مالك بن نبي (1905-1973م) الموافق ل(1323 هـ-1393 هـ) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك. وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
ما أستشفه مرارًا من نماذج مالك هو سعيه لإبراز قيمة الفكر وتغليبه إياه على قيمة الشيء. الأشياء -بمفردها- لا تعين على إقامة نموذج خاص؛ فما دام الإنسان طفيلي النزعة، يقتات على إنتاج الآخر بدون إعمال الفكر أو تحرك اليد فحتمًا سيره في اتجاه الهاوية. والشيء على كل حال وبطرق عدة يصير سهل المنال؛ سهولة تنازع القدرة على الإنتاج. أما الفكر -في الإطار الديني والأخلاقي طبعا-؛ فهنا البداية ومنه الاستدامة، هنا التقويم والعمل، وهنا الصورة الخاصة لا التقليد الأعمى. ومن هذا أستطيع أن أفهم عدة محاور من نموذج مالك. "كمنويلث إسلامي" هذا النموذج ببساطة، -فكرته: فمجمع يحركه الإرادة الجماعية للعالم الإسلامي. -رابطته العضوية: الإسلام. -وسعيه: البحث في كل ما يهم الشأن الإسلامي، التدقيق في الأخطار التي يواجهها ومشاكله الخاصة، ثم إنتاج أفكار يُستَخلص منها حلول لهذه المشكلات وبطريقة تناسب المجتمع. والنقطة الأهم؛ أن هذا النموذج لا بد أن يكون مبدأه للبقاء؛ فلا يقتصر على ما تبدَّى من مشكلات، بل جلَّ اهتمامه لما يتبدى وستبدي منها -وهذه النقطة جعلها مالك نقطة المفارقة مع المثال البريطاني-. ومن بعد، فهذا النموذج لم ينكر مالك صعوبته، ولم ينكر صعوبة جمع أطرافه ولا صعوبة التحديد الدقيق لطرق سيره، بل العكس صرَّح بهذا وأن ما ذكره هنا ما هو إلا فكرة وهيكل عام. لكن أيضًا فالنموذج ما زال، ولم يخرج بعد من تحت سقف الممكن. وهذا رجع بي لشعوري الخاص بحالة الإحباط أو ربما الشفقة التي واجهتها مع نماذجه -القابلة للتطبيق- كثيرًا، وإلى تساؤل هذا لمَن، ومن يسمع؟ ما أحوجنا وأبعدنا والله! ووجدت ذكر من مالك هنا لمثل هذه الحالة وأثرها، مثلها في تغير لغة الخطابات التي لاحظها في بعض لقاءاته، والتي أرجو أن تكون بدلت محور يأسي هذا.
وأنهى بنص طويل ربما لكن كل كلمة فيه رهيبة، ارتجف منه قلبي والله: "ويمكننا نحن أنفسنا أن نتمثل هذا التطور في صورة عملية كيميائية تتم في إناء مغلق، ومنذئذ نصبح بإزاء مشكلة ميكانيكية؛ فإذا توازنت القوى الداخلية والقوى الخارجية على جانبي حواجز الإناء أمكن للعملية أن تستمر وأن تؤول إلى نتيجتها الطبيعية، أما إذا حدث أي اختلال في التوازن فإن حواجز الإناء تتطاير شظايا بديدة في الهواء، وتتوقف العملية الكيميائية توقفًا لا يمكن تداركه.
