية ليوناردو و حياته و فنه و كيف كان شديد التعلق بوالدته و رجح أن التعلق بوالدته جعله مثلياً ، كما تكلم عن لوحاته الشهيرة الموناليزا و القديسة آن. أما في القسم الثاني فقد حلل شخصية دستويفسكي، قصة مقتل أبيه، إصابته بمرض الصرع و روايته الشهيرة الإخوة كارامازوف.
📎 رأيي الشخصي أنه من أسوء الكتب التي قرأتها ممل لأبعد حد و اللغة صعبة الفهم و ركيكة، فجأة يقطع الكاتب الفكرة الذي كان يتكلم عنها و يدخل في موضوع مختلف تماماً! أيضاً صب كل اهتمامه على مواضيع الجنس بشكل مبالغ هناك العديد من الفقرات المقززة.
في هذا الكتاب؛ تقدر تقول ان فرويد يراوغ في التحليل النفسي للشخصيات اللي اختارها، مع دافنشي تمسك بإعتراف بسيط من دافنشي و بنى عليه كل دوافع دافنشي بالحياة. مع داستايفسكي، ما تقدر تحكم عليه الا لما تقرأ رواية " الإخوة كارامازوف" .. مع اني ما اعتقد اني لدستا اَي دوافع جنسيه بطفولته. لا اعلم لماذا ركز فرويد في تحليله على الدافع الجنسي فقط، اخل جداً حينما ركز على هذا الجانب فقط. حتى انه ما درس تأثير الفن في النفس ولا ألقى له بال. سأعاود قراءة الفصل الذي يتحدث عن دستايفسكي حين انهي قرائتي له و حوله.
Read this one earlier this year. I didn't find some of Freud’s assumptions logical, such his Leonardo Da Vinci's relation with his mom and limiting many points in a sexual aspect. However, reading it at a time when imposter syndrome was getting the best of me, I was shocked that people like Da Vinci underestimated themselves THAT way. I'm aware that the details about his uncompleted paintings weren't the main focus, but that definitely was what got me the most. I think Dostoevsky deserved to be tackled in a deeper way.
تناول فرويد تحليل شخصية دافنشي النفسية والسيكولوجية من خلال رسوماته ومن خلال مذكرات وجدت له ، وتناول علاقته مع والدية من ناحية نفسية وعلاقة الرسم بأمه ، بالأضافة الى حياته الأجتماعية ، وتأثره بوالده ،،،وتحليل لشخصية ديستوفيسكي النفسية والسيكولوجية من خلال مؤلفاتة وتناول موضوع الجريمة في الروايات وربطها بحالة ديستوفيسكي الصحية حيث كان يعاني من الصرع ، وعلاقته مع ابيه،
عندما يجتمع ثلاث من أبرز العبقريات في تاريخ الثقافة الإنسانية: ليوناردو دافينشي عبقري عصر النهضة العالم الفنان المخترع دوستويفسكي عبقري الرواية الروسية الفذ الذي يعده بعض النقاد الأب الحقيقي للتحليل النفسي لأعماق النفس البشرية وسيغموند فرويد؛ بدراسة تحليلية لشخصية الفنانين بطريقة غير معهودة.
على الرغم من أخطاء فرويد الكثيرة إلا أنه محلل نفسي بارع وهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه.. وتحليله في نهاية الكتاب لرواية "أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة" تحليل مبهر حقا
أى كانت نتائج التحليل النفسى للعباقرة والعظماء فى الفن والأدب ...سيظلون...عباقرة وعظماء ..فلا يوجد إنسان كامل ... فهذه التعرية التى يقوم بها علماء النفس .. بغرض فهم الأسرة والبيئة والمجتمع وأثرها على نتاج هؤلاء وطبيعة حياتهم ونشأتهم ... فالأخير سيظلون ....عظماء .
كتاب قوي ومفيد جدا للمهتمين بعلم النفس لإحتوائه على تحليلات نفسية جميلة جدا ومعلومات قيمة عن آلية الغريزة الجنسية وميولها وما ينتج عنها... لكن لم يعجبني بعض التحليلات النفسية المبنية على إفتراضات جنسية مبالغ فيها التي وردت في فصل (دوستويفسكي وجريمة قتل الأب )