الكتاب عبارة عن مشاهدات الصحفي اﻹيطالي ماريو كورسي خلال رحلته من طرابلس إلى الجبل الغربي(جبل نفوسة) 1913م،وهو مكتوب بنفس استعماري واثق جدا!..ورغم أن لهذه النسخة المترجمة مُراجـِع ناهيك عن المترجم إﻻ أنها مليئة باﻷخطاء التي كنت أظن أنها مطبعية فقط ولكن تبين لي أنها لغوية خصوصا في أحرف الكلمات(كالثاء بدل التاء والضاد والظاء وغيرها) مع اﻷخطاء الطباعية أيضا!..والكثير من الفقرات جاءت جملها سيئة التكوين والترتيب ما أدى لتشويه المعنى أو طمس جمالية الصورة على أقل تقدير.. ورغم كل ذلك فإن الكتاب حوى شذرات تلقي بإضاءات على بعض ورقات تاريخ ليبيا الحديث، وأعتقد أننا في حاجة ماسة لترجمات عديدة لما في جعبة الطليان من معلومات ووثائق هامة قد تساعدنا على فهم أكثر لما جرى وﻻ يزال يجري
تكمن اهمية هذا الكتاب في انه من الكتب الغير عسكرية / سياسية النادرة التي تصف حال الجبل الغربي من غريان الي نالوت مرورا بالعزيزية بعد اتفاقية اوشي لوزان وانسحاب الجيش التركي رسميا وتوقف الحرب مؤقتا ..وهي فترة بسيطة ساد فيها السلام الي ان اندلعت الثورة الوطنية ضد المحتل الايطالي مجددا وتغيرت هذه الاماكن الي غير رجعه بعد ان طال الكثير منها الدمار والخراب سواء بيد الايطاليين او بسبب الفتن بين الليبيين انفسهم! في هذا الكتاب التقي الكاتب بالمجاهدين المختار كعبار و فرحات بك الزاوي والحاج محمد فكيني وهو ما اثراه في نظري. ولكن سوء الترجمه والاخطاء المطبعية والاخطاء في اسماء المواقع المختلفه وكذلك الروح الاستعمارية المتعالية للكاتب تزعجك بلاشك خلال قراءة هذا الكتاب....