إن الإناء المغلق يصور العالم الإسلامي في مجرى تطوره الراهن؛ فهناك قوى داخلية تعمل على تحويله بغية تكييفه مع الحياة العالمية الراهنة. فإذا لم يتح للقوى الداخلية أن توازن مفعول القوى الخارجية فإن الأمر سيؤول لا محالة إلى تطاير حواجز الإناء شظايا بديدة في الهواء؛ وحينئذ يتسنى للنزعة الاستعمارية وللشيوعية التقاط تلك الشظايا البديدة. إلا أنه يجب علينا أن نقول بأن خطورة المشكلة قائمة في داخل ذلك الإناء بوجه خاص. وهي متوقفة على أولئك الذين يوجهون العملية الكيميائية التي تعمل على تغيير العالم الإسلامي في هذه المرحلة من تاريخه، إن أي سهو من جانبهم قد يؤدي إلى انفجار الإناء. وإذا حدث الانفجار فلن يكون مجديًا أن تقول لأولئك المتطلعين لهذه اللحظة، لا تلتقطوا شظاياه!.. ومن ثمَّ فلا ريب في أن الخطر سيظل يتهددنا طوال العشرين سنة القادمة. ولكن (الإسلام) يظل دائمًا القوة التي لا تحطم"
"إلا أنه يجب علينا أن نقول بأن خطورة المشكلة قائمة في داخل ذلك الإناء بوجه خاص. وهي متوقفة على أولئك الذين يوجهون العملية الكيميائية التي تعمل عل تغيير العالم الإسلامي...إن أي سهو من جانبهم قد يؤدي إلى تفجير الإناء"
وقد انفجر الإناء ولم يكن مالك معنا!!
المعنى الحديث لكلمة كمنويلث (commonwealth) هو التجمع السياسي
فمالك يدعو لمجمّع دائم يمثل الإرادة االجماعية الإسلامية والتي تمثل مصالحه العامة
الخطوط العامة للكتاب
مبررات فكرة الكومنويلث الإسلامي
مبررات جغرافية سياسية ثثمثل في التكتلات التي كانت تبرز بقوة في وقتى كتابة مالك للكتاب من المنطة السوفيتية والصين ووحدة الهند وغياب الوجود الإسلامي ككيان يعبرعن نفسه وسط هذا التطور.
مبررات سيكلوجية يراها مالك تكمن في بذور ثورة ستجتاح العالم الإسلامي سواء من داخله أو من خارجه -ولا ندري اليوم ماذا حدث فالتيه يليق بنا-
مبررات فنية تستدعي تخطيط عالم إسلامي بصورة الكومنويلث.
العالم الإسلامي الأفريقي / العربي / الإيراني / الأصفر -صين وهند- / الأندونيسي الملايو = هذا العالم في وجهة نظر مالك بن نبي مازات تربطه رابطة روحية واحدة وهو ما أشك فيه . .
يحلل مالك المجتمع الإسلامي العربي خصوصا من منتصف القرن التاسع عشر وتأثير الإستعمار عليه وهو جزء مهم جدا، ويشبه هذا المجتمع بالتشبيه المعتاد للطفل الذي لم يتجاوز بعد الطور ما قبل الغجتماعي.
فهو يتعامل مع الأشياء ولا يستطيع أن يتعامل مع الأفكار . . فمشكلته الأساسية هي مشكلة أفكار . .
في العموم تحليلات مالك موفقة جدا وتحتاج لتأمل بالإضافة إلى تأكيده على أنه في هذه الرسالة عرض الأمر بشكل مختصر وأن المسألة تحتاج لمشروع متكامل وجهد مؤسسات بحثية متكاملة للخروج بنتائج وتحليل مناسب لمشاكل المجتمع وحلولها وصياغة الشكل النهائي للكمنويلث الذي دعى له.
وفي الأخير أقول نحن ننقرض . . خرجنا من التاريخ لنسقط في هاوية لا قاع لها.
