الكتاب رائع في الحديث عن موضوع إشكالية العلوم الإنسانية من ناحية الموضوعية، وهذا يتضمن الحديث بشكل أساسي عن قضايا العلم و المنهج العلمي في العلوم الإنسانية، خصوصاً بالمقارنة بالعلوم الطبيعية.. مشكلة الكتاب هو في طله، حيث إنه يع في حوالي 401 صفحة و كان من الممكن اختصاره و تركيزه
عرض المؤلف أولاً مشكلة العلوم الإنسانيةو مكانتها و تاريخها في العصر الحديث والتحديات التي تواجهها ، ثم في الفصول اللاحقة عرض لأبرز المناهج العلمية الإبستومولجية في العلوم الإنسانية:
ففي الفصل الثاني تحدث عن التيار الأول الذي ينظر للواقع من الخارج ك دوركايم و الوضعيين والسلوكيين، وهذاالتيار مدفوع بالمقارنة بمناهج العلوم الطبيعية ثم في الفصل الثالث التيار الثاني الذي ينظر للواقعة من الخارج/ كديلتاي، وماكس فيبر، و هورسل،وسارترو سوتس ثم في الفصل الرابع عرض للتياراذي نظر للظاهرة الإنسانية من الداخل و الخارج، أو ما يعرف بالبنية ، وذلك عند شتراوس و مورينو
ثم في الفصل الأخير عرض لأهم المستويات التي تشكل في الموضوعية في العلوم الإنسانية (الفلسفة، الأيدولوجيا،القيمة، المنهج العلمي) و اقتراح لحل لهذي الإشكاليات
أعجبني الفصل الثاني، ومناهج الواقعيين التي حاولت إدخال المناهد والنظريات الفيزيائية و الرياضية، و كذلك الفصل الثالث الذي أكد على دور رؤية الباحث وواقعه المعاش..و للعلوم الإنسانية طريق طويل قبل أن تضبط منهاجها لتكون قادرة عن الضبط و التنبؤ والتحكم ..وهو أمر يبعث على إثارة روح التحدي لدى المختصين في هذا المجال
أعجبني كذلك اقتراحه الأخير للحل و هو التركيز على أمرين: استخدام الفرضيات للخروج من مأزق الموضوعية، و لقدرة الفرضية على التعميم السابق واللاحق، وكذلك اقتراحه للتركيز على "الوحدات التحليلية" التي تمكن العلوم الإنسانية من البناء عليها ، ومن ثم التحكم والتنبؤ و التفسير ..