يتحدث الكتاب عن فكرة كمنويلث إسلامي و الحاجة إليه, مفردة كمنويلث انجليزية المصدر و كانت تعني في السابق الثروة الموحدة و لكنها في العصر الحديث تعني الوضع السياسي الموحد
ينقسم الكتاب الى ثلاثة اقسام: القسم الاول كان يتحدث عن الحاجة اليه هذه الفكرة و الى المشكلات الحالية في العالم الحالي و الصعوبات التي تجعل من الفرد المسلم مشتت فكريا و من ثم انتاجيا و لذلك تكون الحاجة الى كمنويلث اسلامي. بالنهاية يقدم دراسة عن الموضوع و تقسيم له وقفت كثيرا عند هذه الجملة " نحن نتقبل على حق ماهو متعارف من أن المادة تحظى في العالم المخطط مرتبة القيمة العليا, و نحن متفقون على ذلك. و لكن لنواصل ابعد من ذلك, فالحق أننا نرى المجتمع الإسلامي الراهن يتخذ بالنسبة الى المادة موقفا غريبا فالواقع ان المادة قد واكبت تيارا فكريا مزدوجا , ففي العالم الراضخ للتصميم و المنهج التيلوري. توجد نزعة مادية رأسمالية أو (بورجوازية) نوعيا, و نزعة مادية ماركسية أو بروليتارية نوعيا كذلك, فالنزعة الاولى تلتقي في الغرب, مع رفاهية طبقة مالكة لمصالحها و اذواقها و اشيائها. و النزعة الثانية, تمثل مذهب نضال طبقة كادحة و تلتقي مع اصول هذا النضال و تصوراته و افكاره. و اذا بالعالم الاسلامي الذي يريد من الانفلات من اسر المادة - متخذا من وجهة نظرية نفس التحفظ بالنسبة الى كل من النزوعين الذين يواكبهما – يسقط لا شعوريا في النزعة الاولى, ذلك انه في الحقيقة منحصر التعلق في المرحلة من تطوره بالاشياء لا بالافكار و ذلك على ضوء النفسية الصبيانية"
القسم الثاني (القسم الأفضل): بدأ يتكلم كما في كتابه (عالم الافكار) عن فقر المفاهيم عندنا وأن الشعوب متعلقة بالاشياء فقط و ليست متعلقة بالافكار, و نتيجة لذلك فنحن مجتمعات استهلاكية. و تحدث عن ثلاث عناصر متى ماوجدت تكتمل عندها المعادلة لنشوء حضارة كاملة, و ذكر مثال المانيا بعد الحرب العالمية و ماحققته في العشر سنوات ما بعد 1945 و انه عند وجود الافكار تتحقق الاشياء
القسم الثالث: يتحدث عن وظيفة الكومنويلث الاسلامي , كيف و اين تكون قوته المركزية, ذكر بعد ذلك الكومنويلث البريطاني و وجوه التشابه و الاختلاف بينه و بين الكومنويلث الاسلامي المقترح
مالك الغريب في المكان و الزمان, يحاول ان يخفي حرقته عن الوضع الاسلامي و لكنك تجد ذلك ما بين السطور
Parfait et tellement court. Si j’avais pu rentrer dans la tête de l’auteur, je l’aurais fait. Je pense que je le relirai pour m’assurer de comprendre chaque subtilité. C’est un souffle d’air frais, la sensation de voir la lumière au bout du tunnel. J’espère que nous pourrons tous être des acteurs dans cette quête vers un commonwealth islamique!
حدثنا مالك بن نبي... أن المسلم يعيش فى عالم غريب له منه ( أشياؤه ) وليس ( أفكاره ) لانه لم يعرف بعد عالم الضرورات فهو لم يصنعه بنفسه إنه عالم مستورد فرضته عليه النزعه الاستعماريه باعته الاشياء وفرض عليه فى الواقع نفسه مقاييسه كما أن حال المسلم الان ونظرته للغرب وإنبهاره بحضارته حتى أعمى التقليد بصره ليذهب لﻷشياء و يذهب بصيرته عن اﻷفكار ... ثم ينتقل بن نبي الى حالة الاضطراب التى يعانيه الكثير ويمثل بشاب مسلم موريتانى سئل من ضابط فرنسى...وكان يقارن بين حضارة اوربا وبين حال المسلمين رغبة فى تاثير على عقيدته فما كان من الشاب اﻹ أن رد دونما تفكير (أنتم لكم اﻷرض ونحن لنا السماء)... هذا كان رد شاب سنة 1912م وللاسف إنه رد لاحدنا اليوم اى منذ قرن ونحن على تلك الحال ...إنه اضطراب فى الواعية المسلمة عن الدور الموكل إلينا ...حتى صارت مهمتنا تقتصر على اجساد تحيا لتكمل المشهد الحياتى للغرب ... وهنا مثالا أخر لطبيب مالك بن نبي يبوح له بقول "إننى أعمل واليأس يمﻷ قلبي " !... "أحب أن اصارحك بأنى لا أجد لدى المسلمين أى شئ فى مكانه الذى يجب أن يكون فيه " وأتسائل وهل تبدل الحال ..منذئذ الى اﻵن ؟!!!!! وقارن بين حال إثنين من أصدقائه الصينين قبل وبعد الثورة واستنتج أنها قامت بتبديل الشخصية الصينيه وحورت موقف الفرد من المشاكل ولم تحذفها فهناك من لم يرى أى طريق لحلها حيث عالمه الداخلى هو الذ�� يتضمن العلة أكثر من الخارجى وهذا الشئ العلة فى حاجة الى ارادة جماعية ونزعة غيبية معينه كما أعطت الثورة الصينيه لست مائة مليون صينى ومن هنا ...تنبثق فكرة كمنويلث إسلامى ...
مراجعة كتاب (فكرة كمنويلث إسلامي) المؤلف: المفكر الجزائري مالك بن نبي
يري مالك بن نبي أن فكرة الكمنويلث الاسلامي هي المخرج من العجز والتخلف الحضاري والاجتماعي للعالم الاسلامي الذي مُزق لدول ضعيفة في مقابل عالم متكتل في تحالفات ضخمة قوية اقتصاديا وعسكريا وحضاريا .
يري المسلم نفسه متخلفا في العلوم والاجتماع والاقتصاد ،وهو لا ينتمي إلي منطقة جغرافية سياسية محددة ، ويري ان تطور العالم قد سبقه ،وأنه لم يعد فاعلا في التاريخ والحضارة ، لذلك فان المسلم يجد ان التغيير لا يحدث إلا بثورة تحافظ علي خصائصه النفسية والاجتماعية .
هذا وفي غياب قيادة حكيمة ترسم له خطته ، يري نفسه مندفعا من اجل ان يلحق بالتطور العالمي إلي ثورة تأتيه من الخارج ، ثورة لن يكون قادرا علي التحكم فيها.
ويري الكاتب ان التخطيط للعالم الاسلامي يصطدم بأنه مكون من عوالم متعددة افريقية ، وفارسية ، وعربية ، وهندية،وصينية، واندونيسية، ورغم انسجامه الروحي إلا انه متشعب دنيويا.
لهذا يري المؤلف أن انتظام هذا العالم في كمنويلث إسلامي ينجح إذا ما راعي أوضاعه الخاصة، واتكأ علي منظمة المؤتمر الاسلامي كجهاز فيدرالي اداري، ويمكن الروابط الاقتصادية والقومية علي ضوء مهمة أساسية هي بناء كمنويلث إسلامي في العالم .
رحمة الله عليك يا بن نبي فكتبك وعلمك وافكارك مثل الجواهز الثمينة التي لا تُقدر بثمن
#فكرة_كمنويلث_إسلامي
#مالك_بن_نبي
#قراءة_2020
#محمد_عبدالمقصود
This entire review has been hidden because of spoilers.
صعوبة كبيرة في التنفيذ في ظل التنافس على الزعامة والسلطة والقوة وفرض حظر الفكر والتفكر في مثل هذه الظروف .. فضلا عن تشوه الصورة الإسلامية باستخدام جماعة الإخوان في أكثر من مكان
هذا الكتاب هو أول قراءة لي في فكر مالك بن نبي ، وقد حفزني في التعرف على أفكاره محاضرة حضرتها منذ مدة قريبة جمع فيها المحاضر أساسيات أفكار مالك بن نبي مع الإشارة إلى عناوين كتبه في ترويج بديع لهذه الشخصية الجديدة كليا علي ..
ومما لاحظته في أصول العلوم عامةً أنها واحدة لا تختلف ، إلا أن لكل كاتب ولكل علم طريقة وأسلوب متباين في عرضها، وقد بدت أفكار مالك بن نبي مألوفة للذهن عندما فككت طروحاته ، إلا أن أسلوب عرضها مبتكرٌ بطريقة لم أعهدها من قبل ..
وكان السبب في بدء قراءتي لهذا العنوان تحديداً هو سببٌ طريف ، إذ أنني ما وجدت غيره في المكتبة :)
وهذه بعض من الاقتباسات التي استوقفتني :
" فهو المحيط الذي ترعرعت فيه طفولته بأحلامها الملونة ، وتكونت فيه شخصيته كذلك، إن له روابط لا مرئية ، ووشائج من القرابة الخفية ، مع هذا العالم من الصوامع ! .. "
" وإذن فهناك انقلاب واضح في سلم الأشياء؛ إذ إن الحاج قد ولد في عالم تقاس فيه الأطوال على مستوى المساجد - كمسجد ابن طولون أو الجامع الأزهر - وهو يحيا الآن في عالم ، تقاس فيه الأطوال على مستوى بناية إدارية" ..
" ونحن ندرك أن الوعي الإسلامي قد أصبح ممزقاً منذئذ ، بين الرغبة في استدراك تأخر يعرف شدة وقعه في المجال السياسي - ونعني به التأخر الذي حاق به على الصعيد الاجتماعي - وبين الرغبة في إنقاذ تراث أخلاقي يعرف قيمته " ..
" والاستعمار لا يقنع بمجرد الاستعلام عن حركة الأفكار ؛ فهذا شأن (الفيلسوف) ، إلا أن للاستعمار فلسفته الخاصة التي تتمثل في التخلص من الأفكار التي تضايقه ، وفي الانحراف بها عن مراميها، بتوجيهها خارج المدار الذي أراد أصحابها استبقاءها فيه"
" فنحن عندما نجهل قيمة شيء معين ، لا يعني هذا مطلقا أن كل العالم يجهلها مثلنا .." واتخذ مثالاً على ذلك أهل العراق الذين لم يكتشفوا ثروة البترول رغم أنها ماثلةٌ أمامهم حتى جاء أرمني غريب وعقد صفقةً مع شركة إنكليزية لشراء هذه الثروة التي هي ملك أيديهم !
وسأختم بأهم فكرة دار معظم حديثه حولها :
" إننا في كل مرةً نقف فيها أمام مظهر من مظاهر اللافعالية في المجتمع الإسلامي، نرى أنفسنا مجبرين على ربطه (بعالم أفكارنا) لأنه في هذا العالم تكمن (أدواؤنا) ! "
برغم الترجمة البشعة للطيب الشريف .. الا أن الكتاب يحوي عدة لمحات ممتازة خاصة لمحة فهم العد المستعمر لنفسية المسلمين ودراسته لهم .. الفكرة ذات نفسها جيدة ويمكنها أن تكون مرحلة وسيطة بين الدول القطرية الموجوده حالياً وبين الدولة الاسلامية الكبرى المنشودة .. لكنها برغم ذلك تبدوا حالمة !!
الكتاب في المجمل يتحدث حول فكرة عاطفية أكثر من كونها واقعية ما يميز الكتاب من وجهة نظري أنه يظهر لنا طريقة تفكير المثقف المسلم في تلك المرحله واللذي كان يبحث عن أي طريقه تقود المجتمع الى الخروج من هيمنة قطبي الشرق و الغرب -في ذلك الوقت - ولو كان بالافكار العاطفية مستحيلة التطبيق ويظهر لنا في نفس الوقت مستوى اليأس اللذي وصل له المثقف العربي من قيام كيان موحد يجمع الأمة جعلته يسعى الى تقديم حلول تدعم الوحدة ولو كانت تحت كيانات متفرقه يختلف فيها نظام الحكم و المصالح السياسية
كتاب مميز .. مالك بن نبى مفكر متفرد , بيقدر يعرض أفكاره بطريقة منظمة جداً , بيرتبها و بيمهد لأى فكرة عاوز ينقلها للقارىء بشكل جيد جداً ..و ازاى ميبقاش كدة و هو واضح جداُ فى كل كتاباته تقديره لعالم الأفكار؟ :)
موضوع الكتاب مهم و طريقة تناوله أهم , بحيث إننا دايماً بنسمع كلام كتير عاطفى أو حتى من باب الشعارات و بس عن ضرورة وحدة المسلمين و عن حلم الخلافة و خلافه .. قليل جداً اللى اشتغل على الكلام دة و فكر ازاى ينقله من باب الأحلام و العواطف إلى باب البحث و الدراسة و منها إلى باب التطبيق , قليل جداً اللى اهتم بالآليات .. و أقل اللى قدر يكون عنده رؤية بعيدة لتطورات المبحث بتاعه و منهجيته ..
و سواء اتفقت أو اختلفت مع أفكار الكاتب , إلا أن جهد بلورة الفكرة يستحق التقدير و الاحترام , فتح أفق جديد للبحث و محاولة إلقاء الضوء على مشكلات بعينها فى المجتمعات مجال مش سهل , و هو اخترقه ببراعة ..
مالك بن نبى قدر يمهد على الأقل الطريق للباحثبن من بعده لدراسة إمكانية تطوير الشكل الواقعى الأنسب لنموذج الخلافة , بتوضيح أسباب مشكلات العالم الإسلامى , أثرها , الاختلافات و التشابهات بين البلاد الإسلامية, و بوضع تصور مبدأى لشكل الوحدة بين العوالم الإسلامية المختلفة ممكن يكون ايه .. و هنا كان اقتراحه , لفكرة الإدارة الفدرالية أو ال Common wealth
من الكتب القيّمة جدًا لمالك بن نبي، طرحه مركز جدًا، ولايمكنني كتابة مُراجعة وافية له، إلاّ أنني سأكتب على أيّة حال لأتذكره جيدًا. طرح مشكلة المسلم اليوم، كيف تعلّق بعالم الأشياء ونسي عالم الأفكار التي أتت منه، كيف أنّ مركز العالم الإسلامي من المفترض أن لا يتجه لدوائر جغرافية أخرى، بل العكس أن تتجه له الدوائر الجغرافية المتمثلة بالعالم الإفريقي والاسيوي، والعالم العربي، والعالم الأوربي، فيتمركز تيّار ضخم يصبح هوَ المُحرّك النشط للعالم، ويصبح إشعاعه أكثر نفعًا وقوّة. المُسلم لايكتفي بكونه (حاضر)فقط، بل يكون (شاهدًا) (وكذلك جعلناكم أمةً وسطًا، لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدًا)، ويتعيّن عليه كذلك أن يكون (رسولاً) يحمل رسَالة ذات معنى يبلغها للناس. إنّ العالم الإسلامي في إناء مُغلق يواجه مشكلة ميكانيكيّة في حال لم تتوازن القوى الداخلية والخارجيّة التي ستؤدي إلى إنفجار تتطاير فيه الشظايا التي سيلتقطها المتطلعين لهذه اللحظة من المستعمرين والشيوعيين، ووقتها لن نستطيع منعهم من التقاط الشظايا.
"لكن الإسلام يظل دائمًا القوة التي لاتحطّم"
اللهم انصر المُسلمين على أنفسهم، وقوي مُجاهدتهم الذاتيّة، وثبّت العقيدة الحقة في قلوبهم ..
فكرة الكتاب وموضوعه وعنوانه هو ماشدني لقرائته. لكن اعيب على المترجم حيث ان هناك جملا بل وصفحات لم اتمكن من استخلاص اي فائدة منها. والحمد لله لقد خرجت بعدة نقاط مهمة وهي:
1) ان الشخص المسلم يعيش في عالم الاشياء ولا يعيش في عالم الافكار فهو دائما مستورد للاشياء ومتناسيا اهمية التفكير والانتاج
2) دائما في البلاد الاسلامية يتم صرف نفقات هائلة وضخمة ولكن الانتاج ومحصول العمل يكون قليلا جدا بالنسبة للنفقات هو مايسمى باللافعالية
3) طالما ان المسلمين متفرقين فيما بينهم فلن تقوم لهم حضارة
4) ان حكام المسلمين هم المسؤولون عن هذا التخبط التي تعيشه الامة وان شعوبهم يتطلعون الى التوحد واقامة حضارة من جديد. فيجب على الحكام الحذر من ثورات داخلية ينتصر فيها الشعب ويبدأ في بناء حضارة. او انه يجب على الشعب الحذر من ثورة خارجية ( استعمار ) تنهب خيرات البلاد وتسرق احلامهم فيجب على الشعوب والحكام التحرك لانقاذ احلامهم وحضارتهم
يجب أخذ كلام الكاتب في بداية الكاتب في عين الاعتبار عند وزن الكلام .. فهو لا يقدم حلاً جوهرياً أو تصوراً كاملاً بحتاً وإنما محاولة لتقديم تصوّر مبني على الحالة والأحداث للعالم الإسلامي.
ففي محاولة لوضع اليد على الداء في طريقة التطور الفكري المنهجي والحالة التخطيطية الإسلامية تبدأ بعض المقارانات مع الحالة اليابانية والمأساة الألمانية في النهضة والتعامل مع الواقع في العامل الزمني بالتأكيد.
النزعة للتوحد والسير على خطى واحدة كما يرى الكاتب بشبيهة الكومنويلث البريطاني لمزيد من الشعور اتجاه الهم الواحد لتذليل العقبات.
طبعاً يدع الكاتب جانباً عديد من المشاكل المهمة وأعلاها الاختلافات المذهبية والعقائدية والمركزية القيادية .. ولكن ما يهمه ويركز عليه هو التوجه نحو تغيير طرق التفكير والنظرة الجماعية للنهضة.
يحاول الكتاب التلميح ولو من بعيد بتجديد فكرة الخلافة ولكن على أسس إقتصادية و ثقافية , وبحيث تأتي الفكرة من القواعد و الاطراف لا من المركز , حتى لا يحدث حالة من الطغيان الثقافي او السياسي من منطقة المركز الجغرافي او السياسي فتضر بالاطراف , وإنما تكون الاطراف "جغرافيا" هي المغزي الحقيقي لفكرة الوحدة , يسوق الكتاب بعض الحجج المادية البحتة , ولا يعرج على الاساس الديني للوحدة بين المسلمين إلا من بعيد . يبقى كتاباً جيدا من حيث الأفكار , و إن كان كتاباً ضبابياً وغير مكتمل النضوج .
برغم الترجمة البشعة للطيب الشريف .. الا أن الكتاب يحوي عدة لمحات ممتازة خاصة لمحة فهم العد المستعمر لنفسية المسلمين ودراسته لهم .. الفكرة ذات نفسها جيدة ويمكنها أن تكون مرحلة وسيطة بين الدول القطرية الموجوده حالياً وبين الدولة الاسلامية الكبرى المنشودة .. لكنها برغم ذلك تبدوا حالمة !!
إلا أن منهاج الكاتب فى البحث والإستقصاء و ضرورة الدراسة المتانية والمتفحصة فى أسباب الخلاف و محاولة معالجتها والتقارب فى المتشابه والأعتماد على المصلحة المشتركة فى التقارب بين المسلمين كانت كفيلة لإيصال فكرة
كتيب صغير للمفكر مالك بن نبي اشبه ما يكون بمحاضرة. يدور موضوع الكتاب خول أهمية فكرة الكمنويلث الاسلامي كإطار معاصر للعالم الاسلامي. كما يؤكد فيه على أهمية الاهتمام بالفكر الذي من خلاله تتمكن من استغلال الوقت والموارد افضل استغلال. وان العالم الاسلامي يعيش ازمة فكرة احسن استغلالها الغرب.